تجددت المعارك العنيفة في ريف مدينة الباب الجنوبي الشرقي، بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، تترافق مع قصف جوي وصاروخي مكثف، بالتزامن مع سماع دوي انفجار في محور المشرفة ناجم عن تفجير التنظيم لعربة مفخخة، وسط تقدم جديد لقوات النظام في المنطقة وسيطرتها على قريتي المشرفة وبيجان وتلتها، ليرتفع إلى 7 على الأقل عدد القرى التي سيطرت عليها قوات النظام خلال الـ 48 ساعة الفائتة، حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة يوم أمس على قريتي أبو جبار والمغارة، متمكنة من الوصول من محور جديد للطريق الرئيسي الواصل بين تادف والباب من جهة ريف حلب الشرقي والآخذ إلى محافظتي الرقة ودير الزور، كما كانت قد سيطرت قوات النظام يوم أمس الأول على قرى المنصورة وخربة الجحش والجديدة عقب اشتباكات عنيفة جرت أول أمس بين الجانبين، في الريف الشرقي والشمالي الشرقي لحلب، وتركزت حينها في شرق منطقة عران، الواقعة في جنوب مدينة الباب.
وفي سياق متصل تتواصل المعارك في الأطراف والمداخل الشمالية والغربية لمدينة الباب، بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف، والقوات التركية وفصائل “درع الفرات” من طرف آخر، وسط تقدم للأخير في المنطقة، فيما لا يزال التنظيم يسيطر على معظم مدينة الباب، وتترافق الاشتباكات مع قصف جوي تركي بالإضافة للقصف المدفعي، كما أكدت مصادر من الفصائل المقاتلة العاملة في “درع الفرات” للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أكدت أن اجتياح مدينة الباب لن يتم إلا بعد أن تقوم قوات النظام بإغلاق وتطبيق حصارها على كامل المنطقة جنوب مدينة الباب.
جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق منتصف ليل أمس ارتفاع أعداد الشهداء في مدينة الباب، منذ بدء الهجوم من قبل القوات التركية و”درع الفرات” في الـ 7 من شباط الجاري، إلى 61 شهيداً بينهم 13 طفلاً دون سن الـ 18 و8 إناث، ومن ضمنهم 11 من عائلة واحدة، جراء القصف من قبل القوات التركية والغارات التي نفذته الطائرات التركية على المدينة، كما أسفرت الغارات هذه عن سقوط عشرات الجرحى بعضهم في حالات خطرة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح أمس الاثنين أنه لم تتمكن القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عمليات “درع الفرات”، من انتزاع السيطرة على البلدات والمدن الرئيسية في منطقة الباب، على الرغم من مضي 3 أشهر على وصولها لتخوم المدينة، فمن الـ 13 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، وحتى الـ 13 من شباط / فبراير الجاري، لم تفلح الآلة العسكرية التركية رغم المجازر التي ارتكبتها بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قاطني منطقة الباب بمدنها وبلداتها وقراها، حيث أن الأمر لم يستمر بهذه الوتيرة، بل تلقت القوات التركية في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر الفائت من العام 2016، أولى هزائمها على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” عند أطراف مدينة الباب الغربية، خلال محاولة قوات عملية “درع الفرات” اقتحام المدينة، ليسوقها صعوبة الدخول من هذا المحور، إلى البحث عن محاور أخرى للاقتحام، والتي تمكن التنظيم المستميت للبقاء في مدينة الباب ومحيطها، من صد هجمات القوات التركية والفصائل المتتالية على مدينة الباب وبلدتي قباسين وبزاعة، على الرغم من التحشدات العسكرية الكبيرة للقوات التركية وفصائل “درع الفرات”، وعلى الرغم من القصف المكثف والعنيف من قبل القوات التركية وطائراتها الحربية على مدينة الباب ومحيطها، ليبدأ ليل الـ 7 من شباط / فبراير الجاري من العام 2017، عملية عسكرية جديدة، أفضت إلى سيطرته على الضواحي الغربية لمدينة الباب ووصوله إلى الأطراف الشمالية للمدينة.
يشار إلى أن تركيا حصلت في أواخر العام 2016 على الضوء الأخضر الروسي الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص من بينهم أكثر من 7 آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، لأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات سوريا الديمقراطية ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير، من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث “الجزيرة – كوباني – عفرين”.
المرصد
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=2561