تصاعد الانتهاكات الطائفية وجرائم الحرب في سوريا

تقرير صحفي

توثيق الانتهاكات – سوريا / تشرين الأول (أكتوبر) 2025

شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً لافتاً في وتيرة العنف الطائفي والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين في مناطق مختلفة من سوريا، على يد مجموعات مسلحة تابعة لما يعرف بـ”نظام الجولاني” وفصائل مرتبطة به. التوثيقات التالية تعكس نماذج من جرائم القتل والاستهداف الممنهج ضد المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

استشهاد رجل من الطائفة الشيعية في دمشق

دمشق – السيدة زينب: استشهد السيد غياث حميدي شاقول برصاص مجموعة إرهابية مسلحة تتبع لنظام الجولاني، بعد أن اقتحمت منزله في حي البحدلية يوم 18 تشرين الأول/أكتوبر. وكان الضحية قد تعرض لمحاولة اغتيال قبل أسبوعين، نجا منها بعد نقله إلى المستشفى، ليُستهدف مجدداً بعد خروجه ويفارق الحياة.

استشهاد رجل وزوجته ومواطن ثالث من الطائفة العلوية في حمص

حمص – باب الدريب: أقدمت ميليشيات الأمن العام الإرهابية مساء 19 تشرين الأول/أكتوبر على استهداف السيد إبراهيم صالح العلي (المعروف بإبراهيم عصفور) وزوجته السيدة سعاد ونوس، إضافة إلى السيد راجح عقول، أثناء وجودهم في محل تجاري. أدى إطلاق النار المباشر إلى استشهادهم في الحال، في جريمة ذات طابع طائفي واضح.

إعدام ميداني لجنود من الجيش السوري السابق – جريمة حرب

رُصد مقطع مصوّر يعود إلى كانون الأول/ديسمبر 2024، يوثّق إعداماً ميدانياً لجنود من الجيش السوري السابق بعد استسلامهم وإلقائهم السلاح. يُعدّ هذا الفعل جريمة حرب بموجب القانون الدولي، ويثير تساؤلات حول مصير مئات الجنود الذين أُعدموا في ظروف مشابهة، خاصة في ظل اكتشاف مقابر جماعية حديثاً في أرياف حمص وحماة.

الهجوم الطائفي على حي جبل الورد في دمشق

دمشق – الهامة: شهد حي جبل الورد، ذي الغالبية العلوية، هجوماً طائفياً شنّته مجموعات إرهابية مدججة بالسلاح والعصي، اقتحمت منازل ومحال تجارية وأحرقت ممتلكات خاصة، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية واسعة.

ويأتي هذا الهجوم بعد احتجاج نفذته فصائل متطرفة في منطقة مساكن الصحارى المجاورة، رفضاً لقرار قضى بإخلائهم لمساكن استولوا عليها سابقاً. وأعلن قادتهم صراحة استعدادهم لمهاجمة جبل الورد “وإفراغه من سكانه” تنفيذًا لتوجيهات نظام الجولاني، وهو ما تم بالفعل لاحقاً.

استشهاد طفلة وإصابة شقيقتها في حمص

حمص – مساكن العمران: أطلق عناصر من ميليشيات الأمن العام الإرهابية مساء 21 تشرين الأول/أكتوبر النار على الطفلتين حنين رسلان (13 عاماً) وغزل رسلان (14 عاماً)، ما أدى إلى استشهاد الأولى وإصابة الثانية بجروح خطيرة. تمثل هذه الجريمة استمراراً لنهج استهداف المدنيين والأطفال في مناطق سيطرة تلك المجموعات.

هجوم مسلح في إدلب

إدلب – كفرمارس: أقدم مسلحون يستقلّون دراجة نارية على إطلاق النار على سيارة مدنية في منطقة جبل السماق، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة.

هذه الوقائع مجتمعة تشكّل نمطاً متكرراً من الانتهاكات الممنهجة التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتتطلب تحركاً عاجلاً من المنظمات الدولية المختصة لفتح تحقيقات مستقلة وضمان محاسبة المسؤولين عنها.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا