الإثنين 26 أيار 2025

تصاعد حوادث اختفاء النساء العلويات… فقدان الشابة ورود حسن ديب

تشهد محافظة طرطوس تصاعدًا لافتًا في حوادث اختفاء النساء العلويات، وسط مخاوف شعبية متزايدة من تكرار حالات الخطف الغامضة، وتكتم رسمي على مصير المختفيات والجهات المسؤولة عن عمليات الاختطاف.

في أحدث الحالات، فقدت الشابة ورود حسن ديب، 25 عامًا، من قرية بحوزي بريف طرطوس، بعد توجهها صباح السبت 24 أيار لاستلام حوالة مالية من فرع شركة “الهرم” في بلدة الصفصافة بسهل صافيتا (سهل عكار)، بحسب ما أفادت به عائلتها، التي أكدت انقطاع الاتصال بها منذ ذلك الحين.

وفي سياق متصل، أعلنت والدة الفتاتين لانا ولبنى حمود، في تسجيل مصوّر نُشر عن عودة ابنتيها بعد اختطاف دام شهرين، في حين لا يزال مصير شقيقهما حمزة حمود مجهولاً، بعد أن فُصل عن شقيقتيه منذ يوم اختطافهم في 23 آذار/مارس الماضي.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفتاتين كانتا قد اختطفتا برفقة شقيقهما على يد مسلحين مجهولين في طرطوس، وتم تسليمهما لاحقًا إلى جهة ثالثة قبل إعادتهما إلى عائلتهما. ونقل المرصد عن مصادر مقربة من الأسرة أن الفتاتين عادتا “بتغيرات ملحوظة في سلوكهما، وأفادتا بتلقيهما تعاليم دينية إسلامية خلال فترة احتجازهما”، كما عبّرتا عن ارتياحهما لما وصفتاه بـ”حسن المعاملة” من قبل الخاطفين. ولا تزال العائلة تخشى على مصير ابنها حمزة، وسط ترجيحات بتعرضه للتصفية.

وفي حادثة أخرى وقعت بتاريخ 22 أيار، اختفت الشابة عبير يونس سليمان أثناء توجهها من قريتها إلى سوق المدينة في طرطوس عند الساعة الحادية عشرة صباحاً. وأفاد شقيقها عبد الهادي سليمان أن شقيقته حاولت الاتصال بوالدها لكنها لم تتمكن من الحديث إليه، ولدى محاولة الاتصال بها لاحقاً، كان هاتفها مغلقاً. وأضاف: “تلقينا اتصالاً عند الساعة الثانية والربع من شخص مجهول بلهجة عراقية هدد بعدم الإفراج عنها، دون تقديم أي مطالب أو تفاصيل”.

كما لا تزال السيدة عتاب سليم جديد، أم لثلاثة أطفال، مفقودة منذ 18 أيار، حيث شوهدت آخر مرة على الكورنيش البحري قرب محل “مايسترو” في طرطوس. وناشد شقيقها، الدكتور نورس سليم جديد، السلطات والمجتمع المحلي للمساعدة في كشف مصيرها.

وبحسب تقارير حقوقية، تجاوز عدد حالات الاختفاء الموثقة في الأشهر الماضية 50 حالة، شملت مناطق عدة منها طرطوس، جبلة، حماة، حمص، السويداء، اللاذقية، وريف دمشق، وسط غياب التوضيحات الرسمية بشأن الأسباب أو هوية الجهات المتورطة.

وتشير مصادر متقاطعة إلى أن بعض المختطفات نُقلن إلى مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في شمال سوريا، حيث أُجبرت عائلاتهن على الظهور في تسجيلات تنفي تعرضهن للاختطاف. وذكر مصدر مقرّب من عائلة بشرى ياسين مفرج، المختطفة من جبلة، أن شقيقها عمار المفرج توجّه إلى إدلب في نيسان للتفاوض على إطلاق سراحها، لكن العملية فشلت، قبل أن يُجبر لاحقاً على الظهور في تسجيل مصور ينكر فيه وقوع الاختطاف.

وكانت بعض المختطفات مثل آية طلال قاسم قد أُفرج عنهن تحت ضغط شعبي، إلا أنهن تعرضن لاحقاً للاحتجاز من قبل ما يسمى “الأمن العام” التابع لهيئة تحرير الشام، وأُجبرن على نفي تعرضهن للخطف، بحسب شهادات أقاربهن.

وتطالب عائلات الضحايا ومنظمات حقوقية بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة لكشف مصير المختطفات ومحاسبة المتورطين، في ظل ما يُشتبه بأنه انتهاكات جسدية وجنسية بحق النساء، وسط اتهامات مباشرة لتنظيم هيئة تحرير الشام بالضلوع في هذه العمليات.

ويبقى ملف المختطفات العلويات من أبرز القضايا المسكوت عنها في سوريا، وسط اتهامات باستغلاله لأغراض سياسية وإعلامية، في ظل غياب العدالة والمساءلة.

تصاعد حالات اختفاء النساء في سوريا: شابة تُختطف في طرطوس ومصير عشرات العلويات لا يزال مجهولاً