الثلاثاء 03 حزيران 2025

تصاعد الانتهاكات الطائفية في مناطق سورية: عمليات تهجير وقتل وخطف تطال مدنيين من أقليات دينية

شهدت مناطق عدة في سوريا خلال الأيام الأخيرة سلسلة من الانتهاكات الخطيرة ذات الطابع الطائفي، أسفرت عن مقتل وتهجير عدد من المدنيين، معظمهم من أبناء الأقليات الدينية، في سياق تصاعد ما تصفه مصادر محلية بـ”التمييز الممنهج” من قبل جهات تتبع لتنظيم “هيئة تحرير الشام” ومؤسسات أمنية موالية له.

وفاة مراهقة متأثرة بجراحها إثر مجزرة في ريف حماة

توفيت المراهقة نور حمود (14 عاماً)، متأثرة بجراحها التي أُصيبت بها في المجزرة التي ارتُكبت في قرية موسى الحولة بريف حماة الغربي في 8 أيار/مايو الجاري، وأسفرت عن إصابة عدد من الأطفال ووالدتهم بجروح بليغة، وهم: يوشع حمود (17 عاماً)، أحمد حمود (10 أعوام)، وجدّتهم أم باسم (65 عاماً).

تهجير قسري واستهداف طائفي في ريف حماة

وأكدت مصادر أهلية من قرية موسى الحولة أن “عناصر من الأمن العام”، وهم من أبناء القرية ومنتمون للطائفة السنية، ينفذون عمليات تهجير ممنهجة بحق السكان العلويين. وأوضحت المصادر لمراصد حقوقية أن “العناصر يستخدمون أساليب التهديد والقتل والخطف، ويدفعون الأهالي العلويين إلى بيع منازلهم بأسعار زهيدة في صفقات ظاهرها قانوني”، مشيرين إلى أن هذه العمليات تتم “بغطاء من سلطة دمشق الجهادية الإسلامية”.

وأشار شهود عيان إلى أن أشخاصاً معروفين في القرية، مثل أبو هاجر، محمد المختار، وخالد المختار، يشاركون في تنفيذ هذه الانتهاكات ضد الأهالي، “دون رادع”، على حد تعبيرهم.

اغتيال أكاديمي في حلب بسبب انتمائه الطائفي

وفي مدينة حلب، قُتل الدكتور سهيل جنزير، عميد كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب، إثر إطلاق النار عليه أثناء وجوده داخل سيارته خلف جامع الرحمن. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن منفذي الهجوم ينتمون إلى تنظيم “هيئة تحرير الشام”، وقد استهدفوه على خلفية انتمائه للطائفة العلوية.

وفاة مواطن درزي تحت التعذيب في سجون ” الأمن العام”

وفي مدينة قطنا بريف دمشق، توفي المواطن نديم حسين الزغبي بعد يومين من احتجازه من قبل عناصر الأمن العام التابع لـ”هيئة تحرير الشام”. وذكرت المصادر أن احتجازه جاء على خلفية طائفية، وأنه تعرض للتعذيب خلال فترة اعتقاله. وينحدر الزغبي من قرية رخلة في جبل الشيخ، ويقيم في مدينة قطنا، وهو من أبناء الطائفة الدرزية.

اختفاء شاب علوي في ظروف غامضة قرب مصياف

وفي حادثة منفصلة، فُقد الشاب أحمد محمد العيسى من ريف مصياف يوم 31 أيار/مايو، بعد انقطاع الاتصال به أثناء توجهه إلى عمله في مديرية الصحة في حماة. وأكد أقاربه أنه لا توجد له أو لعائلته أي خلافات مع جهات محلية، في وقت رجّحت مصادر أن يكون اختفاؤه مرتبطاً بانتمائه الطائفي.

هجوم على متجر لبيع الكحول في دمشق

وفي مساكن برزة بالعاصمة دمشق، نفذت مجموعة متشددة عملية مساء 31 أيار/مايو استهدفت متجراً لبيع المشروبات الكحولية يملكه المواطن المسيحي فادي عواد. ووفقاً لشهادات من سكان المنطقة، اقتحم المسلحون المتجر، واعتدوا عليه، محطّمين محتوياته، بما في ذلك أيقونات مسيحية، قبل أن يفروا بعد تجمهر الأهالي.

يُشار إلى أن هذه الحادثة تأتي ضمن سلسلة من الهجمات التي طالت متاجر الكحول والحانات منذ سيطرة فصائل جهادية على مناطق واسعة من سوريا، حيث تُنسب معظم هذه الاعتداءات إلى عناصر “هيئة تحرير الشام” أو جماعات متحالفة معها.