تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين الكرد في سوريا – حالات خطف واعتقال وقتل تحت التعذيب

تشهد مناطق متعددة من سوريا موجة تصعيد خطيرة في الانتهاكات بحق المدنيين الكرد، تتراوح بين الاعتقال التعسفي، والخطف، والتعذيب الذي أفضى إلى الموت، في ظل صمت رسمي وتقاعس عن ملاحقة الجناة أو الحد من الانفلات الأمني.

في 13 تموز/يوليو 2025، فقد الشاب فراس فاروق بوظان (حوالي 40 عامًا)، من أهالي قرية سوسنباط – منطقة الباب، والمقيم في حي الشيخ مقصود بحلب، حياته بعد اعتقاله وسجنه في سجن حلب المركزي بتهم وصفتها العائلة بالواهية. زوجته تلقت اتصالًا من الجهات المختصة لاستلام جثمانه من الطبابة الشرعية، وأكد مقربون من العائلة أن جسده كان يحمل آثار تعذيب وكدمات واضحة، ما يعزز فرضية وفاته تحت التعذيب.

في العاصمة دمشق، وبتاريخ 18 تموز/يوليو 2025، اعتقل عناصر تابعون للأمن العام الشاب محمد إبراهيم بن رشيد، البالغ من العمر 36 عامًا، من أهالي قرية باصلحايا/شيراوا – ريف عفرين، على أحد حواجز حي تشرين. وأفادت مصادر أن اعتقاله تم على خلفية انتمائه القومي الكردي، وقد اقتيد إلى جهة مجهولة دون صدور أي معلومات رسمية عن مصيره حتى الآن.

في اليوم ذاته، أقدمت دورية تابعة للأمن العام في دمشق على خطف خمسة شبان كرد قرب مركز سيريتل في حي المزة، بعدما رصد أحد العناصر حديثهم باللغة الكردية. الشبان، وهم جميعًا من منطقة عفرين، تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وهم:
– حنان شيخ موسى بن حنيف (من راجو)
– خليل حسن بن عارف (من بلبل)
– عصمت محمد بن سيدو (من بلبل)
– محمد عليكو بن أحمد (من مدينة عفرين)
– محمد موسى بن خليل (من شران)

وبعد أقل من أسبوع، وتحديدًا بتاريخ 23 تموز/يوليو 2025، أقدم مسلحون ملثمون على نصب حاجز طيار قرب بلدة كويرس على طريق حلب – دير حافر، حيث قاموا بخطف الشاب ريزان حنان مستو، البالغ من العمر 35 عامًا، من أهالي قرية سيمالكا – راجو، والمقيم في مدينة الرقة، وذلك بعد تفتيش هاتفه الشخصي. وادعى الخاطفون أن وجود صورة أو فيديو مؤيد لقوات سوريا الديمقراطية في تطبيق واتساب على هاتفه شكّل مبررًا للاعتقال. وقد اقتيد إلى جهة مجهولة دون معرفة مصيره حتى اللحظة.

تشير هذه الوقائع إلى تصاعد واضح في عمليات الخطف والاحتجاز التعسفي بحق المواطنين الكرد، لأسباب تتعلق بالهوية القومية والانتماء الجغرافي، وهي ممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتثير قلقًا متزايدًا من تصاعد سياسات التمييز والتنكيل ضد شريحة واسعة من المواطنين السوريين.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا