الأحد, سبتمبر 15, 2024
آراء

الكرد والنظرة الدونية لهم من الآخرين

بير رستم

إن ما جاء على لسان أحدهم وهو يصف الكرد ب”الملحدين والمحتلين الغزاة للمناطق العربية” هو ليس بجديد ولا غريب على شعوب تربت على الفكر العنصري البغيض تجاه المكونات الأخرى وبالأخص المغلوبة على أمرها والأدق؛ المستعبدة من قبل تلك الشعوب والحكومات الطاغية وقد رأينا وسمعنا الكثير خلال كل المراحل التاريخية معهم نحن الكرد، إن كانت في ظل خلافاتهم الدينية المختلفة أو مع هيمنة الفكر القومي الشوفيني الفاشي بعد وصولهم للسلطة في هذه الكيانات الغاصبة لكردستان وأعتقد كلنا رأبنا ما سبق الغزو المغولي التركي الإخواني لعفرين حيث وصل الأمر بالكثير من أئمة الجوامع في تركيا بأن صرحوا من على المنابر والقول: بأن هؤلاء كفار وملحدين -طبعاً يقصدون أهلنا بعفرين عموماً وليس فقط طرف سياسي، كما يحاول بعض الأغبياء تأويل تلك المقولات وتحويرها- ولذلك لا غرابة في تصريح هذا الأخير حيث سبقه الكثيرين إلى تلك المقولات التي تكفرنا، بل الغريب أن نجعل منه ومن مقولاته العنصرية ترند..

وللعلم فإن أغلب أبناء هذه المكونات التي نتجاور معهم جغرافياً وتحتل كياناتهم ودولهم لأجزاء من كردستان، هم ينظرون لأي دور كردي -حتى وإن كان شريك، كما حال الكرد في الرقة مثالاً، وذلك من خلال المشاركة السياسية والعسكرية في كل من الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية- يعتبر في نظرهم ليس إلا احتلالاً لمناطقهم وذلك لسبب مترسخ في ذهنية هؤلاء حيث إنهم لا يقدرون أن يجدوا الكردي نداً لهم، بل يجب أن يكون دائماً في موقع التابع الذليل وفي أحسن الأحوال؛ ذاك الكردي المهمش المغلوب على أمره والذي يجب أن يقول لشرطي البلدية “سيدي” مع تقديرنا لكل المهن والوظائف..

نعم إنهم لا يقدرون أن يستوعبوا قضية أن يصبح كردياً جنرالاً وأن تكون هناك إدارة ذاتية حتى وإن كان دورهم ومكانتهم وحقوقهم وحتى امتيازاتهم أكثر من امتيازات أبناء جلدة ذاك الجنرال؛ كونهم، وكما أسلفنا، وجدوا أن يكون الكردي دور واحد ألا وهو دور المغفل المضحوك عليه وفي أحسن الأحوال؛ ذاك الدرويش المسكين والتابع والخاضع لهم ولحكوماتهم وقراراتهم وسياساتهم الفاشية، بمعنى مرفوض تماماً أن يصبح الكردي شريكاً معهم، فكيف إذا أصبح جنرالاً وقائداً لمشروع هم يكونوا جزء منها حتى وإن قدم لهم من الحقوق والامتيازات ما يفوق حقوق وامتيازات أصحاب المشروع أنفسهم.. نعم الكردي الجيد في نظرهم هو الكردي الخاضع الخنوع وليس القائد الزعيم.

تنويه وتوضيح؛ إننا قلنا أصحاب المشروع، ليس من منطلق عنصري وحكره على الكرد، بل لكونه ابتدأ كردياً وبات سورياً لاحقاً بعد أن أنضم إليه كل مكونات المنطقة.. بكل تأكيد لا يمكن أن نقول؛ بأن هذه نظرة الجميع لنا، لكن هي نظرة الأغلبية من أبناء هذه المكونات تجاه الكرد وللأسف

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية