الثلاثاء, أبريل 16, 2024

وطن

القسم الثقافي
مصطفى سينو_
أيا وطــني المـمزَّقُ والقـــتيلُ
يميلُ الكُـلُّ عـــنكَ ولا أمـــيلُ
لعَقدٍ ظـلَّ نزفــكَ مـٍن وريدي
ولي جفـــنٌ عليك دماً يســيلُ
ومنك إليكَ أشــكو اليومَ قهراً
بهذي الأرضِ لم يشهدهُ جـــيلُ
تحيطُ بك النوائبُ كـُلَّ حـين ٍ
ويعــلو بينَ جـنبيك العـــويلُ
ويدنو المــوتُ منــكَ بلا نذيرٍ
كــمـا يـدنو إلى خِــلٍّ خــــليلُ
كأنَّكَ مُذ ولدتَ رُضِــعتَ موتاً
وإنْ تُفطمْ فــذاكَ المسـتحيلُ
ومن قــهرٍ تســـيرُ لدربِ قــهرٍ
متى مــنك المــواجعُ تسـتقيلُ
تقاسمكَ اللصـوصُ وكلُّ لصِّ
لهُ جيشٌ بأرضـِـكَ أو  فصـيلُ
وخـــانتكَ العـُـروبةُ مُنذ عقد ٍ
ولم يُســـمعْ لصـولتِهم صهيلُ
ولم نَسمعْ لنخــوتهمْ هــديراً
ولم يُســــمع لسيفِهمُ صـليلُ
وحســـبكَ مـوطـني أنّـا بقـينا
أبـاةً فـــيك ما فــينا الذلـــيلُ
نذرُّ على شــفاهِ الجُـرحِ مِلحاً
فيُزْهِرُ فَوقهُ الصـــبرُ الجميلُ
نموتُ نعم ولكــن أيّ مـــوتٍ
وقـوفاً مثلما مــاتَ النخــيل ُوطن.

​الثقافة – صحيفة روناهي