الجمعة 30 أيار 2025

تقرير: طغيان الشر.. إرث داعش في شمال شرق سوريا

المقدمة

على مدار أكثر من خمس سنوات، جلب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الموت والدمار إلى شمال شرق سوريا فقد جاءت بمستوى من الوحشية والعنف يكاد يفوق التصور في منطقة كانت مثقلة اصلا من اضطرابات عميقة وقمع وعنف. لقد خلّف حكمه/داعش القائم على الرعب أثراً عميقاً في حياة المدنيين، إذ عطّل سبل العيش، ومزّق النسيج الاجتماعي، وتسبّب في جراح نفسية ما تزال المجتمعات تكابد تبعاتها حتى اليوم.

بينما كُتب الكثير عن وحشية تنظيم داعش والحملات العسكرية التي انتهت بهزيمته الإقليمية، نادراً ما سُمعت أصوات النساء والرجال والأطفال الذين عانوا بشكل مباشر من جرائمه. فعلى الرغم من التقارير العديدة والتغطيات الإعلامية عن العنف المروّع الذي مارسه نظام داعش، إلا أن الجهود المبذولة لجمع وتحليل قصص المجتمعات المتضررة في شمال شرق سوريا ظلت محدودة ومتقطعة، كما أن معالجة الندوب العميقة التي خلفتها سنوات الاحتلال الوحشي للتنظيم لم تحظَ باهتمام جاد.

يستند تقرير ” طغيان الشر: إرث داعش في شمال شرق سوريا “ إلى رؤى ومساهمات أكثر من 500 مشارك في لقاءات مجتمعية، بالإضافة إلى أكثر من 400 شهادة فردية – نحو 40% منها من قبل نساء – من مناطق كوباني و الحسكة و منبج و الطبقة و الرقة، ودير الزور، ويقدّم التقرير سرداً معمقاً لتجربة المجتمعات المحلية تحت حكم تنظيم داعش، واستمرار تأثير إرثه الى اليوم. كما يُفصِّل التقرير تجارب الاحتلال في ست مناطق جغرافية بشمال شرق سوريا، ويتعمق في أربعة محاور رئيسية: الاقتصاد، التعليم، النوع الاجتماعي، والصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي ويهدف إلى إطلاق نقاشات جوهرية حول كيفية تمكّن المجتمعات في شمال شرق سوريا – التي ما تزال تعاني آثار العنف المتطرف – من مواجهة هذا الإرث الثقيل والتعامل مع تداعياته المستمرة.

لا يهدف هذا التقرير إلى محاكاة آليات المساءلة أو أن يكون بديلاً عنها، كما أنه ليس مسعى لجمع الأدلة لدعم الملاحقات القضائية، بل يُقدِّم نقطة انطلاق للتفكير في كيفية تعافي المجتمعات التي واجهت “شراً متطرفاً” مستداماً، وإن العملية الموثقة هنا تمثل محاولةً للاعتراف بكرامة وإنسانية أولئك الذين عانوا بصورة مروعة. ومن بين مئات المشاركين، أكّد كثيرون على الأهمية الأخلاقية لكونهم مُنحوا فرصة مشاركة تجاربهم بهذه الطريقة، ولوجود مساحة مُنَظمة أتاحت لهم القيام بذلك.

منذ سقوط تنظيم داعش، تعيش منطقة شمال شرق سوريا في حالة من الفراغ، حيث لا يزال يتردد المجتمع الدولي – الذي غالباً ما يوازن بين تعقيدات الصراع والحساسيات السياسية – في كيفية الانخراط الفعّال أو دعم الجهود الرامية إلى مواجهة إرث العنف ومعالجة تبعاته طويلة الأمد.

بينما تدخل سوريا مرحلة انتقالية جديدة، يُقدِّم تقرير “طغيان الشر” أساسًا لانخراطٍ متجدّد مع الاحتياجات الدائمة والمظالم المتجذرة لمجتمعات شمال شرق سوريا. يسعى التقرير الى إسماع أصوات المدنيين والمطالبة بمواصلة الاهتمام واتخاذ إجراءات ملموسة، لا سيما في ظل استمرار خطر تنظيم داعش كتهديد قائم.

عن التقرير:

يتناول الجزء الأول من هذا التقرير تاريخ تنظيم داعش، وجذوره الأيديولوجية، والطريق الذي سلكه للوصول إلى السلطة في سياق الصراع السوري، ومن ثم ينقسم التقرير إلى قسمين رئيسيين.

بينما يركز الجزء الثاني على الجانب الجغرافي، ويضم فصولاً مفصّلة عن تجارب الصراع والاحتلال في ست مناطق: كوباني، الحسكة، منبج، الطبقة، الرقة، ودير الزور.

أما الجزء الثالث فيركّز على الجوانب الموضوعية، من خلال أربعة فصول تبحث في تأثير حكم داعش والصراع ضده من خلال أربعة محاور: الاقتصاد، التعليم، النوع الاجتماعي، والصحة النفسية والضرر النفسي الاجتماعي.

يُعد هذا التقرير ثمرة جهد مشترك بين معهد السلام الأوربي ومبادرة دفاع الحقوقية  

يمكنكم قراءة التقرير كاملاً عن طريق الرابط التالي :

طغيان الشر إرث داعش في شمال شرق سوريا PDF

 

المصدر: مبادرة دفاع الحقوقية