الملائكةُ افترشَت أرضَ الحدائق

كوردأونلاين |

علي مراد

هذه الأرضُ المحرَّمةُ …

هذه الأرضُ المكعَّبةُ كالعذابِ

تأكلُنا

وتحفظُ رفاتنا

بين تجاعيدِ الحديد

هنا نتدلّى من شُرفتِنا

جثثاً ناقصة…

هنا تحتَ الأنقاضِ نُولَدُ

ونشتمُّ العذاباتِ

هنا في بيوتِنا نُدفَنُ

يااااا البصيرُ

لا حليبَ في أثداءِ الجدارِ

يناجيكَ هذا الرَّضيعُ

فيرتدُّ الصَّدى…

أيُّها السَّميعُ

أتسمعُ؟

لدينا أحلامٌ

وأجنحةٌ تعبنا من طيِّها

وإخفائها تحتَ دثارِ الأرق

ولدينا نوافذٌ تطلُّ على

المبغى الدُّولي

وعلى الأممِ المتَّفقةِ

على صهرِنا

ولدينا مقاعدُ حجريَّةٌ

سقطَت للتوّ من سقفِ بيتنا

ولأطفالنا راحاتٌ

بحجمِ ستارةِ المسرحِ

راحاتٌ يشربُ الحمائمُ منها

وتستحمُّ فيها عصافيرُ الدُّوري

راحاتٌ….

لا تحملُ سوانا…

غمامات لمسحِ الدَّمعِ

وحجبِ الرُّكامِ

لا سلالمَ لدينا

ليصعدَ العويلُ أكثر

لا مطارات

لتحملَ لنا طيورُ الأبابيلِ

حنطةً

وضماداً.

 

​الثقافة – صحيفة روناهي  

شارك هذه المقالة على المنصات التالية