تصاعد الانتهاكات بحق السكان الكُرد في ريف عفرين وسط صمت الجهات الأمنية

عفرين – في سلسلة من الانتهاكات المستمرة بحق السكان الأصليين الكُرد، وثّقت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” ارتكاب مستوطنين ومسلحين مدعومين من تركيا جرائم متعددة، شملت قطعاً جائراً للأشجار، اعتداءات جسدية، سرقات، واختفاء قسري، في ظل عجز السلطات الأمنية عن ضبط الوضع أو محاسبة الجناة.

وقالت المنظمة إن “مجموعة من المستوطنين في مدينة عفرين أقدمت، بعد منتصف ليل الخميس 10 أبريل، على قطع أكثر من 50 شجرة زيتون بالقرب من محطة المياه ونهر عفرين، من أرضٍ بين قريتي قرتقلاق وقسطل كيشك، تعود ملكيتها للمواطن فوزي شيخ نعسان”، مشيرة إلى استخدام المناشير الكهربائية ونقل الأشجار المقطوعة بشاحنة إلى المدينة لبيعها حطباً.

وفي حادثة أخرى، ذكرت المنظمة أن “مجموعات أخرى قطعت الأشجار الحراجية بين قريتي قسطل جندو وقطمة، باستخدام أكثر من خمسة مناشير كهربائية، وبحماية من عناصر الاستخبارات التركية”، حيث تم نقل الحطب إلى مدينة إعزاز.

وأكدت المنظمة أن “سلطات الاحتلال التركي توجه وتشجع المستوطنين، من المسلحين والمدنيين على حد سواء، على ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق السكان الكُرد، بهدف محاربتهم في لقمة عيشهم”، مضيفة أن “المستوطنين لا يشعرون بأي مسؤولية وطنية أو أخلاقية ما دامت أفعالهم ترضي حكومة الاحتلال”.

وأشارت المنظمة إلى تصاعد عمليات الاعتداء على المدنيين الكُرد في ظل “عجز الأمن العام عن القيام بمهامه”، موثقة عدة حوادث منها اعتداء قيادي في فصيل فيلق الشام يُدعى راشد أبو بكر على الشاب وحيد رشيد إسماعيل (35 عاماً) من بلدة ميدان أكبس في ناحية راجو، بتاريخ 4 أبريل. وأوضحت أن القيادي “اتهم الشاب زوراً بسرقة طلقات رصاص، ثم اختطفوه وقاموا بتعذيبه بشكل وحشي قبل الإفراج عنه”.

كما وثّقت المنظمة “اعتداء مسلحين من عشيرة الموالي، المرتبطين بفرقة الحمزات، على عائلة المواطن الكُردي مصطفى درويش في قرية كفرزيت – ناحية جنديرس”، حيث أطلقوا الرصاص الحي على منزله وسيارته وجراره الزراعي، بعد محاولة ابنه منع سرقة محصول البازلاء.

وفي ناحية شران، بلدة قطمة، أُعلن عن العثور على جثمان رجل مسن يُدعى أحمد زكي مراد داخل مستودع قرب جامع القرية، بتاريخ 11 أبريل، وتظهر على الجثمان آثار يشتبه بأنها ناجمة عن تعذيب أو ضرب، دون صدور أي توضيحات رسمية.

وأشارت المنظمة إلى “تكرار السرقات” في المنطقة، منها سرقة سيارة في قرية سيمالا، وأخرى دراجة نارية في قرية ماراته، إضافة إلى سرقات متعددة في قرى ميركان، بعيدينا، دملية، وأفرازه.

وفي حادثة اختفاء، أفادت المنظمة بأن “ثلاثة شبان، اثنان منهم كُرد من قرية تللف – ناحية جنديرس، فقدوا مساء الاثنين 7 أبريل أثناء عودتهم من حي الأشرفية في مدينة حلب باتجاه عفرين، ولا تزال مصائرهم مجهولة”.

كما رصدت المنظمة استمرار ممارسات مسلحي ما يعرف سابقاً بـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، رغم انضمام بعض الفصائل إلى وزارة الدفاع السورية الجديدة. وذكرت أن “الشاب جهاد رفعت حسن (27 عاماً) من قرية كم رشة – ناحية راجو، اعتقل في 6 أبريل داخل محل للحلاقة بتهمة الخدمة الإجبارية لدى الإدارة السابقة، وتعرض للتعذيب الوحشي قبل الإفراج عنه يوم 10 أبريل، رغم أنه كان قاصراً حينها”.

وفي سياق مشابه، وثقت المنظمة قيام حاجز أمني في مدخل بلدة راجو، بقيادة ضباط من درعا وإعزاز، بإيقاف سيارات قادمة من حلب، و”احتجاز الركاب الذين لا يحملون بطاقات تعريف محلية، وابتزازهم بمبالغ مالية وصلت إلى 2000 دولار مقابل الإفراج”.

وفي مدينة عفرين، أشارت المنظمة إلى تعرض الشاب محمد جميل علو، من قرية كفردليه تحتاني – ناحية جنديرس، لاعتداء عنيف وسرقة دراجته النارية، مساء 5 أبريل، أثناء محاولته إجراء مكالمة هاتفية على أوتستراد “شارع المازوت”، حيث أُصيب في رأسه وتم إسعافه إلى المشفى، وتقدم بشكوى دون جدوى.

وفي حادثة أخرى، أوضحت المنظمة أن “عائلة كُردية من قرية قرزيحل – ناحية شيراوا تعرضت للاعتداء صباح 6 أبريل داخل حقل زراعي في عين دارة، من قبل مستوطنين عرب بدو يقودهم شخص يُدعى أبو فيصل العميري”، وأُصيب علي محمد حمو بكسر في الرأس بعد الاعتداء عليه بالعصي والحجارة، ونُقل إلى مستشفى في مدينة عفرين.