الخميس, فبراير 6, 2025

تقرير: جرائم مروعة بحق المدنيين في “صيدنايا عفرين” على يد الجيش الوطني السوري

تحول المواطن (م.ص)، رب أسرة وأب لثلاثة أطفال، من شخص معيل إلى جسدٍ هامدٍ بعد 42 يوماً من الاختطاف والتعذيب الوحشي على يد الجيش الوطني السوري التابع لتركيا في عفرين بروجآفا (شمال سوريا) هذه الجريمة الجديدة تُضاف إلى سجل الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في المنطقة، وفق تقرير نشرته وكالة هاوار الكردية.

وقد طلبت عائلة الضحية عدم الكشف عن اسمه الكامل أو تصويرهم خشية انتقام الجيش الوطني السوري من باقي أفراد العائلة، في محاولة لإسكاتهم عن فضح الجرائم المرتكبة.

فقدان الذاكرة والتعذيب الوحشي

خلال ثلاث ساعات قضاها مراسل وكالة هاوار مع المواطن (م.ص)، لم يتمكن الأخير من تذكر تفاصيل ما حدث له أو حتى أسماء بعض أفراد عائلته، إلا أنه بمساعدة ذويه، تم توثيق جزء من الجرائم التي تعرض لها.

بدأت مأساة (م.ص) مع اجتياح الجيش الوطني السوري لقرى مقاطعة عفرين والشهباء في 1/12/2024، حيث تم اختطافه بسبب هويته الكردية واقتياده إلى مكان مجهول. تعرض لضرب مبرح لمدة خمسة أيام متواصلة، ثم نُقل إلى سجن معراته في عفرين، الذي تُديره الاستخبارات التركية وفصائل تابعة للجيش الوطني السوري.

تعذيب تحت وقع القرآن الكريم

يذكر (م.ص) بعض العبارات التي كان يسمعها أثناء التعذيب، مثل “احرقوه… اشنقوه.. أنتم كفرة.. أيها اللصوص”، والتي لا تزال تلاحقه في ذاكرته. كما كان يُعذب بينما تُشغل تسجيلات للقرآن الكريم، في تناقض صارخ بين تعاليم الدين الإسلامي التي تدعو إلى السلام والإخاء، وبين الوحشية غير الإنسانية التي تعرض لها.

180 جلدة وكسر الأسنان

بعد فحص الطبيب، تبيّن أن (م.ص) تعرض لتعذيب مروع في جميع أجزاء جسده. فقد كُسرت أربع أسنان في فكه، وتشققت شفتاه وخدوده نتيجة الضرب المبرح. ويشير المواطن إلى أنه تعرض في إحدى المرات للجلد المستمر وأحصاها بـ 180 جلدة، مما جعله يغيب عن الوعي.

تشويه الأقدام وتعريضها للحروق

الأقدام كانت الأكثر تضرراً، حيث قُطعت تسعة من أصابع قدميه جزئياً أو كلياً باستخدام منشار أو أداة حادة. كما أُجبر على الوقوف على سطح ساخن، ما تسبب بحروق من الدرجة الثالثة وسلخ اللحم عن العظم، وكأنه يُشوى وهو على قيد الحياة.

فقدان الذاكرة والابتزاز المالي

كان (م.ص) يعاني من أمراض عصبية قبل الاختطاف، وكان يتناول أدوية معينة. إلا أن منع الأدوية عنه من قبل الجيش الوطني السوري أدى إلى تدهور حالته الصحية وفقدان جزء كبير من ذاكرته. حاولت عائلته التفاوض لإطلاق سراحه، لكن الجيش الوطني السوري طلب فدية قدرها 2000 دولار، بالإضافة إلى 500 ألف ليرة سورية لقاء كل حبة دواء يتم إيصالها إليه.

تركوه ظناً أنه مات
بعد مرور 42 من اختفاء المواطن (م، ص) وجده أحد المارة أمام مشفى عفرين العسكري كجثة هادمة ملقاة على الأرض بجانبه هويته، ليسارع المواطن لمساعدته عبر قراءة معلوماته الشخصية من الهوية والتواصل مع أحد أقربائه من القرية التي ينتمي إليها. ليعمل أقربائه على إسعافه إلى إحدى مشافي مدينة حلب، المكان الذي التقى بمراسل وكالة هاوار.

على الرغم من التخلص من نظام بشار الأسد، إلا أن جرائم سجن صيدنايا انتقلت إلى سجون الاحتلال التركي والجيش الوطني السوري في عفرين وفق التقرير. ولا يزال السوريون ينتظرون تحقيق العدالة ومحاكمة مجرمي الحرب مثل حاتم أبو شقرا وسيف أبو بكر وأبو عمشة، الذين ارتكبوا جرائم بحق المدنيين خدمةً للأجندات التركية.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية