في إطار متابعة الملف السوري، استضافت السفارة الفرنسية في بيروت اجتماعاً ديبلوماسياً رفيع المستوى جمع المسؤول الديبلوماسي الفرنسي المكلف بالملف السوري، السيد “جان باتيست فافر”، مع وفد من المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا وتجمع العلويين السوريين في أوروبا.
جاء هذا اللقاء بناءً على توجيهات الرئاسة الفرنسية وتوصياتها الخاصة بتجمع العلويين السوريين في أوروبا، وبالتنسيق الكامل مع المجلس السياسي المذكور.
وضم الوفد السوري كلاً من:
المحامي مصطفى رستم (رئيس المكتب السياسي للمجلس)
السيد كنان وقف (رئيس المكتب الإعلامي)
الدكتور علي عبود (أمين عام المجلس ورئيس تجمع العلويين السوريين في أوروبا)
وناقش الجانبان خلال اللقاء جملة من القضايا المحورية، شملت:
تطورات الأوضاع العامة في سوريا
الواقع الراهن للمكون العلوي
الآفاق المستقبلية للمتغيرات السياسية والاجتماعية
سبل تعزيز آليات الحوار والتنسيق لدعم الاستقرار والسلام
وأعرب المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا عن تقديره العميق لهذه المبادرة الفرنسية، معرباً عن شكره للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤولي الخارجية الفرنسية على حسن الاستقبال والاهتمام.
وشدد البيان على “أهمية استمرار هذا التواصل البناء والتعاون المشترك”، لما له من دور في “تعزيز الجهود الرامية إلى إرساء حل سياسي عادل ومستدام يضمن تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل يسوده السلام والاستقرار”.
فيما يلي نص رد الرئاسة الفرنسية على رسالة للمكون العلوي
مدير ديوان
رئيس الجمهورية
رقم: PDR/CP/Bear/J049661
السيد علي عبود
رئيس مجلس إدارة
اتحاد العلويين السوريين في أوروبا
FRIEDRICHSTRASSE 95
10117 برلين
ألمانيا
باريس، في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2025
السيد الرئيس،
لقد تلقّى رئيس الجمهورية الرسالة التي وجّهتموها إليه. وإذ يقدّر مبادرتكم
والأسباب التي تدفعكم إليها، فقد كلّفني فخامة رئيس الدولة بأن أتوجّه إليكم
بالشكر، وأن أؤكد لكم الاهتمام المولى لانشغالاتكم المتعلقة بالأوضاع في سوريا
منذ وصول السيد أحمد الشرّاع إلى السلطة، بصفته رئيساً مؤقتاً للسلطات السورية
الانتقالية.
لقد دخلت سوريا، منذ الثامن من كانون الأول/ديسمبر، مرحلة انتقالية تاريخية أثارت
الكثير من الآمال بعد عقود من الديكتاتورية تحت حكم نظام الأسد. وكما أشرتم،
فإن الوضع لم يستقر بعد، وشهدت الأسابيع الماضية العديد من أعمال العنف
العشوائية. وقد سنحت لفرنسا الفرصة للتعبير عن قلقها البالغ، كما أدانت بحزم شديد
الانتهاكات التي استهدفت مدنيين على أساس طائفي وسجناء. وقبل كل شيء، دعت
السلطات السورية المؤقتة إلى ضمان إجراء تحقيقات مستقلة تكشف ملابسات هذه
الجرائم وتؤدي إلى محاسبة مرتكبيها.
إلى ذلك، كما تعلمون، فقد استقبل السيد إيمانويل ماكرون في 7 أيار/مايو الماضي
في قصر الإليزيه السيد أحمد الشرّاع. وخلال هذا اللقاء، جدد رئيس الدولة دعم فرنسا
لبناء سوريا جديدة، حرة، مستقرة، تعددية، ذات سيادة، وتحترم جميع مكونات
المجتمع السوري، بما في ذلك الأقليات التي يتألف منها.
وفي سياق مؤتمر باريس الدولي من أجل سوريا الذي عُقد في 13 شباط/فبراير 2025،
والذي أسهم بدعم المجتمع الدولي في تحديد إطار هذه العملية، ذكّر رئيس الجمهورية
أيضاً الرئيس المؤقت بالمتطلبات المنتظرة من الحكومة السورية، وخاصة شمولية
المرحلة الانتقالية، ومساهمة سوريا في استقرار المنطقة — ولا سيما في ما يتعلق
بسيادة لبنان — وأخيراً مكافحة الإرهاب، وهو تحدٍّ أساسي للسوريين، وللمنطقة
بأسرها، وكذلك لمواطنينا.
-2-
وفي هذا السياق، يمكنكم التعويل على التعبئة الكاملة لرئيس الجمهورية والسلطات
الفرنسية، وفي مقدمتها القائم بالأعمال في السفارة الفرنسية لدى سوريا الذي تولّى
مهامه مؤخراً، من أجل متابعة تطورات الوضع عن كثب، ومواصلة إعادة بناء
العلاقة التاريخية بين فرنسا وسوريا، لما فيه مصلحة شعبينا. وبناءً عليه، أدعوكم
إلى التواصل معه لعرض وجهة نظركم وتطلعاتكم.
وتفضلوا، السيد الرئيس، بقبول فائق الاحترام والتقدير.
رودريغ فورسي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=79752








