وأضاف جيا كرد ان “العملية السياسية جامدة وتعيش حالة الانسداد الحقيقي في ظل الاختلافات والتناقضات المتجذرة بين اطراف الصراع في سوريا, وما يجري الان ميدانيا من معارك في ادلب الى العقوبات الاقتصادية الامريكية والسياسية هي محاولات لتهيئة الارضية لبدء حوار جديد. ولكن كل جهة من الصراع تحاول فرض اجندته”.
نص الحديث كاملا:
١- تحدثت وسائل اعلام كردية عن حراك دبلوماسي فرنسي امريكي ولقاءات مع الاحزاب الكردية، ما الهدف من وراء هذه اللقاءات؟.
نعم هناك محاولات وجهود حثيثة لتقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات في بين الاحزاب الكردية وخاصة بعد مبادرة “قسد” لوحدة الموقف الكردي بين مجموعة الاحزاب الكردية في الادارة الذاتية, والمجلس الوطني الكردي. وجاءت مواقف امريكية وفرنسية مشجعة ومواكبة لهذه المبادرة. وانطلاقا من هذا الموقف ارادت كل من امريكا وفرنسا العمل على اقناع احزاب المجلس الوطني في التعامل بإيجابية مع المبادرة المطروحة, وبكل تأكيد الهدف الاساسي من المحاولات الامريكية الفرنسية هو تقليص المسافات بين اطراف المعارضة الكردية أولا, وبين الادارة الذاتية والمعارضة العربية المتمثلة بشكل خاص الائتلاف السوري. وبالتالي يمكن ان يتم توسيع التمثيل السياسي للمنطقة, ولكل منطقة حسب خصوصيته.
٢- هل هناك تنسيق بين الجانبين الامريكي والفرنسي ام ان لكل منهما هدف معين؟.
المواقف الامريكية الفرنسية البريطانية تجاه الملف الكردي وتقريب وجهات النظر فيما بينهم متوافق عليه بين هذه القوى بنسبة كبيرة وهم يتحركون وفق مخطط مشترك في اطار التحالف الدولي.
٣- هل من الممكن تشكيل ادارة مشتركة بين الادارة الذاتية والاحزاب الكردية المعارضة؟.
الادارة الذاتية تشكلت في ظروف طارئة, وشملت اكبر عدد ممكن من الشركاء السياسيين ومكونات المنطقة من كرد وعرب وسريان, وهي في كل المراحل منفتحة على التحديث والتطوير والاستفادة من التجارب السابقة والجديدة, وان اي عملية تغيير او مشاركة يجب ان تكون وفق اليات ومعايير ديموقراطية شفافة تتوافق عليه جميع الأطراف, والسبيل الانجع لذلك هو خوض عمليات انتخابية شفافة ديموقراطية. وهذه العملية ستكون التأكيد السياسي الحقيقي للمكونات السياسية خاصة وتبلور الارادة السياسية لمكونات شمال وشرق سورية.
٤- ما الفرق بين المبادرة الفرنسية والمبادرة التي اطلقها مظلوم عبدي قائد “قسد”؟.
جاءت المبادرة الفرنسية لنفس الاسباب السابقة التي ذكرنا في اطار التحالف الدولي بينما مبادرة قسد تأتي في اطار حاجة وطنية كردية وسورية ضرورية لتلبية المهام التاريخية الملقاة على عاتق الحركة السياسية الكردية, والاستفادة من المتغيرات الاقليمية والدولية لصالح قضية شعبنا وتثبيت حقوقه المشروعة؛ وتجاوز الازمة السورية من خلال مشاركة كردية بشكل فعال وايجابي وبحضور قوي لكي يتم تجاوز العمليات الاقصائية المتكررة التي تحصل بحق شعبنا على مر التاريخ.
٥- هل هناك وعود امريكية وفرنسية لمشاركتكم في المفاوضات واللجنة الدستورية، وهل يدعمون محادثاتكم مع الحكومة السورية برعاية روسية؟.
العملية السياسية جامدة وتعيش حالة الانسداد الحقيقي في ظل الاختلافات والتناقضات المتجذرة بين اطراف الصراع في سوريا, وما يجري الان ميدانيا من معارك في ادلب الى العقوبات الاقتصادية الامريكية والسياسية هي محاولات لتهيئة الارضية لبدء حوار جديد. ولكن كل جهة من الصراع تحاول فرض اجندته. وان عدم التوافق السياسي بين الاطراف المتصارعة تقودنا الى عدم وجود وعود بالانضمام الى اللجنة الدستورية او مفاوضات مرتقبة, وكما يبدو بانه هناك محاولات لإعادة هيكلة هيئة التفاوض؛ وكذلك اللجنة الدستورية. الموقف الامريكي الفرنسي من الحوار مع دمشق فهو ليس معارضا كما انه لا يدعمه او يشجعه. بكل تأكيد موقفهم داعم للحوار وفق القرار الاممي ٢٢٥٤ ونحن ايضا مع دعم هذا الموقف. ولكن نتيجة اقصاء الادارة الذاتية من كل ما تم ذكره بفيتو دولة محتلة وهي تركيا فان الادارة لن تقف مكتوف الايدي بل ستبحث عن الحلول الممكنة للحفاظ على مكتسبات وقيم شعبها.
٦- هل حصلتم على ضمانات من فرنسا وامريكا بان لا تتعرض مناطقكم لتوغل تركي جديد؟.
نحن نعيش في مرحلة معقدة وشائكة جدا يكتنفها الكثير من الغموض والصراع على المصالح. لذلك لا يمكن لاحد ان يضمن بشكل مطلق ما سيحصل خاصة اذا كانت القوة والمصالح المختلفة تتحكم في الصراع بين جميع الاطراف المتصارعة. كما هو معروف دول التحالف تعارض الى حد ما اي عملية عسكرية دون التنسيق معهم, ولكنهم لا يستطيعون الردع لأسباب مختلفة, وتركيا دائما جاهزة لأي عملية اذا رأت الفرصة المناسبة والضوء الاخضر من احد القوتين الروسية او الامريكية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=115