الثلاثاء 29 تموز 2025

المرصد السوري: حرق للجثث وقطع رأسها.. تسجيلات مصورة توثّق انتهاكات مروّعة في السويداء

محافظة السويداء: حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على مقاطع مصوّرة مروّعة، توثّق انتهاكات جسيمة ارتُكبت بحق شخصين من أبناء الطائفة الدرزية من قبل عناصر من وزارتي الداخلية والدفاع ومسلحين عشائريين.

ويُظهر أحد التسجيلات المصوّرة جثة رجل من أبناء الطائفة الدرزية وقد فُصل رأسه عن جسده وترك في الشارع، بينما يُظهر تسجيل آخر صُوِّر في المنطقة ذاتها، الجثة نفسها بالملابس نفسها والرأس لا يزال موجودًا، وإلى جانبها مقاتلون من وزارتي الداخلية والدفاع يردّدون عبارة “الله أكبر” أثناء توثيقهم للمشهد بالصوت والصورة. وتشير مطابقة الهيئة والملابس والمكان إلى أن عملية قطع الرأس جرت بعد القتل، في سلوك يُشكّل جريمة مروّعة تنتهك حرمة الجثث وتندرج ضمن أفعال الانتقام الوحشي.

كما وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان شريطًا مصورًا آخر، يظهر فيه جثمان مسلح من أبناء الطائفة الدرزية وقد تعرّض للتنكيل والاعتداء، كما وُضع فوقه ورق مقوّى، واستخدمت ولاعة في محاولة للشروع بحرقه. وينتهي التسجيل بطلب أحد الأشخاص عدم تصوير عملية الحرق، وسط ترديد عبارات طائفية نابية ومهينة من قبل أشخاص يرتدون زيًا عسكريًا وآخر عشائريا. وتعكس هذه الأفعال طابعاً انتقامياً ذا بعد طائفي، وتشكل انتهاكًا صارخاً لحرمة الجثث وكرامة القتلى

المرصد السوري لحقوق الإنسان إذ يوثق هذه المشاهد المؤلمة، يؤكد على ضرورة فتح تحقيق فوري ومستقل في الانتهاكات المرتكبة، ومحاسبة جميع المتورطين، ويجدّد دعوته إلى تشكيل لجنة تقصّي حقائق أممية محايدة ومستقلة بشأن أحداث السويداء، بما في ذلك الانتهاكات التي طالت المدنيين والمقاتلين على حد سواء، والتنكيل بالجثث من قبل جميع الأطراف.

ويأتي هذا التوثيق في سياق سلسلة من الأدلة التي جمّعها المرصد خلال وبعد الاقتحام العسكري لمدينة السويداء، والتي تُظهر أن ما جرى في السويداء لا يمكن اعتباره مجرد اشتباكات، بل يتجاوز ذلك إلى مستوى جرائم حرب تستوجب المساءلة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان