تقرير: عفرين تحت الاحتلال (214).. انتهاكات وجرائم بحق المدنيين، خطف فتاة، قطع وحرائق الغابات
أصدر المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) فرع عفرين تقريره الدوري عفرين تحت الاحتلال رقم (214) الذي يوثق الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا في المنطقة.
ننشر النص الكامل للتقرير:
يواصل بعض النشطاء ووسائل إعلام للمعارضة ومقرّبة منها نشر صور وفيديوهات عن قطع الغابات الحراجية في عفرين؛ فهل لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا ستصحو من غفوتها وصمتها عن جريمة “إبادة البيئة” التي وقعت بحق الغطاء النباتي والغابات في عفرين منذ اليوم الأول لاجتياح المنطقة من قبل الجيش التركي وميليشيات “الجيش الوطني السوري” الموالية له في 20 كانون الثاني 2018م، وعلى نطاقٍ واسع وبشكلٍ ممنهج، ولا تزال مستمرّة؟!
بعد قطع الأشجار تقوم الميليشيات بقلع الجذوع أيضاً من الأرض، لتتحول مواقع الغابات المقطوعة إلى أراضٍ جرداء شبه صحراوية، حيث أنّ إزالة الجذوع تقضي على فرص الانبات، لاسيما وأنّ غابات التحريج الاصطناعي لا تنبت من تلقاء نفسها مجدداً، إلاّ بزراعة الغراس.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “ديكيه – Dîkê“:
تتبع ناحية بلبل – عفرين وتبعد عن مركزها بـ/24/ كم، مؤلفة من حوالي /80/ منزلاً، وكان فيها حوالي /500/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة وعاد منهم حوالي /36 عائلة = 125 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين /30 عائلة = 200 نسمة/ من المستقدمين فيها. ونتيجة قصف القرية تدمّر /3/ منازل لـ”نعسان حميد بلال، بكر علي، سيدو خليل كلك” بشكلٍ كلي، ومنازل “حنان معمو، خليل بلو، سيدو رشيد، فوزي بلال” بشكلٍ حزئي.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فيلق الشام” التي تتخذ من منزل “عصمت هوريك شيخو” مقرّاً عسكرياً، وقد سرقت كافة محتويات /44/ منزلاً عائداً للغائبين – بعضها لا زالت فارغة – والمؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها من منازل العائدين، و/3/ مجموعات توليد كهربائية منزلية لـ”رشيد عارف، حميد بلال، محمد شيخو”، وسيارتين لـ”صلاح محمد حبش، منان بلال حمو”، و/6/ ماكينات خياطة من ورشة “أولاد نوري شيخو”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة.
وهي تستولي على آلاف الأشجار المثمرة “زيتون، عنب، لوز…”، منها ” /500/ زيتون وكرم عنب لـ رشيد عارف، /600/ زيتون وكرم عنب وكرم كرز لـ سيدو عارف، /1500/ زيتون لعائلة شيخو، /300/ زيتون لـ سيدو خليل كلك، /400/ زيتون لـ حميد بلال، /200/ زيتون لـ محمد حمو، /250/ زيتون لـ شكري خوجة، 50/ زيتون لـ فخري بلال، /100/ زيتون لـ خليل علي، /100/ زيتون لـ محمد داوود، /150/ زيتون لـ هوريك شيخو، /150/ زيتون وكرم لوز لـ عثمان علي، /100/ زيتون وكرم عنب لـ سعيد جميل، كرم عنب لـ حنان علي”.
وتفرض إتاوة 50% على انتاج مواسم (الزيتون، العنب، السمّاق، الكرز، اللوز) من أملاك الغائبين الموكّلين لأقرباء لهم، وإتاوة /2-5/ صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي) على كل عائلة متواجدة في القرية سنوياً.
وقامت الميليشيات بقطعٍ معظم الغابات الطبيعية المحيطة بالقرية – جبال (قشلا آليجا Qişla Alîça وكلي كعنيه Geliyê Keniyê، كركي عليجاريهKurkê Elîcarê ، رشيد آغا، إيسيه)- وكامل الغابة المعمّرة في المزار جنوبي القرية ومئات أشجار الزيتون واللوز، بغية التحطيب وصناعة الفحم والتجارة. بالإضافة إلى الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية دون أن يجرؤ أحداً على الاعتراض.
هذا، وتعرّض المتبقون من الأهالي في القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، من قتلٍ وإخفاء قسري واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، فقد اعتقل معظم رجال القرية لمدد مختلفة مع فرض غرامات مالية عليهم، ولا يزال المواطن “محمد زكريا علي /28/ عاماً” مخفي قسراً منذ أن اعتقل في حزيران 2018م بمدينة عفرين، بعد عودته من منطقة النزوح- الشهباء بريف حلب الشمالي ومضي حوالي الشهرين على زواجه.
وقد استشهد من أبناء القرية الشاب “صلاح سعيد جميل /24/ عاماً” أثناء خدمته في مركزٍ لقوات الأمن الداخلي (الأسايش) نتيجة العدوان على المنطقة، وقُتل المدني “طاهر محمد حبش /39/ عاماً- كان يعاني من إعاقة عقلية” من قبل عناصر الفيلق أثناء رعيه للأغنام بجوار القرية، بعد اجتياحها بأربعة أيام في آذار 2018م، حيث اشتكى شقيقاه “فريد و صلاح” لدى الجيش التركي، ولكن “الفيلق” كان لهما بالمرصاد، فاختطفهما وساقهما إلى مركزه في بلدة ميدان أكبس وأخضعهما للتعذيب الشديد واحتجزهما لشهر ونصف، وسرقت عناصره محتويات منزليهما وماشيتهما وسيارة بك آب هونداي التي استعيدت بعد عامين لقاء إتاوة مالية كبيرة.
= خطف فتاة:
منذ أكثر من شهر قام شاب مسلّح ابن شقيق المدعو “رامي بطران” متزعم ميليشيات “فرقة الحمزات” في بلدة “باسوطة” وقرية “كيمار” المجاورة بخطف فتاة يتيمة الأب من أهالي “باسوطة” وفي العشرين من عمرها، وأعادها بعد مضي أسبوعين من الزواج القسري إلى ذويها، مرفقاً بتهديدات من “بطران”، فاضطّر أقرباؤها على ترحيلها إلى خارج المنطقة.
= قطع وحرائق الغابات:
– في استمرار جريمة إبادة البيئة أضرمت عدة حرائق في غابات عفرين، إذ أكّد “الدفاع المدني في عفرين” أن فرقه قد أخمدت حرائق في حرش قرب بلدة “كفرصفرة”- جنديرس بتاريخ 3/9/2022م وفي حراج بمحيط قريتي “فرفكه، حيدر/حيدرية”- راجو بتاريخ 7/9/2022م.
– رغم الفضائح المنشورة حديثاً عن الجرائم المرتكبة بحق الغابات، تواصل ميليشيات “فرقة الحمزات” قطع حرش كثيف جنوبي بلدة “باسوطة” قرب مقصف “رمّان باسوطة” وبجوار الطريق الذي تم قطعه اليوم 10/9/2022م لأكثر من نصف ساعة كي تُغادر الشاحنات المحملة بالحطب من الموقع.
= انتهاكات أخرى:
– منذ أسبوعين فرضت ميليشيات “فرقة الحمزات” على أهالي ثلاث قرى “كفرزيت، كفيريه، برج عبدالو” إتاوة /30 دولار/ على كلّ عائلة، بحجة قيامها برش بقايا مقالع على طريق ترابي بين “كفرزيت” و “كفيريه” يُقدر طولها بـ/1/كم.
– منذ أسبوع قامت ميليشيات “نور الدين الزنكي” بالاستيلاء على أرض زراعية خصبة تُقدر مساحتها بهكتارين عائدة للشقيقين “عدنان و أحمد فائق محمد”، قرب قرية “ديوا”- جنديرس، وجرفت التربة بالآليات بقصد إنشاء قاعدة عسكرية، رغم تواجد “عدنان” في القرية ورفضه للمشروع ولبيع أرضه؛ كما تم تنصيب خيمتين للمستقدمين ضمن حقل زيتون عائد لـ”أحمد فائق” مع رعي الأغنام فيه.
إن التغاضي عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة في عفرين، أمرٌ مريب وبحد ذاته جريمةٌ أخرى، فلا يجوز السكوت عنها تحت أي ظرف أو ضغط ومصالح أية دولة وقوةٍ محلية.
10/09/2022م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=7750