الخميس, أبريل 18, 2024

المرصد: صعود النظام لمرتبة النفوذ الأولى تليهم قسد.. نحو 39 ألف شخص استشهدوا وقتلوا خلال 2017

سوريامنبر التيارات السياسية (بيانات)

العام 2017 لم يمر كسابقاته مروراً عابراً. لم تراوح الأحداث اليومية خلال أشهر السنة مكانها، منذ مطلع كانونه الثاني إلى نهاية كانونه الأول، إذ فرضت هذه السنة نفسها بقوَّة، لتنقلب الصورة، وتتغير الخارطة، وتتبدل القوى، مترافقة مع استحقاقات سياسية ومكاسب محلية وإقليمية ودولية، كانت ببعد الرصاصة، فحيثما تصل الرصاصة والقذيفة، يكون لسان القوة المطلقة لها أمكن وأمتن، وكانت البداية منذ ما بعد حلب التي كسب النظام جولته الأخيرة فيها، وخسرت المعارضة وجودها في معظم المدينة، لتبدأ قوات النظام عمليتها العسكرية مع مطلع العام 2017، والتي لم تنتهِ منها إلى الآن رغم وصولها من حلب إلى حدود العراق، وانطلقت تقلبات المناخ العسكري من قاعدة توزعت فيها قوى الصراع على الأرض السورية، إذ كان تنظيم “الدولة الإسلامية” يتصدر السيطرة بمساحة 95325 كلم مربع بنسبة بلغت 51.48% من الجغرافيا السورية، تلتها قوات سوريا الديمقراطية من حيث سيطرتها على مساحة 35144 كلم مربع بنسبة 19%، فيما كانت قوات النظام في المرتبة الثالثة بمساحة 31419 بنسبة 17% من مساحة الأرض السورية، بينما جاءت الفصائل في المرتبة الرابعة حيث تسيطر على 23053 كلم مربع بنسبة 12.4% من سوريا، حيث كانت تسيطر الفصائل على مساحة 20828 كلم بنسبة 11.2% من مساحة الأرض السورية، فيما تسيطر فصائل “درع الفرات” على مساحة 2225 كلم مربع بنسبة 1.2%، في حين جاء جيش خالد بن الوليد في المرتبة الأخيرة كعادته، بمساحة 239 كلم مربع والتي بلغت نسبتها 0.13% من الجغرافية السورية.

هذه القاعدة دفعت قوات النظام وحلفائها من الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني والعراقي والميليشيات العراقية والسورية والأفغانية، إلى تحديد هدف واحد، يتطابق مع الرؤية والتوجه الدوليين، ألا وهو قتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتقدم على حسابه، فانطلقت عمليتان عسكريتان متزامنتان إحداهما انطلقت من شمال شرق حلب والأخرى انطلقت من شرق حمص، بالتزامن مع هدنة “القيصر الروسي” فلاديمير بوتين و”السلطان” رجب طيب أردوغان، وترافقت المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” مع مؤتمرات ولقاءات بين وفدي المعارضة والنظام في جنيف وآستانة وشهد العام 2017 خمسة اجتماعات لجنيف بدءاً من جنيف 4 وصولاً إلى جنيف 8، وانطلاقاً من آستانة 1 وصولاً إلى آستانة 8، ليستغل النظام بذلك القطار السياسي السائر برعاية دولية، وينطلق لالتهام مناطق التنظيم إلى أن انقلبت الصورة وتحولت الخريطة وصعدت قوى عسكرية على حساب أخرى، ليكون النظام المتصدر من حيث النفوذ والرابح الأكبر، تليه قوات سوريا الديمقراطية، فيما عاد تنظيم “الدولة الإسلامية” ليكون المدافع عن آخر ما تبقى له من سوريا، وسيطرت قوات النظام على أكثر من 72 ألف كلم مربع خلال العام 2017، وباتت تحكم نفوذها على 103218 كلم مربع بنسبة 55.8% من الأراضي السورية، فيما تقدمت قسد مسيطرة على نحو 15500 كلم مربع وأحكمت سيطرتها على 27.4% بمساحة 50640 كلم مربع، فيما تراجعت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أن خسر 89722 كلم مربع وبات يحكم سيطرته فقط على 3% من الجغرافيا السورية بمساحة 5600 كلم مربع، في حين تذبذبت سيطرة الفصائل ودخل الفصائل المدعومة أمريكياً كما وسعت قوات عملية “درع الفرات المدعومة تركياً سيطرتها، إلى أن باتت الفصائل بمجملها من إسلامية ومقاتلة وهيئة تحرير الشام وأخرى مدعومة من التحالف وفصائل “درع الفرات” تحكم سيطرتها على 13.7% من الأراضي السورية، بمساحة نحو 25500 كلم مربع حيث تسيطر الفصائل المعتدلة على 8.4% منها بمساحة تقدر بنحو 15600 كلم مربع، ومن ضمن هذه المساحة نحو 2250 كلم مربع خاضعة لسيطرة الفصائل المنضوية تحت راية عملية “درع الفرات” المدعومة تركياً، بنسبة 1.2%، فيما تسيطر الفصائل المدعومة أمريكياً وغربياً في البادية السورية من خط معبر التنف – خربة الشحمي وصولاً إلى شمال خبرة الزقف والتي يتواجد فيها معسكر لهذه الفصائل، على مساحة نحو 3550 كيلومتر مربع بنسبة 1.9% من الجغرافية السورية، بينما بقي جيش خالد بن الوليد محافظاً على نسبة سيطرته التي بلغت 0.13% ووسع سيطرته لـ 250 كلم مربع.

هذا التغير في خارطة السيطرة وتصاعد وتنازل نفوذ قوى عسكرية على حساب أخرى، ترافق مع تغير ديموغرافي فرضته الصراعات على فرض النفوذ، والتعنت من قبل أطراف في ضم منطقة أو أخرى إلى مناطق سيطرتها، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات تهجير وتغيير ديموغرافي، كان المنطلق فيها مناطق مختلفة، فيما الوجهة واحدة، ألا وهي الشمال السوري، ورصد المرصد عمليات تهجير لآلاف المقاتلين وعوائلهم ومدنيين رافضين لهذا النوع من الاتفاقات، وشملت الاتفاقات كل من القلمون الغربي عند الحدود السورية – اللبنانية، الزبداني ومضايا وبقين، الفوعة وكفريا، حي الوعر بمدينة حمص، أحياء دمشق الشرقية، ووادي بردى، كما تسببت المعارك الطاحنة المختلفة في معظم المناطق السورية، بعمليات نزوح ضمت عشرات آلاف المواطنين، في كل من دير الزور والرقة وحلب وحماة وحمص والحسكة

العام 2017 شهد أحداث إضافية بارزة، كأن أهمها مجزرة الثلاثاء الأسود التي نفذت في مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي لمحافظة إدلب، وراح ضحيتها 88 مواطناً بينهم 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر و21 مواطنة، بالإضافة لإصابة عشرات آخرين، وأكدت مصادر طبية للمرصد السوري حينها، أن إحدى الأحياء في مدينة خان شيخون تعرضت لقصف بمواد يرجح أنها ناجمة عن استخدام غازات، تسببت بحالات اختناق، ترافقت مع مفرزات تنفسية غزيرة وحدقات دبوسية وشحوب وتشجنات معممة، وأعراض أخرى ظهرت على المصابين، كما شهدت الساحة السورية توتراً من نوع آخر، إذ عمد التحالف الدولي لإيجاد مكان لقواته والفصائل المدعومة منه قرب منطقة معبر التنف الحدودي مع العراق، وأقدم على توجيه عدة ضربات لقوات النظام وحلفائها من المسلحين السوريين والعرب والآسيويين، وقتل وأصاب العشرات منهم، وكان أبرزها الضربات التي استهدفت مطار الشعيرات العسكرية في منتصف أيار / مايو، والتي ادعت الولايات المتحدة أنها جاءت في أعقاب مجزرة خان شيخون الذي انطلقت الطائرات منه وقصفت مدينة خان شيخون متسببة في المجزرة، كما شهدت مواقع لقوات النظام وحلفائها من حزب الله اللبناني والقوات الإيرانية، قصفاً إسرائيلياً جوياً وصاروخياً، طال مواقع عسكرية ومرابض مدفعية ومستودعات وآليات عسكرية، وتسببت في قتل وإصابة العشرات من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كذلك شاركت الطائرات الإسرائيلية في توجيه ضربات لجيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” وقتل اثنين من قادته مع قتل وإصابة عشرات كانوا برفقتهم في حوض اليرموك بريف درعا الغربي.

هذه الأحداث المنفصلة على مدار العام 2017، ترافقت جميعها، مع استمرار القتل على الأرض السورية وبحق المدنيين السوريين من أطفال ومواطنات وشبان ورجال ومسنين، بالإضافة لاستمرار سقوط الخسائر البشرية في صفوف المقاتلين في الفصائل المقاتلة والإسلامية، وهيئة تحرير الشام، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، وقوات سوريا الديمقراطية والقوات المدعومة من التحالف الدولي، وقوات النظام وحلفائه من الروس والإيرانيين والعراقيين والأفغان واللبنانيين والسوريين والفلسطينيين ومن القوات العشائرية السورية التي تشكلت بدعم روسي أو إيراني أو من قوات النظام، وقاتلت لجانب قوات النظام في البادية السورية، وتسبب القتل المستمر في استشهاد ومصرع ومقتل وإصابة عشرات آلاف الأشخاص على الأرض السورية طوال أشهر سنة 2017 وتابع المرصد السوري لحقوق الإنسان السقوط المستمر للخسائر البشرية، ووثقها تباعاً، حيث بلغ 33425 عدد الشهداء والقتلى والصرعى منذ الأول من كانون الثاني / يناير 2017، وحتى نهاية كانون الأول / ديسمبر من العام ذاته، وتوزعت الخسائر البشرية على الشكل التالي::

الشهداء المدنيون السوريون:: 10507، من بينهم 2109 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1492 مواطنة فوق سن الثامنة عشر.

في حين بلغ عدد المقاتلين السوريين في صفوف الفصائل المقاتلة والإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية وفصائل وحركات وتنظيمات أخرى:: 6452

كذلك وصل عدد المنشقين عن قوات النظام إلى:: 9

كما بلغ عدد القتلى من قوات نظام بشار الأسد:: 2923

فيما وثق المرصد من قوات الدفاع الوطني والمسلحين السوريين الموالين للنظام:: 4435

بينما وثق المرصد من مقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة فتح الشام “جبهة النصرة سابقاً” وتنظيم “الدولة الإسلامية” والحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم جند الأقصى وتنظيم جند الشام والحركات الإسلامية من جنسيات سورية وغير سورية:: 7494

في حين بلغ قتلى حزب الله اللبناني:: 212

فيما بلغ عدد قتلى المسلحين الغير سوريين الموالين للنظام والمسلحين من الطائفة الشيعية:: 1243

مجهولو الهوية موثقون بالأشرطة والصور:: 150

المجموع العام للشهداء المدنيين 10507 توزع على أقسام مفصلة تتبع لطريقة القتل التي أزهقت أرواح المدنيين السوريين لتكون على الشكل التالي::

الخسائر البشرية في غارات طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية بلغت 1718 شهيد مدني هم:: 1035 رجلاً و390 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و293 مواطنة فوق سن الـ 18.

الخسائر البشرية في الضربات الصاروخية والجوية الروسية بلغت 1884 شهيد مدني هم:: 1133 رجل وشاب، و443 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و308 مواطنة فوق سن الـ 18

الخسائر البشرية جراء قصف التحالف الدولي بلغت 2423 شهيد مدني سوري هم:: 1556 رجلاً و438 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و429 مواطنة فوق سن الـ 18.

الخسائر البشرية بقصف القوات التركية وطائراتها وصلت إلى 254 شهيد مدني هم:: 145 رجلاً وشاباً، و66 طفلاً دون سن الثامنة عشر و43 مواطنة فوق سن الـ 18.

الخسائر البشرية على يد قوات نظام بشار الأسد والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بلغت 1771 شهيد مدني هم::1251 رجل وشاب، و350 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و170 مواطنة فوق سن الـ 18.

الخسائر البشرية في معتقلات النظام وسجونه بلغت 121 شهيد مدني هم:: 121 رجلاً وشاباً

الخسائر البشرية على يد الفصائل المعارضة وصلت إلى 434 شهيد مدني هم:: 272 رجلاً و91 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و71 مواطنة فوق سن الـ 18.

الخسائر البشرية على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” بلغت 1788 شهيد مدني:: 1298 رجلاً و317 طفلاَ دون سن الثامنة عشر، و173 مواطنة فوق سن الـ 18.

الخسائر البشرية على يد حرس الحدود التركي بلغت 114 شهيد مدني هم:: 95 رجلاً وشاباً و14 طفلاً دون الثامنة عشر، و5 مواطنة فوق سن الـ 18.

أيضاً يقدِّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، العدد الحقيقي لمن استشهد وقتل أكثر بنحو 5 آلاف من الأعداد التي تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيقها، ويأتي هذا التقدير لأعداد الشهداء والقتلى من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، ومقاتلي الفصائل المقاتلة والفصائل الإسلامية وتنظيم “الدولة الإسلامية” والحزب الإسلامي التركستاني، نتيجة التكتم الشديد على الخسائر البشرية من قبل كافة الأطراف المتقاتلة، ووجود معلومات عن شهداء مدنيين لم يتمكن المرصد من التوثق من استشهادهم، لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية في سورية.

العام 2017 الذي يعد ثاني أخفض سنة في الخسائر البشرية السنوية منذ انطلاقة الثورة السورية في العام 2011، بقي فيه الدم السوري ينزف، وأغرق التراب السوري بالدماء والجثث، ليتواصل القتل على هذه الأرض، أمام أنظار المجتمع الدولي الذي ركز على حرب ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي نشأ وتضخم على حساب دماء أبناء الشعب السوري وشارك في قتلهم وسفك دمائهم، حيث أن هذا التنظيم لم يكن ليكبر بهذا الحجم، لو أن العدالة كانت موجودة منذ البداية، كما أن المجتمع الدولي الذي جسد نفسه في ثوب المخلص للشعب السوري شارك في سفك دمائه وقتل أبنائه وتشريدهم، وبعد هذا القتل كله لم يعد للعالم والمجتمع الدولي والأطراف الفاعلة، أية مبررات في تأخير التحرك الدولي، لإنهاء الموت والقتل والتدمير والتشريد على الأرض السورية، حتى يجد أبناء هذا الشعب متسعاً من الحياة، ليتمكنوا من إعادة إعمار وبناء بلادهم، والعودة إلى مساكنهم أو لبقايا الدمار في قراهم وبلداتهم ومدنهم، ولا ذرائع أو مبررات تقف أمام المحاكم الدولية لإظهارها، والتمنّع في محاسبة المجرمين ومعاقبة القتلة والآثمين بحق أبناء الشعب السوري، إلا إذا كان المسؤولون عن تطبيق العدالة، يتهربون من تطبيقها.

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان سنبقى نطالب الأطراف الدولية والمجتمع الدولي التحرك لإحالة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا لمحكمة الجنايات الدولية أو المحاكم الدولية المختصة حتى ينال القتلة ومحرضوهم وآمروهم عقابهم، وليتوقف القتل ويتمكن أبناء الشعب السوري من الوصول إلى الدولة التي ينشدونها، دولة تسود قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية، وتضمن لكافة مكوناتها حقوقهم، كما أننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من التهديدات التي تلقيناها، من كافة الأطراف في سوريا، ومن قبل أطراف مشاركة في قتل أبناء الشعب السوري، لم ولن نتوقف عما بدأنا به، من رصد وتوثيق ونشر لكافة الانتهاكات بحق أبناء الشعب السوري والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب المرتكبة والتي لا تزال ترتكب في سوريا، حتى لو كلفنا الأمر حياتنا

رابط الدقة العالية لانفوجرافيك عن إحصائية الخسائر البشرية وتفاصيلها للعام 2017

http://www.mediafire.com/convkey/5bf5/n7ood6ed21ayllazg.jpg

رابط تغير خريطة السيطرة في سوريا وتبدل نفوذ القوى المتصارعة على الأرض السورية خلال العام 2017
http://www.mediafire.com/convkey/d888/24y49kp0shnt335zg.jpg

المرصد السوري لحقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *