بعد مرور عام على سيطرة تركيا على عفرين.. مسؤول كردي أصبحت جحيم لا يطاق

قال سليمان جعفر، المسؤول الكردي في الإدارة الذاتية، أن سكان عفرين الذين يدلون بتصاريح بعد هروبهم ووصولهم الى مناطق بعيدة، يتحدثون عن الوضع في عفرين “تحت ظل الاحتلال” ويصفونه بأنه “جحيم لا يطاق”، مقارنة بوضعها إبان إدارتها من قبل أبنائها.

وفي 18 مارس/ آذار 2018، دخلت قوات الجيش التركي وبمشاركة فصائل سورية موالية لها مركز مدينة عفرين ورفعت العلم التركي وعلم قوات المعارضة على مبنى السراي وذلك ضمن عملية “غصن الزيتون” التي انطلقت في 20 يناير/كانون الثاني 2018.

وفي حديث مطول مع موقع تموز نت، ذكر سليمان جعفر، الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لإقليم عفرين في الإدارة الذاتية، تفاصيل الأيام الأولى من العملية التركية في عفرين وما آلت إليه أوضاع منطقة عفرين بعد سيطرة قوات الجيش التركي وفصائل المعارضة.

“بعد مقاومة استمرت ثمان وخمسون يوماً، احتلت الدولة التركية منطقة عفرين”

وقال جعفر “بعد مقامة تاريخية لا مثيل لها بين قوتين غير متكافئتين لا بالعدة ولا بالعتاد، وبعد استخدام الجيش التركي أحدث أنواع الأسلحة، من طائرات F16 الأمريكية، ودبابات ليوبارد الألمانية، واستخدام السلاح الكيميائي اُستقدام أكثر من خمس وعشرون ألف مرتزق كانت تمولهم وتدربهم تركيا، وعينت لكل مجموعة قائداً من الدواعش الذين هربوا بعد خسارتهم في الرقة وكوباني وشنكال لتحريف الثورة السورية عن مسارها وتصب في مصلحة حزب العدالة والتنمية التركي”.

وأضاف جعفر “بعد مقاومة استمرت 58 يوماً، احتلت الدولة التركية منطقة عفرين بعد أن دمرت البنية التحتية”.

“لم تسلم المزارات الدينية”

وذكر جعفر أن ممارسات الدولة التركية “لم تسلم من شرها المزارات الدينية وخاصة الإيزيدية والعلوية، والأوابد التاريخية، ومقابر الشهداء”.

وتابع “أما المرتزقة الذين أصبحوا مداساً للمحتل التركي فقد انتشروا كالجراد في مدينة عفرين وقراها، فسرقوا ونهبوا كل شيء وقع بين أيديهم، وبدؤوا باعتقالات وخطف كل عفريني وطلب الفدية، كل ذلك على مرأى ومسمع المحتل التركي الذي كان يشارك المرتزقة بما ينهبون”.

“350 ألف مهجر”

وعن عدد المهجرين من منطقة عفرين قال جعفر “وصل في بداية النزوح الى 350 ألفاً حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولكن بعد حوالي أسبوعين غامر البعض بحياتهم وعادوا الى عفرين، وهاجر قسم آخر الى الجزيرة، وقسم الى حلب، والبعض الى نبل والزهراء، والقسم الأكبر بقي في مقاطعة الشهباء”.

“4 آلاف معتقل”

وبالنسبة لأعداد المعتقلين والمفقودين، قال جعفر “ليست هناك إحصائية ثابتة، رغم انه في بدايات احتلال عفرين ذكرت بعض المصادر بأن عدد المعتقلين تجاوز 4 آلاف، منهم حوالي مائتا امرأة”.

“المهجرون انتشروا في الشهباء”

وقال جعفر أن “المهجرين من عفرين انتشروا في منطقة الشهباء بين الدور والبيوت التي كانت مسرحاً للعمليات القتالية على مدى ثلاث سنوات بين مختلف أطراف الصراع قبل أن تحررها قوات سورية الديمقراطية، وكان المهجرون يخاطرون بحياتهم لإيجاد مساحة يفرش عليها بقايا سجادة أو حرام، ويغطي جسمه بما انتشله من بين الأنقاض، وكثيراً ما كانت هناك ألغاماً تنفجر لتنهي حياة الأطفال والنساء بشكل خاص، وقد بلغ عدد حالات تفجير الألغام حوالي 45 راح ضحيتها أكثر من ثلاثين قتيل”.

“133 ألف مهجر في الشهباء وناحية شيراوا”

ولفت جعفر أنه “بشكل عام يبلغ عدد العائلات في مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا بحدود 27 ألف عائلة، ومجموع المهجرين بحدود 133 ألف شخص تتكفل الإدارة الذاتية بتأمين كل متطلباتهم”.

“المخيمات في اتساع نتيجة التغيير الديمغرافي في عفرين”

وأشار جعفر “لتأمين مأوى للمهجرين أقامت الإدارة الذاتية الديمقراطية وعلى عجل مخيماً في الأيام الأولى من وصول المهجرين الى مقاطعة الشهباء، وأطلقت عليه اسم مخيم برخدان ، وأسكنت فيه بحدود ألف عائلة وصل عدد أفرادها الى أكثر من 4 آلاف مهجر”.

وبحسب ما ذكره جعفر  “اتبعته الإدارة الذاتية بإقامة مخيم ثانٍ أسمته مخيم سردم وهو أيضاً يضم حوالي ألف عائلة ويسكنه حوالي 4 آلاف مهجر، وهناك مخيم باسم عفرين يأوي بحدود مائتي عائلة وعدد القاطنين بحدود ألف شخص، ومخيم باسم العودة يضم ثلاثمائة عائلة ويقطنه بحدود ألف وخمسمائة شخص، ومخيم الشهباء يضم حوالي مائتي عائلة، مع ملاحظة أن الأعداد غير ثابتة نتيجة استمرار قدوم المهجرين الذين يخرجهم المحتل التركي الذي يعمل على تغيير ديموغرافية منطقة عفرين”.

وأضاف جعفر “عدد المنازل التي اسكن المحتل فيها سكاناً بدل السكان الأصليين في تزايد مستمر، ويمكننا القول ان العائلات التي أرغمت على النزوح وتركت بيوتها، فقد استوطنها المرتزقة الذين جاؤوا من الغوطة ودرعا وحماة وغيرها”.

“جحيم لا يطاق”

وقال المسؤول الكردي أن “سكان عفرين الذين يدلون بتصاريح بعد هروبهم ووصولهم الى مناطق بعيدة يتحدثون عن الوضع في عفرين تحت ظل الاحتلال ويصفونه بأنه جحيم لا يطاق، مقارنة بوضعها إبان إدارتها من قبل أبنائها ويقولون: لقد كنا نعيش بأمان وسلام في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية التي كانت تؤمن للجميع فرص العمل والحماية العيش الكريم، والتحدث والكتابة بلغتهم الأم، بينما المحتل التركي يضع حول الجميع طوقاً امنياً مقيتاً يمنع الشخص من التعبير عما يجيش في صدره، والمواطن العفريني الآن في قلق وخوف دائمين فهو معرض للاعتقال والخطف في كل لحظة، والتهمة دائماً جاهزة وهي: العمل مع طاقم الإدارة الذاتية”.

“تركيا لا تأبه للتقارير الحقوقية”

وأشار جعفر أنه “صدرت العديد من التقارير عن الأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، ومفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، حول الانتهاكات التركية في عفرين. ولكن مع الأسف كل تلك التقارير لم تكن ملزمة، ولا يأبه المحتل التركي بها”.

تموز نت

أضف تعليق