الخميس, فبراير 20, 2025

بيان تأسيس التجمع الوطني للساحل السوري تنمية، مواطنة، علمانية

السيدات والسادة

نتوجه إليكم اليوم بقناعة عميقة بأن هذا هو وقت التغيير، وأن لكل إنسان الحق في البحث عن مستقبل أفضل وأكثر عدلاً. اليوم، يجب أن نبدأ رحلة معًا. رحلة متجذرة في القيم المشتركة، مدفوعة برؤية جماعية، ومدفوعة بالإيمان بأننا قادرون على بناء مستقبل أفضل.

نحن جميعًا نعلم أن هذه أوقات صعبة. مشاكل معقدة، والمسار إلى الأمام غير واضح. ولكن في لحظات مثل هذه، لدينا اختيار: الاستمرار على طريق الانقسام واليأس، أو الارتقاء إلى مستوى المناسبة واحتضان قوة التغيير. هذا هو السبب وراء هذا المشروع اليوم – إنه اختيار التغيير.

نطلق هذه المبادرة السياسية ـ الاجتماعية الجديدة، وهي مبادرة لا تلتزم بالطرق القديمة في التعامل مع الأمور. إنها حركة تضع الناس في المقام الأول، وتركز على ما يهم حقًا: العدالة والمساواة والفرص والاستدامة للجميع.

هذا ليس مجرد مشروع سياسي ـ اجتماعي؛ إنها حركة – حركة تجمع الناس من جميع مناحي الحياة، متحدين بالإيمان بأننا قادرون على إحداث فرق. ستستمع هذه الحركة إلى المخاوف، ومعًا، سنشارك في حوار مفتوح ومحترم حول المستقبل الذي نريد خلقه، وسنتخذ خطوات ملموسة لجعله حقيقة واقعة.

استمعنا لمدة أشهر، وحتى سنوات، للمخاوف وللإحباطات، ولكن أيضًا للأحلام والتطلعات. الإقليم الساحلي إقليم غني بالتاريخ والثقافة وبسكانه، لكنه يواجه تحديات كبيرة.

لقد حان الوقت لإعادة إحياء السياسة في هذا الإقليم ووضعها في خدمة مواطنيه، علينا الاستماع إلى كل صوت، وأخذ كل التطلعات بعين الاعتبار، واحترام كل فرد. ولهذا السبب نطلق اليوم هذا المشروع المدني ـ السياسي. مشروع طموح وواقعي، تحت عنوان إحياء الحياة السياسية والمدنية في الإقليم الساحلي.

لم يعد من الممكن التسامح مع هذا الفراغ السياسي ـ الاجتماعي. لا ينبغي أن يكون هذا الفراغ أمراً حتمياً وأبديا، بل مسألة يجب أن يكون لدينا القوة والمسؤولية لحلها. لدينا الأدوات والمعرفة للعمل، كل ما ينقصنا هو الإرادة. الأولوية هي الاستماع والشفافية والقرب من الناس.

هذا المشروع ليس مشروعًا مفروضًا من الأعلى، بل هو مشروع مدفوع برؤية مشتركة. ينبغي أن تعود السياسة إلى هذا الإقليم وتكون أداة لتماسكه وعودة الروح إليه. إن الشباب هم أهم الأولويات. القوة التي يمكنها أن تغير حاضر الساحل ومستقبله وتعيد له الروح.

السيدات والسادة
هذا المشروع ليس مشروعنا، بل هو مشروعكم. لدينا جميعا دور نلعبه في هذا التحول. لدينا جميعًا القدرة على التصرف، والدفاع عما نؤمن به، والعمل من أجل مستقبل أكثر عدلاً وإنصافًا.

وسوف نبدأ هذا المشروع بالعزيمة والشجاعة والثقة الثابتة في قدرة كل واحد منا على إحداث الفارق. سنواجه التحديات معًا. معًا، سنبني مستقبلًا حيث التضامن والمساواة والكرامة الإنسانية ستكون حجر الزاوية في مجتمعنا.

لكننا لا نستطيع أن نفعل هذا بمفردنا. نحن بحاجة إليكم. نحن بحاجة إلى أصوات الناس وأفكارهم وطاقتهم للوقوف معنا. هذه بداية عصر جديد، ولكن فقط إذا التزمنا جميعًا بالعمل الذي ينتظرنا. لذا، أطلب منكم الانضمام إلينا – لتصبحوا جزءً من هذا المشروع التغييري ولنعمل معًا على بناء شيء جديد.

لن يكون الطريق أمامنا سهلاً، ولكن لا شيء يستحق القتال من أجله إلى الأبد سهل. سنواجه عقبات، وسنواجه مقاومة، ولكن معًا، سنكون أقوى من أي تحدٍ يقف في طريقنا. لذا فلنبدأ. فلنتحرك للأمام بشجاعة، وبأمل، وبإيمان بأن أفضل أيامنا تنتظرنا.

أدعوكم للانضمام إلى هذا المشروع، ففي المشاركة وحدها يمكننا التغيير وتحويل واقعنا وجعله أكثر إنسانية واستدامة وازدهارًا للجميع.
شكرا لكم على اهتمامكم والتزامكم
معًا، كل شيء ممكن

التجمع الوطني للساحل السوري
اللجنة التأسيسية

شارك هذه المقالة على المنصات التالية