السبت, أكتوبر 5, 2024
أخبارحقوق الإنسانرئيسيسوريا

المرصد: تركيا تجبر المعارضين السوريين على الاعتذار وتقبيل العلم التركي وتغلق المعابر وتقطع الانترنت

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا عاقبت السكان في شمال غرب سوريا على مواقفهم المناهضة لتوجه تركيا للتطبيع مع النظام السوري، بعد أيام من إعادة افتتاح معبر أبو الزندين في 27 حزيران الماضي، ورفضا للاعتداءات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في تركيا مشيراً إلى أن الأخيرة أغلقت المعابر وقطعت الانترنت.

واندلعت مظاهرات غاضبة في الأول من تموز الجاري، في عفرين وإعزاز والباب في ريف حلب، سرعان ما توسعت رقعتها إلى إدلب وريفها.

وبحسب المرصد قطعت تركيا الاتصالات وأغلقت البوابات الحدودية التي تصلها مع مناطق (“حكومة الإنقاذ” في إدلب والحكومة السورية المؤقتة” التي تدير شكلا مناطق العمليات العسكرية التركية في أرياف حلب والرقة والحسكة)، التي تعتمد بشكل شبه كامل في تقديم الخدمات على تركيا، ومع انقطاع الانترنت، أصبحت المناطق “منفردة” داخل سجن كبير، وتعطلت الأعمال، وانعدمت قدرة الأهالي على التواصل مع أقاربهم وأبنائهم في الخارج.

ولا تزال تعاني بعض المناطق في شمال غرب سوريا من انقطاع الإنترنت لليوم السادس على التوالي، بالتوازي مع شن حملة اعتقالات واسعة في مناطق تستهدف الناشطين المشاركين في المظاهرات والإعلاميين، واعتقلت تركيا بمساندة فصائل “الجيش الوطني” العشرات ونقلت عدد منهم إلى تركيا للتحقيق معهم، بعد تحديد هويات المشاركين في الاحتجاجات الغاضبة، عبر إعادة مشاهد التقطتها كاميرات التصوير، وأعلن كل من “العمشات” و”فرقة الحمزة” عن مساندتها لحملة الاعتقالات، ونشروا قواتهم في عفرين.

وبعد أيام من الاعتقال، أجبرت الاستخبارات التركية والفصائل الموالية لها عدداً من المعتقلين، على الظهور بمقاطع مصورة وخلفهم العلم التركي وهم يقدمون الاعتذار للحكومة التركية والشعب التركي لقيامهم بحرق وطمس العلم التركي خلال المظاهرات الغاضبة التي عمت مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الشمالي.

ومن بين المعتقلين الذين ظهروا، شخصين يقيمان في مدينة إدلب حيث أقدمت هيئة تحرير الشام على تسليمهما للاستخبارات التركية، بعد ظهورهما بشريط مصور وهما يحرقان العلم التركي في شارع الجلاء بمدينة إدلب.

وأظهر أحد الأشرطة المصورة التي وصلت للمرصد السوري لحقوق الإنسان، طفل يعترف تحت الضغط والترهيب بحرق العلم التركي، وتقديم الاعتذار للشعب التركي وتقبيل العلم.

 

ولاقت الأشرطة المصورة المتداولة موجة استياء شعبية واسعة بين سكان الشمال السوري، الذين اعتبروا ذلك محاولة من قبل الاستخبارات التركية والفصائل الموالية لها لتركيع وإهانة وإذلال السوريين المعارضين للوجود التركي في الشمال السوري والإساءة لهم، لإرضاء “العنصريين” الأتراك، وانتقاماً لخروجهم بمظاهرات منددة بما يرتكب بحق اللاجئين السوريين في تركيا من اعتداءات عنصرية.

 

وأعادت هذه المشاهد إلى الأذهان ما كانت تفعله أجهزة النظام الأمنية بحق المعتقلين في بدايات الثورة السورية من إجبارهم على الظهور معلنين ندمهم على المشاركة في المظاهرات السلمية التي خرجت بوجه النظام.

وقتل خلال الاحتجاجات، 7 بينهم 6 قتلوا برصاص القوات التركية في عفرين، من ضمنهم 5 من المقاتلين السابقين من مهجري الغوطة الشرقية الذين جرى تهجيرهم وفق الاتفاقيات الروسية تركية “الغوطة الشرقية مقابل عفرين”، بالإضافة إلى قتيل في جرابلس، كما أصيب أكثر من 20 آخرين بجروح متفاوتة، جراء المواجهات في عفرين وعدة مناطق أخرى، والمظاهرات الغاضبة التي خرجت في عدد كبير من المدن والبلدات في الشمال السوري، ضمن مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف حلب الشمالي والشرقي، وفي مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب وريفها وريف حلب الغربي.

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية