جواد إبراهيم ملا
منذ إنهيار إمبراطوريتنا الكوردية الميدية عام 550 ق.م ومرورا بكافة المؤامرات من إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وإتفاقية الجزائر عام 1975 والى الاجماع العالمي والإقليمي ضد إستقلال كوردستان في 2017 وغيرها من المؤامرات.
ان الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان ومنذ سنين طويلة كانت تستعمل عناصر من مخابراتها وكتاب التقارير لمراقبة الوطنيين الاحرار ولكن هذا الاسلوب لم يعط اية نتائج للحد من الانتفاضات والثورات الكوردية، لذا ومنذ ان جمعت الثورة الكوردية بقيادة الجنرال مصطفى البارزاني أكثر من 150 ألف پيشمرگه في العام 1974 بدأ الرعب ينتاب الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان فلجأت إلى إستخدام أساليب جديدة في تدريب وارسال افضل ما عندهم من ضباط ليندسوا خفية ضمن الأحزاب الكوردية لتكون تلك الأحزاب تحت سيطرتهم وبالتالي لتقوم بزرع الفتن والمؤآمرات في الحزب الواحد وتمزيقه إلى عدة أحزاب وكانت تلك الخطوة الأولى في سبيل ضرب وحدة الصف الكوردي من الداخل وفي غفلة من الجميع لأن الضباط المندسين ليسوا أشخاصا عاديين بل إنهم أولا من الكورد ومدربون على أعلى المستويات ومزودون بالإمكانيات الهائلة ماديا ومعنويا، فمثل هؤلاء الضباط حينما ينتسبوا لأي حزب فإنهم خلال مؤتمر واحد يصعدون إلى مراكز القيادة لأن مؤهلاتهم العالية جدا لا يمكن ان تقارن بمؤهلات الاعضاء الحزبيين المحدودة… وقد أعطت هذه الاساليب الخبيثة نتائج كبيرة في تأجيج الإقتتال فيما بين الأحزاب الكوردية وتمزيق وحدة الصف الكوردي ووفرت على الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان إرسال جيوشها وغيرها من الأساليب التي كانت تتبعها سابقا.
فالضباط الجواسيس أيادي كوردية استإجرتها الكيانات التي تحتل كوردستان ودستها ضمن الأحزاب الكوردية وفيما يلي بعض الأمثلة على مهمات الضباط الجواسيس الذين ينخرون في المجتمع الكوردي من الداخل الكوردي من أجل ضرب معنويات الشعب الكوردي ومنذ زمن بعيد:
- “ادريس البتليسي” كان من الضباط الجواسيس في خيانة الشعب الكوردي وبيعه لـ 46 إمارة كوردية للعثمانيين عام 1514.
- “ملا ختي” كان من الضباط الجواسيس في خيانة الامير محمد الراوندزي بالرغم من ان لي تصورات أخرى في هذه المسألة سأتكلم عنها لاحقا.
- عز الدين شير بدرخان كان من الضباط الجواسيس في خيانته لإبن عمه الامير بدرخان الكبير بالرغم من ان لي تصورات أخرى في هذه المسألة أيضا سأتكلم عنها لاحقا.
- رؤساء عشائر شرق كوردستان كانوا من الضباط الجواسيس في خيانتهم للقاضي محمد رئيس جمهورية كوردستان في العام 1946.
- قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني مجموعة جلال الطالباني وإبراهيم أحمد وغيرهم ومن جاء بعدهم كانوا من الضباط الجواسيس في خيانتهم للثورة الكوردية في الاعوام 1964 و 1966 وإلى اليوم.
- قيادة الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية كانت من الضباط الجواسيس بقيادة حميد درويش في العام 1964 وصلاح بدر الدين في العام 1968 في خيانتهما للعم أوصمان صبري.
- كان للضباط الجواسيس أكبر الاثر في منع الشعب الكوردي عن إعلان دولته أو تأخير قيامها.
- كما كان للضباط الجواسيس دورهم في توليد اكثر من مائة حزب ومنظمة كوردية في كوردستان ومعظمها تتبنى سياسة حزبية ضيقة وإقليمية مقيتة وبعيدة كل البعد عن التفكير القومي الكوردي وبذلك ساعدت القيادات الكوردية الحزبية بسياستها تلك الكيانات التي تحتل كوردستان على تنفيذ مؤآمراتها وعملياتها العنصرية ضد الشعب الكوردي في كل إقليم بشكل منفرد عن الأقاليم الأخرى.
- رسم الضباط الجواسيس سياسة القيادات الكوردية الحزبية الإقليمية لكي لا تخرج من حدود إتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان الإستعمارية شبرا واحدا… فجميع القيادات الكوردية الحزبية تطالب بالحقوق الكوردية ضمن حدود الكيانات التي تحتل كوردستان بالضبط كما رسمتها معاهدة لوزان الإستعمارية عام 1923 وقرارات مؤتمر طهران 1943 ويمكن التعرف على تلك السياسة المخزية والمقرفة من خلال شعاراتها المتمثلة في: الاخوة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتعايش والإندماج والتطبيع مع القتلة والمجرمين العنصريين العرب والترك والفرس الذين يحتلون كوردستان وهذه الشعارات ليست سوى تعريب وتتريك وتفريس الشعب الكوردي على نار هادئة.
10.أصبحت الدول الكبرى والكيانات التي تحتل كوردستان تعتمد على القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس كليا بعد فشلهم في اخماد ثورات الشعب الكوردي والقضاء على وجوده بعمليات التعريب والتتريك والتفريس بالقوة… حيث بدأ دور القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس من أجل إقناع الشعب الكوردي على التعايش مع القتلة مما يؤدي إلى انحلال كافة مقومات القومية الكوردية بمرور الوقت وعلى عدة اجيال.
11.بعد أن فشلت إتفاقية سايكس بيكو في تفتيت الشعب الكوردي لأن إتفاقيتهم جزأت أرض كوردستان فقط ولم تستطع تجزئة الشعب الكوردي حتى جاءت الأحزاب الكوردية والضباط الجواسيس في عددهم الهائل حيث إستطاعوا من تجزئة الشعب الكوردي إلى مئة حزب وكل حزب يبث التفرقة والدعايات الكاذبة على الآخرين مما مهد الطريق للعدو ان ينفذ مؤآمراته بشعبنا الكوردي… مما يجعلني اتحسر على سايكس بيكو التي جزأت أرض كوردستان فقط ولم تطعن الشعب الكوردي كما طعنته الأحزاب الكوردية والضباط الجواسيس في تجزئة الشعب الكوردي إلى مئة شعب فلتكن الأحزاب الكوردية والضباط الجواسيس قربانا لإتفاقية سايكس بيكو مع كل ما فيها من سفالة ونذالة.
12.عملت القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس على تصفية العناصر التي من الصعب ان تصل إليها جيوش الكيانات التي تحتل كوردستان.
13.قدمت القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس المعلومات عن كل كوردي في داخل أحزابهم وفي خارجها للكيانات التي تحتل كوردستان
14.قامت القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس بتخطيط وتنفذ الإقتتال الكوردي-الكوردي.
15.قامت القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس في هدر الوقت والإمكانيات الكوردية لكي لا يفكر الشعب الكوردي بقضيته الأساسية وهي إستقلال كوردستان فإختلقوا التناحر فيما بين الكوردي والكوردي… فمثلا منذ العام 1964 تتقاتل القيادات الكوردية الحزبية في جنوب كوردستان وفي ذلك الوقت لم يكن العراق صاحب سلاح كيماوي ولا غيرها من الأسلحة المتطورة وكان من المفروض الحصول على الإستقلال منذ ذلك الوقت… إلا إن إقتتالهم قد أخر القضية الكوردية قرنا من الزمان ولا يزال الشعب الكوردي يعاني الأمرين من بقايا تناحرهم في إدارة السليمانية وإدارة هولير والى اليوم.
16.لم يدع الضباط الجواسيس الشعب الكوردي إتباع سياسة الهجوم على العدو حيث ان الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع عن النفس، ويعود إستمراره في الدفاع عن النفس في كوردستان إلى التربية الكوردية التاريخية الموروثة من العقائد الزرادشتية والحضارات الكوردية المستقرة التي كانت ضد فلسفة الغزو والغزوات… وكاد الشعب الكوردي أن يبدأ بالهجوم إلا أن الضباط الجواسيس إعتبروا أنفسهم المدافعين عن العقائد الزرادشتية في هذا المجال فقط.
17.قام الضباط الجواسيس بتوجيه النصائح للشعب الكوردي لكي يحارب في الزمن الخطأ وأن يعقد إتفاقيات السلام في الزمن الخطأ أيضا فمثلا كان من المفروض على الشعب الكوردي شن حربه واستعادة حقه في الإستقلال في وقت الحروب الإقليمية والعالمية… إلا أن الضباط الجواسيس كانوا يقترحون أن الحقوق يتم الحصول عليها بعد انتهاء الحروب بموجب القوانين والدساتير ولكن بعد أن استتباب الامور فلم يعد للشعب الكوردي أي تأثير على موازين القوى الإقليمية والعالمية.
18.عمل الضباط الجواسيس إبعاد القادة الكورد عن مسألة إستقلال كوردستان وتشجيعهم على رفع شعارات بعيدة عن الإستقلال وفي مقدمتها النضال من أجل التعايش مع الكيانات التي تحتل كوردستان من العراق وتركيا وسورية وإيران… هذه الكيانات التي بنت حدودها وسيادتها على حساب سيادة وحرية الشعب الكوردي وإستقلال كوردستان، في حين يجب إعتبار تلك الكيانات بكيانات العدو المحتل لبلادنا كوردستان وتوجيه فوهة البندقية للمحتل أينما كان من أجل إستقلال كوردستان وليس التعايش معه والاشتراك في حكوماته وبرلماناته. لأن المحتل يعمل على إبادة الكورد بمختلف الأسلحة ويخطط وينفذ أبشع مؤآمراته العنصرية من أجل التغيير الديمغرافي لكوردستان ليتسنى لهم إلغاء وجود الكورد، أصحابها الشرعيين من أجل الإستمرار في نهب خيرات كوردستان بكل هدوء.
19.في العام 1972 قتل الضباط الجواسيس زعماء شمال كوردستان سعيد آلچي والدكتور شڤان حيث كانا في جنوب كوردستان آنذاك فترأس درويش سعدو سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني – تركيا وفدا حزبيا للذهاب إلى جنوب كوردستان، وقد إلتقيت بدرويش سعدو في منزل إبراهيم متيني حيث كنت في زيارة إبنه زورو بمدينة بيروت وكان معه الشاعر قدريجان وكانوا يحضرون أنفسهم للتوجه إلى جنوب كوردستان من أجل محاكمة الدكتور شڤان الذي قتل سعيد آلچي كما كان وفدا حزبيا آخر يطالب بحريته ونجحت مساعي الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإنتهت بقتل الدكتور شڤان وبذلك تم إبعاد اليسار واليمين الكورديين في شمال كوردستان عن الثورة الكوردية.
20.قتل الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني الپيشمرگه الشهيرة مرغريت جورج الملقبة بـ (جان دارك كوردستان) في جنوب كوردستان عام 1972 لإبعاد المسيحيين من الاشتراك بالثورة الكوردية.
21.اغتال الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني محمد آغا میرگسوري زعيم عشيرة الشيرواني ومعه عائلته في العام 1975 من أجل تفتيت المجتمع الكوردي.
22.بدعوة من الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني عقد الحزب الديمقراطي الكوردي-سوريا بشقيه اليسار واليمين مؤتمرا توحيديا في جنوب كوردستان عام 1970 ورجعا إلى غرب كوردستان بثلاثة أحزاب… وفي الذهاب والاياب كانت المخابرات السورية والعراقية تستقبلهم وتودعهم على الحدود السورية-العراقية التي عبروها بدون ڤيزا أو وثائق سفر. لأن الضباط الجواسيس قد نسجوا المؤآمرة جيدا من أجل زيادة الأحزاب حزبا جديدا.
23.استنجاد الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-عراق بالجيش العراقي لإخرج قوات جلال الطالباني من هولير في 31-8-1996. المشابهة تماما لاستنجاد الضباط الجواسيس في حزب جلال الطالباني بالجيش العراقي لضرب الثورة الكوردية في العام 1966.
24.ساعد الضباط الجواسيس القيادات الكوردية الحزبية لتنفيذ عمليات التصفية الجسدية: في إغتيالات ممنهجة تستهدف كل من يؤمن بإستقلال كوردستان.
25.اختطاف 8000 بارزاني وضرب حلبجه بالسلاح الكيماوي وغيرها من الجرائم التي اقترفها الجيش العراقي بحق الشعب الكوردي التي تم ترتيبها من قبل الضباط الجواسيس في القيادات الكوردية الحزبية.
26.ان الضباط الجواسيس في حزب العمال الكوردستاني هم الذين ساعدوا تركيا في إعتقال زعيم الحزب عبد الله أوجلان حيث أرسلوه إلى كينيا بلد الفساد فأعظم رجل هناك يبيعونه بـ 10 دولارات.
27.في العام 1980 إعتقل الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران المناضل “علي قاضي” الابن الوحيد للقاضي محمد رئيس جمهورية كوردستان وسلموه للنظام العراقي حيث بقي سجينا هناك لسنوات طويلة.
28.في العام 1981 قتل الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران الپيشمرگه الشهير “سرکوت ساليی” الذي قام بأكبر العمليات الفدائية في مدينة كركوك في أيام الديكتاتور المقبور صدام حسين وهناك من يقول ان الحزب قد سلمه للنظام العراقي حيث قام بإعدامه. وفي العام 1983 حاول الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران إغتيال الپيشمرگه “آراس” الشقيق الأكبر لـ “سرکوت ساليی” ولكنهم لم يتمكنوا فطلب الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران من الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-عراق لإغتياله ولكن العناية الالهية انقذته بالرغم من اصابته برصاصة الغدر في قدمه ولا يزال إلى اليوم يمشي بصعوبة من أجل أن لا يقوم بعمليات فدائية في مدينة كركوك مرة أخرى.
29.رتب الضباط الجواسيس في القيادات الكوردية الحزبية مؤآمرة مفاوضات وهمية فيما بين إيران والدكتور عبد الرحمن قاسملو والتي لم تكن مفاوضات بل كانت فخا لإغتياله بمدينة فيينا في العام 1989.
30.نبش الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران ضريح الجنرال مصطفى البارزاني وأخرجوا جثته من القبر ورموه على الشارع لضرب الثقة فيما بين الشعب الكوردي في شرق وجنوب كوردستان.
31.سلم الضباط الجواسيس في الإتحاد الوطني الكوردستاني المناضل الكوردي من شرق كوردستان “مصطفى سليمي” للنظام الإيراني التي أعدمته في العام 2020 حيث لم تكن تختلف عن عملية تسليم الضباط الجواسيس في الحزب الديمقراطي الكوردستاني-عراق للمناضل الكوردي من شرق كوردستان “سليمان معيني” إلى النظام الإيراني وإعدامه في العام 1968.
32.طرد الحزب الديمقراطي الكوردستاني-العراق الجنرال مصطفى البارزاني من الحزب في مؤتمره المنعقد في ماوت 1964. ولا يزالون يحاربون رفاقه إلى اليوم تحت مسميات أخرى.
33.طرد الحزب الديمقراطي الكوردي-سوريا العم اوصمان صبري من الحزب حتى بعد أن قدم استقالته في 1969. ولا يزالون يحاربون رفاقه إلى اليوم تحت مسميات أخرى.
34.طرد الحزب الديمقراطي الكوردستاني-تركيا عبد الملك فرات حفيد الشيخ سعيد پيران قائد الثورة الكوردية في 1925 وحاربوه حتى وفاته ولا يزالون يحاربون رفاقه إلى اليوم تحت مسميات أخرى.
35.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية التي يواجهها الشعب الكوردي منذ زمن بعيد.
36.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية التي تواجهها اللغة والتراث الكوردي وتزوير الجغرافية والتاريخ الكوردي.
37.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات تعميق التشتت في المجتمع الكوردي وفي اصطناع حروب سياسية وهمية فيما بين الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان تكون أساسا لاستلام بعض الأحزاب الكوردية المساعدات من احدى الدول لمحاربة دولة أخرى وبالتالي تكون تبريرا لمحاربة الكورد في الأقاليم الكوردستانية الأخرى.
38.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات إلهاء الكورد بالمادة 140 من الدستور العراقي التافهة ومع كل تفاهتها لم توافق عليها العنصرية العربية لكي لا ينتقل الكورد إلى المطالبة بالمادة 62 و63 و64 من معاهدة سيڤر التي تنص على إستقلال كوردستان ويبقى معلقا بالمادة 140.
39.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات إلهاء الكورد بإعتقال القادة الكورد من عبد الله أوجلان وليلى زانا وصلاح الدين دميرتاش وغيرهم لكي لا يكون عند الكورد الوقت من أجل التفكير في المطالبة بتحرير كوردستان والإستعاضة عنها بتحرير عبد الله أوجلان وليلى زانا وصلاح الدين دميرتاش مع أن إعتقالهم كان بغير حق والهدف منه إشغال تفكير ووجدإن الشعب الكوردي بهم مع انهم يستحقون النضال من أجل تحريرهم ولكن ليس على حساب تحرير كوردستان.
40.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات قطع الارزاق كما حصل في تدمير 4000 قرية كوردية حدودية في جنوب كوردستان وجمع سكانهم في مجمعات تحت سيطرة المخابرات العراقية… وكما حصل في تدمير 4000 قرية كوردية أخرى في شمال كوردستان وتهجير سكانها إلى المدن التركية مثل اسطنبول وغيرها… وسحب الجنسية السورية من نصف مليون كوردي في غرب كوردستان وحرمانهم من حق تملك الارض أو العمل وأي وسيلة من وسائل كسب لقمة العيش الكريم… وأخيرا وفي السنوات القليلة الماضية حرق الضباط الجواسيس محاصيل القمح في معظم أجزاء كوردستان وهو الاشد قذارة والاكثر سفالة من القتل المباشر.
41.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات أخرى وفي مقدمتها تغييب مسألة “الحساب والعقاب” لدى القيادات الكوردية الحزبية.
42.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان لتنفيذ عمليات الإعتقالات والملاحقة لوجود أعداد كبيرة منهم في القيادات الكوردية الحزبية… بالإضافة إلى تنفيذ الإغتيال السياسي والمعنوي وبث الدعايات الكاذبة وفبركة المؤآمرات بحق الوطنيين الاحرار من أجل الطعن في شخصيتهم ومصداقيتهم وبالتالي لعزلهم عن الجماهير.
43.ساعد الضباط الجواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان على إحتلال كوردستان والتي أقامت حدودها وسيادتها على حساب حدود وإستقلال كوردستان وسيادة وحرية الشعب الكوردي، وهذا الإحتلال الظالم لكوردستان الذي يعاني منه شعبنا الكوردي الكثير حتى يومنا هذا.
44.عمل الضباط الجواسيس في القيادات الكوردية الحزبية إبقاء كوردستان تحت الإحتلال للأبد وتمييع القضية الكوردية… فمثلا ففي النزوح المليوني الكوردي في جنوب كوردستان في العام 1991 ظهر بعضهم على شاشات التلفزة العالمية وقالوا ان الكورد بحاجة إلى مساعدة فورية في تقديم البطانيات والاطعمة لهم… ففهم العالم ان النزوح المليوني الكوردي كان نتيجة الجوع والبرد… وبذلك فقد طمس الضباط الجواسيس القضية الكوردية التي هي قضية سياسية وقومية كوردية تهدف إلى الحرية والإستقلال، ولم يكن الشعب الكوردي في يوم من الايام بحاجة إلى اطعمة فخيرات كوردستان كثيرة كما ان افقر كوردي عنده من البطانيات التي تكفيه وتكفي عائلته وأكثر.
45.وشاهدت بعض هؤلاء الضباط الجواسيس على شاشات التلفزة خلال إنتفاضة غرب كوردستان المباركة عام 2004 وكانوا يقولون لجماهير القامشلي: لقد قمتم بما تريدون والآن عودوا إلى بيوتكم… أي إنهم يريدون من هذا الكلام إطفاء نيران الإنتفاضة ومنع الكورد في غرب كوردستان أن يقوموا بنزوح مليوني مشابه للنزوح المليوني في جنوب كوردستان.
46.ساعد الضباط الجواسيس في منع إجراء احصاء للكورد في الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان…
ولنأخذ غرب كوردستان كمثال للأجزاء الأخرى من كوردستان:
إن غرب كوردستان قطعة جغرافية واحدة تمتد من زاخو وجبل شنگال في جنوب كوردستان ومرورا بقامشلو وكوباني والرقة وحلب وإلى عفرين وجبل الكورد على ساحل البحر الابيض المتوسط في شمال اللاذقية… ونتيجة لتعريب الكورد في غرب كوردستان أو إستيطان عرب خلال 1400 عام لغرض تعريب كوردستان ايضا… إلا ان كوردستان تبقى كوردستان مهما تعرضت له من عمليات عنصرية… وهذا الكلام ينطبق على جنوب وشمال وشرق كوردستان أيضا.
أما المجتمع السوري وبعيدا عن غرب كوردستان، فإن الشعب الكوردي يتواجد في جميع المحافظات السورية وفي بعض الاحيان بنسب كبيرة جدا.
فمثلا جاء في لوائح شهداء منطقة حوران في إنتفاضة 2011 عشرات الشهداء من الكورد وعلى ما أذكر منهم سبتة الكراد ووائل الكوردي وغيرهم… ففي محافظة حوران والجولان يوجد عدد كبير من العشائر الكوردية.
وفي حماه هناك العديد من العشائر الكوردية أيضا وأكبرها عشيرة البرازية وكان محسن البرازي رئيس الوزراء السوري عام 1949 واحدا منهم…
كما ان العديد من قرى ادلب هم من الكورد مثل بلدة كفر تخاريم مسقط رأس الزعيم الكوردي إبراهيم هنانو قائد الثورة السورية في جبل الزاوية ضد الفرنسيين.
اما محافظات حمص واللاذقية وأقضيتها مثل تلكلخ والحفة وغيرها تضم مجموعات كبيرة من الكورد وتعيش في القلاع التي بناها لهم السلطان صلاح الدين الايوبي ولكن العنصرية العربية عربتهم حتى عربت أسماء القلاع والحجر والشجر فمثلا حتى وقت قريب كان في تلكلخ قلعة اسمها “حصن الكورد” وفي زمن البعث تم تعريب اسمها وأصبحت “قلعة الحصن”.
كما إن الطائفة العلوية والدرزية في سورية هم في الأصل من الشعب الكوردي نزحوا من كوردستان نتيجة عمليات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الكوردي الذي كان يدين بالديانة الزرادشتية وبعد نزوحهم قاموا بتغيير إسم ديانتهم من الزرادشتية إلى العلوية والدرزية لكي تنقذ أرواح أبنائها من القتل والإبادة.
أما في دمشق وبعيدا عن حي الكورد بنسبته الكوردية المطلقة قبل هجوم العمران المقصود منه تعريب حي الكورد ايضا… ففي دمشق مئات العوائل الدمشقية العريقة التي يعود أصلها إلى الشعب الكوردي ومنها عائلات الخاني والزعيم والايبش والاسطواني واليوسف وكمالماز والعابد والعظم والقوتلي والعظمة والايوبي وغيرهم…
كما إن أحياء القيمرية وسوق ساروجة كانت نسبة الكورد فيها نسبة مطلقة أيضا فالقيمرية نسبة إلى جبل قيمر في شمال كوردستان وسوق ساروجة نسبة إلى سهل سروج الممتد من أورفا في شمال كوردستان إلى كوباني في غرب كوردستان.
وحسب تقديراتي ان الكورد هم الأكثرية في سورية، وسيعلم الجميع عدد الكورد الحقيقي في سورية بعد احصاء حر في الوقت الذي لا يكون فيه خوف أو تهديد من ان يفصح الإنسان عن قوميته.
والجدير بالذكر وبعد إعلان الفيدرالية الكوردية في جنوب كوردستان بدأ الكثير من الكورد الافصاح عن أصلهم الكوردي فمثلا أعلنت الممثلة السورية الشهيرة منى واصف على التلفزيون السوري في أنها كوردية.
وان عدم إجراء احصاء للكورد خوفا من ان تظهر النتائج بأن الكورد هم أكثر من العرب في العراق وسورية واكثر من الأتراك والإيرانيين في كل من تركيا وإيران أيضا.
لقد مر على حكومة جنوب كوردستان أكثر من ربع قرن… وبالرغم من إجراء عدة انتخابات نيابية ومحلية في جنوب كوردستان إلا إنها لا تستطيع إجراء أي احصاء سكاني.
لأن الاحصاء هو الأساس لأي تطور وازدهار:
- الاحصاء ليس من أجل معرفة من هو كوردي ومن هو غير كوردي.
- ولا من أجل معرفة عدد نفوس الكورد الاجمالي.
- بل بالاحصاء يتم من أجل معرفة عدد الأطفال الذين يحتاجون لمدارس وجامعات.
- والعجائز الذين يحتاجون لدور العجزة.
- والشباب من العمال والفلاح وقدرتهم الإنتاجية وكم بحاجة إلى معامل من خلال معرفة عدد العاطلين عن العمل.
- ويتم معرفة الإنتاج المحلي للقمح مثلا وفيما إذا يتوجب استيراد النقص أو تصدير الفائض.
- وبموجب الاحصاء يتم رسم الخطة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية للاعوام القادمة.
- وبدون احصاء فالوطن والشعب يعيشون على تهوين الله كل يوم بيومه… كما كان يعيش أجدادنا في العصر الحجري.
47.ساعد الضباط الجواسيس في إستغلال الحركة التحررية الكوردية لمصالح الكيانات التي تحتل كوردستان وصراعاتها الإقليمية والدولية… وحينما لم تعد الكيانات التي تحتل كوردستان بحاجة إلى الحركة التحررية الكوردية كانوا يعملون على القضاء على ثوراتها عن طريق الضباط الجواسيس أيضا، ومنها:
- اجبار الجنرال مصطفى البارزاني قائد ثورة جنوب كوردستان على الانسحاب في العام 1975
- إغتيال د. عبد الرحمن قاسملو قائد ثورة شرق كوردستان في 1989
- اختطاف وسجن الزعيم عبد الله أوجلان قائد ثورة شمال كوردستان في العام 1999.
48.ان الضباط الجواسيس يدفعون القيادات الكوردية الحزبية على التفاوض مع الدول التي تحتل كوردستان وباقي دول العالم على أساس التنازل لهم عن كل شئ مقابل محافظتهم على كراسيهم وأحزابهم.
49.إن الضباط الجواسيس، هم العاملون على بقاء كوردستان مستعمرة دولية، وعددهم اكثر بكثير من الذين يناضلوا من أجل إستقلال كوردستان، وإمكانياتهم كبيرة ولهم ميزانية كبيرة جدا من الدول التي تحتل كوردستان ومهماتهم يتم التخطيط لها في دوائر المخابرات السورية والعراقية والإيرانية والتركية وفي أعلى المستويات وأعتقد ان أوسخهم تلك المجموعة التي تعمل على هدر الإمكانيات الكوردية في مسائل كوردية جانبية ليس لها اية علاقة بإستقلال كوردستان وبالتالي بعد هدر إمكانية المقاتل الكوردي والاديب الكوردي والاب الكوردي والأم الكوردية الذين قدموا فلذة أكبادهم قربانا على مذبح الحرية وهم يعتقدون إنهم يضحون في سبيل الكورد وكوردستان بينما تضحياتهم ذهبت من أجل مصالح الكيانات التي تحتل كوردستان. كما تعمل تلك المجموعة الوسخة على اهمال وإبعاد الاب والأم والاديب والمقاتل الذين تم هدر طاقاتهم لإستلام جيل جديد لهدر إمكانياته أيضا وهلمجرا.
50.للضباط الجواسيس شبكة عنكبوتية كبيرة ضمن قيادات وقواعد الأحزاب الكوردية وإحدى مهماتها تقوية الأداء الحزبي والمحافظة عليه للسيطرة على قرارات الأحزاب الكوردية، ومن خلال الأحزاب الكوردية يتمكنوا من القضاء على أية حركة كوردية تدعو لإستقلال كوردستان بكل سهولة وبدون قوات عسكرية بل بالمؤآمرات التي تم التخطيط لها في في أعلى المستويات عالميا وإقليميا.
51.الحزب الديمقراطي الكوردستاني في شرق وغرب وشمال وجنوب كوردستان قد تم تأسيسهم في البداية من أجل إستقلال كوردستان تحت قيادة القاضي محمد في شرق كوردستان وتحت قيادة الجنرال مصطفى البارزاني في جنوب كوردستان وتحت قيادة العم أوصمان صبري في غرب كوردستان وتحت قيادة فايق بوجاق في شمال كوردستان، إلا أن الضباط الجواسيس في القيادات الكوردية الحزبية كان لهم الدور الكبير في إعدام القاضي محمد ونفي الجنرال مصطفى البارزاني إلى الإتحاد السوڤيتي وسجن العم أوصمان صبري وإغتيال فايق بوجاق… لأن الضباط الجواسيس للكيانات التي تحتل كوردستان اندسوا في الأحزاب الكوردية وعلى سبيل المثال في جنوب كوردستان كان منهم: إبراهيم أحمد وجلال الطالباني ونوشيروان مصطفى وسامي عبد الرحمن وفاضل ميراني وآزاد مصطفى وغيرهم… وبمساعي الضباط الجواسيس أصبحت الأحزاب الكوردية في جميع أجزاء كوردستان تطالب بالحقوق الثقافية إلى الحكم الذاتي والفيدرالية ضمن حدود الكيانات التي تحتل كوردستان لكي لا يخرج الشعب الكوردي من تلك الحدود التي إصطنعها الإستعمار في بداية القرن الماضي. وإعتمد الضباط الجواسيس في سياستهم هذه على تأجيج الإقتتال فيما بين الكوردي وأخيه الكوردي.
52.من أخبث مهمات الضباط الجواسيس تتمثل في النقاط التالية:
– حينما تعرض الشعب الكوردي إلى انتكاسة انهيار ثورة إيلول عام 1975 وبعدها تعرضه للإبادة الجماعية إبتعدت الجماهير الكوردية عن القيادات الكوردية الحزبية ووجهت لها الإنتقادات لفشلها في حماية الشعب الكوردي فقام الضباط الجواسيس بالإنفصال عن أحزابهم وتشكيل أحزاب جديدة لخداع الجماهير الكوردية التي تنتقد القيادات الكوردية الحزبية لفشلها في حماية الشعب الكوردي أو لعدم إتباع سياسة قومية، في أن هناك أحزابا تنتقد القيادات الكوردية الحزبية أيضا.
– جمع الضباط الجواسيس الجماهير الكوردية في الأحزاب الجديد لتعبر عن إنتقاداتها وبعد فترة يقوم الضباط الجواسيس في إعادة الجماهير الكوردية إلى الأحزاب التي انفصلت عنها مرة أخرى.
– ومن الضباط الجواسيس الذين قاموا بهذه المهمة الخبيثة على سبيل المثال: نوشيروان مصطفى من الإتحاد الوطني الكوردستاني وسامي عبد الرحمن من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وآزاد مصطفى من الحزب الإشتراكي الكوردي – پاسوك:
في العام 1970 أسس نوشيروان مصطفى عصبة الشغيلة الكوردستانية تحت شعار حق تقرير المصير للشعب الكوردي ولكنه في العام 1976 عمل نوشيروان على ضم عصبة الشغيلة الكوردستانية إلى الإتحاد الوطني الكوردستاني الذي يناضل إقليميا من أجل الحكم الذاتي.
ومرة أخرى يقوم نوشيروان مصطفى بنفس المهمة في تأسيس حركة التغيير عام 2006، لإمتصاص المعارضين لسياسة جلال الطالباني بينما لم يخرج لم يخرج نوشيروان مصطفى عن سياسة جلال الطالباني قيد أنملة في جميع الإنشقاقات.
في العام 1981 أسس سامي عبد الرحمن حزب الشعب بعد أن استقال من الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكما قام نوشيروان بجمع الجماهير الغاضبة من سياسة القيادات الكوردية الحزبية وفتح الباب على مصراعيه لتعبر الجماهير عن ثوريتها وتحررها من فساد وإقليمية القيادات الكوردية الحزبية ومن ضمن الجماهير الذين جمعهم سامي عبد الرحمن حوله: الحزب الإشتراكي الكوردي – پاسوك والحزب الإشتراكي الكوردستاني – حسك الذين شكلوا مع حزب الشعب إتحادا بإسم الإتحاد الكوردستاني في العام 1992. وبالرغم من أن الحزب الإشتراكي الكوردي – پاسوك كان يناضل من أجل استقلال كوردستان إلا أن الضباط الجواسيس في حزب الشعب برآسة سامي عبد الرحمن والضباط الجواسيس في حزب پاسوك برآسة آزاد مصطفى إستطاعوا تضليل الوطنيين الأحرار الذين أسسوا پاسوك في العام 1975 مثل الاعزاء فرهاد عبد القادر وماموستا شيرزاد فاتح وبختيار زنكنه الشيخ منصور الحفيد والشهيد جلال حاج حسين وغيرهم ولكن أعداء إستقلال كوردستان دسوا عناصرهم في حزب پاسوك وعملوا على إزاحة القيادة القديمة المخلصة والسيطرة على الحزب كما حصل لبقية الأحزاب الكوردية. وكان أحد هؤلاء المدسوسين في پاسوك جماعة محمد مصطفى (آزاد مصطفى) الذي توصل إلى ان يكون سكرتير حزب پاسوك في العام 1980 مع انه كان من جماعة جلال الطالباني واشترك مع جحوش الـ 66 حيث كان يحارب لسنوات طويلة إلى جانب الحكومة العراقية وضد الثورة الكوردية.
بمؤآمرة آزاد مصطفى وسامي عبد الرحمن إستطاعا من إزاحة پاسوك من الساحة النضالية بعملية إلتفافية خبيثة في ضمه للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يسعى إلى الحكم الذاتي أو الفيدرالية وهكذا تم حل پاسوك ومبادئه من أجل إستقلال كوردستان بمؤآمرة جماعة سامي عبد الرحمن وآزاد مصطفى.
لقد علمت بمؤآمرة جماعة آزاد مصطفى وكشفتها حينما كنت في جنوب كوردستان في الاعوام 1982-1984 فحاول آزاد مصطفى إغتيالي عدة مرات في جبال قنديل وعدة مرات في إيران من أجل التخلص مني لأني عرفت حقيقته في إنه أحد الضباط الجواسيس ولكن العناية الالهية كانت بالمرصاد فنجوت منها وان أصبت ببعض الجروح.
هناك تفاصيل لمهمات الضباط الجواسيس بالوثائق والشهود أنشرها في المجموعة الثانية لسيرتي وكفاحي من أجل إستقلال كوردستان.
إن وجود الضباط الجواسيس لا يمكن الحصول على استقلال كوردستان.
فإذا وضعت السياسة الدولية طبقا شهيا من الطعام امام الشعب الكوردي فلن يستفيد منه، إلا إذا هجم وتناول الطعام بنفسه.
وإن الشعب الذي لا يستطيع تحديد أهدافه الإستراتيجية ولا يعمل بموجبها من أجل الحرية والإستقلال فلن يرى الحرية ولا الإستقلال.
ومع الاسف الشديد لم أجد إلى اليوم اية محاولة جادة للنزول إلى الميدان ونقل المعركة إلى أرض العدو وفي الزمن المناسب ومن أجل الهدف الحقيقي للامة الكوردية وهو الإستقلال.
إن عمليات الضباط الجواسيس في القيادات الكوردية الحزبية تتكرر وبدون معارضة لأن شعبنا الكوردي قد تم تخديره بصور وأسماء القادة التاريخيين وبأسماء الأحزاب التي تسمي نفسها بالكوردستانية والديمقراطية…
فالنضال الكوردي قد تم التخطيط له بدقة متناهية بشكله المقلوب في أقبية مخابرات الكيانات التي تحتل كوردستان.
فحينما تحارب القيادات الكوردية الحزبية الكيانات التي تحتل كوردستان على أرض كوردستان… تلك الحروب التي لم يجني منها الشعب الكوردي سوى قتل شبابه وبناته وتهجيرهم وهدم قراهم ومدنهم وإسكان غيرهم مكانهم وهذا هو كل ما يريده العدو… أي أن النضال الكوردي كان ولا يزال من أجل قتل شباب وبنات الكورد وتهجيرهم وهدم قراهم ومدنهم… وليس من أجل حرية الكورد وإستقلال كوردستان على الإطلاق.
فإذا أراد الشعب الكوردي امتحان القيادات الكوردية الحزبية فيما إذا كان عندها الإستعداد لتسليم الكورد إلى الأعداء أم لا؟؟… الطلب منهم تنفيذ عملية فدائية واحدة في عواصم الكيانات التي تحتل كوردستان كما شرحتها في الخطة البديلة… لأن الذي يسعى إلى سلامة عواصم الأعداء بالتأكيد هو العدو رقم واحد للكورد وكوردستان وعنده كامل الاستعداد لتسليم الوطنيين الاحرار إلى العدو بل وقتلهم في الخفاء ايضا.
بتخطيط من الضباط الجواسيس قامت القيادات الكوردية الحزبية بعملية غسل أدمغة الشعب الكوردي عن طريق إرهابه وتخويفه وتجويعه وقطع الرواتب عنه…
وإلى الآن لم تقم القيادات الكوردية الحزبية بإعدام الخونة والجحوش ولا خونة 16 اكتوبر 2017 الذين باعوا كركوك ولم يحاكموا أحدا من الذين تسببوا في الإقتتال الكوردي-الكوردي المشؤوم لأن الضباط الجواسيس مسيطرون على جميع نواحي الحياة في كوردستان.
بل أن هؤلاء الخونة والضباط الجواسيس ومعهم كل من يقتل كورديا أو ينتهك شرف وكرامة الكوردي يتم تكريمهم ومنحهم الامتيازات في استلام الإموال الطائلة والمناصب الرفيعة في پرلمان وحكومة كوردستان أيضا.
فقسم من القيادات الكوردية الحزبية تخون والقسم الآخر يتستر على خيانة من خان كجريمة سرية ومفبركة وكاملة الأطراف في توزيع الادوار فيما بينهم.
فكانوا سابقا يقبّلون ويهنئون بعضهم بالسر بعد كل خيانة للشعب الكوردي ولكنهم اليوم يفعلونها علنا مع منح الامتيازات والاوسمة لبعضهم لإن الشعب الكوردي قد تم تخديره نهائيا واصطف مع أهل الكهف وأصيب بالعمى والطرش وفقدان النطق من أجل صورة قائد أو فلوس راتب جمعت بالحرام أو حتى بعضهم تم تخديره بكلمة مرحبا.
فإن لم يقم الشعب الكوردي بإنتفاضة كبرى للخروج من هذا المستنقع فإن دور الشعب الكوردي كله قادم واحدا واحدا.
بعد إستشهاد مصطفى سليمي إني أتوقع تسليم كل كوردي شريف للعدو أوقتله في الخفاء أو تهجيره كما يحدث يوميا وفي جميع أجزاء كوردستان من عفرين إلى شنگال ومن آمد إلى مهاباد.
لقد إخترقت الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان الأحزاب الكوردية إختراقا لم يحدث مثيلا له لا في التاريخ القديم ولا في التاريخ الحديث لشعبنا الكوردي.
وفي هذا الصدد قال لي العزيز أدهم وانلي ما يلي:
إنه حينما كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا ولم يعد يحتمل سياسة الحزب الغير قومية قدم استقالته من منصبه الحزبي، ولكن في اليوم التالي اتصلت به المخابرات السورية وطلبوا منه العودة إلى الحزب مرة أخرى وحينما استغرب العزيز أدهم من طلب المخابرات السورية… قالوا له بالحرف الواحد اننا نعلم تحركات الحزبيين وبالتفصيل، أما من يكون خارج الأحزاب فإننا نخاف منهم لأننا نجهل ما يقومون به.
لذا إستطاعت الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان من تحقيق انتصارات كبيرة في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي في كوارث حلبجه وعامودا وعمليات الأنفال وغيرها من عمليات إبادة الشعب الكوردي لأن الأحزاب الكوردية لم ترد عليها لا سياسيا ولا عسكريا ولا قانونيا ولا اعلاميا ولم تفعل شيئا يدل على إنهم يسعون للانتقام أو رد الاعتبار… وكل ما فعلوه انهم تباكوا على الضحايا فقط لكي لا يفقدوا ولاء انصارهم.
إن إختراق العدو للأحزاب الكوردية بالضباط الجواسيس هو الأخطر على الإطلاق.
حتى أثناء محاكمة المجرم صدام حسين ومع أن القاضي كان كورديا والأحزاب الكوردية كانوا يحكمون العراق مناصفة مع المكون الشيعي، إلا ان صدام حسين تم اعدامه بسبب قتله العشرات من سكان بلدة الدجيل وليس من أجل قتله نصف مليون كوردي!
وتأكيدا على إختراق العدو لمجمل الأحزاب والمنظمات الكوردية أريد ان أورد مثالا آخر:
في العام 1987 اغتالت المخابرات العراقية المفكر العراقي الدكتور محمد المهدي صاحب مقالة: “عراق أصغر، عراق أقوى” في العاصمة السودانية فهجم العراقيون على المركز الثقافي العراقي التابع للسفارة العراقية في لندن وكسروا أبوابه ونوافذه وطاولاته وأشعبوا العاملين فيه ضربا مبرحا.
لذلك حينما قرر صدام حسين ان يضرب مدينة حلبجه بالسلاح الكيماوي أوعزت المخابرات العراقية إلى عملائها للحصول على أسماء وعناوين الجاليات الكوردية في أوروپا وأمريكا وجعلهم تحت السيطرة فيما إذا حاول الكورد في الخارج تكرار حادثة المركز الثقافي العراقي في لندن.
وفي بداية عام 1988 علمت ان كمبيوتر المركز الثقافي الكوردي في لندن قد تمت سرقته، وبنفس اليوم سارعت إلى المركز وكانت الشرطة البريطانية تحقق مع مدير المركز كمال ميراودلي (الذي رشح نفسه ليكون رئيسا لكوردستان فيما بعد!)، والسؤال الذي سألته الشرطة لكمال: اننا نستغرب كيف تمت السرقة ولا يوجد أي كسر في الابواب والنوافذ… والسؤال الثاني انه لو كان السارق سارقا لسرق الكمبيوتر الجديد بينما السارق سرق القديم وترك الجديد… والواضح ان هناك من فتح لهم الباب بمفتاح المركز وان هناك من أخبرهم ان أسماء اعضاء المركز وعناوينهم موجودة في الكمبيوتر القديم وان الجديد ليس عليه اية معلومات…
وبعد فترة تم قصف مدينة حلبجه بالسلاح الكيماوي… واستنتجت وجود الضباط الجواسيس في المركز الثقافي من خلال العفو الذي أصدره صدام حسين الذي تم ارساله بالبريد إلى جميع أعضاء المركز الثقافي الكوردي في لندن وكان بينهم من هو من شرق وغرب وشمال كوردستان الذين استلموا عفو صدام حسين ايضا!! فالكوردي من إيران أو سورية أو من تركيا لا يهمه عفو صدام حسين بشئ ولكن المخابرات العراقية في لندن التي بحوزتها كمبيوتر المركز الثقافي قد أرسلت العفو لجميع الاعضاء.
ومع جميع أنواع الجحوش والجواسيس والاحلاف العسكرية… إلا ان الكيانات التي تحتل كوردستان فشلت في قمع الثورات والمقاومة في المجتمع الكوردي فلجأت إلى سياسة تحطيم معنويات الشعب الكوردي عن طريق عدو الداخل الذي هو أشد وأخطر الأعداء فتكا بالمجتمعات فأرسلوا الضباط الجواسيس لذا جاءت مهمة الضباط الجواسيس لتعمل من داخل قيادات معظم الأحزاب الكوردية من أجل الإيقاع بالثورات الكوردية في الافخاخ التي نصبتها ومن أجل خلق فجوة فيما بين قادة الثورات الكوردية وبين الشعب الكوردي لضرب معنويات الشعب الكوردي في العمق ومن الداخل.
إن الغدر والظلم والرعب الكبير الذي لحق بالامة الكوردية أدى أحيانا إلى منع العقل الكوردي عن التفكير السليم.
والذي ساعد على هذا الارباك بادرجة الأولى إنتشار الضباط الجواسيس ضمن القيادات الكوردية الحزبية التي لم تترك أية فرصة لأن يستجمع الشعب الكوردي قواه ويبدأ بالتفكير السليم وخاصة المتعلقة بإستقلال كوردستان.
ان الكيانات التي تحتل كوردستان أرسلت جواسيسها لتعمل لصالحها ضمن الأحزاب الكوردية والتي تستقبل كل من قال عاش الرئيس؟
إن جواسيس الكيانات التي تحتل كوردستان ليسوا جهلة بل إنهم تخرجوا من الكليات المخابراتية والعسكرية وعلى أعلى المستويات… ولديهم من العلم والمعرفة وقوة الاقناع وخاصة انهم يتكلمون اللغة الكوردية بشكل جيد، حيث معظم أعضاء الأحزاب ليس لديهم الإلمام المعرفي اللازم لذا من أول مؤتمر حزبي يحضره هؤلاء الضباط الجواسيس يصعدون إلى المراكز القيادية العليا بفضل الحزبيين الجهلة الذين يدفعون بهؤلاء الجواسيس لقمة أحزابهم إذ يعتقدون وبدون أدنى شك في إنهم يخدمون أحزابهم من أوسع الأبواب في في إيجاد عناصر ذكية وقوية ولكنهم ليسوا سوى الضباط الجواسيس.
بالرغم من كل المآسي والقهر والظلم والمؤآمرات المستمرة التي يعيشها الشعب الكوردي من التقسيم والتعريب والتتريك والتفريس والتهجير والإبادة الجماعية من قبل الكيانات التي تحتل كوردستان وأسيادهم الدول الكبرى.
وبالرغم من الكم الهائل من العملاء والضباط الجواسيس الذين ينخرون في المجتمع الكوردي ومن داخل تنظيماته السياسية والإجتماعية والثقافية.
لعبت الكيانات التي تحتل كوردستان والقيادات الكوردية الحزبية دورا خبيثا ومخزيا في هدر الطاقات والإمكانيات الكوردية في فبركة الاقتتال الكوردي-الكوردي وفي إغتيال الوطنيين الاحرار بأمر مباشر من المخابرات العراقية ونفذها الضباط الجواسيس في القيادات الكوردية الحزبية بطلقة جبانة من الخلف ومن الداخل ومن هؤلاء الأبطال:
- إغتيال الشهيد فاخر ميركه سوري في العام 1975
- إغتيال الشهيد عيسى سوار في العام 1975
- إغتيال الشيخ محمد هرسين في العام 1979
- إغتيال الشهيد ادريس البارزاني في 31-1-1987
- إغتيال الشهيد فتاح آغا في 19-11- 1980 واخوته عبد الله ورزكار
- إغتيال الشهيد عبد الله آغا في27-9-1987
- إغتيال الشهيد العميد الدكتور رزكار آغا في 29-5-2016
- إغتيال الشهيد عطا محمد حاجي محمود في 26-11-2014
- إغتيال الشهيد العميد شيركو فاتح شواني في 31-1-2015
وغيرهم كثيرون من الوطنيين الاحرار، ألف رحمة على أرواحهم الطاهرة.
حتى أن الجنرال مصطفى البارزاني وإبنه إدريس لم ينجوا من الإغتيال:
ففي صيف 1983 إلتقيت العزيز مسعود بارزاني في مقر قيادته في قرية Rajan في شرق كوردستان وبحضور الملازم شوان عضو المكتب السياسي لحزب پاسۆك بعد مشاركتي في معركة بشتآشان في جبال قنديل. وتحدثنا عن معاناة الحركة التحررية الكوردية ونكساتها… ومن ضمن ما تحدثنا عنه كان شخصية الجنرال مصطفى البارزاني وقيادته للشعب الكوردي في كل أجزاء كوردستان… وأتذكر مما قاله العزيز مسعود البارزاني عن والده الجنرال مصطفى البارزاني أن المخابرات العراقية حاولت الايقاع فيما بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني-العراق وبين الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران عدة مرات كانت إحداها ان قامت مجموعة عميلة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني-إيران على اخراج جثة الجنرال مصطفى البارزاني من قبره.
وأخبرنا العزيز مسعود ان والده بعد عامين من وفاته ودفنه كانت جثته سليمة وكأنه قد توفي منذ دقائق… وكان يشير إلى ان والده كان من الصالحين الذين لا يؤثر فيهم الموت… وهي معتقدات دينية قديمة.
وفي بداية عام 1984 حينما تعرضت لمحاولة إغتيال فاشلة في مدينة كرج فضلت الذهاب إلى أوروپا من أجل لملمة جراحي في مكان هادئ وبالتالي من أجل مراجعة أحداث كوردستان المعقدة والمتناقضة والتي شاهدتها بنفسي.
ولولا جهود الشهيد إدريس البارزاني لما استطعت من الخروج سالما من مدينة كرج والتوجه إلى كوردستان ومنها إلى أوروپا لأن المخابرات الإيرانية كانت قد وزعت صوري على نقاط الحدود والمطارات بعد تبادل إطلاق النار في مدينة كرج وتم جرحي وجرح أحد المهاجمين الذين أرادوا إغتيالي.
وتلى ذلك الكثير من الأحداث ولكني لست في صددها الآن وانما في صدد قراءتي لخبر تحليل جثة نابليون بونابرت بعد عشرين عاما من موته ووجدوا جثته سليمة كما وجد العزيز مسعود البارزاني جثة والده سليمة أيضا وقد جمعت بينهما واستنتجت انهما قد تم إغتيالهما بالمادة السمية التي تسمى بالزرنيخ، وإن الشهيد إدريس البارزاني أخبرني في إحدى لقاءاتي معه بمنزله في مدينة كرج ان والده قد أخبره ان صحته جيدة وخلال أيام سيكون في كوردستان وكان قراره هذا بعد إنهيار نظام شاه إيران مباشرة ولكن الذي حدث حينما أراد الجنرال بارزاني مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية والتوجه إلى كوردستان فقد أخبره أحد الضباط الجواسيس في أن كل من يسافر من أمريكا إلى الشرق الأوسط يجب تناول لقاحات مضادة للامراض من أجل أن لا يعود إلى أمريكا ناقلا إياها… وبعد أن أخذ الجنرال بارزاني اللقاحات توقف قلبه فجأة، كما توقف قلب الشهيد إدريس البارزاني فيما بعد وهو لا يتجاوز العقد الرابع من عمره.
ومن أوروپا كنت على إتصال دائم مع الشهيد إدريس البارزاني وكان آخر إتصال تلفوني معه في أواخر عام 1986 حينما سألته عن صحته فقال لي ان صحته جيدة ولكن الأحداث آخذة في التعقيد أكثر مما كانت فقلت له أنا أعرف إنها كانت معقدة جدا ولكن هل هناك من جديد فقال الشهيد إدريس بنبرة مليئة بالحسرة والالم: إنك بعد أن غادرت كوردستان وصل إلينا كل من جلال طالباني وسامي عبد الرحمن بعد خلاف طويل معهما يطلبان صداقتنا… ومع الاسف الشديد الآن جلال على يميني وسامي على يساري ويدّعون في أنهم أصدقاء والحقيقة إنهم أعداء ومن هنا تعرف يا أخي جواد مقدار المرارة… فقلت له: الله يقويكم على هذه المصيبة… وبعد أشهر قليلة توفي الشهيد إدريس البارزاني في 31-1-1987 والمؤشرات كلها تشير إلى أنه توفي مسموما من قبل الضباط الجواسيس كوالده الجنرال بارزاني رحمة الله عليهما… والمشكلة أن البارزانيين لا يؤمنون بتشريح جثة المتوفين لمعرفة سبب وفاتهما لذا قالوا ان سبب الوفاة سكتة قلبية.
ومن المعلومات التي قرأتها عن إغتيال نابليون المتوفرة في كتاب فروشوڤود له ولزميله “بن ويدر” سنة 1978، أن جسد الإمبراطور نابليون بونابرت ظل سليما إلى حد كبير بعد عشرين عاما من وفاته، وهذه إحدى خصائص الزرنيخ، أي الحفاظ على الأنسجة الحيوية.
كما نصت إحدى المقالات العلمية في سنة 2007 أن الزرنيخ الذي عُثر عليه في مهاوي شعر نابليون بونابرت كان زرنيخا معدنيا، أي غير عضوي، وهذا النوع هو الأكثر سُمية من أنواع الزرنيخ الأخرى، ووفقا لعالم السموم “پاتريك كينتز”، فإن هذا يُشكل الدليل القاطع على أن نابليون قضى نحبه إغتيالا.
وفيما يلي نفس الخبر وجدته في الصحافة العربية أيضا كما يلي:
إن مسألة الضباط الجواسيس للكيانات التي تحتل كوردستان ليست موجودة عندهم فقط بل العالم كله يمارسها منذ القديم وإلى يومنا هذا، حيث كان الجواسيس يخترقون القلاع المستعصية بدون حرب كعملية حصان طرواده اليونانية.
وحديثا، إن عمليات الإختراق هذه تتم، أحيانا، بتوظيف شركات صغيرة لتنفيذها لصالح الدول… فالكثير من الشركات الصغيرة للكمبيوتر إستطاعت من الدخول في أجهزة كبريات الأجهزة الأمنية للدول الكبرى والحصول على أسرارها لصالح دول أخرى.
كما إستطاع الضباط الجواسيس للإتحاد السوڤيتي إختراق المؤسسات الأمنية الأمريكية والبريطانية. وفيما يلي إحدى تلك الإختراقات التي سميت بـ “خماسي كامبريدج” أي الجواسيس الخمسة في جامعة كامبريدج هكذا كانت التسمية ولكن الحقيقة لا أحد يعرف عددهم إن كانوا خمسة أو خمسمائة:
حلقة الجواسيس “خماسي كامبريدج” كانت في المملكة المتحدة، نقلت المعلومات إلى الاتحاد السوڤيتي خلال الحرب العالمية الثانية وكانت نشطة من ثلاثينيات القرن العشرين وحتى أوائل الخمسينيات.
جميعهم كانوا من طلبة جامعة كامبريدج ومن العوائل البريطانية المعروفة والغنية جندتهم الإستخبارات السوڤيتية، ببلاش حيث أقنعتهم بالشيوعية ولذلك لم يشعر أي منهم بشعور الخيانة لوطنهم بريطانيا، وكان منهم:
- كيم فيلبي الذي شغل منصبا هاما في جهاز الإستخبارات البريطاني وعمل لصالح الاتحاد السوڤيتي كجاسوس منذ عام 1934 ولمدة 54 عاما. وأرسل إلى السوڤييت أكثر من 900 وثيقة بريطانية ومن مهامه، سكرتيرا أول في السفارة البريطانية في واشنطن وكانت ظيفته التنسيق فيما بين المخابرات البريطانية والامريكية.
- أنتوني بلانت، كان عضوا في المخابرات الحربية البريطانية وقدم معلومات سرية حول حلف شمال الأطلسي إلى الإستخبارات السوڤيتية.
- دونالد ماكلين، كان سكرتير اللجنة المشتركة للتطوير النووي التي كانت تشرف على التعاون النووي البريطاني-الأمريكي.
في المقابل إستطاع الضباط الجواسيس في الإستخبارات الأمريكية والبريطانية من إختراق المؤسسات الأمنية السوڤيتية وفي أعلى المستويات أيضا وجندوا العناصر الشابة في الحزب الشيوعي السوڤيتي وفي الإستخبارات السوڤيتية ليس من أجل الحصول على معلومات فحسب بل من أجل الإطاحة بالنظام الشيوعي كليا وكان وفاة الرئيس السوڤيتي ليونيد بريجينف في العام 1982 تمثل المرحلة الحاسمة لتنفيذ خطة الإطاحة بالنظام السوڤيتي، حيث إستلم الرئاسة بعده كل من يوري أندربوف وقسطنطين تشيرنينكو وتوفيا سريعا بظروف غامضة مما مهد الطريق للشاب ميخائيل غورباتشوف في العام 1985 أن يصبح رئيسا للإتحاد السوڤيتي كأصغر رئيس للإتحاد السوڤيتي والذي كان قد جندته الإستخبارات الأمريكية والبريطانية للإطاحة بالنظام الشيوعي منذ أن كان شابا كغيره من القادة الجدد.
واستقبل الغرب الرئيس ميخائيل غورباتشوف إستقبلا يليق بالحليف وليس بالمنافس.
وقد لعبت مسائل حرمان الشعوب السوڤيتية من الحرية والملكية الشخصية دورا كبيرا في تفكك الإتحاد السوڤيتي إلا أن كارثة تشرنوبل المفتعلة بفعل فاعل مجهول في العام 1986 والإنقلاب الروسي المفبرك من قبل جهة ما في العام 1991 كانا بمثابة الضوء الأخضر للرئيس ميخائيل غورباتشوف لإعلان نهاية الإتحاد السوڤيتي وساعده على ذلك مئات العناصر القيادية السوڤيتية المجندة من قبل الإستخبارات الأمريكية والبريطانية كالرئيس الروسي بوريس يلتسين ومدير الإستخبارات السوڤيتية فلاديمير بوتين وغيرهم.
لأن الرئيس السوڤيتي ميخائيل غورباتشوف حينما أعلن نهاية الإتحاد السوڤيتي لم يعترض أحدا على هذا الإعلان على المستوى الرسمي الروسي والسوڤيتي.
وفي هذا الصدد أقول، في أن إستخبارات الكيانات التي تحتل كوردستان وإستخبارات الدول الشرقية والغربية ليست نائمة بالتأكيد.
الحرب النفسية التي يشنها الضباط الجواسيس:
إن إتفاقية سايكس بيكو الإستعمارية عام 1916 جزأت كوردستان أرضا ولكنها لم تستطع من تجزئة المجتمع الكوردي فعندما قامت جمهورية كوردستان في مهاباد عام 1946 شارك فيها الكورد من باقي أجزاء كوردستان ليس كشعب وعشائر وشخصيات كوردية فحسب بل ان العشرات من ضباط الجيش العراقي الكورد إلتحقوا بجمهورية كوردستان ايضا… ومن هنا علمت الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان في انه لا بد من خطة أخرى لضرب وحدة الشعب الكوردي فإلتجأت إلى إستعمال الحرب النفسية ضد الكورد وكوردستان والتي هي من أكثر أنواع الحروب فتكا في المجتمع وفي كثير من الاحيان أدت إلى إنهيار المجتمع قبل ان تنهزم الجبهة العسكرية. ومع الاسف ان الكورد لم يستعملوا الحرب النفسية ضد العدو بل كانوا دائما عرضة لهجوم العدو.
مما لا شك فيه أن الحرب النفسية وعمودها الفقري حرب الشائعات وهي من أولى مهام العدو ولكن عدو الشعب الكوردي وقف متفرجا لأنه أوعز لعملائه وللضباط الجواسيس في داخل المجتمع الكوردي بترويج الشائعات فيما بين الشعب والأحزاب الكوردية والتي مرت بالمراحل التالية:
المرحلة الأولى: زرع الشك والريبة فيما بين الأحزاب والمنظات الكوردية:
وفيها تم إطلاق الشائعات وبتطور تكنولوجيا الإتصالات مما جعل الإشاعات تنتشر بسرعة مخيفة.
المرحلة الثانية: زرع الشك والريبة فيما بين القيادات والمجتمع
بعد إنتشار الشائعات وعدم وجود من يتصدى لها فتنقطع حبال الثقة فيما بين القيادات والمجتمع فتتجلى مرحلة التمزق والتباعد.
المرحلة الثالثة: إيجاد عدة مرجعيات في المجتمع الكوردي
مرجعيات حزبية وعشائرية ودينية تحت سيطرة الضباط الجواسيس والعملاء فزادت حالة عدم الثقة وتبني مواقف معادية فيما بين المرجعيات لتقسيم المجتمع إلى فرق وطوائف معادية لبعضها على طول الخط كما حصل في مرجعيات قنديل والسليمانية وهولير.
المرحلة الرابعة الإقتتال اعلاميا وعسكريا فيما بين الفرق والمرجعيات:
وإذا لم تنتبه القيادات والمرجعيات سوف تنزلق أقدامها للمرحلة الخطيرة وهو النزاع والإقتتال للاستحواذ على الزعامة المطلقة، وفي هذه المرحلة يتم تدمير المجتمع وإرباكه في عدم معرفة الصالح من الطالح، وهو إضطراب داخلي يصيب معظم الأطراف بسبب توقعهم تصرف معين من الطرف الآخر الذي كان يوما ما معهم فى نفس الخندق ثم يخيب ظنهم بسبب حدوث عكس ما كانوا يعتقدون حدوثه، فيحدث إرباك شديد لهم وفي حساباتهم، فيقومون أيضا برد الصاع صاعين، وهكذا تتكاثر المرجعيات وتبدأ المرحلة الاخطر وهي صراع المرجعيات فيما بينها، وبعدها يصيب الجميع الإنهيار وهذا ما يسعى اليه العدو وضباطه الجواسيس.
ان قادة الكيانات التي تحتل كوردستان فلاسفة العنصرية بإمتياز واحقر واقذر مخلوقات الله لأنهم بنفس الوقت يلبسون عباءة الديمقراطية والإنسانية والعدالة. وهذه هي القاعدة الأساسية للحرب النفسية الموجهة ضد شعبنا الكوردي… فالعلم الزائف أخطر من الجهل.
كما هناك من هو اقذر واحقر من الكيانات التي تحتل كوردستان من هو يسير على نفس سياستها في عصر التكنولوجيا المعلوماتية المتوفرة للجميع وبدون مقابل وللفقير قبل الغني وللحقير قبل الامير… أي ليس هناك عذر لأحد لأن يقول اني لا أعلم.
لقد قال هتلر اني تعلمت السياسة من استاذي الكبير مصطفى كمال مؤسس الجمهورية التركية… نعم لقد حاول هتلر تقليد مصطفى كمال ولكنه فشل… بينما نجح مصطفى كمال نجاحا منقطع النظير حيث إستطاع من غسل أدمغة شعبه بالمقولات العنصرية مثل ان اللغة التركية هي أم اللغات وإن الشعب التركي هو أبو الشعوب (هذه العنصرية مدونة في الكتب المدرسية ويتم تدريسها في تركيا ولغاية اليوم) وهذا الكلام يعني ان لغات العالم كلها قد تم اشتقاقها من اللغة التركية وان شعوب العالم كلهم من سلالة الشعب التركي ولكن هتلر مع كل عنصريته لم يتمكن أن يصل إلى درجة مصطفى كمال في ان يقول ان اللغة الالمانية هي أم اللغات وإن الشعب الالماني هو أبو الشعوب.
كما إن العراق بقيادة صدام حسين قتل نصف مليون كوردي… وبعمليات الأنفال وحدها التي كانت ضحاياها اكثر من 182 ألف كوردي من الذكور فقط وتم إبادتهم إبادة جماعية في جمعهم من القرى الكوردية في كميونات عسكرية إلى معسكرات خاصة ومن ثم تم اخذهم إلى صحاري عرعر في جنوب العراق بالقرب من الحدود العراقية-السعودية وهناك تم وضعهم في حفر كبيرة ودفنهم تحت الاتربة والحجارة بواسطة البلدوزرات وهم احياء. كما ان الهدف من إختيار الذكور فقط كان لغرض إنهاء نسل الشعب الكوردي بشكل عنصري ممنهج… وتم أخذ نسائهم وبناتهم وباعوهم في ملاهي الدول العربية وتم التعرف على بعضهن ممن بيعت إلى دور البغاء في دول الخليج و مصر وغيرها.
ولكني أؤكد ان عمليات الأنفال لم تبدأ في زمن صدام حسين أبدا بل ان عمليات الأنفال بدأت منذ الغزو العربي قبل 1400 عام ومستمر حتى يومنا هذا. وبعض الكلاب تعوي علينا لمجرد الحديث بالكلام فقط عن مآسينا.
والجدير بالذكر ان اسرائيل تعلمت القليل جدا من عنصرية الكيانات التي تحتل كوردستان وكانت احداها بناء جدار الفصل العنصري فيما بين اليهود والفلسطينيين الذي يشكل صورة مصغرة جدا عن جدار الفصل العنصري الذي اقامه النظام السوري في منطقة الجزيرة المتمثل بالحزام العربي. وبرغم ذلك فقد فشلت اسرائيل في منع الشعب الفلسطيني من التعلم باللغة العربية وممارسة حياتهم كعرب بينما نجح النظام السوري في منع الشعب الكوردي من التعلم باللغة الكوردية بل من ممارسة حياتهم ككورد.
إن الأحداث الآنفة تشير إلى ان قادة العنصرية في العالم هم تلامذة الكيانات التي تحتل كوردستان في التطهير العرقي والتمييز العنصري.
كما ان منظمات المعارضة لأنظمة الكيانات التي تحتل كوردستان من ناحية عنصريتها وعدائها للشعب الكوردي لا تختلف عن بعضها وتتسابق في العنصرية ظنا منهم كلما أظهروا عدائهم للشعب الكوردي كلما اثبتوا وطنيتهم. وهذا ما شاهدناه في قرارات مؤتمرات المعارضة السورية وخاصة في مؤتمر القاهرة حيث شنوا هجومهم الشرس على فضيلة الشيخ مرشد الخزنوي حينما تحدث على عنصريتهم.
ومن مظاهر الحرب النفسية للعنصرية العربية والتركية والفارسية الحق في تكوين دولهم وجيوشهم ويحرمون هذا الحق على الشعب الكوردي في ان تكون له دولته وجيشه… ويدّعون ان إنفصال كوردستان يعني تجزئة بلاد الإسلام… ولماذا يقبلون بأفغانستان وباكستان واذربيجان وإيران وتركيا ولا يعتبرون وجودها تجزئة لبلاد الإسلام… كما يقبلون بإنفصال اسكندرونة والجولان وعربستان ولكن لا لكوردستان ان هذا لا يخرج عن كونه نفاقا وجزءا من الحرب النفسية.
لقد قتلت العنصرية العربية والتركية والإيرانية القادة الكورد وإرتكبوا المجازر والإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي.
ولكن الشعب الكوردي بقي على ارضه مدافعا عن وجوده ولم يذهب إلى بلاد العنصريين العرب والترك والفرس ولم يفعل شيئا مما فعلوه في كوردستان وذلك لأن الكورد ليسوا من انصار ثقافة الغزو والسلب والنهب والقتل… واننا سائرون على هذا النهج السلمي ولكن سيأتي يوما لا يمكن لأحد السيطرة على تصرفات شبابنا وأعتقد جازما ان شبابنا يتململون وسيبدأون بمعاملة الآخرين بالمثل: السن بالسن والعين بالعين والكيمياء بالكيمياء والحرق بالحرق والبادي أظلم.
ولا يمكننا حل المشاكل المستعصية إذا بقينا نفكر بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشاكل. ولأنشتاين وجهة نظر في حل المشاكل فيقول: “إذا كان لدي ساعة لحل مشكلة ما سأقضي 55 دقيقة للتفكير في المشكلة، و5 دقائق للتفكير في حلها” وان ما تقدم ما هو إلا جزء صغير من التفكير والتفكر بمشكلة الحرب النفسية التي تشنها الكيانات التي تحتل كوردستان من أجل إجهاض إية حركة تهدف إلى إقامة الدولة الكوردية.
وبالإضافة إلى غسل الأدمغة والتخويف فقد مارست الكيانات التي تحتل كوردستان حروبا نفسية أخرى في زرع الدونية وفقدان الثقة بالنفس في المجتمع الكوردي وفيما يلي بعض الأمثلة:
- تلقيت دعوة لحضور إجتماع حضره مجموعة من الوطنيين الاحرار الكورد في ألمانيا وكان النقاش حول الأوضاع الحالية في كوردستان وما يجب علينا في أوروپا من أجل مساعدة شعبنا في الداخل والمناقشات كانت باللغة الكوردية… وقبل انتهاء الإجتماع قام أحدهم من شمال كوردستان ويريد الذهاب فقلت له إجلس لم ينتهي الإجتماع فلم يسمع كلامي وقلت له مرة ثانية وثالثة في أن يجلس ولكن بدون فائدة وأخيرا قلت له إجلس باللغة التركية وبعصبية (أوتور) فما كان منه إلا أن ثبت في مكانه بدون أية حركة واصفر وجهه وكاد أن يغمى عليه من الخوف وجلس بمكانه وعيونه تنظر يمينا ويسارا بدون النظر إلى شئ محدد ولم ينبس بكلمة واحدة وحين انتهى الإجتماع لم يترك القاعة حتى خرج الجميع وهو يسير إلى الامام ولكن عيونه كانت تنظر إلي وكأنها تقول إني أخرج فهل أنت راض.
- أرادت الدكتورة شيرين إبنة الشاعر الكوردي الشهير قدريجان أن تقدم خدماتها للمجتمع الكوردي فإفتتحت عيادتها بمنطقة الجزيرة في غرب كوردستان وكان في منطقتها طبيب عربي يداوي الكورد بإجور عالية جدا… فقررت الدكتورة شيرين أن تتقاضى أجورا رمزية ومن الفقراء بدون مقابل… فكانت النتيجة أن الكورد لإيمانهم بالغريب كانوا يداوون مرضاهم عند العربي ومن أجل أن يدارون الدونية وثقتهم بالغريب قالوا إن الدكتور العربي أجوره عالية لأنه يفهم بالمدواة أكثر من الدكتورة شيرين.
- قرأت للدكتور مهدي كاكه يي في أنه حينما كان يعيش في قريته كان يزور القرية مرشد زراعي عراقي كان الكورد من أهالي القرية يحتفون به كثيرا ويستشيرونه في شؤون الزراعة مع إنه بالكاد معه الشهادة الثانوية الزراعية بينما كان الدكتور مهدي خريج جامعي في الزراعة. هذه هي الدونية والثقة بالغريب حتى ولو كان لا يفرق الألف من عرنوس الذرة. مما أدى إلى فقدان الشعب الكوردي الثقة بنفسه وبعلمائه.
- ان جميع الكيانات التي تحتل كوردستان وبدون استثناء شاركت في ايجاد داعش لكي يقوم بقتل الشعب الكوردي نيابة عنهم… وبذلك ليبعدوا عنهم المسائلة الجزائية والقانونية.
- ان الكيانات التي تحتل كوردستان تقوم بعملية مزدوجة وتتمثل في قطع الامدادات ومن ضمنها الرواتب عن الشعب الكوردي وحرق محاصيل القمح… وبنفس الوقت تعمل على اغراق كوردستان بملايين اللاجئين ليزيدوا من الضائقة الإقتصادية والحصار الذي يعتقدونه إعلان الافلاس والتسليم وتغيير المعالم السكانية لكوردستان.
- ان الكيانات التي تحتل كوردستان ان كانت ديمقراطية أم ديكتاتورية فإن إستراتيجيتها تجاه الشعب الكوردي واحدة وتتمثل في القضاء على الشعب الكوردي وطمس تاريخه وانكار وجوده وتهميش دوره كجزء من الحرب النفسية.
- ان الكيانات التي تحتل كوردستان لربما تختلف عن بعضها البعض ولكن سياستهم تجاه الشعب الكوردي واحدة في ممارسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي والحرب النفسية.
- ان الكيانات التي تحتل كوردستان يقتلون الشباب الكوردي في نصيبين وقامشلو وطوزخورماتو وسنه وغيرها من المدن الكوردية في كافة الأقاليم الكوردستانية لنشر الخوف في المجتمع الكوردي.
- الكيانات التي تحتل كوردستان شكلوا لأنفسهم حقوق ودول بدون وجه حق لأنهم استمدوا قوتهم من الدول الكبرى التي رسمت إتفاقية سايكس بيكو وعززتها بقرارات مؤتمر طهران… وشعبنا الكوردي له كامل الحق في تشكيل دولته ولكنه لم يستطع أن يشكل دولته لأنه قد تم غسل أدمغة الشعب الكوردي من قبل أبناء جلدتهم القيادات الكوردية الحزبية واقنعوهم ان يكونوا عبيدا للكيانات التي تحتل كوردستان الذين بنوا دولهم على حساب حرية وإستقلال كوردستان.
10.في العام 1970 أذكر حينما كنت في ألمانيا الغربية… تناولت الصحافة الالمانية فضيحة القبض على جاسوس من المانيا الشرقية الذي كان مسؤولا حكوميا كبيرا في حكومة المانيا الغربية… واثناء التحقيق معه كان المحقق مستغربا لأن الجاسوس منذ عشرات السنين كان يقوم بمهمته في خدمة ألمانيا الشرقية ولكن بدون ان يتصل تلفونيا أو يرسل اية رسالة أو ان يكون له اصدقاء من المانيا الشرقية… فقال له المحقق ما كان دورك وعملك التجسسي؟ فقال الجاسوس لقد اتفقت المخابرات الالمانية الشرقية معي قبل 20 عاما وانا انفذ ما طلبوه مني… فقال له المحقق: ما هو كان طلبهم؟ قال الجاسوس: وانا بموقعي كمسؤول في حكومة المانيا الغربية كان علي ان اضع الاشخاص الاذكياء في مراكز حكومية تافهة… واقوم بتسليم المراكز الهامة والحساسة للاشخاص الاغبياء.
ارجو ان تكون حكومة جنوب كوردستان والإدارة الذاتية في غرب كوردستان متيقظة لكي لا تتكرر عملية الجاسوس الالماني بجواسيس أتراك وإيرانيين وسوريين وعراقيين.
ومن أجل ارباك وتعطيل العقل الكوردي فقد رافق عملية غسيل الأدمغة خلال نصف قرن من الزمان إقتتال القيادات الكوردية الحزبية فيما بينها التي هي الاخطر لأن الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان قتلوا الطفل والعجوز والجاهل والمتعلم في قصفهم لمدينة حلبجه بالسلاح الكيماوي بينما الإقتتال الكوردي-الكوردي كانت نتيجته أن قتلت القيادات الكوردية الحزبية مئة ألف كوردي من افضل الكوادر السياسية والعسكرية الكوردية حيث تعجز الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان من الوصول إليهم فقامت الأحزاب الكوردية بهذه المهمة القذرة بفضل مساعدة الضباط الجواسيس.
وحينما يأت أي كوردي من الوطنيين الاحرار ينتقد الإقتتال الكوردي-الكوردي، فتقوم ثورة هوجاء تحرق الاخضر واليابس من قبل جماعات الأدمغة المغسولة ويشنون حربا ودعاية وافتراءات كاذبة ضد الوطنيين الاحرار لإنتقادهم الإقتتال الكوردي-الكوردي… وكأن الوطنيين الاحرار هم الذين يقتلون وهم الذين لا يوحدون إدارة وپيشمرگه وآسايش ومالية السليمانية مع إدارة وپيشمرگه وآسايش ومالية هولير… وكأن الوطنيين الاحرار هم الذين لا يوحدون غرب وجنوب كوردستان وإعلان دولة جنوب وغرب كوردستان… وفي هذا الزمان الذي يشبه زمان معاهدة سيڤر وإن عدم توحيد الإدارات والأقاليم الكوردستانية يعتبر اشد سفالة من الإقتتال الكوردي-الكوردي.
وتستمر عملية غسيل الأدمغة الكوردية وعلى كافة المستويات والآيديولوجيات والشعارات ومنها إعتبار الديمقراطية والتقدمية وحقوق الإنسان وحق تقرير المصير واللامركزية والحكم الذاتي والفيدرالية هي أهداف ذات شأن عظيم لا يجوز لأحد ان يطعن فيها بينما في الحقيقة أن الدول الكبرى قامت بتصديرها على الورق لخداع الشعوب الضعيفة فقط لأنها ليست سوى مكياج وديكور كاذب وتضليل للشعوب في أنها الحرية.
فالحرية تعني الإستقلال ولا يمكن استبدالها بالديمقراطية وحقوق الإنسان أو تجزئتها لأنه لا يوجد في العالم نصف حر أو شبه حر… فنصف الحر بالتأكيد هو عبد وإذا لم يعترف في أنه عبدا فقد تم غسل دماغه بعناية.
وفيما يلي بعض المواصفات لتنفيذ عمليات غسل الأدمغة:
1- الكوردي الصادق يعتبره المجتمع الكوردي ساذجا وبسيطا إلى درجة الهبلنة… لأنه يقول الحقيقة وفي معظم الاحيان الحقيقة تكون مرة لذا لا يجد من يشد أزره ويبقى وحيدا ويموت وحيدا.
2- أدخلت الكيانات التي تحتل كوردستان في عقول شعبنا في ان الشرف والناموس والوجدان هو ما بين الصرة والركبة بينما الشرف والناموس والوجدان الحقيقي هو صدق الكلمة الذي كان موجودا في المجتمع الكوردي سابقا ولكن صدق الكلمة في هذا الزمان الردئ لم يعد لها اية قيمة أو وجود.
3- الكذاب والمنافق له مكانة مرموقة في المجتمع الكوردي ويسمونه بالسياسي وكلما كان كذبه أكثر أصبح من فطاحل السياسيين.
4- الوقح وقليل الادب له مكانة مهابة الجانب في المجتمع الكوردي ويسمونه بالشجاع الذي لا يهاب أحدا ولا يتراجع وكلما كانت وقاحته وقلة أدبه أكثر وصلت بطولاته إلى درجة الاساطير.
5- التملق بمناسبة وغير مناسبة وتوجيه الكلام الجميل في الوجه وبث أبشع الاوصاف والأكاذيب وأحقر الكلام في القفا أي كما يقول المثل الشعبي (في الوش مراية وبالقفا صرماية).
6- الكوردي سخي كريم وطيب القلب ومحب لغيره ويصرف الكثير من أجل التباهي والفخفخة في الافراح والاتراح وحتى على طاولات الطعام وبعضهم يصرفون الكثير على طاولات الشراب والقمار أيضا ولكن الكوردي غير مستعد ليدفع فلسا واحدا لبناء صندوق قومي كوردي من أجل إستقلال وطنه كوردستان. بعكس اليهودي حيث لا يوجد عنده أي إستعداد ليصرف فلسا واحدا بدون أن يحصل مقابله على عشرة وقلبه الذي يطفح بالشك والريبة تجاه كل من هو غير يهودي إلا ان اليهودي يدفع بسخاء ليس له مثيل من أجل مجتمعه وصندوقه القومي الذي اسسه منذ مئات السنين.
7- قديما كان الكوردي إذا وعد وفى وليس بالكلام بل لمجرد ان يضع يده على شواربه فلا يتراجع حتى ولو كلفه حياته… وهذا هو الشرف والناموس والوجدان الحقيقي ويجب ان نعمل على استعادته في ان يرتبط الكوردي بكلامه حتى ولو لم يضع يده على شواربه.
8- ان الكيانات التي تحتل كوردستان قاموا بتدمير الشخصية الكوردية تدميرا كاملا… إلا إنهم جعلوا الكوردي صادقا صدوقا وفي أعلى درجات الأمانة ولا يقول إلا الحقيقة حتى ولو كلفه حياته فيما إذا وجه عريف، في مخابرات أي من الكيانات التي تحتل كوردستان، أي سؤآل له أو في إدلاء أية معلومات عن أخيه الكوردي.
9- أنا إنفصالي لأن العدو يعمل على تخويف أطفال السياسة الكورد من كلمة الإنفصالية وأردت هنا ان أكسر الجدار النفسي والحرب النفسية التي يشنها العدو ضد شعبنا في إعتبار أي مطلب كوردي مهما كان تافها بأنه عمل إنفصالي… وهذا ما اردت بيانه وتوضيحه في شن حرب معاكسة للحرب النفسية التي يواجهها شعبنا الكوردي منذ زمن بعيد.
وعلى ما تقدم أعتقد إنه لا يمكن تحرير كوردستان حتى يتم تحرير الإنسان الكوردي من الحشو الفكري وجميع أنواع الحرب النفسية الآنفة الذكر التي تعرض لها… فالشعب الواعي والحر وبدون ترسبات الأكاذيب المدسوسة هو الشعب الذي يستطيع تحرير الوطن.
لذا إني أعتبر تحرير كوردستان يتم بإنتفاضة لتحرير شعبنا الكوردي من رواسب الحرب النفسية التي شنتها الكيانات التي تحتل كوردستان والتي لا تزال إلى اليوم… مما أدى إلى ضياع الشخصية الكوردية الحقيقية والتي كانت تقول للظالم انك ظلمت ولا تهاب أحدا في الحق والعدالة على الإطلاق…
وكم من احباط نفسي جعلنا لا نثق بأننا نستطيع النجاة وتحقيق أهدافنا… إلا أننا تخاذلنا قبل دخول النضال بسبب الدونية التي زرعتها الكيانات التي تحتل كوردستان وجواسيسهم في داخلنا لشل تفكير الشعب الكوردي وجعل غيره بأن يفكر عوضا عنه وحصر تفكير الشعب الكوردي في أن يكون في خدمة الآخرين ورهَن إرادته بتشجيع الروح الدونية وإجبار الكورد على إستعمال لغات وثقافات غير كوردية وبالتالي تعميق الازدواجية للكورد وتأرجحهم فيما بين الإنتماء لوطنهم كوردستان وأوطان الآخرين فالمنهزم من الداخل سينهزم حتى ولو أصبح قائدا لأقوى الجيوش.
وفي هذا الصدد أورد المقارنة التالية:
تبلغ سرعة الغزال 90 كيلومترا في الساعة
بينما تبلغ سرعة الاسد 58 كيلومترا في الساعة وبرغم ذلك الفارق إلا ان الاسد يتمكن من إصطياد الغزال.
فالغزال أسرع من الاسد والنمر كذلك وفي أغلب المطاردات يسقط الغزال فريسة للنمر والاسد بالرغم من أن سرعته ضعف سرعتهم.
لأن الغزال عندما يهرب من النمر والاسد يؤمن بأن أمره قد انتهى لا محالة.
فكم من الأوقات، نحن الكورد، التفتنا إلى الماضي فافترسنا باحباطاته وهمومه وعثراته كما يلتفت الغزال ليرى المسافة بينه وبين الاسد والنمر.
وكم من خوف من عدم النجاح جعلنا فريسة للغير بدون ان نعلم الإيجابيات والقوة الجبارة التي نملك لتحقيق النصر.
وبالرغم من إن الشعب الكوردي شعب الشمس والنور والضياء إلا إن الضباط الجواسيس أوحوا له الاختباء في الظلام والهروب إلى اللا أمان… وفيما يلي بعض ما فعله الدواعش بشعبنا الكوردي الأيزيدي كجزء من الحرب النفسية التي تشنها الكيانات التي تحتل كوردستان:
1- انتزعوا الرجال من زوجاتهم يموتون بشكل مروع.
2- اغتصبوا النساء وتركوا الأطفال يبكون.
3- ومن لم يقتلوه أو يغتصبوه تشردوا في الجبال هائمين على وجوههم.
4- الكثير منهم ماتوا من الجوع والبرد، وبكوا جميعا من أجل أن يظهر لهم صاحب ولكن لا حياة لمن تنادي.
5- سرقوا الالوف من فتيات ونساء الكورد الأيزيديات ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى يومنا هذا.
6- معظم فتيات ونساء الكورد الأيزيديات تم بيعهم كعبيد جنس للإغتصاب وسوء المعاملة.
أما بالنسبة للعالم المتحضر والمتخلف أيضا ينامون في فراشهم سعداء ولم يهتم أحد لإبادة وإغتصاب وتشريد الشعب الكوردي بالرغم من أن لا أحد يستطيع القول في أنه ليس على علم.
حتى القيادات الكوردية الحزبية لم تهتم للإبادة والإغتصاب والتشريد الذي يتعرض له الشعب الكوردي ويوميا يتناولون بنهم أشهى أنواع الاطعمة والمسرات وكأن كل شئ على ما يرام.
ان الحرب النفسية التي تشنها الكيانات التي تحتل كوردستان وعملائهم ضد الشعب الكوردي قد قضت على ثقة الكوردي بتاريخه وحضارته وفلاسفته ومفكريه ونتاجاتهم الرائعة حتى ولو كانوا بعظمة أحمدي خاني وشرف خان البتليسي ومصطفى باشا ياملكي والعم أوصمان صبري وعبد الرقيب يوسف وجمال نبز، وبالتالي صار يثق بتاريخ ونتاجات الآخرين حتى ولو كانوا من أتفه التافهين، وفي هذا الصدد كان المرحوم العم أوصمان صبري كلما زرته مع الرفاق كان يردد لنا قصة بوظان بك زعيم عشيرة البرازية في كوباني مع ابنه عصمت الذي كان طفلا لا يتجاوز الخامسة من عمره (أصبح عصمت في خمسينيات القرن الماضي عضوا في الپرلمان السوري) :
عصمت كان يوميا يركض صوب والده بوظان بك ويقول له: لقد وصل العطار (البائع المتجول) أمام دارنا، اعطني فرنكا لأشتري حلوى، فيجيبه بوظان بك ان حلوى العطار ليست نظيفة كالحلوى الموجودة عندنا في الدار، إلا أن عصمت كان يقول: ان حلوى العطار أحلى (شيريني عەتێر شيرينتر).
في اليوم التالي أخبر بوظان بك العطار بما يلي: حينما تقترب من دارنا لا تنادي على الحلوى التي بحوزتك بل نادي بأنك تبيع أوساخ (گوو) لأني أريد أن أعط إبني درسا، فلم يكن العطار بمقدوره مخالفة بوظان بك (بوظان بك في غرب كوردستان (كوردستان سوريا) كان مهيبا ومسموع الكلمة، وفي زمن الإنتداب الفرنسي كان قائدا لقوة كبيرة من فرسان عشيرته) فقال له العطار أمرك بوظان بك، وفي اليوم التالي وصل العطار امام دار بوظان بك ونادى بأعلى صوته ان العطار وصل ومعه أوساخ (گوو) فركض عصمت إلى والده وقال له اعطني فرنكا لقد جاء العطار فقال له بوظان بك ولكن تعرف ماذا يبيع قال نعم، انه يبيع أوساخ (گوو) فقال بوظان بك ولكن في تواليت، مرحاض، الدار كثيرا منها فقال عصمت ولكن أوساخ العطار أحلى (گویی عەتێر شیرینتر) نعم إلى هذه الدرجة وصلت الحالة النفسية إلى ادنى الدرجات حتى في حب أوساخ الآخرين.
وان ما نشاهده اليوم من العلاقة المشوهة ما بين الشعب الكوردي والقيادات الكوردية الحزبية أو فيما بين الكيانات التي تحتل كوردستان والقيادات الكوردية الحزبية، هذه العلاقة جعلت قضية كوردستان قضية ثانوية لأن القيادات الكوردية الحزبية تعتبر الشعب الكوردي جزءا تابعا للكيانات التي تحتل بلاده كوردستان، وليس كشعب متميز يجب أن يتمتع بالإستقلال.
وبوضوح أكثر ان القيادات الكوردية الحزبية في جنوب كوردستان حينما حصلوا على نوع من الحرية ونتيجة للترسبات المتراكمة للحرب النفسية فإذا بهم يستخدمون كل العناصر التي كانت تعمل جواسيس وعملاء نظام صدام حسين وسلموهم أعلى المناصب ورغم أن أيادي بعضهم ملطخة بدماء الشعب الكوردي وفي هذا الصدد يقول الشيخ أدهم ابن الشيخ عثمان البارزاني: اني أخجل من عضويتي في پرلمان كوردستان حينما اشاهد إلى جانبي أعضاء في الپرلمان ممن إشتركوا في عمليات الأنفال، ليس الشيخ أدهم فقط يقول ذلك بل في بعض الصحافة الكوردية في جنوب كوردستان تتحدث يوميا عن المراكز الحساسة التي يحتلها هؤلاء العملاء والجواسيس، والسبب في ذلك كما أسلفت سابقا هو أن الثقة قد انعدمت فيما بين الشعب والقيادة، وهذا جلي في اعتماد القيادات الكوردية الحزبية ليس على البعثيين والإسلاميين والشيوعيين، فحسب لا بل على كل الفئات والجماعات المعادية لحرية الشعب الكوردي، حتى وصل الامر إلى الاعتماد على سماسرة السياسة أمثال صلاح بدر الدين وحميد درويش وغيرهم من الذين اشتروا وباعوا في القضية الكوردية وفي جميع قضايا الشعوب المضطهدة.
أما الوطنيون الاحرار الكورد فقد تم إهمالهم حتى ولو كانوا من مشاهير المفكرين، مع أن الوطنيين الاحرار الكورد هم الذين كانوا وما زالوا القوة الصامدة في الداخل بوجه النظام البائد، وفي الخارج هم الذين أضربوا عن الطعام أمام السفارات الأمريكية والبريطانية ليل نهار خلال النزوح المليوني الكوردي في شهر آذار 1991 وهم الذين أجبروا القوات الأمريكية والبريطانية على التدخل وانقاذ الشعب الكوردي من خلال رسائلهم ومظاهراتهم في شوارع أوروپا وأمريكا رافعين علم كوردستان وفي الوقت الذي كانوا يتعرضون لإعتداءات القيادات الكوردية الحزبية لرفعهم علم كوردستان، كما يعود الفضل للوطنيين الاحرار في تأمين الحماية الدولية لجنوب كوردستان تلك الحماية التي طلبها معظم القادة الكورد في بداية القرن الماضي، وحينما تحقق حلمهم والذي هو حلم الشعب الكوردي كله وفي مقدمتهم شهدائه الذين إستشهدوا وعلى لسانهم من أجلك نستشهد يا كوردستان… فأرسلت بريطانيا وأمريكا قواتها لنصرة ملايين الكورد النازحين في تعاطف دولي غير مسبوق، إلا أن القيادات الكوردية الحزبية بدل إعلان الدولة الكوردية في ذلك اليوم المشهود ذهبوا إلى بغداد وقبّلوا صدام حسين وقضوا على هذا التعاطف الدولي بقبلة من جزار الشعب الكوردي وقاتل ما لا يقل عن نصف مليون كوردي.
ومن مظاهر الهوة النفسية أيضا نشاهد القيادات الكوردية الحزبية تعقد الإجتماعات في عواصم الكيانات التي تحتل كوردستان بدون حراسة، ولكنهم حينما يجتمعون مع شعبهم الكوردي في كوردستان أو في أوروپا فالحراسة تكون مضاعفة وفي بعض الاحيان تكون حراسة مستأجرة من الشركات الأوروپية للحراسة، وهذا يعني عدم الثقة بالشعب الكوردي وخوفا من انتقامه منهم من جراء ما إقترفوه بحق هذا الشعب المسكين الذي إبتلاه القدر بالإحتلال من قبل محتلين متوحشين ومتخلفين، وحرمه من قيادة قومية مخلصة توصله إلى بر الأمان.
وتتعامل القيادات الكوردية الحزبية مع الوطنيين الاحرار والفكر القومي الكوردي كما تتعامل مع أي مجموعة أخرى من أجل استيعابها، بالعمل على كسب عناصر من تلك المجموعة أملا منها في كسب مجمل المجموعة بالتدريج ولكن هذه الخطة لا يمكن تنفيذها في الفكر القومي التحرري، لأن الفكر القومي التحرري ملك للشعب الكوردي كله ويولد من جديد كل يوم بولادة كل طفل كوردي، لأن هذا الفكر يعبر عن احدى الأسس الرئيسية للفطرة الإنسانية وهي الحرية.
فإستمال الإتحاد الوطني الكوردستاني في تنظيمه لبعض عناصر كاژيك مثل الشاعر شيركو بيكس والملازم عمر والملازم سيف الله والجنرال منصور الحفيد وغيرهم، وكذلك استمال الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تنظيمه لبعض عناصر كاژيك مثل خال حمه عزيز وعبد الله عزيز آگرين والملازم شوان والملازم كريم وعائلة الشهيد فتاح آغا وغيرهم.
إلا أن القيادات الكوردية الحزبية لا يمكنها بذلك استيعاب الفكر القومي التحرري، لأن هذا الفكر كما أسلفت هو ملك للشعب الكوردي كله والذي يريد استيعابه يجب ان يتخذ مواقف قومية تحررية، ولا يمكن استيعابه بإستمالة عناصر من كاژيك أو پاسۆک أو المؤتمر الوطني الكوردستاني أو غيرهم.
الإستفتاء الذي حصل في جنوب كوردستان في العام 2017
كان جزء من الحرب النفسية التي يقودها الضباط الجواسيس:
إن الإستفتاء من أجل إستقلال كوردستان في العام 2017 كان أكبر وأهم الافخاخ التي نصبها الضباط الجواسيس للشعب الكوردي لأن فخ الإستفتاء لم يكن موجها لضرب معنويات الشعب الكوردي في إقليم محدد بل كان موجها لضرب معنويات الشعب الكوردي كله وفي جميع الأقاليم الكوردستانية… فقد أوعز الضباط الجواسيس للقيادات الكوردية الحزبية في جنوب كوردستان ان يقوموا بالإستفتاء في الزمن الخطأ لإفشاله.
إن ردود الفعل في الزمان والمكان الخطأ أسوأ بكثير من عدم إبداء أي رد فعل على الإطلاق.
بعد إجراء الإستفتاء من أجل الإستقلال في جنوب كوردستان تزايد عدد الاستسلاميين في المجتمع الكوردي حيث أصبحوا يحاربون مسألة الدولة الكوردية وإستقلال كوردستان جهارا نهارا بجريرة ان الإستفتاء أدى إلى حصار جنوب كوردستان وإحتلال كركوك وغيرها من المآسي.
إلا إني أقول لهم ان الإستفتاء الذي حصل في جنوب كوردستان كان فخا منصوبا للشعب الكوردي وعلى مستوى عال في اجهزة المخابرات للكيانات التي تحتل كوردستان وقدمت الكيانات التي تحتل كوردستان الخطة الكاملة وتبدأ في اصرار الكورد على تنفيذ الإستفتاء والتهليل الجماهيري الكبير للإستفتاء وهذا التهليل كان هدفه من أجل رفع معنويات الشعب الكوردي بشكل غير عادي… فالمعنويات المرتفعة جدا ويتبعها خذلان وفشل فإن المعنويات لن ترجع كما كانت عليه بل ستهبط إلى أسفل السافلين وهو مثبت في علم الإجتماع وهو ما خططت له الكيانات التي تحتل كوردستان.
لقد قامت القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس بتنفيذ خطة الكيانات التي تحتل كوردستان على أكمل وجه.
وبحسب تجربتي المتواضعة في معظم الحركات السياسية والعسكرية في جميع أجزاء كوردستان ومنذ العام 1960 وما تخللها من إعتقالات وملاحقات وإشتراكي في قوات الپيشمرگه ليس كعضو عادي بل في قياداتها السياسية والعسكرية الميدانية وغيرها من النضالات التي وفرت لي معرفة القيادات الكوردية الحزبية من الداخل فعلمت الكثير من الحقائق حولها وأهمها: ان انتماؤهم العراقي والسوري والإيراني والتركي اقوى بكثير من انتمائهم الكوردستاني بل ان انتماؤهم العراقي والسوري والإيراني والتركي هو الأساسي والرئيسي في مناهجهم ونضالهم العملي أما انتماؤهم الكوردستاني فلم يكن من أجل إستقلال كوردستان على الإطلاق بل انهم حينما يذكرون كلمة كوردستان ليس إلا من أجل خداع الجماهير الكوردية التي تعشق كوردستان ومن أجل إسم كوردستان تمكنت القيادات الكوردية الحزبية من ترويض الجماهير الكوردية والركوب عليها من أجل الوصول إلى پرلمانات الكيانات التي تحتل كوردستان أو الحصول على بعض المقاعد في حكوماتها.
وفيما يلي أهم نقاط فخ الإستفتاء الذي نصبته الكيانات التي تحتل كوردستان للايقاع بالشعب الكوردي:
1- ان الإستفتاء من أجل الإستقلال كان من المفروض ان يكون خلال الإنتفاضة الجماهيرية المباركة في جنوب كوردستان في العام 1991 وحينما إنهارت الدولة العراقية بالكامل في العام 2003 وحينما بدأت حرب داعش في العام 2014… وخلال الأحداث الثلاث الآنفة الذكر كانت الدول الكبرى مستعدة لتسمع وتلبي مطالب الكورد…
أما الإعلان عن الإستفتاء من أجل الإستقلال في العام 2017 وبالضبط حينما انتهت حرب داعش ولم يعد أحد بحاجة للكورد فمن الطبيعي ان يكون الفشل نتيجة هكذا إستفتاء لأن السياسة كالتجارة تخضع لقوانين العرض والطلب… فقيمة البترول أصبح صفرا لتوقف الطلب عليه في بداية زمن انتشار فيروس الكورونا.
2- حينما أدلى الشعب الكوردي بصوته على الإستقلال وبهذا الزخم الذي تجاوز الـ 93% فالسؤال المهم هو لماذا لم تعلن القيادات الكوردية الحزبية عن إستقلال كوردستان تلبية لرغبة أكثرية الشعب الكوردي… إلا إذا لم يكن الإستفتاء عبارة عن مسرحية لتنفيذ رغبات الكيانات التي تحتل كوردستان وليس رغبات الشعب الكوردي، لأن الإعلان عن إستقلال كوردستان ولو ليوم واحد كان في مستوى إعلان جمهورية كوردستان في شرق كوردستان عام 1946 وهذا لا يمكن ان تسمح به الكيانات التي تحتل كوردستان لا على شكل مسرحية ولا على شكل تمثيلية بايخة لأن الإعلان عن الإستقلال سيفجر الطاقات الحقيقية في المجتمع الكوردي كما فجرتها جمهورية كوردستان في القرن الماضي ولا يزال زخم ذلك الإعلان يشع ويضئ طريق احرار كوردستان إلى اليوم وإلى الابد.
3- والسؤال الاهم انه كان في العام 2005 إستفتاء آخر على الإستقلال في جنوب كوردستان وحصل على تأييد أكثر 98% من الشعب الكوردي، فتكرار الإستفتاء في العام 2017 يعنى مسرحية بكل ما في الكلمة من معنى… كما اني أعلم ان فشل أي إستفتاء في الحصول على اكثر من 50% من الاصوات يتم العمل على إجراء إستفتاء آخر بينما كان إستفتاء 2005 ناجحا بل اكثر نجاحا من إستفتاء 2017 إلا ان القيادات الكوردية الحزبية وضعت رأي الشعب الكوردي في إستفتاء 2005 في المزبلة واعلنوا عن الفيدرالية.
4- والاكثر أهمية إذا كان هناك نية سليمة ورغبة صادقة لدى القيادات الكوردية الحزبية في مسألة إستقلال كوردستان ففي أعوام 1991 و 2003 و 2014 كان يجب الإعلان عن إستقلال كوردستان حتى بدون الإستفتاء.
5- ان الإستفتاء من أجل إستقلال كوردستان في العام 2017 لا معنى ولا شكل له حينما لم تسحب القيادات الكوردية الحزبية اعضاءها من الپرلمان العراقي ولا وزرائها من الحكومة العراقية الذين اقسموا اليمين القانونية على حماية وحدة وسيادة العراق حيث هكذا قسم بحد ذاته منافيا لإستقلال كوردستان شكلا ومضمونا.
6- لا أريد ان أذكر بالاسم آلاف الكورد المؤمنين بالدولة الكوردية وإستقلال كوردستان من الذين اهملتهم القيادات الكوردية الحزبية عن قصد ولأكثر من نصف قرن، ولم تحاول الاستعانة بهم أو حتى على الاقل الإتصال بهم حتى في الفترة التي تم الإعلان عن الإستفتاء من أجل الإستقلال.
فإن إستقلال كوردستان بحاجة إلى من يؤمن بالإستقلال بينما طواقم القيادات الكوردية الحزبية والضباط الجواسيس التي حاربت كل من يؤمن بإستقلال كوردستان هي التي أشرفت على مسألة إستقلال كوردستان! مع الأسف الشديد.
فإذا أردنا ان نصنع طاولة يجب ان يكون لدينا نجارا فنانا ومزودا بأخشاب ومسامير وبراغي وشاكوش وإلا فالطاولة ستنهار كما انهار الإستفتاء من أجل الإستقلال لأن الإستقلال بحاجة إلى تأمين لوازمه واولهم العناصر المؤمنة بالإستقلال بينما حتى الآن پيشمرگه وآسايش ومالية مدينة السليمانية لم تتوحد مع پيشمرگه وآسايش ومالية مدينة هولير… ويتكلمون عن الإستقلال ايضا!؟… انها مسرحية كمسرحية معاهدة سيڤر عام 1920 وإتفاقية 11 آذار عام 1970 والدعم الأمريكي لروجافا… حيث تبعهم مباشرة وعلى التوالي: معاهدة لوزان 1923 وإنهيار ثورة ايلول بإتفاقية الجزائر عام 1975 وبالإتفاق التركي الأمريكي الخياني وإحتلال عفرين وسريكانيه وغيرهم.
7- ان أهم مستلزمات الإستقلال هو الاكتفاء الذاتي فيما إذا طال الحصار المتوقع حدوثه… فالسبب الرئيسي لتدمير صدام حسين لـ 4000 قرية كوردية لأن القرى الكوردية كانت تصنع الخبز والحليب والالبان والاجبان وتكفي نفسها وتطعم الپيشمرگه ايضا… بينما القيادات الكوردية الحزبية منذ العام 1992 وزعت الرواتب على انصارها من أجل ضمان اصواتهم في الانتخابات وبذلك توقف الإنتاج في كوردستان وتلاشى الاكتفاء الذاتي وأصبح الشعب الكوردي كله مجتمعا استهلاكيا… وفتحت القيادات الكوردية الحزبية اسواق السليمانية وهولير على مصراعيها وحشرتها بالمنتجات التركية والإيرانية من أجل استسلام كوردستان في أي حصار.
8- نعم لقد حصل الشعب الكوردي على وثيقة تقول إن الشعب الكوردي يرغب في الحرية كما معاهدة سيڤر وإتفاقية 11 آذار وغيرها من الوثائق التي لا تقدم ولا تؤخر… فالشعب الكوردي ليس بحاجة إلى وثائق فالقاصي والداني يعلمون إن الشعب الكوردي يرغب بالإستقلال كما أعلنها القادة الكورد على مر التاريخ… ولكن كان الإستفتاء من أجل إستقلال كوردستان بهذا الشكل الفاشل المذكور اعلاه أدى إلى إنهيار معنويات الشعب الكوردي ليس في جنوب كوردستان فحسب بل في جميع أقاليم كوردستان الكبرى وهذا ما خططت له دوائر مخابرات الكيانات التي تحتل كوردستان… فأي كوردي منذ الإستفتاء يطالب بالإستقلال من القيادات الكوردية الحزبية فالجواب عندهم حاضرا ويخرسونهم في ان المطالبة بالإستقلال يعني الحصار والموت جوعا… وهذا الجواب سيستمر حتى القرن القادم وفيما إذا حصل الشعب الكوردي على فرصة أخرى من أجل الإستقلال وهذا إذا بقي الشعب الكوردي الذي نعرفه باقيا إلى القرن القادم… لأن عبد الله أوجلان اليوم ليس كما عبد الله أوجلان الذي كنا نعرفه في القرن الماضي… فالترويض يمكن ان يكون بالكلام أو بالادوية أو بأي وسيلة أخرى فطيبة قلب الكوردي لا تمكنه من معرفة قذارة وسفالة وخبث الكيانات التي تحتل كوردستان أبدا.
وحينما يقبل الشعب الكوردي في ان يكون جزءا من الكيانات التي تحتل بلاده كوردستان يكون قد انتقل إلى مراحل أعمق وأشمل من التطبيع ووصل إلى مراحل تعايش واندماج الشعب الكوردي في مجتمعات الكيانات التي تحتل كوردستان … ولكن الشعب الكوردي لا يعلم في أنه قد وقع في فخ التطبيع قبل أكثر من 75 عاما ويعتقد مكابرا ومخادعا لنفسه في أنه يسير في طريق إستقلال كوردستان… حيث أن مراحل التطبيع والتعايش والاندماج قد سيطرت على معظم نواحي الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية في كوردستان.
لقد أوجدت القيادات الكوردية الحزبية أجيالا من المطبعين بدون أن يدروا في أنهم يسيرون في طريق التطبيع والاندماج والانحلال.
كما إن التنسيق الكامل فيما بين القيادات الكوردية الحزبية ومخابرات الكيانات التي تحتل كوردستان من أجل السير بالمهمة الكبرى تطبيع الشعب الكوردي بالكامل.
ومن أجل ممارسة التطبيع والتعايش والاندماج مع الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان بدون معارضة فقد عملت القيادات الكوردية الحزبية على سلخ المجتمع الكوردي من عاداته وتقاليده وتاريخه وحضارته والإستعاضة عنها بالنقاط التالية:
- أصبحت السرقة والارتشاء حلالا وقانونيا، لا يحاسب ولا يحاكم مرتكبيها.
- وأصبح الكذب والإحتيال والنفاق لسان حال القيادات الكوردية الحزبية في إعلامياتها وتلفزيوناتها، حيث يتم تلمع الجحوش والخونة وإهمال كل من يطالب بإستقلال كوردستان.
- ترويض وتربيط الشعب الكوردي حتى تتمكن الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان من ضرب الشعب الكوردي بكافة الأسلحة مع ضمان انعدام وجود شئ أسمه الثأر أو رد الإعتبار… لأن القيادات الكوردية الحزبية نشرت بين الجماهير الكوردية مفاهيم الصمت تجاه المحتل والخنوع للظلم والخضوع للعنصريين المحتلين.
- والأخطر نشروا اللامبالاة وجعلوا الشعب الكوردي ينسى القوانين الإلهية التي تأمر: “العين بالعين والسن بالسن” مما جعل الكيانات التي تحتل كوردستان تستمر في ارتكاب جرائمها بحق الشعب الكوردي نتيجة السياسة الاستسلامية للقيادات الكوردية الحزبية وأصبح الشعب الكوردي ينطبق عليه المثل الأمازيغي التالي: “الطفل الصغير إذا عضك ولم ترد له العضة فيظن انك بلا اسنان”
فمنذ تأسيس الأحزاب الديمقراطية في العام 1946 وجه الوطنيون الاحرار آلاف النداءات ومئات المقالات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية والكتب من أجل إصلاح الهفوات العسكرية والسياسية العديدة للأحزاب الكوردية ولكن بدون جدوى.
ولو كان الوطنيون الاحرار يعلمون أن قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأحزاب الكوردية الأخرى قد تم تأسيسهم على أساس مبادئ مؤتمر طهران 1943 لما كان الوطنيون الاحرار قد أهدروا وقتهم وإمكانياتهم في إصلاح من لا يمكن إصلاحه… فالقيادات الكوردية الحزبية تأسست من أجل أن لا تكون للكورد دولتهم وحاربوا كل من ناضل من أجل الدولة الكوردية لذلك لا ترغب القيادات الكوردية الحزبية تغيير سياستها التي تأسس من أجلها في التطبيع والتعايش والاندماج مع مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان بالضبط كما جاء في قرارات مؤتمر طهران لعام 1943.
إن سياسة القيادات الكوردية الحزبية في التطبيع والتعايش والاندماج ليس لها أية علاقة بتحرير كوردستان لا من قريب ولا من بعيد.
وأي زعيم كوردي يأتي لقيادة هكذا أحزاب سيتصرف بالضبط كما يتصرف قادة العراق.
فقادة العراق الديمقراطي والفيدرالي، الذين جاءوا إلى الحكم بقوة ودعم القيادات الكوردية الحزبية من الياور والعلاوي والجعفري والمالكي والعبادي والعبيدي والكاظمي والسوداني لن يكونوا أفضل من صدام حسين… حيث تعمل القيادات الكوردية الحزبية على اقناع الشعب الكوردي في ان أعداء الكورد وكوردستان هذا أو ذاك من حكام العراق وإغفال الحقيقة في أن العدو هو العراق نفسه الذي بنى حدوده وسيادته وإستقلاله على حساب حدود وسيادة وإستقلال كوردستان.
فأي حاكم للعراق ولو كان جلال الطالباني أو صلاح الدين الايوبي لا يستطيع من تحقيق إستقلال كوردستان لأن العراق مسألة واستقلال كوردستان مسألة أخرى… كما إن أي زعيم للقيادات الكوردية الحزبية لا يمكنه من تحقيق إستقلال كوردستان ضمن مقولة التطبيع والتعايش والاندماج حتى ولو كان الجنرال مصطفى البارزاني أو الدكتور عبد الرحمن قاسملو أو عبد الله أوجلان… لأن التطبيع والتعايش والاندماج في مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان ليس لها أي صلة بمسألة إستقلال كوردستان فحسب بل إنها متناقضة معها كليا.
إن القيادات الكوردية الحزبية تبنت نظريات لينين الماركسية التي تلغي دور الشيخ والملا والآغا والقاضي ورئيس العشيرة والشخصيات الكوردية السياسية والإجتماعية والعلمية المستقلة ومن ضمنهم وجهاء القرى والمدن الكوردية لا لسبب إلا لأنهم من الاغنياء والاعتماد على الكادحين والبروليتاريا لا لسبب إلا لأنهم من الفقراء وذلك كما نصت عليه النظريات الماركسية… والحقيقة أنه في ذلك الوقت لم يكن يوجد في كوردستان تلك البرجوازية ولا تلك البروليتاريا التي تحدث عنها لينين فقيمة محصولات أكبر آغا من القمح والغنم لا تساوي قيمة سيارة مرسيدس قديمة، ولم يكن الغرض من ذلك إلا من أجل قلب المجتمع الكوردي رأسا على عقب وأحداث الخلل في المجتمع الكوردي وبالتالي من أجل عدم السماح للشيخ والملا والاغا والقاضي ورئيس العشيرة من قيادة الثورة الكوردية لأن كافة الثورات الكوردية من أجل قيام الدولة الكوردية كانت تحت قيادة الشيخ والملا والاغا والقاضي ورئيس العشيرة… وللوصول إلى هذا الهدف اللاسامي كان لا بد من أحداث الخلل في المجتمع الكوردي.
يجب على الشعب الكوردي إلغاء كل شئ يدل على سوريا والعراق وتركيا وإيران من تفكيره ونضاله… واذا حدث الاضطرار لذلك فلا يجوز أن تكون اكثر من انها دولا وكيانات إستعمارية.
بل ان الإستعمار افضل من سوريا والعراق وتركيا وإيران… لأن الإستعمار البريطاني في الهند ومصر لم يسعى إلى تغيير أسماء الهند ومصر كما لم يمنع الشعب الهندي والمصري من التعلم بلغاتهم وغيرها من الحقوق الممنوعة في كوردستان… والحقيقة ان سوريا والعراق وتركيا وإيران هي دولا همجية متوحشة ومتخلفة ولا بد من التخلص منها كالامراض الخبيثة التي لا دواء لها سوى البتر والقطع عن الشعب الكوردي صاحب حضارة وتاريخ يمتد آلاف السنين… وان هذه الممارسات البشعة التي يتعرض لها شعبنا الكوردي العظيم ليس بسبب ضعفه بل لأن الكورد أقوياء بإنسانيتهم وحضارتهم وان سوريا والعراق وتركيا وإيران يخافون من الشعب الكوردي إذا حصل على حريته وإستقلال وطنه كوردستان سيصبح سيد الشرق الأوسط بلا منازع ليس بالقوة والاكراه بل بإنسانيته وعدالته المشهور بهما حينما حكم الشعب الكوردي الشرق الأوسط في زمن الإمبراطورية الميدية الكوردية قبل حوالي 3000 عام وفي زمن السلطان صلاح الدين الايوبي قبل حوالي 1000 عام.
ولكن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأحزاب المنشقة عنه لم تتخذ من مبادئ نيلسون مانديلا أو من مبادئ المهاتما غاندي أساسا لهم من أجل إستقلال كوردستان وحرية الشعب الكوردي كما حرروا الهند وجنوب أفريقيا.
ولكن القيادات الكوردية الحزبية تعمل حسب المباديء الماركسية الستالينية والإسلامية والديمقراطية… ان مثل هكذا مبادئ تعتبر الآخرين خونة أو كفارا ولهذا لم تتمكن الأحزاب الكوردية من تحقيق الإتفاق فيما بينها بل ناضلت من أجل تعميق الخلاف فيما بينها ووصل إلى حد الإقتتال الكوردي-الكوردي المشؤوم.
فالإقتتال الكوردي-الكوردي الذي تم التخطيط له في أجهزة المخابرات للكيانات التي تحتل كوردستان من أجل استنزاف الوقت والإمكانات والقوى الكوردية وإلهاء الشعب الكوردي بمعارك جانبية ليس لها علاقة بإستقلال كوردستان… بل بالعكس إن الإقتتال الكوردي-الكوردي الحجر الأساس الذي تستند إليه الكيانات التي تحتل كوردستان من أجل إطالة أمد إحتلال كوردستان.
فالمشكلة أن القيادات الكوردية الحزبية تتكلم عن السياسة الدولية والديبلوماسية ولكن بدون العمل بموجبها وتتحدث عن حقنا بدون المطالبة به وتتكلم عن صعوبة تغيير الخارطة بدون التطرق إلى الخرائط التي تتغير من حولنا يوميا وفي جميع القارات… فدولة الإتحاد السوڤيتي أصبحت خمسة عشر دولة وكذلك يوغوسلافيا أصبحت سبعة دول وانفصلت دولة التشيك عن سلوفاكيا وشرق تيمور عن اندونيسيا وحتى السودان إنفصل عنه جنوبه.
فعلى القيادات الكوردية الحزبية إذا كانت حقا تسعى من أجل إستقلال كوردستان، وإن كنت أشك، عليها أن ترفع من سقف مطاليبها واذا كانت لا تستطيع عليها ان لا تمنع الكورد الذين يطالبون بالإستقلال من النضال من أجل هذه الحقيقة النبيلة الغائبة… لأن وجود حركة تطالب بالإستقلال من المسائل الهامة جدا حتى من أجل الحصول على الحكم الذاتي أو الفيدرالية.
ان مثال جنوب كوردستان واضحا للجميع، فمنذ البداية لو طالبت القيادات الكوردية الحزبية في جنوب كوردستان بالإستقلال، لقامت الحكومة العراقية بتقبيل أقدامهم وإعطائهم فدرالية كاملة ومن ضمنها كركوك وديالى والموصل مقابل التنازل عن مسألة الإستقلال، إلا أنهم طالبوا بالفدرالية وبعد حوالي ربع قرن لا تزال حكومة بغداد تماطل ولا تستعمل كلمة العراق الفدرالي لا في دستورها ولا في أوراقها الرسمية ولا حتى في جوازات السفر بل تستعمل كلمة جمهورية العراق فقط كما كانت على زمن صدام حسين.
ولعل القصة الطريفة للمدعو الملا نصر الدين أو الملا مشهور والعامة تقول له (جحا) تعبر عما أقوله أصدق تعبير:
إذ يقال أن شخصا ما إستدان من جحا مبلغا وقدره مئة دينار ولكن هذا الشخص أنكر المبلغ ولم يكن بينه وبين جحا مستندا أو شهودا، فإشتكى جحا للقاضي الذي أمر بإحضارهما، فتقدم جحا إلى القاضي وقال بصوت كله ثقة وقوة: إن هذا الرجل قد استدان مني ألف دينار ولا يريد إعادتها لي لأنه ليس بيننا أوراق أو شهود فأرجو منكم أن تستردوها لي، فقام ذلك الشخص غاضبا وقال أن جحا يكذب ولم يكن المبلغ سوى مئة دينار، فقال جحا للقاضي هل سمعت؟ والحمد لله أصبح لدي شاهدا على حقي.
أرجو من القيادات الكوردية الحزبية الذين يدّعون معرفتهم بالسياسة ان يكون لديهم شيئا من ذكاء جحا.
حتى ان أصحاب الدكاكين حينما يشترون شيئا بدينار واحد بالتأكيد يسجلون عليه أكثر من دينار لكي يحصلوا على حقهم، أما القيادات الكوردية الحزبية فإنهم يطالبون بالحد الادنى من حقوق الشعب الكوردي، لذا لن يأت أحدا ويعطي الكورد حقهم الكامل لأن الحقوق لا تصنف في حقل الصدقات بل هي تؤخذ بالقوة كما قالها شيخ الشهداء الدكتور محمد معشوق الخزنوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وعليه إن الدول والأنظمة التي تحتل كوردستان التي ترفض كل مطلب كوردي مهما كان تافها، بإعتقادي ان المشكلة ليست متعلقة بالشعب الكوردي وسقف المطالب الكوردية بل المشكلة تكمن في الشعوب والدول والأنظمة التي تحتل كوردستان، لأنها تشترط العيش مع الكورد بأن يكون الكوردي عبدا لهم، وذلك من باب الامعان في انانيتهم وشجعهم وتكريسا للحرب النفسية التي يشنونها على الشعب الكوردي ظلما وعدوانا.
وإني أعتقد جازما ان الكيانات التي تحتل كوردستان قد نجحت في حربها النفسية ضد الشعب الكوردي إلى حد كبير.
وعلى القائد إكتشاف الضباط الجواسيس ومؤآمراتهم وأفخاخهم التي ذكرتها آنفا… والمصيبة إذا لم يكتشفهم القائد أو يكتشف مؤآمراتهم بعد وقوعها…
ولكن المصيبة الأكبر إذا كان يعرفهم ولا يعمل على إزاحتهم.
وفي كلتا الحالتين فإن هكذا قائد لا يتمتع بأهلية القيادة على الإطلاق.
إلا أن الانتفاضات الجماهيرية الكوردية في جنوب كوردستان عام 1991 وفي غرب كوردستان عام 2004 أعادت الثقة والامل بأن سياسات التبعية وغسل الأدمغة والحرب النفسية الموجهة ضد الكورد من قبل الكيانات التي تحتل كوردستان والقيادات الكوردية الحزبية لم تؤثر على شعبنا الكوردي البطل، وان أي شعب آخر لو تعرض ما تعرض له الشعب الكوردي لكان من الشعوب المنقرضة منذ زمن بعيد.
وإني أؤكد ان الامر متوقفا على الشعب الكوردي أولا وأخيرا حيث إنه إذا رفع صوته عاليا وطالب بحريته وإستقلال وطنه عندها يكون أمرا آخر ونهاية للضباط الجواسيس ومؤآمراتهم جملة وتفصيلا.
لذا اني أعتبر إن الشعب الكوردي سيد الكل لصموده وبالرغم من كل المتآمرين وعملائهم وجواسيسهم.
كما اني أعتبر كوردستان تاجا على رأس الشرق والغرب وفوق الجميع لجمعها الجمال والثروات والموقع الإستراتيجي وصاحبة واحدة من أهم الحضارات وتعاون أشرار العالم ضدها وفي آن واحد.
ولهذا فإن الجميع يخاف من صمود الشعب الكوردي وإستمراره في المقاومة برغم جميع المؤامرات.
وإن صمود الشعب الكوردي يدل بشكل قاطع أنه سيبزغ فجر جديد يضمن تحقيق وحدة وانتصار الكورد من أجل إستقلال وطنه المقدس كوردستان.
جواد إبراهيم ملا: مهمات القيادات الكوردية الحزبية (2)
هذه المقالات مقتطفات من مجموعة كتب للكاتب جواد ملا على الرابط التالي
مجموعة كتب لـ جواد إبراهيم ملا “سيرتي الذاتية وكفاحي من أجل استقلال كردستان”
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=55653