بعد القضاء على دولة الخلافة الإسلامية المزعومة، وتحرير الريف الشمالي والشرقي من دير الزور، ثم البدء بتشكيل المجالس العسكرية، ومنها المجلس العسكري في دير الزور، وتم تعيين المدعو أحمد الخبيل (أبو خولة) في الرئاسة المشتركة لهذا المجلس وهو أحد أبناء عشيرة العكيدات، كما تم في الوقت نفسه تأسيس المجلس المدني في دير الزور في إطار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

استقرت الأوضاع في كافة مناطق الإدارة الذاتية بما فيها المنطقة المحررة من دير الزور، وبدأت الإدارة المدنية أعمالها في جميع المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية والثقافية، وحققت تقدماً ملحوظاً في جميع النواحي، ولكن القوى المعادية للإدارة الذاتية وفي مقدمتها تركيا وإيران والنظام السوري وخلايا داعش لم يرق لها ذلك، ولم تسكت ساعة واحدة، فبدأت بحبك المؤامرات مستغلة أبناء العشائر العربية بتحريضها وخلق المشاكل والفتن، وكان من أخطر ما أنجزته هذه القوى المعادية خرق المجلس العسكري ممثلاً بأحمد الخبيل الذي حول نفسه إلى أمير لا يختلف في شيء عن أمراء داعش، وبدأ باضطهاد الشعب ووجهاء العشائر وتشجيع تجارة المخدرات، والتهريب بين ضفتي نهر الفرات، والاعتداء على حرمات الشعب بما في ذلك القتل والاغتصاب…الخ وكان الأخطر في كل ذلك هو تواصله مع إيران وتركيا والنظام السوري، وتحين الفرص لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية بشكل مشترك، وتسليم المنطقة إلى تلك الجهات المعادية.

إن عدم قيام قيادة قسد بوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة تعود لاعتبارات خاصة بها، وعدم محاسبة الخبيل ومن معه في الوقت المناسب أدى إلى تفاقم الوضع وازدياد المخاطر إلى الحد الذي وصلت إليه الأمور، وعندما قررت قيادة قسد ضرورة التصدي لهذه المخاطر ومحاسبة الخبيل وبضعة أشخاص آخرين كانوا معه كانت المؤامرة قد كبرت، وتشكلت الأرضية للتمرد بنتيجة التدخل المباشر من قبل إيران والنظام السوري وتركيا ومرتزقتها وخلايا داعش التي استثمرت الوضع وشكلت مجموعات مسلحة تدخلت مباشرة بعد أن أدخلت إيران والنظام السوري كميات كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، وفي نفس الوقت قامت تركيا مع مرتزقتها من ما يسمى بالجيش الوطني بالهجوم على ريف منبج من خمسة محاور مستهدفة قرية المحسنلي وغيرها والتي باءت بالفشل بنتيجة مقاومة المجلس العسكري لمنبج، وكان الهجوم الأكبر لجميع القوى المعادية إعلامياً حيث انبرت قنوات أورينت وسوريا المعارضة والميادين وقنوات النظام وغيرها، وأقلامها وأصواتها الرخيصة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى القيام بحملة واسعة ذهبت إلى حدود المطالبة بإخراج قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة، وإلى احتراب بين الكرد والعرب، وكأن الجهاد قد بدأ من أجل طرد الكرد المحتلين مستغلة في ذلك تواجدها على الجانب الآخر من نهر الفرات.

لقد كانت محاسبة الخبيل ضرورة لا بد منها، أولاً لتخليص سكان المنطقة من شروره، وثانياً لإجهاض وإفشال المؤامرات التي كانت تحاك من قبل الجهات المعادية، ونحن متأكدون من أن قسد والإدارة الذاتية الديمقراطية تستطيع إعادة الأمور إلى نصابها في وقت قياسي، وأنها تستطيع معالجة الأزمة بحكمة وحنكة وبأقل الخسائر الممكنة، وبقطع دابر المؤامرة، خاصة وأن سكان المنطقة من أبناء العشائر ووجهائها كانوا يعانون من سلوك وعدوانية الخبيل ومجموعات داعش وإيران وميليشيات النظام السوري.

من جهة أخرى يجب الانتباه إلى أن المؤامرة التي حدثت في دير الزور لا تنفصل عن المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تجري في السويداء ودرعا وبعض مناطق الساحل ودمشق وحماة وغيرها، لأن النظام السوري وقيادته الإيرانية يريدان التغطية على كل ذلك بافتعال الأزمة في دير الزور، ولأن قوات سوريا الديمقراطية تقف عقبة أمام أهدافهما، وعلى ذلك فإن معركة الحرية في سوريا واحدة.

إننا في الحزب اليساري الكردي في سوريا نؤكد بأن ما يجري الآن في دير الزور لا علاقة له بأي خلاف عربي – كردي وإنما هو جزء من المؤامرة التي يحيكها النظام السوري وأعوانه، وعليه فإننا نناشد جميع مكونات المنطقة بعدم الانجرار وراء ألاعيب الجهات المعادية وتفويت الفرصة عليهم بالوحدة والوقوف صفاً واحداً.

3/9/2023م

المكتب السياسي للحزب اليساري الكردي في سوريا

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

تابعونا على غوغل نيوز
تابعونا على غوغل نيوز