شهدت عدة مناطق سورية خلال الأيام الماضية حوادث دامية طالت مدنيين من الطائفتين العلوية والدرزية، على يد مسلحين تابعين لـ”الأمن العام”، ما أثار حالة من الهلع والغضب الشعبي، وسط تصاعد المخاوف من استهدافات ذات طابع طائفي.
في حي الورود بالعاصمة دمشق، قتل الشاب يحيى مرشد عبود (35 عاماً) يوم 30 أيار/مايو، إثر إطلاق النار عليه من قبل عناصر تابعين لـ”الأمن العام”، بحسب ما أفادت مصادر محلية. وينحدر عبود من بلدة بعرين بريف مصياف في محافظة حماة، وهو من أبناء الطائفة العلوية.
وفي مدينة قطنا بريف دمشق، عُثر يوم 31 أيار/مايو على جثمان الشاب مجد حسان علم الدين كبول في أحد البساتين المحيطة بالمدينة، بعد اختطافه من قبل مسلحين “الأمن العام” أثناء تواجده في أحد المطاعم، تحت ذريعة “حمايته من التوترات”. وينحدر كبول من قرية عرنة في جبل الشيخ، وهو مدني من الطائفة الدرزية، ووحيد لعائلته.
في السياق ذاته، تم العثور على جثمان الطبيب رأفت علي إسبر، البالغ من العمر 38 عاماً، مرمياً بالقرب من مكان العثور على كبول، بعد اختطافه في 30 أيار/مايو من قبل نفس المجموعة. الطبيب إسبر، الذي ينتمي للطائفة العلوية، كان يمتلك مخبراً للتحاليل الطبية في قطنا وينحدر من قرية وادي القلع في ريف جبلة.
وفي محافظة اللاذقية، وتحديداً في حي الرميلة بمدينة جبلة، قُتل كل من أيمن عبد الحميد الشيخ علي (46 عاماً) ومحمد ميهوب أسعد (51 عاماً) يوم 30 أيار/مايو، على يد عنصر يُدعى “أبو أحمد” من “هيئة تحرير الشام”، الذي كان يتردد إلى الحي وتم استقباله من قبل الضحيتين. وبحسب روايات الأهالي، فقد دعاهما لمرافقته خارج الحي قبل أن يُعثر على جثتيهما بعد دقائق، وقد تم إعدامهما ميدانياً. وبحسب نشطاء القتيلان مدنيان، أحدهما مزارع والآخر صاحب متجر ملابس، وينتميان للطائفة العلوية.
وفي ريف حمص الشرقي، اقتحمت مجموعة مسلحة من “الأمن العام” منزل سامر يوسف العيسى في قرية عيفير يوم 30 أيار/مايو، وقامت بإطلاق النار على رأسه مباشرة، ما أدى إلى وفاته على الفور. العيسى، وهو سائق بولمان وأب لأربعة أولاد، كان قد تعرض في وقت سابق لعملية سرقة من قبل عناصر يعتقد انهم تابعون للهيئة.
من جهة أخرى، أفادت عائلتان عن فقدان فتاتين من الطائفة العلوية في ظروف غامضة، وسط تزايد المخاوف من تعرضهما للاختطاف. فقد أعلن يوسف العباس عن فقدان الاتصال بشقيقته لارا علي العباس صباح 31 أيار/مايو في كراج مصياف، حيث كانت تحاول إخفاء هويتها بارتداء الحجاب بسبب التهديدات المتزايدة التي تتعرض لها نساء الطائفة، وفق ما ذكر نشطاء في منشور على مواقع التواصل.
وفي ريف طرطوس، أبلغت عائلة سمر حسن إسماعيل (17 عاماً) عن اختفائها بعد توجهها إلى المعهد في قرية الزرقات ظهر يوم 31 أيار/مايو، دون أي معلومات عن مصيرها حتى الآن. سمر تنحدر من قرية خربة المعزة بريف صافيتا.
وتأتي هذه الحوادث وسط تصاعد التوترات الطائفية في عدة مناطق سورية، في ظل استمرار نشاط الجماعات المسلحة الجهادية، وسط غياب شبه كامل للجهات الضامنة والحماية المدنية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=70326