بيان الشيخ حكمت الهجري حول الأحداث الأخيرة

الشيخ حكمت سلمان الهجري
الرئيس الروحي
للمسلمين الموحدين
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الحق سبحانه : (( الذين كذّبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذّبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين )) صدق الله العظيم . 92 الأعراف
السوريون الأكارم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أمّا بعد
بداية نترحم على أبنائنا الأبرياء الذين استشهدوا في جرمانا على أيادي الغدر والعصابات الإرهابية التكفيرية ، وندين هذه الاعتداءات الإرهابية المقيتة على الأبرياء الآمنين ، دون تبرير لأنه لا يراد منها سوى شق الصف ، وبث الفتنة ونشر القتل والإرهاب والعنف .
الأهل الكرام .. من موقعنا في الرئاسة الروحية..
نأسف أن الكثيرين من أهلنا انشغلوا ببعضهم ، وحرضوا للنيل من بعضهم بتهم وتخوين وتكفير ، و نأسف أن من ينتقد يتم تجريمه ، من يطلب حقه يتم الهجوم عليه من قبل بعض جهات موتورة مرفوضة ، تحاول أن تسمي نفسها باسم جهة أو تيار أو توجه ، فالأطياف والتلاوين والأديان والطوائف المجتمعة في سوريا كلها تحمل أصالة ورقيا وحضارة حاشا أن يسيء لها أحد . ونحن دوما نحذر من الإساءة للأديان والمعتقدات والأصول والكبار، من أي جهة كانت ومن أي شخص كان ، ونحذّر من مغبّة إشعال الفتن ، ومن يسعى لها لأن نارها ستأكل الجميع .
لم يجن الشعب حتى الآن ثمار الانتصار ، لم ينعقد مؤتمر شعبي حر صحيح ، لم يتم صياغة دستور يرضي عطش الشعب لتصحيح مساراته وتوجيهها ، لم يُبنَ شيء على مبادئ سليمة ، ولا زلنا تحت وطأة فكر اللون الواحد و الإقصاء ، أو الفرض وعدم الاستماع لما يجب أن يكون فكما كان النظام البائد ، الذي لا تزال مفاسده مخيمة على الأداء الحالي ، بل وأكثر عمقا وفتنة في الوضع الراهن لما تأخذه من عناوين طائفية ممنهجة ، وهذا ما نرفضه كسوريين ، لأنه لا يخدم مصلحتنا العامة ببناء دولة القانون والمواطنة ، وأين هو الأمن الذي وعدنا به وسط استمرار التحريض الطائفي دون محاسبة أو توجيه ولا إدانة من أحد .
أيها السوريون الكرام .. لدى الشعب السوري كوادر مهمة وراقية وواعية ، يتوجب منحها الثقة ، ويجب أن تأخذ دورها الفعلي في البناء . وإن العدالة الانتقالية لا تعني المحاسبة فقط ، بل تعني عدل توزيع المهام ، وعدالة العمل والانتقال دون انتقام عشوائي ودون اختلاق مبررات للفتن كما يحصل للأسف في هذه المرحلة الانتقالية .
فأقصى ما كرهناه وحذرنا منه ، هو ما حصل من مجازر ولا تزال ، من انعدام أمان في الكثير من المناطق بشكل لم يكن عشوائيا ، ومع ذلك ، فالمطلوب هو محاسبة كل المجرمين السابقين واللاحقين ، ووقف الإجرام والتحريض وقمعه بشكل نهائي بمعالجة أسبابه واجتثاثها بالسرعة القصوى .. ونأمل من الشرفاء في بلادنا بكل مواقعهم توجيه الأبناء وتصويب توجهاتهم ، فنحن لسنا أبناء البارحة ، نحن في عيش متكامل متآخ واحد من قرون ، وهذه الصيغ التخوينية الجديدة لم تكن على بال أحد ، ولا أسس لها ، ونستهجن طرحها وعنف صيغها الغير مبررة في زمن نحتاج فيه للتعاضد واستمرار التآخي والتعاون ، فنحن نحتاج لبعضنا ونشد أزر بعضنا على دروب الحرية . ولا تزال الدوائر الحكومية الأساسية متوقفة … لماذا ، ؟؟ لم القرارات الملثمة ؟. ما الذي تفعله السلطة المؤقتة ؟. ما الذي يحصل هناك ؟.. فيا أبناء الوطن يا من تشاركتم بصنع الانتصار .. إنّ مصلحتكم بوحدتكم وحريتكم ومحبة بعضكم ، مع استبعاد التعاون مع أي جهة إقصائية إرهابية ايا كانت ، ويتوجب قمع الإرهاب لا إدانة من يدافع عن نفسه وقبول المبررات ووقف التحريض الطائفي من كل الجهات .
أهلنا الكرام في ربوع الوطن .. إن التعديات على مكونات المجتمع ، واللحمة الشعبية والاجتماعية ، تجاوزت حدودها والتاريخ يسجل ، وهذا مالا نفخر به كشعب له جذور حضارية ، وفي كل بيئة يوجد الفاسدون ، ولكننا ننادي دوما أن لا احد مفوض للحديث باسم غيره ، وكل مخطئ يحاسب بشخصه بجريرة خطئه ، ولا يمثل غيره أياًّ كان انتماؤه ، ونحن نؤكد على اجتثاث هؤلاء ومحاسبتهم ، وندين كل من يستغل هذه التصرفات الرعناء لتسويغ الأعمال الإرهابية من خلال التحريض وارتكاب المجازر بحق الأبرياء . وبالله المستعان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جبل العرب – قنوات 29 / 4 / 2025