الخميس 10 تموز 2025

تصريحات المبعوث الأمريكي تثير الجدل.. إشادة بـ”قسد” وانسجام مع رؤية دمشق

أثار المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، جدلاً واسعاً بتصريحات متباينة عبّر فيها عن مواقف تتراوح بين الإشادة بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والانسجام مع رؤية الحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع.

في مقابلة مع شبكة “رووداو” الإعلامية، قال باراك إن “الحكومة السورية كانت متحمسة بشكل لا يُصدّق لمحاولة ضم قوات سوريا الديمقراطية إلى مؤسسات الدولة ضمن إطار: دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”. وأضاف أن “دمشق أظهرت سخاءً في سعيها لتوحيد المصالح”، بينما رأى أن قسد “كانت بطيئة في القبول والتفاوض”، موجهاً لها رسالة صريحة: “هناك طريق واحد فقط، وهذا الطريق يؤدي إلى دمشق”.

وفي تعليق على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق ماركو روبيو حول الحكم الذاتي، قال باراك إن “الكورد شعب رائع ومذهل وجميل داخل دولهم”، لكنه شدد على أن روبيو “لم يكن يقصد كردستان مستقلة”، بل أشار إلى ضرورة احترام الثقافة واللغة والتعليم ضمن الدول القائمة.

وفي لقاء جمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في دمشق، جرى بحث سبل تطبيق اتفاق 10 آذار الموقع بين الطرفين. وضم وفد شمال وشرق سوريا شخصيات بارزة منها القائد العام لقسد مظلوم عبدي، والرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية إلهام أحمد، وفوزة يوسف وعبد حامد مهباش من رئاسة الوفد السياسي.

وعلّقت الحكومة السورية الانتقالية على التطورات، مؤكدة تمسكها بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، ورفضها القاطع لـ”أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة”، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.

إلى ذلك نفى باراك في تصريح لـ”كوردستان24″ وجود نية لسحب القوات الأميركية من سوريا، قائلاً: “نحن لا نركز على الانسحاب أو زيادة عدد قواتنا في سوريا، بل نسعى إلى تعزيز مكانتنا في البلاد”، مشيراً إلى أن لدى واشنطن “ثقة كاملة بالحكومة السورية الجديدة”.

وشدد باراك على أن قسد “شريك رئيسي وفعّال للولايات المتحدة”، مضيفاً: “نحرص على ضمان حصول هذه القوات على فرص حقيقية داخل الحكومة السورية الجديدة، ودمجها بطريقة تحترم مكانتها”.

وفي تصريح خاص لشبكة “نورث برس”، قال باراك إن “قسد قاتلت ضد داعش ونحترمها كثيراً، وهي قادرة على الاندماج بسوريا والانضمام إلى جيشها”. واعتبر أن “قسد يجب أن تتقبل حقيقة سوريا بأنها وطن واحد وجيش واحد وشعب واحد بشكل أسرع”، مؤكداً ضرورة تسريع وتيرة المحادثات لتحقيق هذا الهدف.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن التغييرات في المنطقة، لاسيما في تركيا، تؤثر مباشرة على الوضع في سوريا، قائلاً: “أنا مبتهج لما يحدث في تركيا… إنها خطوة كبيرة، وما نراه هو أن المنطقة بأكملها تتغير”.

وأعرب باراك عن أمله في أن تكون المبادرة التي أعلنها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان “بداية النهاية” للصراع، مؤكداً ضرورة تجاوز معاناة الماضي لبناء جيل جديد وعلاقات مستقرة في المنطقة.

تباين التصريحات الصادرة عن المبعوث الأمريكي أثار تساؤلات حول الموقف الحقيقي للإدارة الأمريكية من مسار التفاهمات بين قسد والحكومة السورية، لا سيما في ظل التأكيدات المستمرة على الشراكة مع قسد من جهة، والانسجام مع رؤية دمشق من جهة أخرى التي جاء بيانها مطابقاً لتصريحات بارك وهي رفض الفيدرالية وتكرار عبارة وطن واحد وجيش واحد وشعب واحد.