الأربعاء 16 تموز 2025

توقعات بصيف قاسٍ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وسط ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة

تشير توقعات خبراء المناخ إلى صيف شديد الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2025، مع تسجيل مؤشرات مبكرة على ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة منذ شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار، وهو ما ينذر بموسم صيفي صعب.

وأكدت عالمة المناخ ديانا فرانسيس، في تصريح لبي بي سي عربي، أن “دول الخليج العربي عادةً ما تسجّل أعلى درجات الحرارة صيفاً، لكن من المتوقع هذا العام أن ترتفع الحرارة بدرجة إلى درجتين مئويتين فوق المعدل الموسمي، لا سيما في إيران والعراق والكويت”. وعزت فرانسيس هذا الارتفاع إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن وتيرة السخونة في المنطقة “تتجاوز المتوسط العالمي بمرتين”.

وبحسب تقرير صادر عن مجلة JGR Atmospheres، ترتفع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوتيرة أسرع بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنة بباقي مناطق العالم، حيث سجلت المنطقة ارتفاعاً بمعدل 0.52 درجة مئوية منذ عام 1980.

وكشفت وكالة “كوبرنيكوس” الأوروبية لتغير المناخ أن صيف 2024 كان الأشدّ حرارة على الإطلاق على مستوى العالم، فيما يُتوقّع أن يحتل صيف 2025 المرتبة الثانية من حيث القسوة. كما سجل شهر يناير/كانون الثاني 2025 ارتفاعاً في متوسط الحرارة العالمية بـ1.75 درجة مئوية مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية.

وتوقعت “منظمة الأرصاد الجوية العالمية” أن تتجاوز درجات الحرارة معدلاتها المعتادة في عدد من مناطق العالم هذا الصيف، بما في ذلك شمال إفريقيا والخليج العربي. كما أظهرت خرائط حديثة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز تخطّي درجات الحرارة 45 مئوية في مناطق من السعودية وموريتانيا خلال مايو/أيار.

وتوقّع تقرير علمي طويل المدى أن تسجل مناطق من الخليج العربي ارتفاعاً قد يصل إلى تسع درجات مئوية بحلول عام 2100، مع تحديد “نقاط ساخنة” صيفاً فوق وسط شبه الجزيرة العربية، خاصة العاصمة السعودية الرياض، وكذلك الجزائر، إضافة إلى نقاط ساخنة شتوية فوق موريتانيا وسلسلة جبال البرز في إيران.

وتؤكد فرانسيس أن تأثيرات الحرارة المرتفعة لا تقتصر على المناخ فحسب، بل تمتد إلى صحة الإنسان، والبنية التحتية، والاقتصاد، مشيرة إلى أن “السبيل الوحيد للتعامل مع هذه التغيرات هو التكيّف وجعل المدن أكثر مرونة في مواجهة الطقس المتطرف”.

وشددت على أهمية الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة وتبني سياسات صناعية صديقة للبيئة للحد من الانبعاثات، رغم مرور قرابة عقد على اتفاق باريس للمناخ الذي أقر عام 2015، دون أن تنجح الدول حتى الآن في وقف ارتفاع درجات الحرارة العالمية.