“الوحدة” و”التقدمي” يدعوان للعدل والتعددية في رسالة نوروز بعد سقوط البعث

بمناسبة عيد نوروز، وجهت رسالة تهنئة من حزبي “الوحدة” و”التقدمي” الكرديين في سوريا للشعب الكردي والسوري، متمنية عاماً مليئاً بالأمل والسلام.

وأكدت الرسالة أن نوروز، رمز الحرية والتجدد، يتزامن هذا العام مع سقوط نظام البعث الاستبدادي بعد نصف قرن من الظلم، ما أشعل آمال السوريين بدولة ديمقراطية.

وانتقدت الرسالة السلطات الجديدة لعدم انفتاحها على مطالب المكونات القومية والدينية، مشيرة إلى أن الإدارة تميل للاستئثار بالسلطة، كما تجلى في تشكيل لجان الحوار والإعلان الدستوري ورغم اتفاق أحمد الشرع ومظلوم عبدي الذي منح فسحة أمل، خيّب الإعلان الدستوري الآمال.

دعت الرسالة إلى حلول سياسية تضمن حقوق الجميع، خاصة الكرد، في نظام تعددي لا مركزي، وحثت على الابتعاد عن عقلية الاستبداد. كما استذكرت شهداء نوروز مطالبة بالاحتفال الحضاري واقترحت إيقاد الشموع. وختمت بالتأكيد على نوروز كرمز للحرية، مهنئة الشعب بعيد قومي مبارك.

النص الكامل للرسالة

 

رسالة نـوروز

بمناسبة حلول عيد نـوروز، نتوجه إليكم بأطيب التمنيات القلبية، متمنين لكم عاماً جديداً مليئاً بالفرح والأمل والسّلام، نـوروز ليس مجرّد عيدٍ للاحتفال بقدوم الربيع، بل هو رمزٌ للحرّية، والتجدّد، والوحدة، وصرخةٌ ضد الظّلم والاستبداد.

لطالما كان نـوروز مناسبةً تجسّد معاني النضال والصمود للشعب الكردي في سوريا وفي كافة أجزاء كردستان. إنه اليوم الذي نحيي فيه ذكرى كاوا الحداد وانتصار الحق على الباطل، ونستلهم منه القوة لمواصلة السّير نحو تحقيق العدل والمساواة، والتأكيد على هويتنا وثقافتنا القومية العريقة.

في سوريا، لقد عانى الشعب الكردي على مدى عقود، وفي هذا العام نؤكد مرة أخرى للسوريين بأنّ أحد معاني نـوروز هو تعزيز الأخوة بين جميع مكونات الشعب السوري وبناء مستقبل أفضل وتعزيز الوحدة والتضامن بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية.

يا أبناء شعبنا الأبي…

يتزامن احتفالات نـوروز هذه السنة مع سقوط نظام البعث وآل الأسد ومعهم الظّلم والاستبداد الذي حكم سوريا لأكثر من نصف قرن من الزمن، ومع هذا استبشر السوريون خيراً بسقوط النظام الديكتاتوري في دمشق، وبناء دولة مدنية ديمقراطية، إلّا أنّ السلطات الجديدة لم تقم حتى الآن بالانفتاح على الشعب وتلبية حقوق المكونات القومية والدينية في البلاد، إذ تصرّ الإدارة الجديدة على أن تكون ذات لون واحد، وتجلى ذلك من خلال الإجراءات التي اتخذتها بدءً من تشكيل لجنة الحوار الوطني ولجنة الإعلان الدستوري، وتشكيل بقية الهياكل الأخرى، كما أنّ التوقيع على الاتفاق بين السيد أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي أعطى فسحةً من الأمل لدى الكُـرد وباقي السوريين بتوفر الإرادة لدى الإدارة الجديدة بإيجاد حلول لقضايا البلاد الأساسية ومنها القضية الكردية، إلّا أنّ الإعلان الدستوري جاء مخيباً للآمال المعلقة على التغيير، ومن هنا ندعو مرةً أخرى إلى البحث بشكل جدي عن حلول سياسية تلبي مطالب السوريين في الحرية والكرامة وفي نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي، يقرّ ويصون حقوق كافة مكونات المجتمع السوري، ومنها الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي.

إننا في حزبي “الوحدة” و”التقدمي”، في الوقت الذي نحيي فيه يوم نـوروز، فإننا نستذكر بألم شهداء نـوروز وضحايا الممارسات التعسفية التي حدثت في الساحل السوري، كما ندعو الإدارة الجديدة إلى الابتعاد عن عقلية الاستفراد بالسلطة وبالمشهد السياسي عموماً في البلاد، والعمل على رأب الصدع لأن ذلك لا يخدم الشعب السوري.

وبهذه المناسبة المجيدة نتقدّم بالتهنئة إلى أبناء الشعب الكردي في كافة أنحاء العالم، وأبناء الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، بقدوم العيد القومي الكردي “عيد نـوروز”.

كما نهيب بالأخوة المواطنين على ضرورة الاحتفال بشكل حضاري يليق بقيم ومعاني نـوروز، وذلك بالابتعاد عن إشعال الإطارات والنيران داخل المدن وفي الساحات العامة، والاكتفاء بإيقاد الشموع على أسطح المنازل وعلى الأرصفة عشية العيد في (20 أذار).

عاش نـوروز رمزاً للحرية والكرامة…

وكل نـوروز وشعبنا بخير…

قامشلو – 19/3/2025

حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا