الأربعاء, ديسمبر 18, 2024

جواد إبراهيم ملا: عظماء الأمة الكوردية – د. جمال نبز (4/3)

جواد إبراهيم ملا

الجزء الثالث من الحلقة الرابعة

عظماء الأمة الكوردية: والدي إبراهيم الملا والعم أوصمان صبري والبروفيسور جمال نبز أحد العظماء السبعة الذين أسسوا كاژيك والجنرال مصطفى البارزاني

  1. عظماء الامة الكوردية: د. جمال نبز

لقد كان العم أوصمان صبري أستاذي وقائدي منذ العام 1961 كما ان الدكتور جمال نبز كان أستاذي وقائدي منذ 1969 وكلاهما كانا كالجبال شامخين بفكرهما القومي وان لم يستطيعا من تحقيق ما كانا يؤمنان به في الحرية للكورد والإستقلال لكوردستان إلا انهما ومن المهم جدا ان الكيانات الغاصبة التي تحتل كوردستان لم تستطع التحايل عليهما كما انهما لم تراودهما لحظة تهاون أو تنازل في قضية الشعب الكوردي على الإطلاق.

ومن أجل صلابة العم أوصمان صبري والدكتور جمال نبز تعرضا لدعايات الكيانات الغاصبة التي تحتل كوردستان للتقليل من قيمتهم وقيمهم… ومع كل معاناتهم فقد بقيا صافيان نقيان أكثر من صفاء مياه ينابيع كوردستان… وأجمل من ورود الربيع في روابي الزوزان.

ولقد سألتهما عن رأيهما بالآخر:

فقال لي العم أوصمان صبري ان جمال نبز قوميا كورديا من الدرجة الأولى ولكنه صلبا بعض الشئ…

وقال لي الدكتور جمال نبز ان العم أوصمان صبري قوميا كورديا من الدرجة الأولى ولكنه صلبا بعض الشئ… وهكذا كان رأيهما متطابقان تماما لأنهما كانا وجهان لعملة واحدة ألا وهي الصلابة بدون حدود في المطالبة بحقوق الشعب الكوردي بالرغم من انهما إلى جانب صلابتهما بوجه الأعداء كانا يتمتعان بحلاوة المعشر وأحاديثهما شيقة مع رفاقهما ولا تفارق البسمة وجوههما مما أدى إلى ان احبهما كل من عرفهما.

ولا يسعني إلا ان انحني أمام قاماتهما وإلقاء تحية الاجلال والاكبار أمام ذكراهما التي لا يمكن ان انساها أبدا… فألف رحمة على أرواحهم الطاهرة واسكنهم الله فسيح جناته وألهم أهلهم واصدقائهم والشعب الكوردي الصبر والسلوان على خسارتهم التي لا تعوض.

 

ان احرار كوردستان يلتقون بدون سابق معرفة وبدون ان تكون اية رابطة عشائرية أو حزبية أو اقليمية فيما بينهم.

فالدكتور جمال نبز من جنوب كوردستان أحد هؤلاء الاحرار، حينما يصل إلى دمشق عام 1956 بحث عن أحرار الكورد فوجد العم أوصمان صبري… حيث أهدى الدكتور جمال نبز صورته إلى العم أوصمان صبري وكتب خلفها كلمة إهداء جميلة… على الوطنيين الاحرار النضال في خندق واحد… فلننطلق من أجل وحدة الاحرار… فالشعب الكوردي حينما يشاهد وحدتنا فسوف يسير معنا وبذلك تتحق الحرية للشعب الكوردي والإستقلال لكوردستان.

 

 

 

ان ما قاله العم أوصمان صبري والدكتور نور الدين زازا والشيخ معشوق الخزنوي والبروفيسور جمال نبز اعظم بكثير مما قاله مارتن لوثر كنغ وغيره ولكن المصالح الشخصية والحزبية في مجتمعنا قد قللت من قيمتهم كثيرا.

يجب النضال حسب اقوال عظمائنا والإستفادة أيضا من اقوال مارتن لوثر كنغ وغيره من عظماء العالم.

 

النضال القومي الكوردي للدكتور جمال نبز:

 

  1. جمعية کاژيك:

أسس د. جمال نبز، مع رفاقه كامل ژير وفايق عارف وإحسان فؤاد وأحمد هردي وفريدون علي أمين وعبد الله جوهر، جمعية کاژيك بمدينة السليمانية في 14-4-1959 وكان هذا التنظيم العقائدي هو الاول في التاريخ الكوردي القديم والحديث الذي وضع مسألة إستقلال كوردستان في قالب تنظيمي وفكري وعقائدي من أجل بناء الدولة الكوردية وللمحافظة على الدولة الكوردية مستقبلا. لذا فقد كان أعداء کاژيك كثيرون لأنه الطريق الصحيح لإستقلال كوردستان.

وبالرغم من ان کاژيك قد جمد نشاطه عام 1974 ولكن فكره قد انار الطريق للكثير من المنظمات الكوردستانية التي رفعت شعار إستقلال كوردستان وبناء الدولة الكوردية وبهذا اني اعتبر ان فكر کاژيك لا يزال يشع هنا وهناك وسيبقى حيا على مر الزمان حتى الإستقلال وما بعد الإستقلال.

صور العظماء السبعة الذين أسسوا کاژيك في 14-4-1959

 

  1. المؤتمر الوطني الكوردستاني:

لقد اسست المؤتمر الوطني الكوردستاني مع البروفيسور جمال نبز والجنرال عزيز عقراوي والدكتور محمد صالح گابوري والشيخ لطيف مريواني والدكتور مظفر بارتوما والمهندس بروسكا إبراهيم وشيخ الأيزيدية درويش حسو والبروفيسور صلاح جمور وغيرهم كثيرون ومن كافة أجزاء كوردستان بمدينة لندن في 14-4-1985.

 

  1. الاكاديمية الكوردية للعلم والفن

أسس الدكتور جمال نبز الاكاديمية الكوردية للعلم والفن بمدينة ستوكهولم عام 1986.

وفي 2-8-1991 شاركت مؤتمر الاكاديمية الكوردية للعلم والفن في العاصمة النمساوية ڤيينا بناء على دعوة رسمية من الاكاديمية.

والجدير بالذكر أن البروفيسور جمال نبز والمهندس بروسكا إبراهيم والدكتور بهرام قزاز والدكتور كمال علي وفخري سلاحشور والدكتور ميكائيل علي والدكتور محمد ليلا وغيرهم من المتخصصين في العلوم والادب والفن والثقافة كانوا من المشاركين في تأسيس الاكاديمية الكوردية للعلم والفن… كما أن الكثير من العلماء الكورد والاجانب هم أعضاء في الاكاديمية ومنهم: العالم السوڤيتي لازاريف في مجال الاستشراق والعالم الارمني حسرتيان والبروفيسور شاكر محو من جامعة يريفان وغيرهم وكان لي الشرف في أن أكون عضوا فيها وممثلا للأكاديمية في بريطانيا.

 

  1. حركة إيقاف الاقتتال الكوردي-الكوردي:

في 1-5-1994 أصدرت مع الاعزاء الدكتور جمال نبز والدكتور محمد صالح گابوي بيانا بإسم المفكرين الكورد في العالم وإلى قادة كوردستان الوطنيين القوميين – المتدينين والعلمانيين للتحذير والتذكير والتقرير بشأن إيقاف الإقتتال  الكوردي-الكوردي في كوردستان وقد جمعت التواقيع وتم ارسال البيان إلى القيادات الكوردية الحزبية المتحاربة وإلى الاعلام المحلي والعالمي وبعدة لغات:

 

بيان من المفكرين الكورد في العالم

إلى قادة كوردستان الوطنيين القوميين – المتدينين والعلمانيين

تحية كوردية مع المحبة والتقدير وبعد :

نتقدم إليكم نحن المفكرون الكورد بإسم الشورى الدينية وبإسم الديمقراطية والإنسانية ونحن وإیاکم شركاء في الوطنية وإخوان في القومية.

وبياننا هو حول: تحذير وتذکیر وتقریر.

 

التحذير:

حسب التعاليم الدينية والحقائق الإنسانية، وشعبنا وراءه تاريخ الآباء تظلله أرواح الضحايا والشهداء وأمامه الأجيال القائمة والقادمة…. فإن الحقيقة المماثلة للعيان هي : أن قتال الكوردي-الكوردي – مهما كانت الأسباب والظروف هو تخلف يصل لدرجة الخيانة وأن المدبرين والأمرين والمنفذين بغض النظر عن حسن أو سوء النية – هم خونة بهذا الإعتبار.

 

التذكير:

بعد طول جهاد وعناء وأنهار الدماء وجسور الأشلاء .. قام في كوردستان ما نسميه ” البيت الكوردي الأصغر” وهو الخطوة المبدئية واللبنة الأساسية نحو الهدف العام المشترك في تحرير الكورد وتوحيد کوردستان .

والبيت الكوردي لا بد له من الأمن القومي والأستقرار الوطني، والسلام السياسي والرخاء الإقتصادي.. والإرتقاء الحضاري .. ولايمكن بحال من الأحوال أن يكون هناك بديل الإرهاب وإشعال الحرائق والتخريب … فينطبق عليهم المثل القرأني ” يخربون بيوتهم بأيديهم ”

والتاريخ يحدثنا ويشهد الواقع بأن الكورد ما غلبوا يوما بسبب الحروب الخارجية، لكنهم غلبوا دوما بسبب الحروب الداخلية الكوردية – الكوردية .

وفي ظل النظام العالمي لا تزال القضية الكوردية هي الأكبر حجماً، الأشد تعقيدا ولا زال المستعمرون من أشرار أهل الأرض يستعبدون الشعب الكوردي ويغتصبون کوردستان .

 

التقرير:

* کوردستان وطن مقدس و واجب كل كوردي داخل کوردستان وخارجها أن يحميها بنفسه ونفيسه، بغض النظر عن موقعه ومعتقده.

* الكوردي أبداً، لا يبدأ الكوردي بالقتال، ولا يرد به عليه، والسلاح الكوردي أبدا لا يوجه إلى داخل کوردستان بل يوجه إلى خارجها .. لحماية الداخل .. ولإطلاق القوى والقدرات الكوردية العقلية المفكرة في التخطيط وإطلاق الأيدي العاملة في البناء والتنفيذ ..

عاشت کوردستان دولة مستقلة.

 

أقام الدكتور جمال نبز عشرات الندوات في كافة المدن الأوروبية والتي شاركت فيها، فيما يلي بعضها:

  1. ندوة تحت عنوان “عقوبة الموت في قوانين الشريعة الإسلامية” بمدينة لندن في 25-3-1989.
  2. شارك الدكتور جمال نبز في ندوة عن غرب كوردستان في مدينة دوسلدورف الالمانية التي نظمها سرتاج بوجاق.
  3. ندوة تحت عنوان: “جنوب كوردستان في طريق الحرية” بمدينة كوتنكن في ألمانيا.في 26-6-1997.
  4. ندوة بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة القائد والمربي الكبير العم أوصمان صبري بمدينة لندن 11-10-1997.
  5. ندوة تحت عنوان “الكورد والثورة” بمدينو لندن في 24-1-1998
  6. ندوة “إستقلال كوردستان وكيفية تحقيقها اليوم وغدا” بمدينة لندن في 11-11-1998
  7. ندوة تحت عنوان: “النضال الاستراتيجي لتحقيق حرية الكورد واستقلال كوردستان” بمدينة بون الالمانية في24-4-1999
  8. ندوة تحت عنوان: “حول حزب العمال الكوردستاني” بمدينة نورنبرغ الالمانية في 15-4-2000.
  9. ندوة تحت عنوان: “الكوردولوجيا بين العلمية والشعوذة” بمدينة لندن في 20-8-2000.
  10. ندوة تحت عنوان “المرأة طبقة مضطهدة في مجتمع بني البشر” بمدينة لندن 1-9-2000
  11. ندوة تحت عنوان: “مستقبل العراق والقضية الكوردية” بمدينة هانوفر الالمانية في 22-9-2002.
  12. عقدت إجتماعا في لندن في 12-10-2003 حول الاستفتاء من أجل استقلال كوردستان كان حضور الدكتور جمال نبز دوره الكبير في نجاح الاجتماع.
  13. شارك الدكتور جمال نبز في مؤتمر هيرنه الألمانية من أجل إعلان حكومة غرب كوردستان في المنفى في 25-4-2004.
  14. ندوة تحت عنوان: “الأوضاع الحالية في جنوب كوردستان” بمدينة برلين في 8-1-2005.
  15. ندوة تحت عنوان: “الأوضاع لأحوال السياسية في كوردستان” بمدينة لندن في 24-10-2008.
  16. في نهاية كل مؤتمر نظمته كان للدكتور جمال نبز ندوة خاصة له عن أهم أحداث الساعة في كوردستان.

 

كتب الدكتور جمال نبز التي طبعتها فيما يلي بعضها:

 

  1. اتفق العم أوصمان صبري مع الدكتور جمال نبز حول بعض الاصلاحات الضرورية لتطوير الكتابة الكوردية بالأحرف اللاتينية وكان ذلك في مدينة دمشق في صيف عام 1956، وقد طبع الاستاذ جمال نبز هذا المحضر كما هو في الصفحات الاخيرة من كتابه المعنون بـ”الكتابة الكوردية بالأحرف اللاتينية” والذي كتبه الاستاذ جمال في مدينة كركوك في حزيران عام 1957 ونشر الكتاب في السنة نفسها.
  2. في 15-11-2000 طبعت مذكراتي مع العم أوصمان صبري والتي كتبتها كلمة كلمة من فم العم أوصمان خلال لقاءاتي معه خلال فترة ستينيات القرن الماضي وحينما غادرت سورية في العام 1969 حملت معي أوراقي التي فيها أقوال العم أوصمان ومواقفه التي شاهدت بعضها لأني كنت مسؤولا عن تنظيم منطقية دمشق في الحزب الديمقراطي الكوردي والعم أوصمان كان رئيسا للحزب ويقيم في دمشق فكنت ألتقيه أكثر من لقائي مع أهلي… وحينما تعرفت على الدكتور جمال نبز في برلين في العام 1969 وضعت أقوال العم أوصمان عند الدكتور جمال خوفا عليها من الضياع وعلى أمل في يوم أقوم بطباعتها لأني في حينها قررت العودة للوطن… وبعد سنين طويلة تزيد على الثلاثين عاما زارني الدكتور جمال في لندن وقال لي لقد جئتك بهدية فقلت له ما هي فقال كلمات العم أوصمان… لقد سررت جدا بها وكانت البداية لطباعة مذكراتي مع العم أوصمان صبري وكان سروري أعظم في أن يكتب الدكتور جمال نبز مقدمة مذكراتي مع العم أوصمان، أي إني في مذكراتي مع العم أوصمان جمعت العمالقة قادتي وأساتذتي وأحبائي العم أوصمان والدكتور جمال في كتاب واحد… فيما يلي ما كتبه الدكتور جمال بالعم أوصمان:

 

تقريظ

 

طَلَبَ مني أخي في الفكر وصديقي الفاضل الأستاذ جواد ملا أن أكتب كلمة مناسبة لأوراق ذكرياته مع ساكن الجنان(Apo) العم أوصمان صبري، فقبلت ذلك دون تردد، ذلك لأن كليهما، العم أوصمان صبري و جواد ملا يحتلان مكانا خاصا في طيات فؤادي وقرارة عواطفي، وقد شاء ربُك أن تكون للقائي الأول مع العم (العم) عثمان قصة ممتعة، أسردها بإختصار:

كنا مجموعة من شباب جنوب كوردستان، مجموعة مؤلفة من الكتاب والشعراء وأهل العلم وجلنا من معلمي ومدرسي المدارس الإبتدائية والثانوية، تربطنا ببعضنا وشائج صداقة متينة. نقرأ الكتب الفلسفية والتاريخية والسياسية بلهف وشغف و، نتناقش مع بعضنا ومع غيرنا نقاشا موضوعيا انتقاديا. وكانت معظم نقاشاتنا تدور حول المدارس الفكرية والعقائدية المختلفة وفي مقدمتها ما يتعلق بالفكر الإشتراكي وجذور المجتمع الطبقي وحرية المرأة والمسألة القومية الكوردية. وكنا نركز إهتمامنا بصفة خاصة نحو نقد الآيديولوجية الماركسية وتعرية النظام السوفياتي الشمولي الذي كان له مؤيدون كثيرون بين شباب الكورد آنذاك. وقد كنا نبحث عن أصل اللامساواة ونحاول أن نجد حلا للمشكلة الكوردية، حلا يمكن أن يُعالج به الإضطهاد السياسي والإجتماعي المسلط على رقاب الشعب الكوردي المجزأ الأوصال. فنشأت من تلك الجهود والنشاطات حركة فكرية سُميت في حينها بـ “المدرسة الكوردية للفكر الإشتراكي” أو “الإتجاه الثالث” كما كان معروفا عند العوام، وذلك من حيث إختلافه عن الإتجاهين “الشيوعي” و”الديموقراطي الكوردستاني” وهما الإتجاهان السياسيان الموجودان في تلك الفترة الزمنية على ساحة كوردستان السياسية. وقد أدت هذه الفاعليات إلى قيام التنظيم المعروف بـ “كاژيك” KAJYK عام 1959 وهي الأحرف الأولى لكلمات “عصبة الحرية والنهضة والوحدة الكوردية”. علما بأن كاژيك كانت المنظمة الكوردية الوحيدة التي كانت تدعو إلى إستقلال كوردستان وإنشاء مجتمع الحرية والمساواة على أساس أن الحرية والمساواة تتممان بعضهما البعض ولا وجود لإحداهما دون الأخرى.

كانت دول العراق وإيران وتركيا وباكستان وبريطانيا مرتبطة ببعضها بحلف عسكري وسياسي عدواني يدعى بـ “حلف بغداد”. وكان الحلف موجها بالدرجة الأولى ضد الحركة التحررية للشعب الكوردي. بينما كانت سوريا يهب عليها نسيم من الديموقراطية يقودها السياسي العربي القومي المرحوم شكري القوتلي. وكان على رأس مصر القائد العربي الثائر جمال عبد الناصر الذي كان يدعو إلى الوحدة بين مصر وسوريا والدول العربية الأخرى. فوجدنا نحن الشباب الكورد نقاط إلتقاء ومصالح مشتركة بين الطرفين، تتمثل في التمسك بمبدأ الحياد الإيجابي بين المعسكرين المتخاصمين، الغربي بزعامة أ‌مريكا والشرقي بزعامة الإمبراطورية السوفياتية. والأهم من ذلك بالنسبة لنا نحن الكورد معاداة حلف بغداد الذي كان يوحد قوى بعض الدول الغاصبة لكوردستان ضدنا. بالإضافة إلى محاربة سلطة الإقطاع وجشع الرأسماليين الكبار والتي كان يدعو إليها عبد الناصر وندعو إليها نحن أيضا. ورغم إننا كنا على علم يقين بأن الشوفينيين العرب لن يسمحوا لعبد الناصر أن يعمل كثيرا من أجل برمجة المصالح العربية الكوردية المشتركة وتنسيق جهود العرب والكورد، إلا إننا كنا نحترمه ونبجله ونقدره حق قدره.

فعقدنا العزم نحن الشباب أن نتصل بعبد الناصر وتقرر أن أسافر أنا إلى سوريا لأقوم بكتابة رسالة هناك، أقدم فيها عرضا موجزا للقضية الكوردية، شارحا موقف الوطنيين الكورد من الحركة القومية العربية الوحدوية التي يتزعمها عبد الناصر. فتوجهت شطر دمشق صيف 1956 أثناء العطلة المدرسية وكنت آنذاك مدرّسا للرياضيات والفيزياء في ثانوية المصلى بكركوك وأنا في ربيع العمر.

وفي الفندق الذي نزلت فيه والذي كان يسمى بـ ” فندق فلسطين وشرق الأردن” لصاحبه” أبو دياب “وهو كوردي شيوعي من أهالي حي الكورد بدمشق، كتبت رسالة على شكل كتيب صغير بإسم “كفاح الكورد” مع إهداء جميل لعبد الناصر في مقدمته. وفي نفس الفندق الذي ذكرته والذي كان ملتقى للشخصيات الكوردية والعراقية تعرفت بطريقة الصدفة على العم أوصمان صبري الملقب بـ العم أوصمان (أي العم أوصمان) وبحثت معه المشروع الذي قَدِمتُ من أجله إلى سوريا. فرحب العم أوصمان به ترحيبا حارا، وساعدني في التعرف على مطبعة إسمها مطبعة كرم. فتم طبع الكراس هناك بإسم مستعار وهو “صامد الكوردستاني”. ثم ساعدتني الأديبة الكوردية المعروفة الأميرة روشن بدرخان في إيصال نسخة إلى عبد الناصر عن طريق السفير المصري في دمشق وكانت تعرفه معرفة شخصية وكذلك نقلت لي الأميرة في سيارة خاصة مئات النسخ من الكتيب من دمشق إلى بيروت حيث تم إرسالها بالبريد اللبناني إلى عدد كبير من الساسة العرب والصحف والكتاب وغيرهم. وقد كان لبنان آنذاك بلد الحرية والديموقراطية والسلام وموطن تآخي القوميات والأديان والمذاهب المختلفة. فكان لبنان سويسرا الشرق بكل ما في الكلمة من معنى، ومن المؤسف حقا أن امتدت يد الخراب والدمار له، راجيا للبنان العودة المسرعة إلى سابق عهده في الرفعة والإزدهار.

هذا وبعد عودتي إلى كوردستان عن طريق بغداد قمنا بإتصالات مع عبد الناصر عن طريق ممثل الجمهورية المصرية في بغداد، وقد حقق عبد الناصر بعض مطاليبنا ومنها الإهتمام بالدراسات الكوردية في جامعة القاهرة وإعادة طبع كتاب “الشرفنامه” وهو مصدر هام عن تاريخ الدول والإمارات الكوردية، ألّفه الأمير شرف الدين البتليسي عام 1596 م وكذلك تأسيس إذاعة في القاهرة عام 1957 تبث برامجها باللغة الكوردية كل مساء، تنشر الأخبار المتعلقة بكوردستان وتعزف الأناشيد الكوردية الثورية ومنها النشيد الوطني الكوردي Ey Reqîb = وتقذف في قلوب غاصبي كوردستان الخوف والرعب، فأمر شاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوي بأن تبث إذاعة طهران برامج يومية باللغة الكوردية للرد على ما تنشره إذاعة القاهرة. كما وقد هرع سفير دولة الأتراك في مصر لاهثا يطلب مقابلة عبد الناصر. فلما قابله عبد الناصر أبدى إستياءه وخوفه من هذا “العمل الغريب!” وأعرب عن إحتجاجه واعتبره “تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية” لدولته. فقال له عبد الناصر :”ماذا تقصد من ذلك”، قال له السفير “أقصد الإذاعة باللغة الكوردية وهجومها على حلف بغداد”، فإجابه عبد الناصر “إن الكوردية هي لغة شعب كبير في الشرق الأوسط وماتنشره إذاعة القاهرة ما هي إلا انعكاس لسياسة مصر الخارجية، ومصر هي ضد حلف بغداد وضد الأحلاف العدوانية الأخرى، وهل تريد أن ترسم لنا سياستنا وهل الشعب الكوردي موجود في تركيا؟” فلم يتمكن السفير أن يجيب إلا بأن يقول: “لا وجود للكورد في تركيا” فقال له عبد الناصر “يا سلام… وهل تخافون من شئ لا وجود له؟” وكان ذلك نهاية المقابلة ولم يبق للسفير التركي إلا أن يخرج من مكتب عبد الناصر بخفي حنين، صفر اليدين. علما بأن البرامج الكوردية هذه قد توقفت من إذاعة القاهرة عام 1965 بطلب من عبد السلام عارف بعد أن انتقد أحد موظفي الإذاعة وهو الدكتور يوسف معروف زند، سياسة حكومة عارف تجاه الكورد في الإذاعة.

لقد مكثت في دمشق قرابة شهر وكنت ألتقي العم أوصمان كل يوم تقريبا وكنا نتحدث خلاله عن القضية الكوردية وموقف الدول والأحزاب منها وكذلك تحدثنا عن إصلاح الأبجدية الكوردية اللاتينية وإنشاء مجمع لغوي كوردي. فكان المرحوم ضليعا في اللغة الكوردية وآدابها، يقرض الشعر ويكتب القصص والمقالات، وقد نشرت ما اتفقنا عليه من اقتراحات من أجل تطوير الأبجدية الكوردية اللاتينية في دراسة كتبتها عام 1957 باللغة الكوردية وطبعتها في بغداد في نفس العام. علما بأن نص هذه المقترحات مطبوع في الكتاب بخط الفقيد نفسه.

ولما كنت أعلم أن المرحوم خالد بكداش السكرتير العام للحزب الشيوعي السوري وهو كوردي يقيم في حي الكورد بدمشق، عرضت أثناء إقامتي في دمشق إقتراحا على العم أوصمان لنذهب سوية لزيارة بكداش في بيته لنهديه نسخة من كراس “كفاح الكورد”، ونسأله عن موقفه من قضية الشعب الكوردي وهو فرد من أفراده. ورغم أن العم أوصمان لم يعارض ذلك بصراحة إلا أنه لم يظهر أي حماس لذلك وأخيرا رافقني نتيجة لإصراري على ذلك إلى دار خالد بكداش وكان يحرسها رجلان كورديان من أهل الحي مدججان بالسلاح. فسلم عليهما العم أوصمان وذكر لهما سبب زيارتنا لبكداش. وقد كان ابن خالد بكداش طفلا صغيرا آنذاك يلعب في ساحة البيت. فطلب أحد الحارسين منه وهو يتكلم معه بالعربية أن يذهب إلى أبيه ويقول له كذا وكذا. فذهب الطفل إلى والده ورجع في غضون دقائق معدودة ليقول لنا بأن “الوالد يقول إنه ليس موجودا في البيت”، الظاهر أن الوالد قال له: قل لهم بأنني لست موجودا في البيت”. وحاول الحارسان أن يرقعا الصدع فلم يفلحا. ثم إلتفت العم أوصمان إليّ قائلا: “هل عرفت الآن من هو الرفيق خالد بكداش؟ لو قلت لك لا داعي لبذل الجهد والوقت لزيارة هذا الشخص لما صدقت كلامي”.

لقد وجدت في شخص الفقيد العم أوصمان رجلا هادئا مسالما يتمتع بخلق متين وشجاعة مدنية نادرة ووطنية كوردية صادقة لا تشوبها شائبة الإنتهازية والنفاق والتملق للمستبدين الطغاة. فتقوت أواصر المودة والصداقة بيننا على مرّ الأيام رغم وجود الفاصلة الزمنية الطويلة بين أعمارنا. وحتى بعد مجيئي إلى أوروپا وإبتعادي عن الشرق لم ينقطع الإتصال بيننا. فقد كنت أسمع وأتابع أخباره عن طريق ولده العزيز هوشنگ Hosheng الصيدلاني المقيم في برلين.

توفي عثمان صبري في يوم الإثنين 11/10/1993 مرفوع الرأس ودفن في مقبرة الشهداء في قرية برکڤر قرب الدرباسية في غرب كوردستان، وإشترك في تشييع جثمانه الطاهر الآلاف من محبيه وفي الحفل التأبيني الذي أقيم على روح الفقيد العم أوصمان في دمشق يوم 9/1/1998 إجتمع عدد غفير من الكتاب والصحفيين والشعراء الكورد وقرروا تخصيص جائزة رمزية بإسم جائزة عثمان صبري تُقدم في فترات زمنية معينة إلى شخصية غير كوردية قامت بخدمة الشعب الكوردي في إحدى الميادين الأدبية أو العلمية أو الفنية أو السياسية أو الإنسانية أو… إلخ، ورغم إنني لم أكن موجودا بينهم فقد أرادوا أن ألعب دور الأخ الكبير لهيئة الجائزة المؤلفة من سبعة أشخاص. فقبلت ذلك تقديرا للعم أوصمان وتقديرا للهيئة الموقرة. ثم قررت الهيئة أن تمنح أول جائزة إلى المفكر التركي الشهير الدكتور إسماعيل بشيكجي الذي ناضل ما يقرب من ثلاثين سنة بقلمه وفكره في سبيل حقوق الشعب الكوردي ضد النظام التركي العسكري الشوفيني المعادي للشعب الكوردي وأبلى فيه بلاء حسنا قضى بسبب ذلك أكثر من عشرين سنة من عمره الشريف في السجون والمعتقلات وهو لا يزال على الدرب دون كلل أو ملل، أطال الله بقاءه.

وفي ذكريات جواد ملا مع عثمان صبري وهو الذي يحمل صفات عثمان صبري، صفحات من التاريخ السياسي للشعب الكوردي تستحق التأمل والتمحيص وفيها عبرة لمن اعتبر.

جمال نبز

برلين1/8/2000

 

  1. في 20-10-1996 كتبت مقدمة لكتاب الدكتور جمال نبز “مقابلات هامة”:

بالرغم من مرور أكثر من سنتين على المقابلة التي أجرتها جريدة “كوردنامه” مع رفيق النضال المفكر الكوردي الكبير الدكتور جمال نبز فإن كلماتها لا تزال قوية في معانيها ومدلولاتها وذات تأثير عميق في كل المهتمين بقضية الشعب الكوردي، لأن الاستاذ جمال قد وضع بإجاباته النقاط على الحروف لمعظم المعضلات التي يواجهها الشعب الكوردي والتي يواجهها منذ زمن بعيد ولربما سيظل يعاني من هذه المعضلات – على ما يبدو – ردحاً من الزمن، لأنه ليس هناك في الأفق علائم لأي تغيير يطرأ على الأوضاع الراهنة، لذا فإن إجابات الدكتور جمال ستبقى مطبوعة في أذهان وضمائر جميع الكورد الغيارى على مصلحة شعبهم حتى يأتي زمن الانقلاب الكلي لهذا الوضع المزري وتَتَفجّرُ كل ما في النفوس من رواسب الماضي العبودي وقيوده، إن هذه النبذة من الاستاذ نبز لم تكن هي الأولى ولا الأخيرة من ثمرات اجتهاداته ونضاله الذي يعتبر بحق مفخرة كوردية رائدة .

  1. في 1-7-2000 نشرت الطبعة الثانية من كتابي “كوردستان والكورد، وطن مقسم وأمة بلا دولة” باللغة العربية. وإستلمت من الدكتور جمال نبز مقدمة لكتابي “كوردستان والكورد” فأجبته بالكلمات التالية: سلمت يداك أستاذي وأخي الكبير على المقدمة التي كتبتها لكتابي فقد أثلجت صدري… وأرجو من الله أن أكون عند حسن ظنك كما كنت دائما.

 

كلمة حول هذا الكتاب وكاتبه بقلم الدكتور جمال نبز

موضوع هذا الكتاب هو الكورد ووطنهم كوردستان. فالكورد شعب قديم ذو ماضٍ لُجيّ بالفاعليات السياسية والعلمية والأدبية والفنية والعسكرية. إشترك في بناء دول وإمبراطوريات عديدة ونبغ من بينه فلاسفة ومفكرون بارزون وقادة عظام خدموا ويخدمون الشعوب المجاورة كالعرب والفرس والترك خدمة جلىّ.

سكن هذا الشعب ويسكن أرضا تُعد مهدا للحضارة البشرية. ووطنه كوردستان يزخر بالمياه والنفط والمعادن والخيرات الزراعية والثروات الحيوانية. إلا أن الحظ خان هذا الشعب والتاريخ غدر به فأصبح محروما؛ لا من دولته القومية فحسب، بل من أبسط الحقوق الإنسانية أيضا. لقد قسمه الأقوياء المحتالون وفقا لأطماعهم المادية الجشعة بين دول مصطنعة غير متحضرة، ذات حكام شرسين سفاكين للدماء، لا يعرفون للحقوق الإنسانية معنى ولا يقيمون للعدالة والإنصاف وزنا، فالكوردي يولد وهو يعتبر مجرما بسبب كونه كورديا. ذلك لأن قوانين المستبدين ونواميس الطغاة تقضي بأن لا يُسمح لإنسان أن يُخلقَ كورديا، فإن خُلق فالذنب يُولد معه.

ومؤلف هذا الكتاب، الأستاذ جواد ملا هو سياسي كوردي معروف، ولد لعائلة كوردية متعطشة للحرية والإنعتاق من الظلم، عائلة مثقفة من أهل الأدب والعلم، فتربى في أحضان تلك العائلة الكريمة ومارس نشاطه السياسي وهو في ربيع العمر فأصبح نزيل السجون والمعتقلات. وكان أول لقائي به في برلين عام 1969. فعرفت قدره وصادقته منذ ذلك الحين، فوجدته إنسانا يتميز بعدة صفات حميدة. فهو مخلص لما يؤمن به، يملك جسارة مدنية فائقة، لا يتملق ولا يحابي ولا يتذبذب ولا يتلون عندما تتحرك الألوان من حوله، يقول ويكتب ما يراه حقا وصوابا ولا يخشى فيه لومة لائم. وهو إلى ذلك يتحلى بالتواضع الجم والبحث المديد عن الحقيقة، وهذه الصفات قلما يجدها المرأ في شخصية سياسية معاصرة.

وجواد ملا هو أول من طرح فكرة إنشاء حكومة كوردستانية في المنفى ونادى بالعمل الثبور من أجل جمع وحشد كافة القوى الكوردستانية المبعثرة في الأحزاب والمنظمات المتعددة ولَمِّ الطاقات الكامنة في الشخصيات العلمية والأدبية والفنية المستقلة وكذلك التراث الفكري الأصيل للمدارس الكوردية الفلسفية والطوائف الدينية والمذهبية الكوردستانية المختلفة، وكلها تحت مظلة وطنية شاملة لا عن طريق صهرها وإذابتها في بوتقة واحدة وإنما عن طريق إيجاد مخرج مشترك لها، مع احتفاظ كل طرف منها بذاتيته وماهيته.

وكانت نتيجة تلك الجهود المشكورة ظهور المؤتمر الوطني الكوردستاني إلى الوجود عام 1985 والذي يسعى إلى تحقيق إستقلال كوردستان، ذلك الحق البديهي الذي لا يحتاج إلى عرض دليل أو إقامة برهان.

برلين في 1/7/2000

جمال نبز

 

  1. في 1-7-2002 طبعت كتاب “الفكر القومي الكوردي” باللغة الكوردية للبروفيسور جمال نبز على مطابع مؤسسة كوردنامه الطبعة الثانية بعد أن تمت الطبعة الأول على مطابع آزاد في السويد عام 1984.
  2. في 8-7-2002 كتبت والدكتور جمال نبز مقدمة لكتاب “التجديد والتحرير” للعزيز الشيخ عمر غريب فالكتاب صغير بحجمه ولكنه كبير جدا بمحتواه ومضمونه.
  3. في 11-9-2002 طبعت كتاب “الهوية وقضية القومية الكوردية” باللغة الكوردية للبروفيسور جمال نبز على مطابع مؤسسة كوردنامه.
  4. في 5-6-2003 كتبت مع الدكتور جمال نبز مقدمة كتاب “الكورد والايرنة” لمؤلفه العلامة سماحة الشيخ عمر غريب وقمت بطباعته… حيث يتضمن معلومات قيمة جدا وتفنيدا للادعاءات الإيرانية في أن الكورد ولغتهم ووطنهم وتاريخهم جزء منهم.
  5. في 1-7-2004 طبعت كتاب الدكتور جمال نبز “الكورد، تاريخهم وثقافتهم” The Kurds, History and Culture باللغة الإنگليزية على مطابع جمعية غرب كوردستان في لندن.
  6. في 24-6-2007 كتبت مقدمة كتاب المؤلفات الكاملة رقم 7 للدكتور جمال نبز وحسب طلبه في أن تكون المقدمة بالكوردية في بداية الكتاب وبالإنگليزية في نهاية الكتاب ولبيت طلبه وثقته بي مشكورا. الطبعة الأولى – هولير 2007. وفيما يلي رابط الكتاب كاملا:

https://www.knc.org.uk/wp-content/uploads/2017/04/M.-JN-Collected-7-Internet.pdf

 

كتب رفاق الفكر القومي الكوردي حول الدكتور جمال نبز وفيما يلي بعضهم:

قيس قرداغي

الفيلسوف بشير مشير.. والنيران الصديقة !

الحوار المتمدن-العدد: 3271 – 2011 / 2 / 8

المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات

الخياط صاحب المقص الذهبي والفيلسوف الذي نزلت عليه الفلسفة وحي من عالم المحسوسات، الراحل بشير مشير عاد إلى مسرح التحليل والتذكير بعد نصف قرن من الزمان، بشير مشير الذي كان يضم الوطن الكوردستاني بين جنباته ويعتبر محله الصغير في حيدرخانة بغداد مركزا للفكر القومي الكوردي أبان عقود من الزمن وكان يحلو له أن يسمي محله سفارة كوردستان في عاصمة الرشيد، هذا الاسم الجميل الذي كان يصنع البسمة في الشفاه الظامئة للفرح من دون تكليف وتصنع، أشغل أدباء الكورد وإحتل حيزا في أفكارهم ومجالسهم وكذلك في مؤلفاتهم وباتت كلماته البسيطة والبريئة الصادقة مضربا ومقاسا في المناسبات والمحافل المختلفة وبتنا نحن الذين عشقت آذاننا أسم المشير بشير دون أن تعانقه أعيننا نحسد معاصريه ومجايليه ومزامليه وتلامذته الذين يعدون الطبقة الأكثر شهرة في تأريخ الأدب والفكر والتراث الكوردي، ولكن رغم خفة دم الراحل الجميل لم ينج من حساده وهو في قبره الغريب، عجيب أمر البعض من الذين ينظرون إلى الأفق بمنظار داكن وينظرون إلى الأشياء فلا يجدون فيها سوى الغلاف، أحدهم نشر مقالا في جريدة كوردية محدودة الإنتشار أسمها چاودير تحت عنوان (البشيريزم فلسفة الأمية) فأنصب غضبا على مشير بشير وكل من يتناوله سواء في مقالاتهم أو في مجالسهم ويريدون أستنساخ روح المرحوم في حشاشة النشئ الجديد لتكون البشيريستية منهجا للحياة بعد أن شعروا أن الماديات أخذت تزحف على المحسوسات الفكرية الدافعة للفكر القومي الكوردي ويقف البروفيسور جمال نبز في مقدمتهم وقد لبت كوكبة من خيرة مثقفي اليوم نداء نبز وأخذوا يولون الراحل الاهتمام الذي يستحقه.

لا أعرف في أية مرتبة ثقافية وفي أي خانة من خانات البحث العلمي يعد نفسه كاتب المقال المذكور في العدد 242 من الجريدة المشار إليها عندما يلوح بسوط إتهاماته يمينا وشمالا، لعله قرأ بضعة ترجمات ركيكة لكتيبات ماركسية صادرة من دار التقدم في موسكو حتى يعتبر نفسه وقد بلغ درجة الكمال وهذا ما كان سائدا في الاوساط الكوردية حتى أصبح ( موديلا ) يقتفي الشاب منهم حذو من يكبره سنا ما خلف جمودا فكريا وأصبح مخيلة جيلين من الشباب موصودة الأبواب والنوافذ إلا من فتحة أحادية تستقبل مصطلحات ماركسية من دون التعمق في المفاهيم التي تحتويها .

والكاتب ينتمي إلى تلك الطائفة التي كانت تهمها أن تعرف أسم المرحومة المغفور لها والدة كارل ماركس ولا تهمها دراسة واقع الفكر والتراث القومي الكوردي وتعتبرها ضربا من التخلف والرجعية .

يقول الكاتب في ديباجة مقاله إذا كان بشير فيلسوفا للكورد فيحق عليه أن يتحمل وزر التخلف والمأساة، ونحن لا نستغرب من أمثال هؤلاء أن يطلقوا مثل هذه الإحكام ما دمنا نعرف مصدر ثقافتهم المحدودة جدا، ولو تعنى الافندي الكاتب البحث عن أمثال المرحوم بشير مشير في تراث الامم والشعوب لوجد المئات من الأمثلة ولكن الامر يعود له إذا كان راغبا في إبقاء مخيلته ناصعة إلا من ما عبأ من أفكار ميته.

كل ما كان المرحوم يقوله أصبح مدونا في الذاكرة وحتى الاجيال القادمة أيضا ترددها رغم بلاهة الذين يفتحون فاهم متعجبين من مثل هذه المظاهر التطبيقية، فلم يقل المرحوم جملة واحدة طيلة حياته لأضحاك الآخرين ولكن فرط الاخلاص لأمته وثقافة أمته وشعره وتأريخه باتت قضاياه تمنح السعادة وليس الضحك ما يجعله ساكنا في القلوب حتى وأن نطق كلاما ضد أحدهم فتجده ينجذب إليه أكثر بدلا من التنافر منه، فقد كان لسانه خير شاهد على ما في قلبه ومثل هؤلاء بالطبع يكونون محبوبين لدى الناس والا لماذا تجد الوزير العراقي الصارم جدا سعيد قزاز يتقبل منه العصبية المفرطة والتجاوز الواضح عليه في شارع الحيدرخانه في قلب بغداد برحابة صدر في الوقت الذي كان الجميع يهابون جدية قزاز وقسوته وهو يزاول عمله وزيرا لداخلية العراق .

من خلال قرآءة المقال بشئ من السرعة في زمن أصبحت الثواني والدقائق فيه ذات قيمة ولا يجب هدرها لقرآءة مثل هذه المقالات ولكن صديق عزيز ألمح لي بقراءته ولا مهرب من رد طلب الأعزاء، تبين لي أن المستهدف الرئيسي ليس المرحوم بشير مشير بقدر ما يريد التطاول على مجموعة من خيرة مفكري الكورد وعلى رأسهم جمال نبز، والاخير له من المحبين والمريدين والتلامذة ما يفوق عدد أعضاء حزب كاتب المقال وهو يمسك بزمام الحكم وهذا ما يثير غريزته على ما يبدو ما جعله يستخدم الغمز واللمز وسيلة للوصول إلى الهدف فبدأ يستبسط الفكرة وحتى بلغ به سيل الكلام به زبا التطاول على أحد أهم كتب التراث الكوردي ألفه العلامة علاء الدين سجادي تحت أسم ( رشته ى مروارى = عقد اللؤلؤء ) بثمانية أجزاء وعده كتاب من كتب ( النكتة ) ولا زلنا غير مستغربين الامر ما دمنا قد تعرفنا على الحصان والحنطور في آن واحد !!

نحن لا نود هنا أن نلقن الكاتب درسا في البشيرستية لاننا مهما بسطنا له الامر فيعيد الكرة في تعقيدها ويذهب تصوره إلى أسماء فلاسفة الكون عندما يجدنا نكرر لقب الفيلسوف على الراحل الكبير باحثا عن أوجه المقارنة بين أستاذنا البشير والفلاسفة المشهورين في التاريخ كمن يبحث عن الحب في الروث، فقد فاته ان بشيرا ومن دون أن يمتلك (فضائيات ومنمنمات اعلامية) سوف يبقى مشهورا وتفوق شهرته معلمه الذي لا يختلف كثيرا عنه، ربما لا يعرف البعض أن أكثر مشاهير الكون لم يكونوا من حملة الشهادات والدرجات العلمية الرفيعة والكثير منهم أمتلكوا التواضع والبساطة والالتصاق ببني جلدتهم وتلك الخصال أصبحت وسيلتهم إلى عالم الشهرة، نصيحتنا للأخ أن لا يتسلق هامة مفكر عظيم كجمال نبز الذي أرسى دعائم الفكر القومي يوم كان الشارع الكوردي مصبوغا بالاحمر ولم نراه يوما يتراجع عن مبدأه حتى وجدنا مئات الالوف تلتف حول فكره الذي يتكلل يوما إلى ولادة الدولة الكوردية المستقلة، تلك الدولة التي يتحدث عنها الجميع عربا وعجما وأمثالك لا زلت آمنا بوحدة أراضي بلد نحته الإستعمار البريطاني البغيض.
وصدق من قال من لا ينتهج خطى الاستاذ بشير فليمتلئ ( ديماغه ) مطالا .

د. جمال نبز وبشير مشير.

 

في 8-8-2016 أجرى العزيز مصطفى خليل مدير راديو إف أم 2000 في استراليا مقابلة مع العزيز البروفيسور جمال نبز:

والحقيقة هي إن الكورد إذا ارادوا النضال من أجل إستقلال كوردستان عليهم تنفيذ ما قاله عظماء شعبنا الكوردي.

كان العم أوصمان صبري رحمه الله الذي كان يقول لي: ان الوطني ليثبت وطنيته عليه تقديم التضحية التي هي ميزان الوطنية الوحيد.

كما ان شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي رحمه الله قال كلمته الشهيرة: انما الحقوق تؤخذ بالقوة.

ويقول المفكر القومي الكوردي جمال نبز : إن حرية الشعوب لا تتحقق إلا بالإستقلال بدولة قومية.

وفيما يلي رابط مقابلة العزيز مصطفى خليل مدير راديو إف أم 2000 مع البروفيسور جمال نبز:

https://www.youtube.com/watch?v=MHrlzDKmyE8

 

كتب العزيز يوسف نصرو في 1-11-2023

لقد سررت جدا من طلب الدكتور جواد ملا في أن أكتب تقديما لكتابه: “سيرتي الذاتية وكفاحي من أجل إستقلال كوردستان” لأن الدكتور جواد يحمل نفس أفكار كاژيك ورفيقا مقربا جدا من رفيقي وصديقي الدكتور جمال نبز الذي ناضلت معه من أجل رفع راية الفكر القومي الكوردي وإستقلال كوردستان لحزب “كاژيك” الذي انتسبت إليه منذ نهاية ستينيات القرن الماضي.

كان الدكتور جمال نبز يزودني بكراسات ونشرات حزب كاژيك لكي أقوم بتوزيعهم على الكورد في ألمانيا من أجل نشر الفكر القومي الكوردي ومناقشتهم أيضا حول فكر كاژيك الذي يعتبر أول تنظيم كوردي وضع الحركة التحررية الكوردية في قالب فكري وفلسفي حيث كنت ولا أزال معجبا بشعارات كاژيك التي تقول: “كوردستان للكورد والمساواة للشعب” والتي كانت صورة واضحة لنضالنا بشقيه القومي والإجتماعي. وفي سبيل نشر الفكر القومي الكوردي خضت صراعا عنيفا مع المنظمات والأحزاب الكوردية البعيدة كل البعد عن مسألة إستقلال كوردستان وإقامة الدولة الكوردية.

ولذلك يسعدني ويشرفني جدا أن أكتب هذا التقديم لكتاب الدكتور جواد وكفاحه من أجل إستقلال كوردستان الذي أعتبره جزءا لا يتجزأ من كفاحي في حزب كاژيك ونضالي مع الدكتور جمال نبز من أجل إعلاء راية الفكر القومي الكوردي وتحقيق إقامة الدولة الكوردية الكاژيكية… لأن إستقلال كوردستان وإقامة الدولة الكوردية هو الطريق السليم الذي يؤدي إلى الأمن والامان لشعب كوردستان وكذلك لجميع شعوب الشرق الأوسط حيث إقامة الدولة الكوردية سيؤدي إلى نهاية الصراع والإقتتال على الحدود السياسية التي أوجدها الإستعمار في المنطقة التي كانت فخا إستعماريا بإمتياز ولمجرد القضاء على مؤامرات سايكس بيكو ومعاهدة لوزان الإستعمارية تكون بداية للسلام والمحبة والازدهار لجميع الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الكوردي.

 

إلا أن القدر لم يمنح الشعب الكوردي وقتا إضافيا ليستفيد من فيلسوف القومية الكوردية جمال نبز:

 

في 8-12-2018 في الساعة التاسعة صباحا توفي رفيق النضال وأستاذي المفكر الكوردي الكبير البروفيسور جمال نبز.

جمال نبز هو إبن حاجي توفيق والدته فاطمة خان وإخوته: كمال وهيبت وكولچين ونافعة وكافێ ونعمت وله أخ اسمه ميرزا من أم أخرى

إن نضال جمال نبز الادبي والعلمي والثقافي والفكري من أجل حرية الكورد وإستقلال كوردستان من الضخامة ليس في كميته فحسب بل في نوعيته السامية وزخمه وقوته حيث لا يمكن أن يتكرر.

إن جمال نبز كان زلزالا تحت اقدام أعداء الكورد وكوردستان وكان فكره يرعبهم لأنه وضع القضية الكوردية في قالب فلسفي آيديولوجي منذ أن أسس تنظيم كاژيك في 14-4-1959 مع رفاقه العظماء السبعة.

كما ان وفاته يعتبر زلزالا رهيبا للحركة التحررية الكوردية على فقدانه حيث لا يمكن تعويض هذه الخسارة على الاطلاق لأن ما جاء به جمال نبز لم يأتي من قبل ولن يأتي مثيلا له من بعد ابدا.

وكان دائما يكرر مقولته الشهيرة ان “الحرية أهم من الإستقلال” مع انه كان يضع إستقلال كوردستان وإقامة الدولة الكوردية في المقام الأول إلا إنه كان يؤكد ان لا إستقلال بدون ايجاد الإنسان الكوردي الحر. فالاحرار فقط هم الذين يحققون الإستقلال.

وبوفاة رفيقي المفكر القومي الكوردي د. جمال نبز

اتصل معي الكثير من جماهير الشعب الكوردي يعزون بوفاة البروفيسور جمال نبز. وكان أحدهم حينما اتصل معي قال لي أريد أن أتحدث معك من أجل أن أبكي لأني أعرفك تريد من يساعدك على البكاء على حال شعبنا وفقدان اعزائنا وفي مقدمتهم العزيز جمال.

لأني أعرفك صلبا لا تعرف البكاء ولا الهزيمة.

إني أعرفك انك لا تفكر بملذات الحياة طالما الشعب الكوردي ممزق ومهدد وبلا كرامة.

إني أعرفك تريد كوردستانا مستقلا.

إني أعرفك شامخا كشموخ الحضارات الكوردية الميدية والهورية والميتانية والسومرية.

قلت له شكرا لمعرفتك بي ولذلك يا أخي لن يجدي معي البكاء ابدا.

وقررت مع الرفاق تأسيس جمعية ثقافية بإسم جمعية جمال نبز : تتكون من لجنة من الشباب لتنفيذ المهام ولجنة من المستشارين من أصدقاء جمال ومن الذين كان جمال يثق بهم.

أهداف الجمعية:

  • إعادة طباعة كتب د. جمال نبز بالسوراني والكورمانجي والإنگليزي
  • كتابة مؤلف جديد ليختصر فيه أفكار وأعمال جمال نبز
  • تكليف مخرجا سينمائيا من أجل إصدار فيلم عن حياة جمال نبز

رحمة الله على جمال وأسكنه فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

لقد كنت على إتصال مع جمال نبز بشكل مستمر تلفونيا وبالفاكس وعلى الأنترنيت ليس من أجل السلام والتحيات بل كان إتصالي معه للتباحث في الأمور النضالية اليومية ومن أجل تحقيق حرية الكورد وإستقلال كوردستان.

فمنذ أن عرفت جمال نبز في العام 1969 وحتى وفاته تبادلنا ما يزيد على 400 رسالة وآلاف الأحاديث التلفونية التي كان يستمر بعضها لبضعة ساعات. وفيما يلي آخر رسالة فيما بيني وبينه على الخاص على الفيسبوك بتاريخ 12-11-2018 أي قبل وفاته ببضعة أسأبيع حيث كتب لي ما يلي: عزيزي جواد الورد شكرا جزيلا لك وأنا بدوري أتمنى لك الصحة والتوفيق في كافة أعمالك ومساعيك مع طول البقاء:

في 8-12-2018 نشرت روداو برقية رئيس إقليم كوردستان العزيز نيچيرڤان البارزاني: سيبقى الدكتور جمال نَبَز حياً بما تركه من نتاجات:

وجَّه رئيس إقليم كوردستان، نيچيرڤان البارزاني، برقية مواساة برحيل الكاتب والمفكر الكوردي، الدكتور جمال نَبَز، قدم من خلالها تعازيه لعائلته وأصدقائه ورفاقه، وأكد فيها أن “الأستاذ جمال نَبَز سيبقى حياً بما تركه من نتاجات”.

وجاء نص برقية المواساة كما يلي:

إلى عائلة المرحوم الأستاذ الدكتور جمال نَبَز. تلقينا اليوم، بحزن وأسى نبأ رحيل مفكر أمتنا العالم والكاتب المعروف الأستاذ الدكتور جمال نَبَز. بهذه المناسبة الحزينة، نعزيكم ونعزي جميع أقارب وأصدقاء ورفاق الأستاذ جمال نَبَز، داعين الله تعالى أن يلهم الجميع الصبر والسلوان. معلنين أن حكومة إقليم كوردستان مستعدة لتقديم كل التسهيلات والمساعدة لإجراء مراسم الدفن.

كان الأستاذ جمال نبز عالماً كبيراً من علماء شعبنا، وكان له الدور البارز والمشهود في الحركة الفكرية والسياسية الكوردية وفي التعريف بثورة كوردستان ودعمها، وتعريف ودعم المطالب المشروعة لشعبه في المنفى وفي المراكز الثقافية في أوروپا، وفي نشر الفكر والوعي القوميين.

إن كتبه ونتاجاته الغزيرة في المجالات الفكرية والثقافية واللغوية، تجعل ذكرى واسم الأستاذ الدكتور جمال نبز خالدين أبدا، طابت ذكراه.

يذكر أن الكاتب والمفكر الكوردي الأستاذ الدكتور جمال نَبَز، توفي اليوم السبت، 8 كانون الأول 2018، في العاصمة الألمانية برلين، عن عمر يناهز 85 عاماً متأثراً بحادث.

بوفاة المفكر الكوردي الكبير جمال نبز كتبت العديد من الهيئات الكوردية الرسمية والشعبية حول الكنز القومي الكوردي الذي تركه جمال نبز لتستفيد منه الامة الكوردية كما كتب المئات من الشعراء والادباء الكورد حول الدكتور جمال نبز، وفيما يلي بعضهم:

 

  1. مقالة العزيز دلاور زنكي:

Xwedê wî bi dilovaniya xwe şad bike û bila serê gelê kurd sax be.

Dilawerê Zengî

البروفيسور جمال نبز – أعماله وحياته

جمال نبز “الكوردي جمال نبز” المعروف الذي ذاعت شهرته عالماً لغوياً ولد عام 1933م في اليوم الأول من شهر ديسمبر-كانون الأول- في مدينة السليمانية في كوردستان الجنوبية.

إلى جانب دراسته في المدارس الحكومية الرسمية كان قد وجد فرصة لدراسة التشريع الإسلامي (علم الشريعة) والفلسفة، والعلوم الدينية “اللاهوت”. ودرس الفيزياء والرياضيات في كلية العلوم- لإعداد المدرسين في جامعة بغداد- في غضون منتصف عام 1950م. درّس جمال نبز منذ شهر أكتوبر-تشرين الأول- عام 1955م حتى عام 1961م مادتي الفيزياء والرياضيات في المدارس الثانوية. علّم ثلاث سنوات في كوردستان العراقية “في كركوك” و “هولير-أربيل” وكذلك ثلاث سنوات في مدينتي “البصرة” و “بغداد”. وفي صيف عام 1956م سافر جمال نبز إلى سوريا ولبنان حيث التقى ببعض المفكرين والشعراء والأدباء والكتاب الكورد، وبجهودهم المتضافرة عملوا وأصدروا أعمالاً باللهجة الكوردية “الكرمانجية”. وفي صيف عام 1957م زار كوردستان الإيرانية، وزار مدينة طهران. في “كرمنشاه” واجتمع بكتاب آخرين بينهم الكاتب الكوردي فاتح-عالي حيدري وفي “سنه” “سننداج” اجتمع بالأديب والكاتب الكوردي الشهير آية الله “محمد مردوخي-كوردستاني” (1885م-1975) وتعاهدا على خدمة اللغة الكوردية وآدابها.

في عام 1962م هاجر إلى أوروپا لاستكمال ومتابعة دراساته وبحوثه في علم أصول التعليم والتدريس، والإسلامية والإيرانية، واتصل وارتبط بجامعات “ميونيخ” و “ورزبيرغ” في أعوام 1963م-1966م وبجامعة “هامبورغ” في أعوام 1967م-1970م. وكذلك درس علوم السياسة والصحافة والقانون “الحقوق” في جامعة برلين “الحرة” في عام 1970م حتى عام 1979م.

في عام 1965م وهو ما يزال طالباً في جامعة “ميونخ” ساهم في تأسيس “الإتحاد القومي للطلاب الكورد” في أوروپا (NUKSE) مع زميليه الطالبين الصديقين: بروسك إبراهيم ولطيف علي. وفي عام 1985م شارك بعض المهاجرين من كوردستان من أكاديميين وأدباء وعلماء وفنانين في ترسيخ قواعد لأكاديمية للعلوم والفنون في السويد “ستوكهولم”.

في السبعينيات، في مستهل عام 1980م تولى جمال نبز المهام والوظائف التالية:

1ً- محاضراً عام 1971م-1972م في جامعة برلين الحرة، كلية: علم الأجناس والأعراف الإنسانية.

2ً- وفي أعوام 1971م-1978م محاضراً في اللغات الإيرانية في جامعة برلين الحرة قسم اللغات الإيرانية.

3ً- وفي أعوام 1971م-1976م وظيفة علمية في حقل “الاستشراق” في “المؤسسة الألمانية للبحوث”.

4ً- وفي أعوام 1978م-1982م وظيفة “أستاذ مساعد” في تدريس اللغات الفارسية والإيرانية وسواها.

5ً-وفي أعوام 1978م-1983م وظيفة مفتش ومراقب للمترجمين من اللغة الفارسية في معهد برلين (Staatliches Institut für Dolmetscher und Übersetzer)، ومراقباً ومدققاً للمترجمين من اللغة الكوردية في برلين “مؤسسة بافاريا للعلوم والثقافة والأدب.

 

الأعمال:

كتب جمال نبز عدة مقالات نشرها في الصحف العربية في بغداد تهتم بالشؤون السياسية والإجتماعية والحقوق الإنسانية للكورد.

نشرت إحدى هذه المقالات في صحيفة “صوت الأهالي” في ربيع عام 1954م نقد فيها التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي السابق جلال بيار في أثناء إقامته في الولايات المتحدة الأ‌مريكية في المقابلة الصحفية التي أجريت معه. وكان جلال بيار قد أنكر في تصريحه أن يكون أي وجود في تركيا لسوى الشعب التركي. وفي خلال العامين اللذين أمضاهما في التعليم في مدارس “كركوك” ابتدع أساساً لأول كتاب في الفيزياء والرياضيات باللغة الكوردية. وفي عام 1956م أعد مخطوطاً في الجبر، وفي عام 1960م أفلح في إصدار أول كتاب في الفيزياء باللغة الكوردية تحت عنوان “مقدمة في الميكانيك وخواص المادة” يتضمن جدولاً أيضاحياً لمفردات اللغة الكوردية في الفيزياء والرياضيات. وفي غضون إقامته في دمشق نجح في تدوين “كرّاسة” باللغة العربية عن حركة التحرر الكوردية وأهدافها في عام 1957م. وفي العام نفسه أصدر كتاباً آخر بعنوان “الكوردية في الخط اللاتيني” في بغداد. وكان قد نشر عدة كتب عن اللغة الكوردية، وترجم كذلك بعض الأعمال الأدبية ونقلها إلى اللغة الكوردية من هذه الأعمال: أعمال شكسبير وغوغول.

جدول بالكتب التي ألفها:

1-ترجمة كتاب: “The Tempest”-العاصفة، للشاعر شكسبير إلى اللغة الكوردية في بغداد عام 1955م.

2-رواية “Lalo Kerîm”- العم كريم رواية كتبها باللغة الكوردية حول ظلم الاقطاع في كوردستان، نشرت عام 1956م في “هولير-اربيل” أعيد طبعها في ستوكهولم عام 1986م.

3-كتاب “Xwêndewarî be Zimanî Kurdî”-التعليم الابتدائي للغة الكوردية، باللغة الكوردية في المسائل المدرسية والتعليم وسبل حلها. طبع أول مرة في بغداد عام 1957م. وأعيد طبعه عام 1987م.

4-كتاب “Nusînî Kurdî be Latînî” كتاب اللغة الكوردية بالأبجدية اللاتينية من مطبوعات “مطبعة المعارف” في بغداد عام 1957م.

5-كتاب “Wergêran Hunere” –الترجمة فن، نشر في السليمانية عام 1958م من اصدار مطبعة زين-Jîn .

6-رواية “Palto” –”المعطف” للكاتب السوفياتي نيكولاي غوغول، ترجمة عن العربية والإنگليزية، صدرت في بغداد عام 1958م.

7-كتاب “Seretay Mîkanîk û Xomalekanî Made”- مقدمة في الميكانيك وخصائص المادة. بغداد 1960م.

8-كتاب “Kurdische Schriftsprache. Eine chrestomathie moderner Texte, Hamburg, Buske Verlag,1969.”  اللغة الكوردية المدونة. مجموعة نصوص حديثة، من اصدار هامبورغ : “Buske”،1969م.

9-كتاب “Sprichwörter und Redensarten aus Kurdistan,” أمثلة وأقوال من كوردستان. من منشورات الإتحاد القومي للطلبة الكورد في أوروپا. صدر عام 1970م، في ميونيخ.

10-كتاب “Der Kurdische Fürst Mir-i Kora (Rawandizi) im Spiegel der Morgenländischen und Abendländischen Quellen,”  الأمير الكوردي الرواندزي. كتابات في التاريخ الكوردي-هامبورغ عام 1970م، نقلها إلى العربية: فخري سالاشور. إصدار أكاديمية العلم والفن في ستوكهولم عام 1972م. ثم صدر في هولير-اربيل عام 1994م.

11-“Kurdische Märchen und Volkserzählungen,” قصص كوردية عن الحوريات وقصص شعبية “فولكلورية”. اصدار الإتحاد القومي للطلبة الكورد في أوروپا، عام 1972م.

12-كتاب “Zimanî Yekgirtûy Kurdî” السعي إلى لغة كوردية موحدة. اصدار إتحاد الطلبة الكورد في أوروپا عام 1976م في ألمانيا. أعيد طبعه في مهاباد عام 1979م. أصدرته دار سيديان للنشر والطباعة.

13- كتاب “Hendêk le Kêşe Binretêkanî Qutabxaney Kurdî Sosyalîzm”  بحوث في جوهرية عن مدرسة المجتمع الكوردي. صدر في ستوكهولم عام 1984م، ثم أعيد طبعه في هولير عام 2001م.

14- كتاب “Govarî Komonistawey ‘Yekêtîy Têkoşîn’ (1944-1945) û Îdyolojîy Xurdeborjuway Marksistî Kurd,” الصحافة الكوردية الشوعية “الوحدة النضالية”، في عام 1944-1945م والآيديولوجية الماركسية للبرجوازية الكوردية الصغيرة. إصدار الأكاديمية الكوردية للعلم والفن في ستوكهولم عام 1988م.

15- كتاب “Rojanî Awareyîm le Swêsre,” منفاي في سويسرا. يتحدث فيه الكاتب عن أيام إقامته في “جنيف” عام 1962م، صدر في السليمانية عام 1999م. نشرته مؤسسة كلاويژ للفكر والأدب.

 

  1. Abuzer Bali Han

ترجمة مقالة أبوذر بالي خان التي كتبها باللغة التركية:

 

فكر البشيرية الكوردية وجمال نبز

البشيرية والبروفيسور الدكتور جمال نبز هو أحد الوجوه الكوردية التي يعرفها شعب شمال كوردستان قليلاً. كل من هذه الأسماء معروفة ومحترمة بين الأسماء الوطنية الكوردية في جنوب كوردستان. بعد الحرب العالمية الأولى، إنفصل العراق عن العثمانيين وحصل على الإستقلال، في حين بدأ الكورد في البحث عن طرق ليصبحوا مستقلين.

عندما تم تأسيس الدولة العراقية، أعلن الشيخ محمود برزنجي (1878 – 1956)، حاكم السليمانية في ذلك الوقت، أنه ملك كوردستان. هذه المملكة في التاريخ هي مملكة كانت ذات حياة قصيرة. الطائرات المقاتلة البريطانية التي تدعم الجيوش العربية تهزم الكورد بالغاز السام والقنابل التي استخدموها لأول مرة في التاريخ. أُلقي القبض على الملك المهزوم الشيخ محمود برزنجي وأرسل إلى مدينة بومباي الهندية في المنفى. أخبرني ماموستا جمال نبز: قبل سفري إلى أوروپا، زرت الشيخ محمود برزنجي في منزل قريته. كان لديه حياة متواضعة. كانت حياته لا علاقة لها بالمملكة. لا يزال منزله يستخدم كمتحف عنه إلى اليوم “.

في الخمسينيات من القرن الماضي، وبينما كان جمال نبز يدرس في بغداد، كان هناك الكثير من الكورد الذين أصبحوا معروفين فيما بعد بين هؤلاء الطلاب الجامعيين. من بينهم مام جلال طالباني، د. كمال فؤاد، د. إحسان فؤاد، د. عز الدين مصطفي رسول والمفكر والناقد الكوردي العظيم ماموستا مسعود محمد التي كانت شخصيات عظيمة ومعروفة في كوردستان، وكانوا من الطلاب في بغداد في ذلك الوقت. كما هو الحال في تركيا اليوم، ومنعت أيضا المنظمات والأحزاب الكوردية. والكورد الذين تم القبض عليهم سياسياً عوقبوا بعقوبات كبيرة وعذبوا وتم تدمير معظمهما.

الدكتور د. جمال نبز ود. كمال فؤاد عاشا في برلين لسنوات عديدة. كانت هذه علاقتي الودية مع كل من العلماء والسياسيين. في بعض الأحيان عندما كنا نلتقي، اعتدت الانضمام إلى محادثتهم. بينما هم أصدقاء شباب، فإنهم يخبرون بعضهم البعض بذكريات الشباب، وعندما يحين الوقت لشخص “بشير مشير” الذي لم أسمع به من قبل، فإنه يحتفي به بابتسامة معينة ويبدأ في قوله بقوله “سيد،، ثم تتكرر عدد المرات التي يبتسم فيها.

الدكتور كمال فؤاد كان ممثلا لـ Yekiti Nishtimani (PUK) والقيادة المركزية للحزب. وكان الدكتور جمال نبز أيضا قائدًا للآيديولوجية الإشتراكية لكاژيك (كوملەی ئازادي وژيانەوەي ويەكيتي كورد) و الإتحاد القومي للطلاب الكورد في أوروپا NUKSE بالإضافة إليها أقدم جمعية طلابية كوردية KSSE جمعية الطلاب الكورد في أوروپا

تلقى ماموستا جمال نبز تعليمه الديني بشكل شخصي من والده وأصدقائه المقربين من علماء الدين الإسلامي في سن مبكرة. بحفظه للقرآن، في البيئة الأسرية لفت الإنتباه بما فعله كطفل ذكي للغاية وأنهى جميع المدارس في المرتبة الأولى. عندما دفن في مقبرة السليمانية، دفن ستين عاما من الحنين إلى الوطن وتم دفنه وفقا للقواعد الدينية الزرادشتية. احتضن نبز ودافع عن Mazdekism، آيديولوجية Mazdek، الذي كان قد دافع عن الإشتراكية لأول مرة في التاريخ. كان ينتقد في الكتابة معظم أحزاب كوردستان اليوم! على وجه الخصوص، كانت الأحزاب التي رأت تشكيل الوحدة الوطنية والمجمعات ذات الحجم كقادة لزعمائها بالغة الأهمية. كان هناك من أحبوه ولم يكن إنتهازيًا ابدا. لم يقترب من أجل مصلحته الشخصية. كان لديه شخصية استثنائية لم يقل أنه يعرفها ويؤمن بها.

إن آراء وانتقادات ماموستا نبز حول كوردستان الصحيحة لم تحظ بقبول كبير من قبل الأحزاب الرئيسية الأخرى. إن وجهات نظر جمال نبز، الذي سيلقي الضوء على وحدة وتشكيل كوردستان المستقلة، ربما تمهد الطريق لما يمكن أن يطلق عليه فيما بعد الفكر النبزم والذي سوف يستحضر اسمه! ولعل أول من يشرح ذلك هو أن جمال نبز سيُذكر دائمًا بإعتباره إشتراكيًا يخدم هذه الوحدة عندما يتم تشكيل الإتحاد الكوردستاني في المستقبل! سيصبح هذا الموضوع أكثر حداثة.

موضوع آخر سأذكره هنا يستند إلى وجهة نظر مشتركة ترمز إلى نصف قرن من الصداقة. جمال نبز وكمال فؤاد صديقان لبعضهما البعض في شبابهما. كان من بين موضوعاتهم حقبة “البشيرية” التي تشير إلى اسم بشير مشير. ما هي وجهة نظر „البشيرية برأيي التي كررها المفكرون الكورد المذكورين أعلاه؟ أود أن أتطرق بإيجاز إلى هذا الموضوع وأن أطلع الأشخاص الذين ليس لديهم علم بها.

مثل بشير مشير شخصية وطنية مع القليل من القراءة والكتابة، ومن حيث الفكر والتضحية، لم يكن أقل من أي كوردي مثقف. كما قال بشير مشير إن الآراء المختلفة. وفقًا لماموستا جمال نبز: النهج النقدي للمفكر الكوردي مسعود محمد، الذي كان في كثير من الأحيان صحيحًا، لم يكن صحيحًا بالنسبة لبشير مشير! ” وفقًا لمسعود محمد: „كان بشير مشير فقيرًا وفقيرًا. كان بعض الناس يذهبون إلى متجره ويجعلوه يشرب الشاي، ثم يمزح معه لتكوين أمواج! „

يرى ماموستا جمال نبز ما قاله المفكر الكوردي مسعود محمد لبشير مشير ويقول: “حقيقة هذه الرواية هي أن: معظم البشيريين أكدوا ما قلته. دعه يرسل لنا الشاي من أجل مصلحته! كما يقول. كان مهدي هو صاحب الكافتيريا المجاورة للأستاد. يوضح زوج الدولار الأ‌مريكي هذه المشكلة ويقول: “إذا أخبرت كل شخص يأتي إلى المتجر بشاي الخاص بي حتى المساء، فسوف آتي إلى المساء حتى لا يقابلهم! علاوة على ذلك، علي أن أدفع المال من القاعدة! ”

أوضح ماموستا جمال نبز هذه المسألة وتابع: “ما قاله المسيح محمد لم يكن صحيحًا. لأن لن يصنع الشاي لأي شخص. في الإجتماعات، اعتاد جمال نبز في الغالب على صنع الشاي. كانت هناك مشكلة أخرى وهي أنه لا يمكن لأحد العثور على القدرة على ممازحة الأستاد. ضحك أستاد على معظم ما قالوه. وفي يوم كنا وحدنا في المحل. أخبرني أستاد: نبز! أنت تعرف لماذا أبقيك بعيدًا عن الآخرين؟ أجبت لا! وتابع: “أنت رجل حكيم جوهرة حقيقية. أنت لست مثل الآخرين! سوف تخدم بلدك كثيرا! لدي امل كبير وقال: حافظ على طريقك واضحًا. “لقد كنت محرجًا في ذلك الوقت وأشاد بي. كان لي إجتماع مرة أخرى. لأول مرة، كانت هناك محاولة لفتح مركزا كورديا في بغداد. حتى ذلك الحين، لم تفتح أي جمعية كوردية في بغداد. كان لابد من تقديم التماس إلى المحافظة لفتحه. كالعنوان وشخص ما لتوقيع العريضة. كنتيجة للإجتماع، لم يتناول أي شخص هذه القضية بجرأة عندما حان الوقت لتناولها والتوقيع عليها. كان بشير مشير ينظر إلى زبائنه في المقدمة وكانت آذانه عالقة في المحادثات في الجزء الخلفي من المتجر! عاد إستاد وانضم إلينا عندما كان من المفترض أن يتم تفريق الإجتماع بالكامل. ما هو خلافك؟ قل لي أيضا! قلنا له أن الأمر كله يتعلق بمنحه توقيعًا وعنوانًا. لا أحد يقترب من ذلك فينا! لقد فكر أوستاد قليلاً ثم مع الحل القوي المعتاد: إذا كان الأمر متروكًا لهم فقط، فسوف أفعل ذلك! “عندما نسأل كيف يكون العنوان هو عنوان المحل لفترة وجيزة. عندما يتعلق الأمر بالتوقيع، قال: “بشير مشير، وسأوقعه على الفور، والموضوع الذي لا يمكنك الانتهاء منه انتهى! جميع الأشخاص الذين يقفون هناك يحدقون في أوستاد بشير مشير بمفاجأة. منذ ذلك الحين، أثبت بشير مشير مرة أخرى كورديته وشجاعته وتضحيته الذاتية بين الطلاب والمثقفين الكورد، أكثر من أي شخص آخر، لقد أصبح مرة أخرى بطلاً في نظر الجميع! تم وضع توقيع مشير. مع هذا المثال من الشجاعة والتضحية، وهي المرة الأولى التي يتم فيها افتتاح جمعية كوردية في بغداد. كان أوستاد فعالاً في هذا! ” كان ماموستا جمال نبز يخبرني بهذا الحادث، وكأنه كان يسترجع تلك الأيام بابتسامة مبتهجة وصادقة! ..

كان يكره التدخين والشرب. لم يرحب بالذين يشربونه! أخبرني أنني دخنت الكثير من السجائر قبل سنوات: “ماموستا أبوزر! كنت تدخن أيضا شرب الطلاب الآخرون أقل منك. كان علي أن ألقي الدروس على وجه السيجارة في ساحة المدرسة الخارجية في طقس جيد! ” ثم لماذا لم تحذرني عندما قلت أنه لن يرد؟ كان متواضعًا بما يكفي للوقوف أمام طفل يقترب منه بينما كان جالسًا في مكان ما! ..

وفقًا لماموستا جمال نبز: “قام الشاعران الكورديان الشهيران هژار وگوران أيضا بكتابة اسم” بشير مشير بيركوك “تحت العديد من القصائد وساهم في تجول وتمجيد أوستاد بين الناس. بهذا اللقب للشاعر، قام الناس بتمجيده أكثر وأبقى صامتًا بشأن هذا الموضوع وأتابع التطورات عن كثب! حتى هذه القصائد الجميلة التي عممت بين الناس شجعت بشير مشير على كتابة قصائد، وفي النهاية بدأ يرى نفسه شاعرا!”

الدكتور جمال نبيل ودود. إذا كان العلماء والسياسيون الجادون، مثل كمال فؤاد، يتحدثون عن حركة تدعى البشيرية، فإن مقالاتهم حول هذا الموضوع لها معنى خاص.

خوفًا من شجاعة أستاد بشير مشير، أخذه نظام البعث العربي الفاشي وأرسله إلى السجن مرة أخرى. بعد تعرضه للتعذيب لعدة أيام، قاموا بقتل أستاد بشير مشير في 30/7/1963. الأخبار عن إغتياله خلقت أجواء الحداد في كوردستان وسرعان ما انتشرت حولها. أستاد بشير مشير (1890-1963) معروف ويحتفل به كمصباح للشبان الوطنيين الكورد الذين درسوا في ذلك الوقت بشجاعتهم. إنه ينضم إلى رفاف شهداء كوردستان كشخص يرشد الشباب ويشجعهم، ويدعم الفقراء قدر إستطاعته.

واليوم، ما زالت البشيرية تحترق كمصباح بين أهل كوردستان الجنوبية كرمز للإيثار الكوردي والخوف. وكان من بين أولئك الذين كانوا رواد هذا الرأي عشاقه. د. إحسان فؤاد، د. كمال فؤاد، د. عز الدين مصطفى رسول والدكتور جمال نبز هو الأبرز. كان معظم البشيريين من الكورد الوطنيين الذين دفنوا اليوم. على الرغم من إلقاء الضوء على الأجيال الجديدة من خلال خدماتهم، إلا أننا نحتفل بذكراهم مرة أخرى بكل الاحترام!

2019/10/12

أبوذر بالي هان

-Lêkolîner-

 

  1. بوفاة د. جمال نبز كتب العزيز لطيف الحاج محمد أوزري باللغة الكوردية وفيما ما يلي الترجمة:

عسى الله أن يغفر له

لقد كان كرديا وطنيا طاهرا، له ماضي نظيف وجميل، لم يخون، كل ما أراده هو استقلال كوردستان

أراد الوحدة والحرية للكورد.

د. جمال نبز، نظم العديد من الندوات لخدمة شعبه، وكتب العديد من الكتب القيمة مع الأدلة الكاملة في معظم نواحي النضال الكوردي. ألف تحية لروحه الطاهرة

 

وكتبت جمعية الكورد الاردنيين الثقافية Jordanian Kurdish Cultural Society حول رحيل العلامة المفكر جمال نبز (1933-2018)م الذي توفاه الله في الساعة التاسعة من صباح 8-12-2018 ألف رحمة على روحه الطاهرة وأسكنه الله فسيح جناته ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

البرامج التلفزيونية بمناسبة وفاة جمال نبز:

لم يذكروا كاژيك بشكل كامل وصحيح وركزوا على علميته واهتمامه باللغة الكوردية

لم يذكروا انه كان من مؤسسي المؤتمر الوطني الكوردستاني وحضوره جميع مؤتمراته وندواته

ومعظم من تحدثوا في هذه البرامج لم يكونوا اعضاء في كاژيك. فمثلا كيف علم محمد أمين بنجويني بأن اعضاء كاژيك التنظيم السري بأنهم مجموعة صغيرة جدا!

 

فيما يلي بعض الأحداث الهامة التي شاهدتها إثر وفاة البروفيسور جمال نبز:

 

لقد كان البروفيسور جمال نبز قوميا كورديا من الطراز الأول… كتب عشرات الكتب وعقد مئات الندوات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية وجميعها كانت تدور حول الفكر القومي الكوردي وضرورة أن تكون للكورد دولة قومية.

 

كان البروفيسور جمال نبز حذرا في علاقاته مع الآخرين وفيما يلي بعض علاقاته مع الآخرين مقارنة بعلاقته معي:

 

  1. لم يسمح لأحد بزيارته – إلا ما ندر – في منزله ولكني كنت أزوره وأتناول الطعام في منزله الذي كان يعده لي، بينما كان يدعو الآخرين إلى المقاهي والمطاعم لتناول الطعام والشاي والقهوة حتى حينما زاره العزيز مسعود بارزاني في مدينة برلين دعاه لتناول الطعام في المطعم الصيني.
  2. صورتي كانت معلقة على جدران منزله لأنه كان يعتبرني أخا وإبنا له لتوافقنا وامتزاجنا الفكري والنضالي لحوالي نصف قرن من الزمان… وكذلك كان معلقا صور أخواته وبشير مشير فقط.

صورتي كانت دائما معلقة على جدران منزل د. جمال نبز

 

  1. حينما زرت كوردستان في العام 2009 مع زوجتي الغالية ليلى أرسل الدكتور جمال نبز إلى أخواته في مدينة السليمانية لإستقبالنا وأن نكون ضيوفا عندهن طيلة إقامتنا في السليمانية التي دامت لأكثر من أسبوع… وفي البداية قالتا إنكم ضيوفنا ولن نسمح لكما بزيارة أحد وكل من يريد أن يلتقي بكم فليتفضلوا إلى منزلنا الذي هو منزلكم كما قال لنا جمال… شكرتهن ولكن بعد مفاوضات عسيرة استطعت من إقناعهن في إني إذا رفضت دعوة الرفاق في السليمانية وهم كثيرون فإنهم سينزعجون منا وأخيرا قبلن في تلبية دعوة الرفاق ولكن ممنوع أن ننام خارج منزلهن على الإطلاق… بينما خلال عشرات السنين من إقامة الدكتور جمال في بلاد الغربة أرسل إلى أخواته العديد من الرفاق لهن ولكنه لم يطلب من أخواته أن يكون أي منهم ضيفا على أخواته على الإطلاق حتى هنالورا رفيقة الدكتور جمال الشخصية حينما ذهبت إلى السليمانية نزلت في إحدى فنادق السليمانية.
  2. في العديد من مواقف وندوات الدكتور جمال نبز ذكر إسمي ونضالي من أجل حرية الكورد وإستقلال كوردستان ودافع عني بكل شدة وصلابة بينما لم يذكر أحدا غيري وإن ذكرهم لم يكن بنفس الحماسة التي كان يذكرني فيها.
  3. في 27-11-1996 على أثر هجوم “يشار كايا” رئيس الپرلمان الكوردستاني في المنفى عليّ، استلمت رسالة من الدكتور جمال نبز يذكر فيها العديد من المواضيع وكان أهمهم على رفضه الإجتماع مع محمد أمين بنجويني من أجل الخلاف الحاصل بيني وبين يشار كايا لأن محمد أمين بنجويني كان الوسيط لإقناع الدكتور جمال نبز لكي يؤثر علي من أجل الإشتراك في الپرلمان الكوردستاني في المنفى ولأني كنت رافضا الإشتراك في پرلمانهم لأن “پكاكا” هو الآخر حزب كالأحزاب الكوردستانية الأخرى يعمل من أجل مصالحه الحزبية فقط ولكني قبلت تنفيذا لرغبة الدكتور جمال حيث أقنعني بوجهة نظره في أن لا يقولوا يوما ما في إننا كنا سلبيين تجاه الپرلمان الكوردستاني في المنفى… وقد قال الدكتور جمال نبز لمحمد أمين بنجويني في أن يقول لرئيسه يشار كايا ما يلي كما جاء في رسالة الدكتور جمال نبز بالحرف:

“ان معاداة جواد ومعاداة أفكاره ومعاداة المؤتمر الوطني الكوردستاني شئ لا يمكن أن أرضى به بأي حال من الأحوال وهو ليس موضع أي إتفاق أو مساومة. فجواد كما عرفته منذ ربع قرن لا يعمل في سبيل جيبه أو إسمه أو مصلحة عائلية أو حزبه أو عشيرته… إن إنسانا مثل جواد قد بلغ حدا من القدسية في نظري بحيث لا أقبل من أي شخص كائنا من كان أن يهاجم جواد…”

وفيما يلي نص الرسالة الكامل كما استلمتها بالفاكس من الدكتور جمال نبز وبخط يده:

  1. كتب الدكتور جمال نبز عدة مقدمات لكتبي مثل: كتاب “مذكراتي مع العم أوصمان صبري” وكتاب “كوردستان والكورد، وطن مقسم وأمة بلا دولة” وكتاب “سيرتي الذاتية كفاحي” الذي بين أيديكم.
  2. طلب مني الدكتور جمال نبز أن أكتب مقدمات لبعض كتبه كما كتبت مقدمة مشتركة لكتب عدد من المؤلفين الكورد مثل “الكورد والأيرنة” لسماحة الشيخ عمر غريب وغيره.
  3. كتبت مقدمات للعديد من كتب الدكتور جمال نبز القديمة التي أقوم بإعادة طباعتهم مثل: كتاب: “كفاح الكورد” وكتاب: “المستضعفون الكورد وإخوانهم المسلمون” وكتاب: “حول القضية الكوردية” وغيرهم.
  4. في 24-6-2007 طلب مني الدكتور جمال أن أكتب مقدمة للعديد من مؤلفاته مثل كتاب “تصريحات هامة للمفكر الكوردي جمال نبز” وكتاب “المؤلفات الكاملة” للدكتور جمال نبز باللغة الكوردية والإنگليزية ولم يطلب ذلك من غيري إلا ما ندر، وفيما يلي صورة غلاف الكتاب والمقدمة ورسالة شكر لي ولجمعية غرب كوردستان وشكر خاص حول النضال المشترك فيما بيننا من العزيز البروفيسور جمال نبز:

 

فيما يلي ترجمة المقدمة التي كتبتها لكتاب الدكتور جمال نبز باللغات الكوردية والإنكليزية:

 

تقديم

طلب مني استاذي ورفيق نضالي الدكتور جمال نبز أن أكتب مقدمة كتابه هذا مشكورا على هذه الالتفاتة والثقة المتبادلة.

هذا الكتاب هو جزء من سلسلة كتب أخرى، حيث يحوي على مقالات المفكر الكوردي الكبير الدكتور جمال نبز بعد ان تم تبويبها حسب تاريخ طباعتها في الصحافة الكوردية.

المؤلف: الدكتور جمال نبز قبل نصف قرن وضع الخطوط العريضة لفكر كاژيك المبارك، وهو من مواليد مدينة السليمانية في جنوب كوردستان، تلك المدينة الشهيرة بأسم مدينة الهجوم والتضحيات، ولم يخرج الدكتور جمال عن قاعدة أهل مدينته المناضلة ولكن هجومه وتضحياته بماله ووقته وعرقه التي صرفها من أجل التمسك بالفكر القومي الكوردي التحرري، شارحا ذلك بمئات الندوات التي اجراها في كافة المدن الأوروپية وبلسان كوردي سلس وعذب ومحبب لكل من سمع ندواته وحواراته، بالإضافة إلى قلمه الذي لا يتوقف عن ايصال الحقيقة للجماهير ومزودا الحقائق بنظرته العميقة للامور وتحليله الواقعي للأحداث، فحدث كل ما توقع حدوثه، وذلك لأن الدكتور جمال يحلل الامور تحليلا قوميا تحرريا وواضعا مصلحة الامة الكوردية فوق كل المصالح والإعتبارات الشخصية والعشائرية والحزبية والإقليمية.

ان مقالات هذا الكتاب فيها تصوير دقيق لأحداث كوردستان، كما ان الدكتور جمال لم يترك حدثا إلا وكتب عنه وعن خلفيته التاريخية والنتائج المتوقع مشاهدتها مستقبلا وما تتضمن من إيجابيات وسلبيات، ويربط بين الماضي والحاضر ليخرج بالنتائج مهما كانت جيدة أم سيئة، لأن الدكتور جمال في هذا الصدد لا يحابي أو يتملق لأحد.

ان مقالات الدكتور جمال ليست قصص الأحداث الواقعية فحسب بل انها بحق تاريخ الشعب الكوردي في حقبة زمنية كتابته للمقالات، وبذلك يكون الدكتور جمال نبز مؤرخ حيادي ومحلل منصف للأحداث، ولا يعني مؤرخ حيادي بأنه غير منحاز لوطنه وشعبه بل أعني أنه حيادي من الصراعات الكوردية الحزبية والعشائرية والإقليمية.

الى جانب اسم الدكتور جمال نبز هناك أسماء كثيرة في الحركة التحررية الكوردستانية ومعظمهم يملكون السلطة والقوات المسلحة ومليارات الدولارات… ولكني أعتبر الدكتور جمال نبز أقوى منهم ومن سلطاتهم وقواتهم العسكرية واغنى من ملياراتهم وذلك بموقفه الوطني التحرري الثابت على مدى أكثر من نصف قرن، فالموقف القومي الثابت بنظري هو القوة الحقيقية التي لا تفنى.

وأخيرا أرجو أن أكون قد وفيت هذا الرجل العصامي الوطني الحر حقه، وارجو من الله ان يمده بقوته وبالعمر المديد، وكل من يقرأ هذه المقالات في هذا الجزء أم في الأجزاء الأخرى يلاحظ مانوهت عنه في هذه المقدمة الموجزة.

والله ولي التوفيق

جواد ملا

رئيس المؤتمر الوطني الكوردستاني

 

لقد فشلت القيادات الكوردية الحزبية في إستمالة الدكتور جمال نبز خلال حياته تكالبت على إرثة القومي الكبير لحرفه عن مسيرته بعد وفاته… ففي 4-1-2019 أرسلتُ بواسطة الأنترنيت رسالة باللغة الكوردية إلى مراسم اربعينية الدكتور جمال نبز المنعقدة في مدينة السليمانية في 19-1-2019 التي استلمها أحد المتكالبين على إرث الدكتور جمال نبز من حركة التغيير المدعو دوين معروف الذي جعل من نفسه المسؤول عن تنظيم مراسم الاربعينية في السليمانية بواسطة بضعة كلمات منمقة لأخت الدكتور جمال نبز وخاصة أن أهالي السليمانية يحبون كلمات الاطراء ويعبدون من يتملقهم وهكذا وقعت أخت الدكتور جمال في فخ حركة التغيير التي لا تختلف بشئ عن الأحزاب الكوردية الأخرى في جنوب كوردستان في معاداتهم للفكر القومي الكوردي وبشكل خاص معاداة جمال نبز.

وفيما بعد استلمت كتيبا حول الكلمات التي تم إلقاؤها في الاربعينية فلم أجد كلمتي حتى لم يذكر دوين معروف كلمة واحدة في ان جواد ملا قد أرسل كلمة كما لم يحتوي الكتيب نضال جمال نبز في أنه وضع الأسس الفكرية والفلسفية للحركة القومية الكوردية التحررية وكان محتوى الكتيب كعنوانه في أن جمال نبز صاحب قلم قوي، صحيح أن جمال نبز صاحب قلم قوي شأنه شأن عشرات الالوف من الكتاب والصحفيين الكورد الذين يكتبون في مختلف الشؤون ولكن ليس هناك من وصل إلى مستوى الفكر القومي الكوردي لجمال نبز على الإطلاق (ما عدا قلة قليلة من رفاقه الذين أسسوا معه تنظيم كاژيك في العام 1959)، وفيما يلي بعض ملاحظاتي على هذا الكتيب التعيس والبعيد كل البعد عن حقيقة جمال نيز:

عنوان غلاف الكتيب يقول: جمال نبز صاحب قلم قوي

في الصفحة رقم 4 يذكر الكتيب نضال جمال نبز في العام 1957 ويقفز إلى العام 1962 ويتجاهل في أن جمال نيز أحد العظماء السبعة الذين أسسوا كاژيك في العام 1959

في الصفحة رقم 6 يذكر الكتيب نضال جمال نبز في إنه شارك في منظمات طلابية وأكاديمية فقط أما حينما ذكر كاژيك كان بشكل خجول بدون ذكر تاريخ تأسيس كاژيك في العام 1959 لكي يتوه القارئ من أجل أن لا يعلم أحدا في أن كاژيك تلك المنظمة الفريدة من نوعها التي وضعت الحركة التحررية الكوردية في قالب قومي كوردي فلسفي وآيديولوجي.

وكذلك وعن عمد لم يذكر الكتيب في أن جمال نبز كان أحد المؤسسين الأوائل للمؤتمر الوطني الكوردستاني في 14-4-1985 حيث أصر جمال على أن يكون تأسيس المؤتمر في نفس يوم الذكرى الـ 26 لميلاد كاژيك في 14-4-1959.

وعن عمد لم يذكر الكتيب في أن جمال نبز هو الذي اختار إسم حزب پاسوك ووضع أسسه الفكرية حينما زاره كل من الأعزاء فرهاد عبد القادر  والاستاذ شيرزاد فاتح المؤسسون الأوائل لحزب پاسوك في مدينة برلين في العام  1976 لإستشارته ونفذوا جميع اقتراحات جمال نبز.

وهذا يعني أن جماعة حركة التغيير قامت بتزوير تاريخ جمال نبز بالرغم من أنه قد توفي قبل أيام فماذا سيفعلون بعد سنوات؟.

في الصفحة رقم 15 يذكر الكتيب عن كتابات جمال نبز الأدبية واللغوية في العام 1957 ويقفز بعدها إلى العام 1960 ولكنه يتجاهل كتاب الكاژيكنامه الذي شاركه في كتابته رفاقه في كاژيك كل من الأساتذة كامل ژير وأحمد هردي في العام 1959.

 

وهذا مؤشرا ودليلا في ان التراث القومي لجمال نبز قد وقع في أيدي من هم أعداء للفكر القومي الكوردي الذين أكلوا وشربوا من المخابرات العراقية على حساب تقاريرهم المعادية للفكر القومي ولجمال نبز بالذات… واليوم يتابعوا أكلهم وشربهم على حساب وفاته أيضا.

وهناك التفاصيل الكاملة لجميع أعداء الفكر القومي الكوردي حيث أذكرهم في المجموعة الثانية من سيرتي وكفاحي من أجل إستقلال كوردستان.

 

إن وقوع نعمت خان شقيقة الدكتور جمال نبز في فخ حركة التغيير، كما وقعت صديقة الدكتور جمال نبز “هنالورا كوجلر” في فخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني أيضا الذي يوجهها بواسطة عناصره المزروعين حولها ولقنوها بالخطوات التي يجب أن تقوم بها للقضاء على التراث القومي للدكتور جمال نبز كما يلي:

  1. في اليوم التالي لوفاة الدكتور جمال نبز قلت لـ “هنالورا” إن عند جمال الكثير من الوثائق فلا تدعي أحدا من دخول بيته وترك البيت كما هو ليكون متحفا لجمال نبز وعن نضاله… وحينما تتحسن صحتي سآتي مع العزيز بروسكا إبراهيم من أجل جمع وتأمين الوثائق الهامة.

ولم يمض على حديثي معها بضعة أسابيع فتتصل بي وتقول بأنها نقلت وثائق جمال إلى منزلها وباعت مفروشات بيت جمال وقامت بتأجير منزل جمال. فقلت لها لماذا لا تسمعي الكلام فنقل الوثائق يعني أن هناك من ساعدك ولا تعرفي هل وصلت الوثائق إلى منزلك كاملة أم لا؟ كما إن بقاء الاثاث ومنزل جمال كما هو يكون أفضل مكان ليكون متحفا لجمال نبز.

  1. بعد وفاة الدكتور جمال أعطت هنالورا مفتاح صفحة الفيسبوك الخاصة للدكتور جمال نبز للعديد من الاشخاص لم تذكر لي أسماؤهم فقلت لها هذا خطأ كبير فالمفتاح يجب أن يكون مع شخص واحد فقالت لي هنالورا إعمل على تغيير المفتاح ولتكن أنت المسؤول الوحيد ونفذت ذلك وكنت يوميا أذهب لصفحة الدكتور جمال لأرى إن كانت هناك أية كتابات غير لائقة لكي أمنعها ولكن كان كل شئ عادي… في نهاية 2021 طلبت هنالورا أن أعيد المفتاح لها فأرسلته ولكن بعد أيام مسحت هنالورا صفحة الدكتور جمال من الفيسبوك نهائيا والتي فيها كتابات جمال وحواراته مع محبيه ومعارضيه لعشرات السنين وأقامت مكانها صفحة جديدة وبنفس الاسم “جمال نبز” ولكن ليس فيها كلمة واحدة من كلمات الدكتور جمال التاريخية التي كتبها بنفسه على الفيس بوك والتي يمكن أن تكون في كتابا رائعا لفكر ومواقف جمال نبز.
  2. أرسلت لي هنالورا مجموعة أسماء في أنها تنوي تأسيس مؤسسة “وقف جمال نبز” معهم، فقلت لها بعضهم كانوا أعداء جمال نبز وبعضهم لا أعرفهم… ومنهم من أصدر بيانات ومقالات ضد جمال نبز وفكره القومي حينما كان جمال لا يزال على قيد الحياة.
  3. قامت هنالورا بتمتين علاقاتها مع كل أعداء جمال نبز وأعداء فكره القومي وابتعدت عن كل من يؤمن بفكر جمال نبز وعلى سبيل المثال: قررت هنالورا أن ترافق جنازة الدكتور جمال مع وفد فإقترحت عليها بعض رفاق جمال مثل العزيز صالح خالد ليرافق الجنازة والذي يعيش في ألمانيا حيث أبدى إستعداده للمشاركة ولكن هنالورا استبعدت الرفيق خالد وغيره من الذين اقترحتهم.
  4. حينما وصلت هنالورا إلى مدينة السليمانية أخبرتني من هم رفاق الدكتور جمال في السليمانية فأخبرتها في أن المحامي كامل ژير هو الرفيق التاريخي للدكتور جمال ويعرف من هم رفاق الدكتور جمال ولكن هنالورا لم تتصل بالمحامي كامل ژير ولا بكل من أقترحتهم أيضا.
  5. وحينما زارتني هنالورا في لندن بعد وفاة جمال بأسابيع قليلة ولا أعرف سبب زيارتها وإني إلى الأن في شك من زيارتها وأعتقد أن جمال قد ذكرني في وصيته وجاءت لكي تتأكد من معرفتي بها أم لا؟
  6. مرة كنت وهنالورا نسير في الطريق ونتحادث وفجأة تقول لي: أنت أيضا طباعك مثل جمال وبتهكم. أي إنها ام تكن معجبة بطباع جمال فقلت لها لماذا بقيت صديقة جمال لحوالي نصف قرن من الزمان؟. بالتأكيد لقد بقيت هنالورا نصف قرن من الزمان صديقة جمال ليس محبة بل كانت من أجل استغلال جمال نبز ومن خلاله استغلال القضية الكوردية لمنفعتها الشخصية.

 

في 21-12-2018 أجرى راديو صوت أ‌مريكا مقابلة باللغة الكوردية مع المفكر والشاعر الكوردي كامل ژير حول النضال القومي الكوردي للبروفيسور جمال نبز الذي توفاه الله في 8-12-2018 رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وفيما يلي رابط المقابلة:

https://av.voanews.com/clips/VKR/2018/12/22/5c21b378-e876-415e-b276-6fd2ec649b1d.mp3?fbclid=IwAR0Y6YMaiCcJmNs1S8sD1aXXvv0hm6PMMVEowrNuLp7ge_gQIzFGNIw959w

 

في 22-12-2018 استلمت إتصالا هاتفيا من مطار هولير في ان جثمان الدكتور جمال نبز وصل مطار هولير مع الوفد المرافق له من برلين كل من هانالورا كوتشلر وهوشنك صبري وكوردو بور عبد الله وعثمان توفيق وحسين تاشان.

وبدأ توافد اصدقاء ومحبي جمال نبز إلى المطار لإجراء مراسم تشييع جنازته في استقبال رسمي في تمام الساعة الثامنة، والسادسة بتوقيت وسط أوروپا. والذي حضره شخصيات رسمية من حكومة كوردستان والاعلام الكوردستاني الذي سينقل الحدث على الهواء مباشرة ووصل منهم لحد الآن كل من تلفزيون روداو وكوردستان 24 وكوردسات.

ومن الذين وصلوا المطار كل من نعمت خان شقيقة الدكتور جمال نبز وأصدقاء عائلة جمال نبز المقربين كل من كوردستان موكرياني زوجة المغفور له دكتور جمال رشيد أحمد وابنهما مينو جمال رشيد أحمد وآزاد موكرياني وزوجته تشلير خان وبشتوان كمال ابن شقيق جمال نبز وغفور مخموري الأمين العام للإتحاد القومي الديمقراطي الكوردستاني ومعه كل من قياديي الإتحاد قهار مخموري وبختيار محمد ومن المسؤولين في حكومة كوردستان كل من سفين دزيي ممثلا لرئيس حكومة كوردستان نيچيرڤان بارزاني وزيرك كمال المستشار الاعلامي لرئيس حكومة كوردستان وعلي حسين السورچي ممثلا للرئيس مسعود البارزاني ومسؤول المكتب المركزي للعلاقات الوطنية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وسالار عثمان نائب وزير الثقافة في حكومة كوردستان وأحمد سامي مسؤول الفرع الثاني في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والفنان عمر دزيي ونوزاد هادي محافظ مدينة هولير وئاكو محمد مدير تلفزيون روداو وداوين معروف بكلامه المنمق جعل من نفسه المتحدث بإسم عائلة جمال نبز ودارا جلال توفيق وجلال صابر وگوران سليم وعائلة الشهيد فتاح آغا وغيرهم من محبي جمال نبز.

بعد إجراء المراسم في مطار هولير في الساعة الثامنة توجه موكب التشييع إلى مدرسة “جمهوري” في هولير لتوديع جمال نبز من المدرسة التي كان يدرس فيها في خمسينيات القرن الماضي. وبعدها توجه الموكب إلى السليمانية.

وإني أتوجه بعميق الشكر إلى الرئيس مسعود بارزاني ورئيس حكومة كوردستان نيجيرفان بارزاني على اهتمامهم بتشييع جنازة المفكر الكوردي الكبير جمال نبز من فتح صالة التشريفات في مطار هولير للجنازة والضيوف وإلقاء الكلمات في توديع الدكتور جمال نبز وإرساله إلى السليمانية بسيارة الاسعاف التابعة لوزارة الصحة وكذلك ارسال جميع الضيوف بسيارات دائرة البروتوكول الرئاسية من هولير والى مدرسة جمهوري ومن ثم إلى السليمانية.

في الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم بتوقيت كوردستان يصل جثمانه الطاهر إلى السليمانية لإجراء مراسم تشييعه ودفنه في مقبرة گردي شيخ معروف في مدينة السليمانية. ألف رحمة على روحه الطاهرة واسكنه الله فسيح جناته.

 

في 22-12-2018 كتبت رسالة إلى العزيز مسعود بارزاني:

العزيز مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني المحترم

تحية كوردية وبعد

سيادة الرئيس مسعود

تسرني جدا محاولاتكم لتفادي المخاطر المحدقة بغرب كوردستان في الأحداث الاخيرة والمتسارعة هناك وبالأخص التهديدات التركية في إحتلال شرق الفرات ومن ثم قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سورية.

إن انسحاب القوات الأ‌مريكية سيؤدي إلى خلل في المعادلة السياسية في سورية وخاصة في غرب كوردستان كما سيؤدي إلى فراغ خطير لصالح المنظمات الإرهابية ودولا أخرى وعلى وجه التحديد إيران وتركيا، فإن حدث ذلك فإن خطرا كبيرا سيهدد وجود الشعب الكوردي في غرب كوردستان ولربما هذا الخطر سيشمل أجزاء أخرى من كوردستان أيضا.

لذا اسمحوا لي ان أقدم لسيادتكم الاقتراح التالي:

إن جنوب كوردستان يتمتع بصفة قانونية واعتراف دولي يمنحكم القوة الديبلوماسية أكثر من أي جهة كوردية أخرى لتقوموا بالطلب من إحدى الدول المتعاطفة مع الشعب الكوردي ان تقدم طلبا إلى الامم المتحدة من أجل وضع غرب كوردستان تحت الحماية الدولية كما طلبت فرنسا من أجل حماية جنوب كوردستان في العام 1991.

كما أود ان أقدم لسيادتكم شكري العميق للكلمات الجميلة التي قلتموها في حق الدكتور جمال نبز وإن ما تركه جمال نبز من مؤلفات إني أعتبرها قوة إضافية لسيادتكم فيما إذا تم جعلها من المقررات المدرسية والجامعية لتسليح طلبتنا في المدارس والجامعات بالنهج القومي وباللغة الكوردية الاصيلة التي كان يستعملها المرحوم جمال نبز في كتبه ومؤلفاته فألف رحمة على روحه الطاهرة.

سيادة الرئيس، ان شعبك الكوردي هو الحامي الحقيقي للمستقبل فيما إذا تم توجيه الاجيال الناشئة منذ البداية.

أرجو من الله ان تكونوا بخير وبصحة وعافية كما أرجو لسيادتكم التوفيق والنصر على أعداء الكورد وكوردستان.

أخوكم

د. جـواد مـلا

رئيس المؤتمر الوطني الكوردستاني

 

في 17-1-2019 انعقدت مراسم أربعينية وفاة الدكتور جمال نبز في العديد من المدن في كوردستان وفي أوروپا وأ‌مريكا وبهذه المناسبة وأرسلت إلى مراسم الاربعينية في كولن وبرلين والسليمانية باللغة الكوردية المقال التالي:

 

كيف عرفت وناضلت لمدة نصف قرن من الزمان مع البروفيسور جمال نبز

 

بعد حضوري الكونفرانس الحزبي السابع للحزب الديمقراطي الكوردي في سورية المنعقد في مدينة عامودا في العام 1968 ثبت لدي انحراف الحزب عن مبادئه فقدمت إستقالتي منه وكنت إلى جانب العم أوصمان صبري في ذلك الكونفرانس وهو أيضا كان قد اكتشف انحراف حزبه الذي كان مؤسسه ورئيسه. وبعد ان رفض العم أوصمان ان يقوم بتنظيم حزب جديد ففضلت مغادرة سورية والتوجه إلى أوروپا لأني تعرضت للإعتقال والملاحقة والمضايقة لكوني كنت في صف العم أوصمان صبري وحين سفري اعطاني العم أوصمان أسماء الاشخاص الذين يثق بهم في أوروپا مثل حمرش رشو (من شمال كوردستان) في ألمانيا ومحمد بكر (من غرب كوردستان) في تشيكوسلوفاكيا والاستاذ جمال نبز (من جنوب كوردستان) وغيرهم من الشخصيات الكوردية المتواجدة في أوروپا.

في نهاية عام 1969 وصلت إلى المانيا وكنت على إتصال دائم مع العزيز حمرش رشو وكنت كل يوم ألتقي بالكورد من كل أجزاء كوردستان من الذين يعيشون في مدينة برلين ويزورونه وكانت احاديثهم متشابهة إلى ان زاره د. جمال نبز وقبل ان يصل اخبرني حمرش إن جمال من الكورد المتعصبين جدا للقومية الكوردية، مما جعلني ان أحبه قبل أن أراه وقلت في نفسي لربما أسمع منه شيئا يشبع جوعي ويروي عطشي لنهج جديد ينقذ شعبنا من الدوامة التي يعيشها منذ أمد بعيد.

وحينما وصل د. جمال نبز تبادلنا التحية واطراف الحديث وخلال حديثه كان إلى جانب حل القضية الكوردية على طريق إستقلال كوردستان وبنظره ان إقامة الدولة الكوردية ليست سوى الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأمن والامان والعدالة للشعب الكوردي، فكان هذا الكلام هو الذي كنت أبحث عنه بالضبط. وبعد ذلك تتابعت لقاءاتنا وكنت أسمع آرائه واستمتع بها والتي كنت متشوقا للنضال من أجلها.

في إحدى لقاءاتنا أخبرني الدكتور جمال عن تنظيم كاژيك KAJYK وأهدافه في تثبيت حركة القومية الكوردية (الكورديتي) ضمن قالب آيديولوجي وفلسفي. فطلبت منه شيئا مكتوبا عن أهداف كاژيك فأعطاني كتيبا بعنوان الكاژيكنامه الذي قرأته في ليلة واحدة ومن الصباح ذهبت مسرعا للقاء الدكتور جمال وقلت له أنا مستعد إستعدادا تاما وحتى آخر لحظة من حياتي للتضحية بكل ما أملك من أجل نصرة هذا الفكر العظيم الذي لا يهدف من أجل إقامة الدولة الكوردية فحسب بل الاهم يهدف إلى تسليح شعبنا فكريا مما سيؤدي إلى حماية الدولة الكوردية من السقوط مستقبلا، وبعد ذلك قرأت المنهاج والنظام الداخلي بعناية شديدة وقدمت طلب انتسابي لكاژيك، وبعد ذلك عرفني الدكتور جمال على بعض الرفاق في كاژيك مثل المحامي كامل ژير الذي كان في زيارته من كوردستان والمهندس بروسكا إبراهيم وغيرهم.

وكنت أحضر محاضرات البروفيسور جمال نبز التي كان يلقيها في جامعة برلين الحرة عن اللغة الكوردية. ومنذ تلك الأيام حفظت بعض قصائد الشاعر هژار موكرياني التي كان يكتبها البروفيسور جمال على اللوح ويشرحها للطلبة بكل لهفة وخاصة حينما كان يصل إلى الابيات التي كانت تقول: “سأعيش كورديا وأموت كورديا وسأجيب على سؤال القبر بالكوردية وفي العالم الآخر مرة أخرى سأدعو إلى كورديتي”.

وكان الدكتور جمال ضليعا بعدة لغات أوروپية وشرقية كالالمانية والإنگليزية والفارسية والسنسكريتية وغيرها من اللغات، أما بالنسبة للغة الكوردية فكان ملم بجميع لهجاتها. وكما علمت منه أن أول تحصيله العلمي كان بالفيزياء من جامعة بغداد في خمسينيات القرن الماضي وفي حينها كتب عدة كتب علمية باللغة الكوردية وكان أول كوردي من إستعمل اللغة الكوردية في شرح مادة الفيزياء والرياضيات والجبر فمثلا إستعمل كلمة بازن أي السوار الذي تلبسه المرأة في معصمها فجعلها تعني الدائرة وهكذا كان المكتشف والمخترع والمجدد في اللغة الكوردية منذ البداية.

لاحظ العزيز حمرش إعجابي بأفكار جمال نبز لذا حاول حمرش كثيرا إستمالتي والعمل معه سياسيا وان ابتعد عن الدكتور جمال نبز ولكني بقيت على علاقتي التنظيمية والفكرية مع الدكتور جمال نبز وعلى علاقة الصداقة مع حمرش إلا أن حمرش كان يتحين أية فرصة للضغط علي من أجل الإبتعاد عن كاژيك وعلى سبيل المثال أخبرني في إن الخلاف فيما بيني وبين هوشنك سينتهي تلقائيا فيما إذا ابتعدت عن تنظيمات جمال نبز. ولكني لم أقبل لأني وجدت أفكار جمال نبز هي التي أبحث عنها من أجل إستقلال كوردستان.

كما حاول العزيز حمرش استمالتي مرارا في أعوام 1985-1986 حينما أسسنا سوية التنظيم القومي وفشلت تلك المحاولات والتنظيم القومي أيضا.

اخبرني الدكتور جمال كثيرا عن علاقاته بالكورد في بغداد حيث كانوا بعد الجامعة يلتقون مساء في دكان الخياط بشير مشير الذي اصبح دكانه كنادي كوردي سماه (قبلة آمال الكورد) وكان الدكتور جمال من أكثر الكورد محبة لدى بشير مشير لأن بشير مشير في كل مرة حينما كان يحتد النقاش السياسي والقومي كان يطرد إبراهيم أحمد وجلال طالباني وغيرهم من دكانه وكان يقول ان جمال هو الوحيد يبقى لأنه رسما إنفصالي.

في العام 1962 توجه الدكتور جمال إلى أوروپا وأول بلد استقر فيه كانت سويسرا ومنذ اليوم الاول نزل ضيفا على الامير كاميران بدرخان الذي كان يسأل الدكتور جمال بلهفة عن الاخبار وهل حقيقة ان الكورد قد قاموا بالثورة وأخبر الدكتور جمال الامير كاميران حتى منتصف الليل عن بطولات الپيشمرگه في قتالهم ضد الجيش العراقي وبعدها ذهبا للنوم ولكن الامير كاميران لم يستطع النوم من الاخبار الجميلة التي جاء بها الدكتور جمال. فقام الامير كاميران وقال موقظا الدكتور جمال: جمال. جمال. وحينما إستيقظ الدكتور جمال سأله الامير كاميران: هل مع الپيشمرگه بنادق فقال له جمال نعم عندهم بنادق وأنا من الصباح وحتى منتصف الليل وانا أقول لك عن المعارك فيما بين الپيشمرگه والجيش العراقي فهل من المعقول انهم كانوا يقاتلون بالعصي والحجارة. وكان الدكتور جمال بحديثه هذا كان يصور لي عن حجم فقدان الثقة الهائل لدى الشعب الكوردي بقيام الثورة لأنه منذ انهيار جمهورية كوردستان في العام 1946 ولغاية قيام الثورة في 1961 لم تقم اية ثورة ماعدا إنتفاضة محلية لعشيرة جوانرو في شرق كوردستان مما جعل الامير الكوردي فاقدا للامل فكيف كانت حالة عامة الناس.

في العام 1970 مع اني حصلت على ثلاثة منح دراسية ولكني بنفس الوقت أصبحت حاملا لفكر كاژيك الذي جعلني كالصوفي الذي وجد ضالته وأخذه الحال إلى عوالم الصفاء الروحي وفي أعلى مراتبها. فقررت ان اتنازل عن المنح الدراسية في أوروپا إلى غيري من الطلبة الكورد والتوجه إلى كوردستان لنشر فكر كاژيك في غرب وشمال كوردستان. فالكثير من رفاقي القدماء مثل هوشنك صبري وغيره كانوا يستغربون ويشكون في تصرفاتي في رفض المنح الدراسية من جهة وفي تكتمي عما يدور في ذهني من جهة أخرى لأن كاژيك كان تنظيما سريا ولا يجوز للاعضاء ان يبوحوا بعضويتهم على الاطلاق.

فودعت استاذي وقائدي جمال نبز وتوجهت إلى كوردستان. ومن أجل أن تكون حركتي بدون قيود وبحرية اخترت مدينة بيروت التي كانت الواحة الوحيدة والقريبة من كوردستان التي تشع بالديمقراطية ولم تكن الحريات فيها أقل من الحريات الموجودة في أوروپا وبالفعل اصبحت بيروت مركزا لنشر وطباعة اعلاميات كاژيك وكذلك مركزا هاما للإتصال بالعالم كله عن طريق وكالات الانباء والسفارات وغيرها من المؤسسات الدولية المتواجدة في بيروت وبدون اية رقابة من الدول التي تحتل كوردستان.

وكنت على إتصال دائم بالدكتور جمال ولم أكن أتصرف بدون علمه وبدون أخذ الضوء الاخضر منه وأنفذ المهام حسب ارشاداته وتوجيهاته.

ففي غرب كوردستان وبأمر من الدكتور جمال شكلت تنظيمات كاژيك والمنظمات الشعبية كالشبيبة والمرأة والطلبة وغيرها من المنظمات التابعة لـكاژيك وكانت منظمة الطلبة من انشطهم وكانت تعمل تحت اسم الإتحاد القومي للطلبة الكورد وكانت مجلتهم بإسم مجلة هشياري يتم توزيعها بشكل واسع باليد في غرب كوردستان ومن بيروت كان يتم توزيعها بالبريد الرسمي إلى جميع انحاء العالم. فقمت بزيارة ساكن الجنان الجنرال مصطفى البارزاني في قرية ديلمان وحضرت مؤتمر الطلبة في السليمانية وافتتحت مدرسة لتعليم اللغة الكوردية في بيروت وغيرها من الفعاليات التي قمت بها حسب توجيهات الدكتور جمال على ان تكون هذه الفعاليات تحت اسم إتحادنا الطلابي وليس بإسم كاژيك لضمان السرية.

ولقد كان في مدينة دمشق وحلب، وغيرها من المدن، مئات الكورد القادمين من شمال كوردستان لدراسة الشريعة الإسلامية، العشرات منهم كانوا ينهون دراستهم سنويا وكان هناك غيرهم يباشرون دراستهم وعملت على تنظيم معظم هؤلاء الطلبة في كاژيك وكانوا بمثابة الخطوة الأولى لنشر تنظيماتنا في شمال كوردستان.

في العام 1975 قامت مجموعة من كوادر كاژيك بالإعلان عن حزب جديد وعلني بإسم پاسوك في جنوب كوردستان.

في العام 1982 غادرت سورية إلى أوروپا ومن هناك توجهت إلى كوردستان عن طريق إيران.

في الاعوام 1982 لغاية 1984 كنت عضوا قياديا في پاسوك وقائدا ميدانيا للپيشمرگه في جبال جنوب كوردستان وحضرت عدة معارك كان اهمها معركة بشت آشان في 1-5-1983. ولكن أصحاب الفكر القومي كانوا دائما ولا يزالون يتعرضون للمضايقات فتعرضت لعدة محاولات إغتيال فاشلة في جبال قنديل وفي مدينة كرج الإيرانية وكان للشهيد ادريس البارزاني الفضل الأكبر في عدم وقوعي في قبضة المخابرات الإيرانية وبالتالي وصولي سالما إلى أوروپا فألف رحمة على روحه الطاهرة.

في نهاية 1984 وصلت إلى بريطانيا وبدأت مع الدكتور جمال نضالا جديدا حيث كان مشجعا كبيرا لي ولكل حركة فيها بارقة أمل لأحداث تغيير ما في مسار نضال الشعب الكوردي من أجل الحرية والإستقلال وكان منها ما يلي:

  1. في العام 1985 كان الدكتور جمال من المؤسسين لعقد مؤتمر وطني كوردستاني من أجل وحدة صف الأحزاب والتيارات الكوردستانية مع كل من في 14-4-1985 وشيخ الأيزيدية درويش حسو وغيرهم من الشخصيات الوطنية ومن كافة أجزاء كوردستان، وكل واحد منهم كانت له مهماته وانتخبوني رئيسا للمؤتمر كما تم انتخاب الدكتور جمال نبز المستشار الاول للمؤتمر الوطني الكوردستاني.
  2. في العام 1988 شجعني الدكتور جمال لتلبية دعوة الامم المتحدة من أجل التحقيق في فقدان 8000 كوردي بارزاني الذين إختطفهم النظام العراقي في العام 1983.
  3. أسس الدكتور جمال نبز الاكاديمية الكوردية للعلم والفن وحضرت مؤتمرها التأسيسي الذي انعقد في فيينا في العام 1991 وكان فيها الكثير من العلماء والادباء والمفكرين والفنانين الكورد. وأصدرت الاكاديمية العديد من المؤلفات وأخذت مطبعة فرهاد آزاد في السويد على عاتقها طباعة تلك المؤلفات.
  4. في العام 1995 طلب مني الدكتور جمال الموافقة على طلب الپرلمان الكوردستاني في المنفى ومركزه في بلجيكا ان أكون عضوا فيه.
  5. في العام 1997 طلب مني الدكتور جمال الموافقة على دعوة العقيد معمر القذافي لزيارته في ليبيا.
  6. في العام 2000 طلب مني الدكتور جمال الموافقة على دعوة رئيس حكومة كوردستان نيچيرڤان بارزاني لزيارة كوردستان.
  7. عقد الدكتور جمال نبز عشرات الندوات في جميع البلدان الأوروپية وشاركت في حضور معظمها أما ندواته في لندن فقد قمت بتنظيمها وتسجيلها صوت وصورة لإضافتهم إلى كتبه ومقالاته الغزيرة والرائعة والتي تعتبر كنزا قوميا خالدا كما قمت بطباعة العديد من كتبه في لندن ومنها كتاب الفكر القومي الكوردي وكتاب هوية ومسألة القومية الكوردية باللغة الكوردية، وكتاب الكورد وتاريخهم وثقافتهم باللغة الإنگليزية.
  8. حضر الدكتور جمال نبز جميع المؤتمرات العامة للمؤتمر الوطني الكوردستاني وكان آخرها المؤتمر الوطني الكوردستاني السادس في العام 2009 وفي كل مؤتمر كانت له كلمة ‌رائعة. وفي نهاية كل مؤتمر كان يلقي على الحاضرين ندوة لعدة ساعات تخص الأوضاع في كوردستان.
  9. كان للدكتور جمال رغبة جامحة للعودة إلى كوردستان ويعيش بين أهله وشعبه، وفي كل مرة كنت أذهب إلى كوردستان كان الدكتور جمال يطلب مني ان اعرف مدى إيجابية القيادات الكوردية الحزبية تجاه عودته إلى كوردستان وتجاه الفكر القومي الكوردي. وفي كل مرة عدت من كوردستان بدون أية إشارة إيجابية من القيادات الكوردية الحزبية التي منحت جميع المنظمات الشيوعية والدينية والبعثية والشيعية مكاتب للعمل في كوردستان بشكل رسمي ما عدا المؤتمر الوطني الكوردستاني بالرغم من أن رفاقنا في هولير الشيخ أحمد وفي السليمانية المحامي كامل ژير حاولوا عدة مرات منذ 1992 ان يكون للمؤتمر مكتبا وإجازة رسمية في كوردستان ولكن بدون فائدة وحينما إلتقيت بجميع القيادات الكوردية في زيارتي الاخيرة لكوردستان في العام 2012 فوجدت الترحيب بي بالكلام الجميل ولكن لم اجد منهم اية إيجابية عملية وكنت قد طلبت اجازة رسمية للمؤتمر من أعلى المستويات وكانوا مرحبين بالكلام أيضا والى الآن لم يحصل المؤتمر على اجازة وهذا ما قلته للدكتور جمال انهم لا يرغبون بوجود الإتجاه القومي وهذا مما جعل الدكتور جمال يتردد في الذهاب إلى كوردستان وخاصة بعد ان وصلته اخبارا عن مسؤولين في جنوب كوردستان يبثون دعايات كاذبة حول الدكتور جمال وهو بعيد عنهم آلاف الكيلومترات ولكن الاستقبال الرسمي لجنازته يدل بشكل قاطع انهم كانوا يخافون منه ومن فكره القومي.
  10. في العام 1995 حينما اعلنت عن تأسيس جمعية غرب كوردستان شارك الدكتور جمال نبز في فعاليات التأسيس حيث كانت الجمعية لا تملك مكتبا ولكنها باشرت نشاطاتها من منزل الرفيق الشهيد فرهاد زين علوش

توفي الدكتور جمال نبز أثناء ذهابه للعمل وكان راكبا في الحافلة وفجأة تتوقف الحافلة وبعنف مما أدى إلى وقوعه وكسر بعض أضلاع صدره حيث أحدثت الكسور إلتهابات وبعد أسأبيع أدت الالتهابات إلى وفاته وكان بكامل صحته قبل ذلك الحادث المشؤوم وسفره في ذلك اليوم كان من أجل العمل وتأمين لقمة عيشه وهو في سن الـ 85 عاما، نعم ان الدكتور جمال كان يتمتع بصحة جيدة وقوة جسمانية كبيرة وكأنه كان يمارس الرياضة منذ طفولته ونشاطه الدائم وذهنية المتوقدة وسرعة حركته وبديهيته وكأنه شابا لم يتجاوز العشرين من عمره ولولا ذلك الحادث المشؤوم لكانت صحته تساعدة ليعيش أكثر من مئة عام إضافية.

ألم يكن من واجب حكومة كوردستان تخصيص راتب تقاعدي للدكتور جمال نبز لكي يتوقف عن الذهاب إلى العمل وهو في ذلك العمر حيث كان من الاجدر ان يوجه قدراته للكتابة التي فيها المستقبل المشرق للشعب الكوردي. مع ان الدكتور جمال كان سيرفض أي راتب تقاعدي لأن للدكتور جمال شخصية فريدة من نوعها ولا يمكن أن يقبل أبدا ان يعيش على حساب أحد.

بعد وفاة الدكتور جمال نبز في 8-12-2018 أرسلت العديد من الرسائل إلى المسؤولين في حكومة كوردستان وشكرتهم على الاستقبال الرسمي لجنازة الدكتور جمال نبز في مطار هولير في 22-12-2018 ولكلمات الاحترام التي إلقيت في المطار له ولكتاباته ونضاله. كما قلت في رسالة الشكر في ان ما تركه جمال نبز يعتبر ثروة قومية من حيث لغته الكوردية النقية ومن حيث أفكاره التحررية التي تعتبر آية من الآيات الرائعة للفكر القومي الكوردي، فإن كتاباته جديرة بالتعميم وفي ان تصبح جزءا من المناهج الدراسية في المدارس والجامعات. فتربية الإنسان أهم بكثير من بناء الاوتيلات والقصور.

وكذلك كان لي مع الدكتور جمال الاحاديث المطولة عن الكثير من الامور الخاصة بالشعب الكوردي وكوردستان والحركة التحررية الكوردية التي كان يتطلع الدكتور جمال نبز إلى تحقيقها وارجو من الله ان تتحقق وان بعد وفاته لترتاح روحه.

عندي الآن ما يزيد على 400 رسالة كتبها الدكتور جمال لي بخط يده فهي بحد ذاتها كنز لا يقدر بثمن. كما اني كتبت هذه الاسطر كرؤوس أقلام فقط. حيث ان كل فقرة منها يمكن ان تكون كتابا.

لقد كان العم أوصمان صبري أستاذي وقائدي منذ العام 1961 كما ان الدكتور جمال نبز كان أستاذي وقائدي منذ 1969 وكلاهما كانا كالجبال شامخين بفكرهما القومي وان لم يستطيعا من تحقيق ما كانا يؤمنان به في الحرية للكورد والإستقلال لكوردستان إلا انهما ومن المهم جدا ان الكيانات الغاصبة التي تحتل كوردستان لم تستطع التحايل عليهما كما انهم لم تراودهم لحظة تهاون أو تنازل في قضية الشعب الكوردي على الاطلاق وهناك من لا يتهاون بل هناك من يبيع نفسه وشعبه من أجل كرسي أو مال. ومن أجل صلابتهم الفكرية تعرضوا لدعايات الكيانات الغاصبة التي تحتل كوردستان للتقليل من قيمتهم وقيمهم. ومع كل ما عاناياه فقد بقيا صافيان نقيان أكثر من صفاء مياه ينابيع كوردستان. وأجمل من ورود الربيع في روابي الزوزان. وبالمختصر كانا ذهبا عيار 24 الغير متوفر في هذا الزمان.

وأخيرا وفي هذا الصدد أذكر إني سألتهما عن رأيهما بالآخر فقال لي العم أوصمان صبري ان جمال نبز قوميا كورديا من الدرجة الأولى ولكنه صلبا بعض الشئ. وقال لي الدكتور جمال نبز ان العم أوصمان صبري قوميا كورديا من الدرجة الأولى ولكنه صلبا بعض الشئ. وهكذا كان رأيهما متطابقان تماما لأنهما كانا وجهان لعملة واحدة إلا وهي الصلابة بدون حدود في المطالبة بحقوق الشعب الكوردي بالرغم من انهما إلى جانب صلابتهم بوجه الأعداء كانا يتمتعان بحلاوة المعشر وأحاديثهما شيقة مع رفاقهم ولا تفارق البسمة وجوههم مما أدى إلى ان احبهم كل من عرفهم.

ولا يسعني إلا ان انحني أمام قاماتهم وإلقاء تحية الاجلال والاكبار أمام ذكراهما التي لا يمكن ان انساها مهما حييت فألف رحمة على أرواحهم الطاهرة واسكنهم الله فسيح جناته وألهم أهلهم واصدقائهم الصبر والسلوان على خسارتهم التي لا تعوض أبدا.

 

في 17-1-2019 نشرت جريدة خبات في كوردستان بالصفحة الخامسة كلمات رفاق الدكتور جمال نبز حول نضالهم ورفاقتهم مع البروفيسور جمال نبز ويؤسفني ان كلمتي تم اختصارها بشكل كبير وخاصة تم حذف المسألة الهامة في علاقتي مع البروفيسور جمال نبز وهي اني انتسبت لتنظيم كاژيك في العام 1969 عن طريق جمال نبز الذي كان أحد مؤسسيه وناضلت معه لحوالي نصف قرن من الزمان من أجل أنتصار فكر كاژيك المجيد من أجل إستقلال كوردستان وإقامة الدولة الكوردية المرتقبة.

 

 

في 18-1-2019 بثت قناة روداو الفضائية برنامجا خاصا عن البروفيسور جمال نبز تحت عنوان مفكر الحرية وتحاشت ذكر المسائل القومية الهامة أيضا.

إن جريدة خبات وتلفزيون روداو ومعظم مؤسسات القيادات الكوردية الحزبية لا يتحاشون ذكر النضال القومي الكوردي بل يقومون بتزوير التاريخ الكوردي. فحينما لا يذكرون النضال القومي لفيلسوف القومية الكوردية جمال نبز فإنهم وبلا شك يقومون بعملية تزوير وقحة لا يمكن أن تنطلي على الشعب الكوردي الذي يعرف تماما جمال نبز واضع أُسس القومية الكوردية في قالبها الآيديولوجي والفلسفي مع رفاقه العظماء السبعة في تأسيسهم لمنظمة كاژيك في العام 1959.

ألف رحمة على روح البروفيسور جمال نبز والنصر لفكره القومي الكوردي التحرري ومهما حاول الحزبيون والإقليميون -عملاء إتفاقية سايكس بيكو وقرارات مؤتمر طهران – التعتيم على الفكر القومي الاصيل فإن محاولاتهم فاشلة بلا أدنى شك إذ لا يمكن حجب شعاع الشمس بغربال.

 

في 14-4-2019 تكون ذكرى مرور 60 عاما على عيد ميلاد منظمة کاژيك KAJYK وفي كل عام كتبت بهذه المناسبة الفريدة ولكني لم أدونهم في الكتاب واكتفيت ببعضهم.

لقد تأسس کاژيك في جنوب كوردستان في مدينة السليمانية في 14-4-1959 وكان هذا التنظيم العقائدي هو الاول في التاريخ الكوردي القديم والحديث الذي وضع مسألة إستقلال كوردستان في قالب تنظيمي وفكري وعقائدي من أجل بناء الدولة الكوردية وللمحافظة على الدولة الكوردية مستقبلا.

لذا فقد كان أعداء کاژيك كثيرون لأنه الطريق الصحيح لإستقلال كوردستان. ان کاژيك قد جمد نشاطه عام 1974 ولكن فكره قد انار الطريق للكثير من المنظمات الكوردستانية التي رفعت شعار إستقلال كوردستان وبناء الدولة الكوردية وبهذا اني اعتبر ان فكر کاژيك لا يزال يشع هنا وهناك وسيبقى حيا على مر الزمان حتى الإستقلال وما بعد الإستقلال.

كما أسس رفاق کاژيك تنظيمات أخرى مشابهة في السليمانية تحت اسم رفاق الفكر الکاژيكي وغيرها وفي كافة المدن والأقاليم الكوردستانية كإمتداد لتنظيم کاژيك وفكره الذي لا ينضب.

فيما يلي كتاب يتضمن فلسفة كاژيك وبعض البيانات التي أصدرها كاژيك:

http://www.knc.org.uk/./upl./2013/01/KAJYK-in-Arabic.pdf

 

صور العظماء السبعة الذين أسسوا كاژيك في العام 1959 حيث أناروا طريق إستقلال كوردستان وسيبقي مشعلهم مضيئا في وجدان وعقل الشعب الكوردي دائما وأبدا:

 

في 5-1-2020 قررت إقامة مشروع من أجل إعادة طباعة التراث القومي الكوردي للمفكر الكوردي الكبير جمال نبز رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.

المشروع بحاجة إلى مشاركة الجميع وخاصة الذين عندهم إمكانية الطباعة أو الترجمة بواحدة من اللغات التالية: العربية والكوردية والإنگليزية والتركية والفارسية. فكل من يرغب في المشاركة الإتصال معي مشكورا.

 

في 8-12-2020 أعدت طباعة كتاب “المستضعفون الكورد وإخوانهم المسلمون: للبروفيسور جمال نبز باللغة العربية بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاته فكتبت مقدمة للكتاب مع مقدمات المحامي كامل ژير والمهندس بروسكا إبراهيم بالإضافة لمقدمة الكتاب في طبعته الأولى بقلم البروفيسور محمد صالح گابوري في العام 1997.

https://www.kurdipedia.org/default.aspx?lng=1.

 

 

في 4-2-2021 بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاة المفكر الكوردي الكبير الدكتور جمال نبز. وبهمة أصدقاء ومحبي فكر جمال نبز تمت طباعة كتابه “كفاح الكورد” الذي كتبه وطبعه بإسم صامد الكوردستاني في العام 1956. ونسعى مستقبلا لطباعة كتب أخرى وخاصة الكتب القديمة للدكتور جمال والتي لم تعد متوفرة في المكتبات.

https://www.kurdipedia.org/files/books/2018/152994.PDF.

يما يلي بعض التعليقات على الكتاب من محبي د. جمال نبز وعلى سبيل المثال:

العزيز محمد خليل:

Mohamed Khalil

قرأت الكتاب في حلب يومها كنت في الثانوية ولم أكن أتصور بأنني سألتقي يوما بصامد الكوردستاني وباسمه الحقيقي جمال نبز حيث بعث لي الكتاب المرحوم الدكتور أحمد بدري لكي أستفسر عن بعض المعلومات من جمال نبز شخصيا حينما كنت في برلين الغربية.

وحينما إلتقيته رأيته جديا متوازنا رصينا متواضعا ومثقفا كورديا وللانسانية وليس لمنفعة شخصية.

رحمك الله يا أخي الدكتور جمال نبز كم عفرين بحاجة لك الآن وهي تحت الإحتلال التركي وأهلها مشردون وتحت الخيام وتحت الامطار والثلوج.

 

في 3-5-2021 شاركني العزيز دلاور زنكي في البوست التالي على النت في أنه ترجم كتاب الدكتور جمال نبز “المستضعفون الكورد وإخوانهم المسلمون” إلى الكوردية اللهجة الكورمانجية كما يلي:

Navê nivîskar: Dr. Cemal Nebez

Agahî: Dr. Cewad Mella

Pêşgotin: Dr. Mihemed Salih Gaborî

Navê pirtûkê: Kurdên Çewisandî û birayên wan ên misilman

Wergerandin ji zimanê Erebî: Dilawerê Zengî

Di demek nêz de belav dibe.

Qetê navîn 14X20 262 rûpel e.

Ji pirtûkxana Kurdî re pîroz be.

 

في 14-4-1995 افتتحت مقر جمعية غرب كوردستان في لندن، وبداية التأسيس كان المقر المؤقت للجمعية  في بيت الشهيد فرهاد زين علوش وفي يوم الافتتاح زارنا من ألمانيا الدكتور جمال نبز من أجل مباركة تأسيس الجمعية وفي الصورة أمام بيت فرهاد مع الدكتور جمال ومجموعة من الاعزاء أعضاء الجمعية.

.

من اليمين كل من كاوا وجواد وآزاد ولقمان وأحمد وجمال نبز ورستم وخديجة وبناتها وجان وشيركو وسامي

 

في 26-8-1995 شاركت مع الاعزاء كل من الدكتور جمال نبز وشيركو زين علوش وزوجته صوفي تود في عقد ندوة عن غرب كوردستان في مدينة دوسلدورف الالمانية التي نظمها سرتاج بوجاق والتي حضرها 52 شخصية من مختلف الجنسيات.

 

أرسل الدكتور جمال نبز عدة رسائل إلى القيادات الكوردية الحزبية في جنوب كوردستان مرشداً وناصحاً إياها في بعض القضايا الهامة وفي مقدمتها تحريم إقتتال الاخوة وبالتالي قدّم لهم عدة اقتراحات عملية انطلاقاً من شعوره بالمسؤولية الوطنية تجاه شعبه المحاصر بالاخطار من كافة الجوانب.

 

في 31-1-1997 زارني في لندن كل من البروفيسور جمال نبز والمهندس بروسكا إبراهيم للتباحث في أمور المؤتمر الوطني الكوردستاني وسفر وفد المؤتمر إلى ليبيا والأوضاع في كوردستان وخاصة في جنوب كوردستان.

 

في 2-2-1997 نظمت سمينارا للدكتور جمال نبز في لندن وتحدث فيه عن التطورات في كوردستان والفرصة الكبيرة المتاحة للشعب الكوردي إلا أن القيادات الكوردية الحزبية تسعى لخسارة تلك الفرصة بإشعالها لنيران الإقتتال  الكوردي-الكوردي.

 

 

في 24-1-1998 صباحا، زرت مع الدكتور جمال نبز الشخصية الكوردية الإجتماعية الشهيرة “مام علي كمال” الذي يقيم في بناية لاتايمر كورت في منطقة همرسميث بمدينة لندن وكان لقاء جميلا والحديث فيما بين الدكتور جمال و”مام علي” كان شيقا أيضا ولم يكن بينهما رسميات وكأنهما أب وإبنه.

 

في 24-4-1999 حضرت ندوة للدكتور جمال نبز في مدينة بون الالمانية حول الأوضاع في كوردستان وبعد الندوة عقدت إجتماعا خاصا مع كل من الاعزاء جمال نبز وجمال رشيد أحمد وبروسكا إبراهيم من أجل مطالبة حكومة كوردستان بفتح مكتب رسمي للمؤتمر الوطني الكوردستاني ومعهد الدراسات الإستراتيجية الكوردستانية بمدينة هولير في جنوب كوردستان وقد أخذنا الصورة التالية لبعض الاعزاء المشاركين في الندوة ومع الاسف لم أتذكر جميع الأسماء:

في الصورة من اليسار: شيروان والدكتور جمال رشيد أحمد ويوسف نصرو والدكتورة كوردستان مكرياني وصلاح سيدو والدكتور جمال نبز وجواد ملا ولطيف شاهاوي وعلي جعفر ومحمد ژوري وشوكت حسن وغيرهم.

الاجتماع بشأن المعهد الاستراتيجي الكوردستاني، من اليمين: بروسكا ابراهيم وجواد ملا وجمال نبز

 

في 4-9-1999 إلتقيت مع الدكتور جمال نبز والمهندس بروسكا إبراهيم في بيت الدكتور جمال رشيد أحمد بمدينة هيرنڤين في هولندا لمناقشة قضايا المؤتمر الوطني الكوردستاني وآخر تطورات مشروعنا من أجل افتتاح معهد الدراسات الإستراتيجية الكوردستانية في مدينة هولير.

من اليمين: جمال نبز وجواد ملا وبروسكا إبراهيم

 

في 13-11-1999 شاركت في إجتماع المؤتمر الوطني الكوردستاني المنعقد في مدينة ميونيخ الالمانية الذي دعا إليه المهندس بروسكا إبراهيم رئيس مكتب العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني الكوردستاني وشارك فيه شخصيات سياسية وإجتماعية كوردية من جميع أجزاء كوردستان ومنهم شيخ الأيزيدية الشيخ درويش حسو والمهندس كنعان شيخو والمحامي عبد الله دارتاش وفيلسوف القومية الكوردية الدكتور جمال نبز:

جواد ملا يلقي كلمته في المؤتمر وعلى يمينه البروفيسور جمال نبز

وعلى يساره الاعزاء بروسكا إبراهيم وعبد الله دارتاش

 

في 7-1-2005 زرت أستاذي البروفيسور جمال نبز في بيته بمدينة برلين وتحدثنا طويلا حول ندوتنا في بيت شعب كوردستان في برلين ومؤتمر مرور مئة عام على ميلاد العم أوصمان صبري.

من اليسار: جواد ملا والمفكر القومي الكوردي جمال نبز في منزله بمدينة برلين

 

في 31-12-2015 كتبت العزيز البروفيسور جمال نبز بمناسبة عيد رأس السنة، فيقول:

“ليلة رأس السنة الجديدة

لا أريد أن أكذب على نفسي أو على الآخرين. لا أريد أن أقول سنة جديدة سعيدة. لأن الإنسان الواعي يهنئ الشيء عندما يجلب له السعادة والفرح وراحة البال. كان هذا العام إستمرارا لعبودية الأمة الكوردية، وما يمكنني تقديمه هنا إني آمل في العام الجديد انتصار المناضلين من أجل الحرية والمساواة في كوردستان والعالم على الظالمين.

أتمنى لكم سنة جديدة سعيدة. كل عام وأنتم بخير”.

 

كما فسر لي الدكتور جمال نبز نظريته في ان: الاحرار هم من يمكنهم تحقيق الإستقلال… فالذين حققوا إستقلال شعوبهم قاموا بتحرير عقولهم أولا وإعتبروا الدول التي تحتل بلادهم ما هي سوى كيانات إستعمارية وعدوة.

إلا إن القيادات الكوردية الحزبية تقول في أن الكيانات التي تحتل كوردستان إخوة لهم وتثقيف الشعب الكوردي بهذه الاخوة الكاذبة والتعايش البشع والفريد من نوعه مع المجرمين وقتلة الشعب الكوردي.

 

بكل فخر اعترف بأني تأثرت كثيرا بقيادات الثورات الكوردية في مختلف العصور… ولكني تأثرت أكثر بمن إلتقيت بهم شخصيا وفي مقدمتهم والدي الشهيد إبراهيم ملا من خلال نضاله وكتاباته… وكذلك تأثرت بالعم أوصمان صبري منذ أن إلتقيته عام 1961 وكنت لم ابلغ بعد سن الـ 15 عاما فكان معلما وقائدا ووطنيا من الطراز الأول فتعلمت منه الكثير… كما ان لقائي مع الجنرال مصطفى البارزاني في العام 1972 كان له تأثيره المميز.

كما تأثرت بالدكتور جمال نبز وتعلمت منه كيف اضع الكورديتي ومشاعري وحبي لكوردستان ضمن قالب فلسفي وآيديولوجي من أجل إستقلال كوردستان.

اني مدين لهم بما أقوم به وخاصة روح الاصرار على المقاومة التي لا يمكن قهرها مهما كانت الظروف ومهما تغيرت الالوان من حولي.

 

البروفيسور جمال نبز: حرية الشعوب تقاس بمقدار ما تملك من السلطة.

البروفيسور جمال نبز

الرفيق الغالي يوسف نصرو يضع الورود على الضريح الرمزي  للبروفيسور جمال نبز في برلين

 

 

 

 

الرفيق الغالي زردشت يزور ضريح البروفيسور جمال نبز بمدينة السليمانية

جواد إبراهيم ملا: عظماء الأمة الكوردية – العم أوصمان صبري (4/2)

جواد إبراهيم ملا: عظماء الأمة الكوردية: والدي ابراهيم الملا والعم أوصمان صبري والبروفيسور جمال نبز أحد العظماء السبعة الذين أسسوا كاژيك والجنرال مصطفى البارزاني (4/1)

جواد إبراهيم ملا: الضباط الجواسيس (3)

جواد إبراهيم ملا: مهمات القيادات الكوردية الحزبية (2)

جواد إبراهيم ملا: نقاط هامة في سيرتي الذاتية وكفاحي (1)

هذه المقالات مقتطفات من مجموعة كتب للكاتب جواد ملا على الرابط التالي

مجموعة كتب لـ جواد إبراهيم ملا “سيرتي الذاتية وكفاحي من أجل استقلال كردستان”

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية