الإثنين, ديسمبر 23, 2024

العرب والدولة الاتحادية الفيدرالية

بخصوص الدولة اللامركزية أو الدولة الاتحادية الفيدرالية التي يطالب بها الكرد في مختلف دول التقسيم والاحتلال كأحد الحلول الممكنة المطروحة والتي قد تكون البديل عن الصراعات والحروب والانقسامات، أو بالأحرى تنازلاً وعوضاً عن الاستقلال التام كأحد الحقوق المشروعة لأي شعب وامة تتطلع للحرية، ولكن ورغم ذلك نجد بأن غالبية النخب السياسية والثقافية لهذه الشعوب التي تقتسم كردستان فيما بينهم، يرفضون حل الدولة الاتحادية ومنهم النخب السورية، بالرغم أن أجدادهم وآبائهم مروا بتجربة مشابهة مع الاستعمار العثماني وبعده الغربي الأوروبي حيث لو عدنا لتاريخ نشوء الدولة العربية واستقلالها عن الدولة العثمانية، سنجد بأن النخب العربية وعلى رأسهم الملك فيصل بن الحسين؛ والذي عين ملكاً على سوريا، يطالبون في “المؤتمر العربي الأول” الذي عقد في باريس عام ١٩١٣م باللامركزية عن “أستانة” التركية وبأن تكون للأقاليم حكوماتها الفيدرالية؛ أي نفس ما يطرحه الكرد في يومنا هذا مع عواصم القرار السياسي والتي تقتسم كردستان فيما بينها!

طبعاً العرب طالبوا بذلك حينما وجدوا بأن تركيا وتحت قيادة “حزب الاتحاد والترقي” تذهب نحو المزيد من التتريك والعنصرية ضد المكونات الأخرى ومنهم العرب.. واليوم فإن شعبنا يسير على نفس المسار والدروب حيث ومن بعد هيمنة البعثيين والقوميين وجعل هذه الحكومات والدول ذات صبغة عنصرية قومية دفع بأبناء شعبنا للمطالبة بنظام الدولة اللامركزية الاتحادية كرد فعل على تغييب حقوقهم الثقافية والوطنية، ولو بعد قرن كامل عن إخوتهم العرب الذين طالبوا بنفس الشيء في بدايات القرن الماضي عندما تعرضوا لنفس السياسات العنصرية من إخوتهم الأتراك ونعتقد من يطالب بحقوقه، كما طالبت أنت بها، لا يقوم بفعل معاق و”خيانة وطنية” تحت مسميات مثل “اقتطاع جزء من الوطن أو الانفصال”، بل هو يطالب بنفس حقوقه الشرعية التي أنت في يوم طالبت بها! وبالمناسبة فإن يحاول اتهام الكرد بأنهم وضعوا يدهم في يد الأمريكان ليعود إلى تاريخ نشوء دولهم ومن يقف خلفها من اللورنسات؛ نسبةً إلى ما يسمى ب”لورنس العرب”.

تجدون في التعليقات فيديو عن مذكرات وحياة الملك فيصل بن الحسين وقضية المطالبة بالدولة الاتحادية اللامركزية عن أستانة

​ 

بير رستم

شارك هذه المقالة على المنصات التالية