نعرب عن القلق العميق إزاء تصاعد خطاب الكراهية والتحريض ضد الأقليات في سوريا، وعلى وجه الخصوص ضد المكوّن الكردي، وذلك في سياق ممنهج تقوده جهات مرتبطة بالحكومة السورية ووسائل إعلام رسمية وشبه رسمية.
تشير تقارير موثقة إلى ازدياد وتيرة التصريحات والمواد الإعلامية التي تتبنى لغة طائفية وعنصرية، تستهدف الكُرد وغيرهم من المكوّنات المجتمعية، وتدفع نحو ترسيخ الانقسام المجتمعي والتحريض ضد فئات بعينها، في تجاهل خطير من قبل مؤسسات الدولة الرسمية التي تلتزم الصمت، أو تتواطأ ضمنيًا مع هذه الحملات.
ونحذّر خبراء في شؤون السلم الأهلي من أن استمرار هذا الخطاب دون رادع قانوني أو موقف سياسي واضح، يهدد بزعزعة النسيج المجتمعي، ويفتح الباب أمام موجات جديدة من العنف والفوضى، ويقوّض فرص بناء دولة المواطنة المتساوية بعد سنوات طويلة من الصراع.
إن تجاهل الدولة لهذا الخطاب الممنهج، وتغاضيها عن الجهات التي تروّج له، قد يُفسر كتشجيع ضمني على استهداف المكوّنات الضعيفة أو المختلفة، مما ينذر بمخاطر حقيقية على مستقبل التعايش في البلاد، ويمثل خرقًا صريحًا للدستور السوري وللمواثيق الدولية التي تضمن حماية حقوق الأقليات.
نطالب الجهات المعنية، وعلى رأسها الرئاسة والحكومة السورية، باتخاذ موقف فوري وعلني من هذه الخطابات، وإصدار توجيهات واضحة بوقفها ومحاسبة من يقف خلفها، حفاظًا على ما تبقى من نسيج وطني، وصونًا لما تبقى من إمكانية بناء سلام مستدام.
الصمت في مواجهة الفتنة… ليس حيادًا، بل تواطؤ.
المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=73369