تصاعد الانتهاكات في عفرين: سطو مسلح على المواطنين وشرعنة الاستيلاء على الممتلكات عبر المكاتب الاقتصادية

شهدت منطقة عفرين خلال الأيام الأخيرة حادثة جديدة من الاعتداءات المسلحة والسطو، إذ أقدم لصوص ملثمون مسلحون مساء السبت 20 أيلول 2025، حوالي الساعة الثامنة، على الاعتداء على المواطن الكردي فتاح علي موسى (50 عاماً) من أهالي قرية جقلي جومه – ناحية جنديرس. وقد تعرّضت زوجته للضرب الوحشي، قبل أن يتم تقييدهما وسرقة ما بحوزتهما من مصوغات ذهبية وأموال نقدية وأجهزة خليوية. وقبل فرارهم، هدد اللصوص العائلة بالقتل في حال إبلاغ الجيران أو الأقرباء.

تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد ظاهرة السطو المسلح والسرقات في المنطقة، والتي باتت – بحسب الأهالي – تتم بدعم وتشجيع من الاستخبارات التركية، بغرض دفع السكان الأصليين الكرد إلى الرحيل، ومنع عودة المهجرين. ورغم محاولات الإدارة المحلية بسط نفوذها عبر قوات الأمن العام، إلا أن معظم العناصر الأمنية ينتمون سابقاً إلى ميليشيات موالية لتركيا، بينما يبقى القرار الفعلي بيد الاستخبارات التركية.

في السياق نفسه، تتواصل عمليات الاستيلاء على ممتلكات المواطنين الكرد تحت غطاء “اللجنة الاقتصادية” التابعة للحكومة السورية الانتقالية، والتي يصفها الأهالي بأنها وسيلة لشرعنة نهب الفصائل المسلحة لمنازل وأراضي وممتلكات السكان. تصريحات قادة تلك المكاتب، ومنهم أبو محمد أطمة في ناحية راجو، تعكس عقلية قائمة على الحقد والتمييز القومي بحق الكرد، عبر فرض قوانين استثنائية لا تطبق في أي منطقة سورية أخرى.

وبحسب توثيقات ميدانية، فإن أبرز الانتهاكات تمثلت في:

1- استيلاء فرقة السلطان مراد بقيادة أبو وليد العزي وطارق الجوري على منازل وبساتين زيتون في قرى ناحيتي بلبل وشران وداخل مدينة عفرين، مع فرض اقتسام المحاصيل بنسبة 50% حتى في حال وجود وكالات رسمية.
2- سيطرة فرقة المعتصم بقيادة عمران على بساتين الزيتون في قرية بيباكه – بلبل، وتهديد الأهالي بقوة السلاح لإجبارهم على الخدمة في أراضيهم مقابل تقاسم المحصول.
3- رفض قادة فرقة الحمزات، ومنهم ربيع وأبو كاسر، إعادة الممتلكات إلى أصحابها العائدين إلى قراهم، واشتراط دفع إتاوات مالية لاسترجاعها، مع استمرار الاستيلاء على آلاف أشجار الزيتون.
4- استحواذ فصائل متعددة منها المعتصم، أحرار الشام، الجبهة الشامية، والفرقة التاسعة على أكثر من 1500 منزل في حي الأشرفية بمدينة عفرين.
5- استيلاء فصيل أحرار الشرقية على 2000 منزل في حي الفيلات – عفرين الجديدة.
6- استيلاء فصائل أخرى أبرزها السلطان مراد على 600 منزل و800 محل تجاري في حي عفرين القديمة.
7- سيطرة فصائل السلطان سليمان شاه، الحمزات، فيلق الرحمن وفيلق الشام على 1000 منزل في حي المحمودية.

أما قادة المكاتب الاقتصادية في مدينة عفرين، فهم: أبو رحمو (السلطان مراد)، حج خطاب أبو غسان (أحرار الشام)، النقيب فواز (المعتصم)، الرائد أبو علي (أحرار الشرقية)، إضافة إلى أبو عمشة (قائد الحمزات والعمشات).

يؤكد ناشطون محليون أن هذه الممارسات تمثل نهباً منظماً لممتلكات الكرد في عفرين، وتتم برعاية تركية مباشرة، في ظل صمت المجتمع الدولي. ويخشى الأهالي أن تؤدي هذه السياسات إلى تغيير ديموغرافي ممنهج يهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

 

Scroll to Top