الأربعاء, يناير 8, 2025

جواد إبراهيم ملا: مؤآمرات الدول الإقليمية والدولية على الشعب الكوردي

جواد إبراهيم ملا

أن الشعوب التي لا تعرف الوسيلة من أجل تأمين مصالحها القومية وتجهل الدفاع عن أمنها القومي هي التي تدفع الثمن في جميع الحروب والصراعات الدولية والإقليمية.

ففي جميع الأزمنة كان الشعب  الكوردي ضحية صراع القوميات والأديان والمذاهب الدولية والإقليمية الحقيقية منها والوهمية والمفتعلة من أجل إضعاف الشعب الكوردي وأن يكون كبش فداء وضحية صراعاتهم ففي كل مرة في نهاية كل صراع من صراعاتهم إتفقوا فيما بينهم بعد إنهاك قوى الشعب الكوردي وفي كل مرة أصبحوا أقوى من قبل وعلى حساب حرية الشعب الكوردي وإستقلال كوردستان لإن الاعدامات وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي وتسيير الجيوش على كوردستان هي أداة الحوار والتفاهم للإحتلال التركي والفارسي والعربي من أجل أن يكون الشعب الكوردي وخيرات وطنه كوردستان غنيمة للمتصارعين وفيما يلي بعض هذه الصراعات الوهمية:

  1. صراع بابل مع الفرس انتهى بتقاسم ممتلكات الإمبراطورية الميدية الكوردية عام 550 ق.م

ومنذ إنهيار الإمبراطورية الميدية الكوردية عام 550 ق.م حتى مجئ الإسلام أي لمدة تتجاوز 1200 عام وقع علماء الدين الكورد الزرادشتيين تحت نفود علماء الدين الفرس الزرادشتيين الذين حرفوا الديانة الزرادشتية وأدخلوا فيها القصص الخرافية والخيالية من أجل مصلحتهم وبالضد من مصلحة الشعب الكوردي. على سبيل المثال:

  • أضاف الفرس نصوصا على “الزندآفيستا” الكتاب المقدس الزرادشتي لأحداث تاريخية حدثت بعد موت زرادشت نفسه من أجل جعل الديانة الكوردية الزرادشتية ديانة فارسية…. ولو كانت الزرادشتية كما كانت في زمن الإمبراطورية الكوردية الميدية كان من المستحيل إنتشار الإسلام في المجتمع الكوردي لأن الزرادشتية كانت تؤمن بالله كالإسلام وأكثر… وفيها من المقومات التي مكنت الكورد من تشييد اميراطورية شاسعة ومترامية الأطراف… ومع كل التزوير الذي قام به الفرس للديانة الزرادشتية إلا أن إحتلال كوردستان لم يكن بالامر السهل فقد قاومهم أجدادنا كما قاوموا جميع الغزاة على طول وعرض التاريخ والى يومنا هذا.
  • جعل الفرس من الإمبراطور الميدي الكوردي ديكتاتورا يعيش على قتل الكورد من أجل إطعام الأفاعي التي ظهرت على كتفيه وتتغذى على مخ شاب كوردي فهرب الشباب الكورد إلى الجبال وصنع لهم كاوا الحداد السيوف ليقوموا بالثورة… فأشعل كاوا النار إشارة ببدء الثورة والحرية في اليوم الجديد عيد النوروز وبعد انتصار ثورته قام الحداد كاوا بتسليم السلطة للفرس!.

والمقصود من هذه القصة الفارسية المفبركة ناحية نفسية في ان أي إنتفاضة كوردية في النهاية يجب تسليمها للفرس بالرغم من إن كاوا وثورته كانت من أجل قيام الإمبراطورية الميدية وليس القضاء عليها كما ذكرها الفرس. كما أن حقيقة النوروز العيد القومي الكوردي لأسلاف الكورد في الدول الكوردية الميتانية والهورية والحيثية والسومرية وغيرهم لأكثر من 5000 عام كانوا يحتفلون بالنوروز ولا علاقة للفرس بالنوروز نهائيا بل انتحلوه لهم خلال 1200 عام من الإحتلال الفارسي… مثلما إستطاع صدام حسين خلال عقدين من الزمان فقط من تزوير قناعات الكثير من الأيزيديين في أنهم أحفاد يزيد بن معاوية الاموي القريشي… بينما الديانة الأيزيدية لا علاقة لها بيزيد بن معاوية لا من قريب ولا من بعيد وان الديانة الأيزيدية الكوردية أقدم من يزيد وأجداده بآلاف السنين.

ومن الأدلة التاريخية: إذ بعد انتهاء الحروب فيما بين الإمبراطورية الميتانية وفراعنة مصر قبل أكثر من 3000 عام عقدوا صلحا وتوجوا صلحهم بزواج فرعون مصر من ابنة الإمبراطور الميتاني نفرتيتي.

ونقلت نفرتيتي الكثير من العبادات والطقوس الميتانية الكوردية إلى مصر ومنها الشمس الكوردية المقدسة بدلا من القمر الفرعوني المقدس. كما نقلت نفرتيتي الاحتفال بعيد النوروز رأس السنة الكوردية إلى مصر أيضا والى اليوم تحتفل مصر به ولكن مع مرور الزمان تم تغيير اسمه إلى عيد “شم النسيم” كما تم تغيير زمانه من شهر آذار إلى شهر نيسان ويمكن أن يكون عيد رأس السنة الكوردية في شهر نيسان هو الأصح لأن عيد رأس السنة للكورد الأيزيديين إلى اليوم يكون في شهر نيسان أيضا.

وبتزوير الفرس جعل الشعب الكوردي يحتفل بسقوط إمبراطوريتهم وحضارتهم بل ويلعنونها ويلعنون الإمبراطور الميدي الديكتاتوري والدموي كذبا وافتراء… كما يلعن الكورد مقابر وادي الكفار الذين هم اجداد الكورد الذين إستشهدوا في الدفاع عن كوردستان ضد الإحتلال العربي كما ان الكورد إلى اليوم يزورون مقابر وادي الصحابة العرب الذين قتلهم أجدادنا الكورد اثناء غزوهم لكوردستان وارتكابهم لعمليات الإبادة الجماعية للشعب الكوردي وتراثه ولغته.

وهذا جزء صغير من عملية غسل أدمغة الشعب الكوردي تاريخيا ولا تزال إلى اليوم.

وقد كان التاريخ القديم للشرق الأوسط تاريخا كورديا بإمتياز إلا أن وقوع الشعب الكوردي تحت إحتلال الغزاة الذين مسحوا وزوروا تاريخ الشعب الكورد وكوردستان من أجل مصالح الغزاة الذين احتلوا كوردستان لفترة من الزمن.

وفي هذا الصدد قام العزيز حميد برايي العالم والباحث في تاريخ الشرق الأوسط حيث أثبت في ان العرب قد حذفوا كلمة الكورد من الالواح التاريخية للملك حمورابي والتي تقول ان “حمورابي ملك الكورد” واستعاضوا عنها بكلمة “ملك السومريين” وهذا ما حصل مع كافة شعوب المنطقة فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن العرب يقولون ان العرب فتحوا الاندلس بقيادة طارق بن زياد وان القائد العربي عبد الكريم الخطابي حارب الإحتلال الفرنسي في بلاد المغرب… وان القائد العربي عمر المختار قائد الثورة العربية في ليبيا حارب الإحتلال الايطالي… وكلها كذب ولم يكن أي منهم ينتمي إلى العرب وكانوا جميعهم من طارق بن زياد إلى عمر المختار وعبد الكريم الخطابي من الشعب الأمازيغي… حتى أن العرب لا يزالون إلى الآن يدّعون ان صلاح الدين الايوبي بأنه كان عربيا والأتراك ينسبونه لهم أيضا!. والحقيقة أن صلاح الدين الايوبي هو كوردي بلا أدنى شك. لذا لا بد من بناء عالم جديد مبني على الحقيقة والشفافية والإعتراف بالكورد ووطنهم كوردستان والإعتراف بالأمازيغ ووطنهم في شمال افريقيا وإعادة كتابة التاريخ من جديد.

  1. الصراع الوهمي فيما بين الإمبراطورية الرومانية والفارسية حيث جعلوا جميع حروبهم على أرض كوردستان من أجل سلب ونهب خيرات كوردستان وإنهاك قوى الشعب الكوردي طيلة سبعة قرون حتى جاء الإحتلال العربي الإسلامي إلى كوردستان.
  2. الصراعات الوهمية فيما بين العرب والفرس أولا ومن ثم فيما بين الترك والعرب حيث لم يخوضوا ولا معركة واحدة في بلادهم بل كانت جميع حروبهم تدور على أرض كوردستان ومن جراء ذلك تعرض الشعب الكوردي لمختلف أنواع التنكيل العسكري والسياسي والإقتصادي والإجتماعي إلا إن الشعب الكوردي بقي صامدا ومقاوما، حيث أن المقاومة والصمود الكوردي هو الذي أرعب جميع الغزاة… ولذلك قرر الفرس والترك إنهاء وحدة كوردستان في تقسيمها فيما بينهم من أجل إضعاف مقاومة الشعب الكوردي والسيطرة عليه ومن أشهر معاركهم كانت معركة جالديران عام 1514 التي كانت على أرض كوردستان أيضا… وحتى ذلك التاريخ كان الكورد أقوى من الترك والفرس من حيث القوى العسكرية والتنظيم والإدارة فكان في كوردستان 46 إمارة كوردية وأمراؤها كانوا يسمونهم بالامير وبعضهم بإسم الملك وكانوا يعيشون بسلام وتعاون فيما بينهم ويشدون أزر بعضهم البعض… فكانت مؤآمرة الترك والفرس تقسيم كوردستان والشعب الكوردي فيما بينهما لإضعاف القوى الكوردية، فإعتقل الفرس الملك خليل ملك حصنكيفا الذي كان آخر حاكم كوردي من سلالة السلطان صلاح الدين الايوبي ومع أن الملك خليل كان صهر ملك الفرس إلا أنه أودع صهره في السجون من أجل تمرير المؤآمرة على الكورد… فإستنكرت الامارات الكوردية إعتقال الفرس للملك خليل وهنا تدخل الترك لإتمام المؤآمرة في إرسال الشيخ إدريس البتليسي الذي أقنع بسهولة معظم الامارات الكوردية في الانضمام للجيش العثماني، الذي ينوي محاربة الفرس، مع وعود من السلطان العثماني في بقاء الامارات الكوردية مستقلة كما كانوا سابقا ووقع الامراء الكورد في الفخ لأن المؤآمرة جاءت بواسطة الشيخ إدريس البتليسي الذي كان يتمتع بسمعة ومكانة مرموقة فيما بين الامراء الكورد، حيث وافق الأمراء الكورد على المشاركة في المعركة، وحدثت معركة جالديران كما هو مخطط لها في أن ينهزم الفرس أمام الترك على أن يتركوا قسما من كوردستان تحت الحكم الفارسي وبذلك يتم تقسيم كوردستان فيما بين الفرس والترك والدليل على المؤآمرة من أجل تقسيم كوردستان، أن الأتراك انتصروا وإحتلوا تبريز عاصمة الفرس وكان بإستطاعتهم تدمير الفرس كليا ولكن الأتراك حسب المؤآمرة إنسحبوا من تبريز بعد اسبوع واحد من إحتلالها.

تكميلا للمؤآمرة تم توزيع الاوسمة والنياشين التركية والفارسية وألقاب الباشا والبيك على الأمراء الكورد واستلموا الهدايا والرواتب… وبهذه المؤآمرة استبدل الكورد أسماؤهم السلطانية بألقاب ونياشين التبعية وناموا على أوسمة ورواتب الفرس والترك لأكثر من 300 عام أي حتى بداية القرن التاسع عشر عندها أصبح الترك والفرس أقوى من الكورد الذين تم تخديرهم بالرواتب والنياشين… فبدأ الترك والفرس بإتمام مؤآمرتهم وهي التخلص من الامارات الكوردية واحدة بعد الأخرى بالدسيسة وإتباع سياسة التفرقة… ولم يأت القرن التاسع عشر على نهايته حتى كانت نهاية جميع الامارات الكوردية.

  1. الصراع الوهمي فيما بين الغرب والدول القومية التركية بقيادة مصطفى كمال والفارسية بقيادة الشاه رضى بهلوي كان من أجل تنفيذ التقسيم الثاني لكوردستان فيما بين سورية وتركيا والعراق بموجب إتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ومعاهدة لوزان عام 1923 الإستعمارية.
  2. والجدير بالذكر ان الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى شهدت نشاطا كورديا ملحوظا في الاوساط والمحافل الدولية للحصول على إستقلال كوردستان وقد أثمرت جهود الجنرال شريف باشا في إقناع الحلفاء المشاركين في مؤتمر الصلح في باريس 1919 وعلى أثر ذلك أقر الحلفاء معاهدة سيڤر 1920 في موادها 62 و63 و64 بالحقوق القومية الكوردية بما فيها إقامة الدولة الكوردية، ولكن ذلك بالنسبة للدول الكبرى لم يك سوى مسرحية لتخدير الشعب الكوردي لكي لا يتحرك ويقيم دولته ويبقى معتمدا على القرارات الدولية الكاذبة التي لم يتم تنفيذها… بل دعم الحلفاء قيام الدولة التركية الحديثة على يد مصطفى كمال بعقد معاهدة لوزان 1923 التي أبطلت معاهدة سيڤر وأصبحت مجرد ملفا تاريخيا موضوع على رفوف الارشيف الدولي المنسية. وبنفس الوقت إستغل مصطفى كمال عواطف الكورد الدينية، لخداعهم مع انه كان من أشد الملحدين، لشن حرب مقدسة على المسيحيين كاليونانيين والارمن والانكليز وغيرهم من الذين أعتبرهم كفارا ويحتلون أجزاء من تركيا، وبعد ان تخلص مصطفى كمال من أعدائه في الداخل والخارج بمساعدة الكورد بدأ بتوجيه ضربة وحشية للشعب الكوردي الذي ساعده في تشييد الدولة التركية… ان غدر الدول الكبرى ومصطفى كمال والشاه رضى بهلوي بالكورد ستظل لطخة عار في جبينهم وجبين الانسانية إلى الأبد.
  3. لقد كانت معاهدة سيڤر خدعة إستعملها الغرب ضد الشعب الكوردي بكل خباثة وسفالة… ففي العام 1919 كان الكورد في طريقهم من أجل إعلان إستقلال كوردستان الكبرى… فالشيخ محمود الحفيد كان ملكا لجنوب كوردستان وكان الامير جلادت بدرخان وأخيه الامير كاميران وأكرم جميل باشا يقومون بتجميع القوى الكوردية في شمال كوردستان، لأجل تحرير شمال كوردستان إلا أن الضابط البريطاني “ميجر نوئيل” الذي لحق بالامير جلادت وبلغه في أن بريطانيا العظمى تعمل من أجل إستقلال كوردستان ديبلوماسيا وطلب منهم بوجوب تفريق القوى الكوردية لأن إستقلال كوردستان سيتم الموافقة عليه خلال أشهر وطلب ميجر نوئيل منهم القيام معا بجولة في أنحاء كوردستان لمعرفة آراء الشعب الكوردي وبدون تجميع للقوى العسكرية لأن ذلك قد يؤثر سلبا على مساعي الحلفاء الديبلوماسية… ولم يعتقد الامير جلادت ان ضابطا بريطانيا كبيرا وممثلا للإمبراطورية البريطانية العظمى في الشرق الأوسط كالميجر نوئيل في ان يكون كذابا ومنافقا.

فقد كان “ميجر نوئيل” كذابا كبيرا بالضبط كالكذاب الأ‌مريكي هنري كيسنجر وزير الخارجية الأ‌مريكية الذي كذب على الجنرال مصطفى البارزاني في العام 1975… وأخبره بضرورة إنسحابه وإيقاف الثورة الكوردية ووعده بأن أ‌مريكا ستعيده كما أعادت شاه إيران بعد انقلاب الدكتور محمد مصدق رئيس الحكومة الإيرانية الإشتراكية، وصدقه الجنرال بارزاني لأنه لم يعتقد أن وزير خارجية أ‌مريكا الدولة العظمى في ان يكون كذابا ومنافقا.

  1. الصراع الوهمي فيما بين عراق صدام حسين مع شاه إيران الذي كان ضد الشعب الكوردي وثورته بقيادة الجنرال مصطفى البارزاني عام 1975 والذي لم ينتهي إلا بإنتهاء الثورة الكوردية.
  2. الصراع الوهمي فيما بين عراق صدام حسين مع ايران بقيادة الخميني والذي انتهى بإغتيال القيادات الكوردية في الطرف الإيراني وفي الطرف العراقي مثل الشهداء إدريس البارزاني وعبد الرحمن قاسملو وغيرهما والاهم كانت نهاية الحرب في هذا الصراع الوهمي القضاء على الثورة الكوردية في شرق وجنوب كوردستان وتنفيذ عمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الكوردي في عمليات الأنفال وضرب حلبجه بالأسلحة الكيماوية وغيرها.
  3. الصراع الوهمي فيما بين تركيا وسورية عام 1958 الذي انتهى في إعلان الوحدة السورية المصرية عام 1958 بشكل مؤقت من أجل القضاء على الوجود الكوردي القوي جدا في سورية والذي أرعب تركيا وكانت سورية لوحدها عاجزة عن تصفية الوجود الكوردي فالإتحاد مع مصر الدولة القوية التي إستطاعت من تصفية الوجود الكوردي في جميع مناح الحياة في سورية وكان أهمها الوجود الكوردي في الجيش السوري فتم تسريح عشرات الضباط الكورد من الجيش السوري مثل اللواء محمود شوكت آلرشي واللواء توفيق نظام الدين رئيس الاركان السورية والعقيد فؤاد ملاطلي آمر ذخيرة دمشق والعقيد بكري قوطرش والعقيد إبراهيم بيرم والعقيد محمود قوطرش والعقيد عيسى كعكرلي والعقيد بكري ظاظا والعقيد محمد زلفو وغيرهم، بالرغم من ان زوجة عبد الحميد السراج رئيس المخابرات السورية آنذاك كانت إبنة عم العقيد محمد زلفو (إبنة علي آغا زلفو أحد زعماء الكورد الدمشقيين).
  4. الصراع الوهمي الثاني فيما بين تركيا وسورية الذي انتهى بإتفاقية أضنة في 1998 وبالتالي تم تسليم زعيم “پكاكا” عبد الله أوجلان لتركيا عام 1999.
  5. الصراع الوهمي الثالث بين تركيا وسورية الذي إنتهى بالوساطة التركية فيما بين النظام السوري والمعارضة السورية من أجل القضاء على الإدارة الذاتية في غرب كوردستان.
  6. الصراع الوهمي فيما بين القيادات الكوردية الحزبية في الإقتتال الداخلي الكوردي-الكوردي الذي كان جزء مهما من الصراعات الوهمية لأعداء الكورد وكوردستان من أجل إضعاف الشعب الكوردي.
  7. الصراع الوهمي فيما بين الأنظمة الاستبدادية وثورات الربيع الشعبية التي لم تستطع القضاء على الاستبداد أبدا بل إستطاعت وبكل حرفية القضاء على الحركات التحررية للشعوب الأصلية التي تم مسحها عن الخريطة السياسية ظلما وعدوانا… حيث إستطاعت ثورات الربيع الشعبية المسيرة كليا من قبل الأنظمة الاستبدادية أو من قبل أسياد الأنظمة الاستبدادية في الخارج من خداع الشعوب الأصلية وأوهمتها في أن ثورات الربيع الشعبية هي المخلص والمحرر لها… بينما ثورات الربيع الشعبية كانت إحدى تلك الصراعات الوهمية للقضاء على الحركات التحررية أو إطالة أمد إحتلال أوطان الشعوب الأصلية كالكورد والبلوش والأمازيغ وغيرهم.
  8. الصراع الوهمي فيما بين جميع الدول وداعش التي تم فبركتها بالأساس من قبل جميع الدول الإقليمية والدولية وكانت جزء من صراعات أعداء الكورد وكوردستان أيضا لتصفية قوى الشعب الكوردي وغيره من الشعوب الأصلية وبدون أن تلحقهم أية مسؤولية جزائية وقانونية وكانت إحدى نتائج حروب الدواعش في سورية والعراق أن قدمت القوات الكوردية في سوريا والعراق الآلاف من مقاتليها قرابين تلك الحرب التي ليس لها علاقة بحرية الشعب الكوردي، كما تم التضحية بعشرات الألوف من المدنيين الكورد وخاصة من الايزييين الكورد… وبالإضافة إلى ذلك حينما توجهت داعش للمناطق العربية تم إغراق كوردستان باللاجئين العرب الذين فروا من داعش واستقبلهم الكورد بدوافع إنسانية إلا ان الكورد أصبحوا أقلية في كثير من المناطق الكوردية نتيجة النزوح العربي المفتعل من قبل سماسرة الصراع الداعشي وهذا ما تهدف إليه الكيانات التي تحتل كوردستان بالضبط في أن يصبح الكورد أقلية في كوردستان.
  9. الصراع الوهمي فيما بين القيادات الكوردية الحزبية الذي وصل بعضها إلى الإقتتال من أجل هدر الوقت والإمكانيات الكوردية على مسائل تافهة وليس لها علاقة بتحرير كوردستان على الإطلاق. كصراعهم الوهمي على منصب رئيس الجمهورية العراقية في العام 2022، فالحزب الديمقراطي الكوردستاني رشح هوشيار زيباري و ريبر أحمد والإتحاد الوطني الكوردستاني رشح برهم صالح وهو صراع وهمي بكل ما في الكلمة من معنى وليس من ورائه حصول أحدهما على هذا المنصب بل إن حقيقته ترويض أعضاء وأنصار الأحزاب من أجل قبول العراق كوطن لهم والنضال من أجله حيث وضع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني جميع إمكانياتهم المادية والمعنوية في هذا الصراع الوهمي فدفعوا ملايين الدولارات للقيادات السنية والشيعية العراقية من أجل تقوية أعداء الكورد وكوردستان تحت إسم دعم مرشحي أحزابهم… ومن وجهة نظر القيادات الكوردية الحزبية كان صراعا حقيقيا من أجل زج الشعب الكوردي في صراع نتيجته أن يقدم المرشح الكوردي القسم عند تسلمه رئاسة الجمهورية العراقية كما ورد في الدستور العراقي في ان رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يمثل سيادة البلاد، ويسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على إستقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة أراضيه… ومن جهة أخرى إن الصراع فيما بين القيادات الكوردية الحزبية كان صراعا وهميا هدفه ترويض الشعب الكوردي من أجل قبول الاندماج في دولة العراق التي بنت حدودها وسيادتها وإستقلالها على حساب حرية الشعب الكوردي وإستقلال كوردستان.
  10. الصراع الوهمي فيما بين القيادات الكوردية الحزبية في جنوب كوردستان مع دولة العراق حيث تعمل على تلقين الشعب الكوردي في أنه محاصر وتحت التهديد ومحاربة الكوردي في لقمة عيشه وضرب إقتصاده وقطع الرواتب عنه وغيرها… وكل ذلك من أجل ترسيخ وتعميق ما تقدم من عمليات التخويف والترويض. والحقيقة إن القيادات الكوردية الحزبية تملك مليارات الدولارات التي تكفي رواتب كوردستان لعشرات السنين ولكن القيادات الكوردية الحزبية تفتعل هذا الصراع مع الحكومات العراقية من أجل تعويد الشعب الكوردي على الشحادة من العراق المحتل وهو عملية من عمليات غسل الأدمغة لقبول الشعب الكوردي البقاء ضمن دولة العراق لإحتياجاته المعيشية بينما العراق هو الذي يحتل كوردستان ويؤمن احتياجاته المعيشة من خيرات كوردستان.
  11. الصراع الوهمي فيما بين القيادات الكوردية الحزبية في جميع الأقاليم الكوردستانية مع العلماء والفلاسفة والمفكرين الكورد من أجل هدر الوقت والإمكانيات الكوردية فقط لا غير.
  12. الصراع الوهمي فيما بين الكيانات التي تحتل كوردستان وبين القيادات الكوردية الحزبية ومعهم مختلف المنظمات التي تنادي بالتآخي الإسلامي أو النضال الطبقي الاممي أو التعايش أو الديمقراطية أو الإنسانية وغيرها من المسميات التي لها أول وليس لها آخر… والحقيقة ليسوا سوى جحوش وعملاء الكيانات التي تحتل كوردستان ببلاش ومنهم بدون أن يدروا في أنهم يناصرون الظلم الواقع على الشعب الكوردي وبالوهم يبررون ظلمهم بوجود الصراع من أجل المفاهيم الإسلامية والطبقية والتعايشية والديمقراطية والإنسانية الكاذبة.

 

 

المؤآمرة الكبرى على الشعب الكوردي: قرارات مؤتمر طهران 1943

 

في نهاية عام 1984 وصلت بريطانيا وتابعت دراساتي أجل معرفة الخلل والحلقة المفقودة في الحركة التحررية الكوردية فكنت أتصفح كل ما حوته المكتبة الوطنية البريطانية ودائرة الارشيف الوطنية البريطانية عن الشعب الكوردي ومع الكم الهائل من المعلومات لديهم إلا إني لم أجد سوى القليل مما أردته.

فلجأت إلى سفارات الدول الكبرى المتواجدة في لندن عسى ولعل أسمع هفوة أو كلمة تدلني على الحلقة المفقودة في مسألة إستقلال كوردستان ولكن لم أحصل على المعلومات التي أبحث عنها.

كما لجأت إلى الساسة وأعضاء الحكومة والپرلمان البريطاني وإلتقيت بالكثيرين منهم ولكني لم أجد ضالتي وإن وصلت إلى القليل مما أبحث عنه.

ولكن في 10-3-2014، اليوم التاريخي الفريد من نوعه، حدثت المعجزة وعثرت بالصدفة على الحلقة المفقودة في أحد أهم أسباب تعثر الحركة التحررية الكوردية ولكن بالحقيقة لم تكن بالصدفة لأني كنت دائم التفكير والبحث عن هذه الحلقة المفقودة منذ سنين عسى ولعل أجدها في زاوية مهملة من الارشيفات البريطانية أو لدى سفارة دولة من الدول الغربية أو الشرقية التي كنت أزورها بشكل مستمر لكي أجد ضالتي والتي سميتها في مقالاتي وكتبي قبل هذا اليوم بعدة تسميات ووصفتها بعدة أوصاف… فمرة أعتقدتها قلة دراية القيادات الكوردية بالسياسة الدولية وفي معظم الحالات أعتقدت بوجود خلل ما ولكن ما هو وأين يكمن فلم أتمكن من كشفه وكنت بين الشك واليقين والتخمين ولكني في هذا اليوم وجدت ما كنت أبحث عنه:

في هذا اليوم التاريخي في 10-3-2014 كنت في زيارة السيد ايڤان ڤولودين Ivan Volodin رئيس قسم السياسة الدولية في السفارة الروسية في لندن وحسب موعد مسبق حضرت للسفارة لتسليمه مذكرة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الشعب  الكوردي في غرب كوردستان وحينما وصلت السفارة الروسية طلب مني مكتب الاستقبال الجلوس في غرفة الانتظار، لأني وصلت قبل الموعد المحدد، وإن السيد ايڤان سوف يكون معي فور انتهاء إجتماعه… وكان في غرفة الانتظار بعض الضيوف وجلست بجانب أحدهم وكان بنفس عمري أو أكبر مني أو لربما كان أصغر مني سنا ولكن ضخامته جعلتني أعتقد أنه أكبر مني… وبعد التحية والتحدث عن الجو البارد في لندن مع إننا في فصل الربيع… ومن ملامحه الروسية قلت له أعتقد أن الطقس في موسكو أكثر برودة من لندن فقال نعم وسألني عن الطقس في وطني فقلت له يختلف من منطقة إلى أخرى… فقال من أين حضرتك فقلت له من كوردستان، فتنفس نفسا طويلا وقال هل لك اهتمام بالسياسة الكوردية فقلت له نعم وأنا هنا في السفارة الروسية من أجل إهتمامي بالقضية الكوردية… فرد علي وقال إسمي ميخائيل ومد يده مصافحا فقلت له إسمي جواد وتبادلنا التحية وأعطاني بطاقته وعليها إسمه “ميخائيل إيڤانوفيتش Mikhail Ivanovich وعليها رقم تلفون والجملة التالية: مكتب الاستعلامات الروسي” وقال أرجو منك الإتصال بي لأنه عندي ما يهم شعبك الكوردي فقلت له بالتأكيد سأفعل وكدت أن أعطيه بطاقتي ولكن دخل السيد ايڤان ڤولودين مرحبا بي ومعتذرا على التأخير وأديت تحية سريعة مودعا السيد ميخائيل وذهبنا إلى غرفة الإجتماعات وسلمت السيد ايڤان ڤولودين المذكرة وشرحت له القضية الكوردية في سورية وأتذكر مما قلت له في إني لا أتصل بالروس فقط بل إني أتصل بكافة دول وشعوب العالم الشرقية منها والغربية وبالرغم من كل التناقضات فيما بينكم، إلا أن تناقضاتكم لا تهمني بقدر ما تهمني قضية الشعب الكوردي وحريته وإستقلال وطنه كوردستان وكصاحب قضية يتحتم علي أن أطرق كافة الابواب وحتى الابواب المقفلة كما هو حال سياسة دولتكم التي تساعد الدولة السورية بالضد من شعوبها العربية والكوردية وغيرهم… ولا تنس في إني أحترم دولتكم لأنكم تقولونها بصراحة في أنكم مع النظام السوري بينما غيركم من الدول يحاربون النظام السوري بالكلام ويدعمونه عمليا بالسر، فإبتسم وقال سأوصل ملاحظتك مع مذكرتك إلى وزارة الخارجية الروسية والتي هي بدورها توصلها للرئيس بوتين… فشكرته وانتهى الإجتماع ووصل معي حتى الباب الخارجي للسفارة وهو يودعني وطالبا مني أن اتصل به حينما يطرأ أي جديد… وبالرغم من زياراتي المتعددة له إلا أنها كانت المرة الأولى التي يقوم بها بإيصالي للباب الخارجي وكأنه كان لا يرغب في أن أعود إلى غرفة الانتظار وأتابع حديثي مع ذلك الروسي ولكنه لا يعلم في إني قد حصلت على رقم تلفونه وشعرت بأهمية ذلك الروسي من تصرف السيد ايڤان ڤولودين هذا.

بعد أيام قليلة اتصلت بالسيد ميخائيل إيڤانوفيتش وعرفته بنفسي ورحب بي وأخذت منه موعدا في إحدى مقاهي لندن.

وحينما قلت له بأني رئيس المؤتمر الوطني الكوردستاني وأعطيته كتب ونشرات باللغة الإنگليزية عن القضية الكوردية، وبدون مقدمات قال لي في أنه كان مسؤولا عن أرشيف جهاز للمخابرات السوڤيتية فقلت له تعني جهاز المخابرات السوڤيتي الذي يسمى بالكي جي بي The KGB فقال لي: لا… إني كنت أعمل في جهاز المخابرات الخاص بالرئاسة السوڤيتية وحينما تفكك الإتحاد السوڤيتي عام 1991 عمت الفوضى في جميع مؤسسات الإتحاد السوڤيتي وحصلت جمهوريات الإتحاد السوڤيتي السابق على إستقلالها وفي تلك الفوضى كنت متأكدا من تسريح معظم الطاقم القديم للأجهزة الامنية والمخابراتية لذا قمت بتصوير ملفات الجهاز وهي سرية جدا Top Secret واحتفظت بها وكانت إحداها محاضر جلسات مؤتمر طهران لعام 1943 وفيها مسائل بخصوص الشعب الكوردي… فقررت أن أحتفظ بها قبل تحويلي للتقاعد أو أن يلحقها الاتلاف ممن يعادون تلك الحقبة وكنت أعتقد أن الإتحاد السوڤييتي سيعود يوما وسأكون بهذه الملفات بطل السوڤييت الجديد.

ولكن حسب الأحداث التي تلت إنهيار الإتحاد السوڤيتي تبين لي في أن الإتحاد السوڤيتي لن يعود، وأخرج من شنطته مجموعة من الاوراق باللغة الروسية وقال هذه هي محاضر جلسات مؤتمر طهران لعام 1943 بخصوص الكورد فنظرت فيها مع إني لا أعرف اللغة الروسية إلا أن عددا كبيرا من الأحرف الروسية كالأحرف الإنگليزية بالضبط وبعضها تشبه الأحرف الإنگليزية وتبين لي في أن المكتوب يتطرق لأسماء كوردية وفي نهايتها تواقيع كل من الرئيس الأ‌مريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرتشل ورئيس الإتحاد السوڤيتي جوزيف ستالين… فقلت له يسرني أن أحصل على نسخة من هذه المحاضر، فقال لا أستطيع لأنها سرية جدا وبالتأكيد سينكشف أمري لأني كنت الوحيد الذي عنده مفتاح أرشيف هذه الملفات. فعرضت عليه فلوس فقال ولا مال الدنيا كلها لأني سأفقد حياتي إذا تم نشرها.

فقلت له عندي اقتراح بما إنك تتحدث الإنگليزية فهل ممكن أن تقول لي شيئا عن محتوياتها فأخبرني فوجدت فيها معلومات قيمة جدا فقلت له إني مستعد لأدفع لك ألف دولار لقاء ترجمة الملف الكوردي فإبتسم وقال لي الألف دولار هو إجرة الترجمة وليس قيمة المعلومات فقلت له كم تريد فقال: عشرة أضعاف ما قلته…

لقد كان مبلغا كبيرا جدا بالنسبة لي إلا إني وافقته على طلبه لأنه بالحقيقة كان مبلغا تافها مقابل المعلومات السرية التي تم التوقيع عليها من قبل قادة العالم في ذلك الزمان ويجهل الشعب الكوردي بوجودها بالرغم من التوقيع عليها منذ أكثر من سبعة عقود.

بالحقيقة كانت كالكنز الذي لا يقدر بثمن… وبعد أن اتفقنا أقترحت عليه أن يزورني في مكتبي فقال لا أزورك ولا تزورني وأصبحنا نتردد على المقاهي يوميا ولعدة أسابيع وهو يترجم من الروسية إلى الإنگليزية وأنا أكتب كل ما كان يقوله.

وفي يوم قلت له هل عرضت هذه الملفات على أي كوردي غيري فقال نعم وهنا توقفت قليلا وإذا به يقول لي لربما تريد أن تعرف من هو وقبل أن تسأل فإنها مسألة خاصة ولن أخبرك كما إني لن أخبر أحدا في إنك قد حصلت على ترجمة هذه الملفات… فقلت له شكرا لك.

في حينها إتصلت بإستاذي الكبير ومستشار المؤتمر الوطني الكوردستاني العزيز الدكتور جمال نبز وأخبرته بما حصل فقال لي إنه إكتشاف عظيم ولكن لا تخبر أحدا عنه وإذا كتبت عنه أكتب بالتلميح عن مؤتمر طهران 1943 في أنه لا يقل بشاعة عن معاهدة لوزان وبدون تفاصيل حتى يحين الوقت المناسب… وتبين لي فيما بعد أن الدكتور جمال كان يخاف من الخطر الذي سيهددني.

وكما أخبرني السيد ميخائيل إيڤانوفيتش في أن حياته ستكون في خطر فيما إذا أعطاني نسخة عن الملف الكوردي لأن مثل هكذا ملفات سرية جدا تحتفظ بها مخابرات الرئاسة (رئاسة الإتحاد السوڤيتي) فقط ومن المحتمل عدم وجودها في أرشيفات جهاز مخابرات الكي جي بي السوڤيتي ولا في أرشيفات وزارة الخارجية السوڤياتية أيضا.

ولكن بعد وفاة الدكتور جمال وأنا أكتب سيرتي الذاتية وجدت أن الوقت المناسب قد حان لكشف الملف الكوردي لمؤتمر طهران ولربما غيري قد حصل عليه بل لربما حصلوا على النسخة الأصلية باللغة الروسية أو الإنگليزية وعليها تواقيع قادة العالم إلا إنهم لم يكشفوه لسبب ما.

ولكني حسبتها جيدا في أن الله سبحانه وتعالى قد أبقاني حيا إلى هذا العمر ولم يشأ أن ينهي حياتي سابقا مع كل ما تعرضت من إعتقالات وملاحقات وحروب ومحاولات عديدة لإغتيالي ونجوت منها كلها بفضل من الله… وبعد أن تضاءل نشاطي بسبب تدهور صحتي والتي لم تعد تساعدني كثيرا أيقنت في أن الوقت قد اقترب أيضا ليأخذ الله أمانته فوضعت الملف الكوردي لمؤتمر طهران وغيره من الملفات السرية التي حصلت عليها من جهات عدة لتأخذ مكانها بين صفحات سيرتي الذاتية بعد أن أديت رسالتي تجاه شعبي الكوردي ووطني كوردستان وأوصلت قضية حرية الكورد وإستقلال كوردستان إلى أعلى المستويات الدولية.

لقد حاولت الإتصال مع السيد ميخائيل إيڤانوفيتش من جديد لكي أخبره في إني قد قررت نشر المعلومات التي ترجمها لي أو لربما طرأت تغييرات على السماح بنشر النسخة الأصلية الروسية التي شاهدتها ولكن كان خط هاتفه مقطوعا مع الاسف الشديد وحاولت التقصي لمعرفة تلفونه الجديد أو معرفة من يعرفه فلم أتمكن… كما اتصلت بالسفارة الروسية وأعطيتهم اسمه وطلبت من السفارة أن يخبروه في أن يتصل بي ولكن السفارة الروسية أخبرتني في إنهم لا يعرفون أحدا بهذا الاسم فهل كان إنكار السفارة بمعرفته لكونه شخصا خطيرا أو أن السفارة الروسية كانت تعرفه بإسم آخر والله أعلم.

وفي جميع الأحوال قررت نشر الترجمة ونشر إسمه أيضا فلربما بذلك أتمكن من معرفته من أجل الحصول على النسخة الأصلية ولتأخذ مكانها بين صفحات سيرتي الذاتية أيضا.

فيما يلي ترجمة الملف الكوردي لمؤتمر طهران 1943 كما أخبرني إياها ضابط الإستخبارات السوڤيتي السيد ميخائيل إيڤانوفيتش وممهورة وموقعة من قبل قادة العالم:

“مؤتمر طهران عام 1943 حضره ووقع على محاضر جلساته وقراراته كل من الرئيس الأ‌مريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرتشل ورئيس الإتحاد السوڤيتي جوزيف ستالين ومعهم طواقم مخابراتهم وساسة بلدانهم… وتناقشوا حول معظم قضايا العالم وفي مقدمتها مقاومة التقدم النازي الألماني في أوروپا وشمال أفريقيا وروسيا وبلاد القفقاس.

كما تناقشوا حول قضايا الشعوب التي بقيت بدون دول قومية خاصة بها مثل الكورد والأمازيغ والتاميل وصباح وساراواك والبلوش والسند والنوبة وكوردفان وغيرهم… الذين رفضوا إحتلال بلادهم وقاموا بثورات وانتفاضات من أجل تحقيق إستقلالهم.

وقد أهملتهم الإمبراطوريات البريطانية والفرنسية عن قصد من أجل الحصول على خيرات بلدانهم بسهولة من قبل حكام عينتهم الإمبراطوريات البريطانية والفرنسية كرؤساء على أوطان تلك الشعوب ولذلك تم تقسيم شعب الأمازيغ على عشرة دول في شمال أفريقيا وتقسيم كوردستان على خمس دول وقرروا في المؤتمر أيضا رسم خطة لتقسيم الشعب البلوشي فيما بين إيران وافغانستان والباكستان حيث تم في مؤتمر طهران اتخاذ قرار لتشكيل دولة اسلامية بإسم الباكستان بعد فصلها عن القارة الهندية على حساب حرية الشعوب الأصلية من البلوش والسند والسيخ والبشتون وغيرهم.

إلا أن الشعوب التي بقيت بدون دول قومية خاصة بها رفضت حالة الإحتلال وطالبت بإستقلالها، فمهمة مؤتمر طهران كان العمل على تفتيت قوى الشعوب بعد أن تم تفتيت أوطانها في الإتفاقيات والمعاهدات الفرنسية والبريطانية كإتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان.

فكانت الفكرة التي طرحوها في مؤتمر طهران من أجل القضاء على ثورات الشعوب كفكرة القضاء على مرض الطاعون بمدينة لندن عام 1665م حيث قضوا على المرض الذي كان ينتشر بواسطة الجرذان حيث حاولوا القضاء على الجرذان بكافة الوسائل إلا إنهم فشلوا إلى أن تقدمت مجموعة من العلماء بالحل الذي يتمثل بمحاربة الجرذان عن طريق الجرذان أنفسهم بتجويع بعض الجرذان حتى توحشوا إلى درجة أن أصبحوا يأكلون الجرذان.

وطبقوا الفكرة على الشعوب في أن يجعلوا مجموعة من كل شعب تناضل من أجل حقوقها القومية ضمن حدود الدول التي رسمتها إتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان على أن لا تخرج تلك الحقوق من الحدود السياسية وبصورة أدق حينما تناضل الشعوب ضمن الحدود السياسية للمعاهدات الدولية فإنها تصبح تناضل ضد فكرة توحيد وتحرير أوطانها بدون أن تدري.

أتطرق إلى الشعب الكوردي فقط كمثال لبقية الشعوب التي ربما مرت بمراحل المؤآمرة التي مرت على الشعب الكوردي أو أكثر أو أقل:

إن الهدف من دخول قوات الحلفاء إلى إيران خلال الحرب العالمية الثانية من أجل السيطرة على حقول النفط الإيرانية قبل أن تصلها القوات الألمانية، كذلك من أجل إستمرار خط إمداد وتموين القوات السوڤيتية المشاركة في المعارك على الجبهة الشرقية ضد قوات المحور وبشكل خاص القوات الالمانية. وعلى الرغم من إعلان رضا بهلوي شاه إيران بأن إيران بلدا محايدا في الحرب العالمية الثانية إلا أنه أظهر تعاونا كبيرا مع القوات الألمانية، الأمر الذي دفع القوات البريطانية والسوڤيتية لخلعه عن العرش وتنصيب إبنه محمد رضا خلفا له.

وكانت دول الحلفاء ومن ضمنهم الإتحاد السوڤيتي في قمة التعاون لمواجهة النازية… وكانت تعقد إجتماعات ومؤتمرات دورية للتباحث في المشاكل التي تواجههم خلال الحرب العالمية الثانية.

إنعقد مؤتمر طهران في 28-11-1943 لغاية 1-12-1943 وكان واحدا من تلك المؤتمرات، الذي تطرقت للشعوب التي تم مسحها عن الخريطة السياسية وفي مقدمتهم الشعب الكوردي وكانت مسألة إستقلال الشعوب تمثل الخطر الأكبر لهم:

“تحدث ونستون تشرتشل رئيس الحكومة البريطانية في مؤتمر طهران عن مسألة الكورد وقال ما يلي:

  1. لقد وقعنا مع الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى معاهدة لوزان في 24-7-1923 التي ثبتت الحدود الدولية لدول الشرق الأوسط وبدون أن يكون للكورد دولة خاصة بهم وتم تقسيم كوردستان وإلحاقها بدول المنطقة وأي تغيير للحدود الحالية سيسبب لنا مشاكل كثيرة لا نرغب بها.
  2. إني أعتقد في إننا يجب المحافظة على الانتصارات التي حققتها إتفاقية سايكس بيكو إحدى أهم الإتفاقيات الدولية حيث جعلت من رسومات على الورق وحولتها إلى دول بحدود على الارض وإن مؤتمرنا هذا للمحافظة على مكتسباتنا من إتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان في وضع الأسس اللازمة لكي لا ندع لإي جهة أن تقوض ما بدأناه ولذلك يجب التمسك بالسرية القصوى لقراراتنا.
  3. من السهل خداع قادة الكورد بكلمة حلوة أو ابتسامة: فحينما رأينا الامير الكوردي جلادت بدرخان، يقوم بإعداد قوة عسكرية مسلحة من العشائر الكوردية بعد الحرب العالمية الأولى من أجل إعلان دولة كوردية أرسلنا له ضابط الإستخبارات البريطاني الميجر نوئيل الذي بلغه في أن بريطانيا العظمى ترسل بتحياتها واحترامها له ولنضاله العادل وإن بريطانيا مثلك تسعى أيضا من أجل إستقلال كوردستان ولكن بالطرق الديبلوماسية. كما بلغه في أن بريطانيا العظمى تطلب تفريق القوى الكوردية المسلحة لكي لا تؤثر سلبا على المساعي السلمية لبريطانيا العظمى من أجل إستقلال كوردستان ونتائج هذه المساعي سيتم الموافقة عليها خلال أشهر وفي مؤتمر دولي وبهذه الكلمات فقط توقف الامير الكوردي عن إعداد القوات الكوردية المسلحة.
  4. منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى لم تتوقف ثورات الكورد من أجل إستقلال كوردستان فكلما كنا نقضي على ثورة في منطقة كانت تنطلق ثورة أخرى في منطقة أخرى:
  • تمرد محمود الحفيد البرزنجي الذي أعلن عن مملكة جنوب كوردستان 1919-1924 وبعد أن وقع بالاسر جريحا في إحدى المعارك أرسلناه إلى الهند.
  • تمرد سعيد پيران عام 1925 وانتهى التمرد بإعدامه مع 46 زعيما من زعماء الكورد في مدينة دياربكر.
  • تمرد إحسان نوري في جبال آرارات عام 1927-1930 ولم يتوقف تمرده حتى تم حصاره من قبل سبعة جيوش: العراق وسورية وتركيا وإيران والإتحاد السوڤيتي والجيوش البريطانية والفرنسية المتواجدة في العراق وسورية حتى أجبرنا إحسان نوري على الانسحاب وتقديم اللجوء إلى إيران.
  • التمرد الكوردي الذي قاده أحمد البارزاني في 1933-1943.
  • التمرد الكوردي الذي قاده رضى الدرسيمي في 1937-1938
  • وكان هناك تمردات كوردية أخرى ولكننا سخرنا كل إمكانياتنا لإجهاضها قبل قيامها.
  1. لقد قدمنا المساعدات الإقتصادية والعسكرية والإستخباراتية إلى العراق وسورية وتركيا وإيران من أجل القضاء على التمرد الكوردي ولكن مع كل ذلك لم يتوقف هذا التمرد الكوردي.
  2. لذا عقدنا ميثاق سعد آباد الدولي عام 1937 لضرب التمرد الكوردي لكن بدون أية فائدة أيضا، فالقوات الكوردية المتمردة متحصنة في الجبال ويمكن أن يعلنوا عن تمرد جديد في أية لحظة من أجل إستقلال كوردستان.
  3. اقترحنا على دول المنطقة أن يشكلوا فرقا كوردية مسلحة من العشائر الكوردية الموالية لهم لتقف بوجه التمرد الكوردي ولكن لم تستطع العشائر الكوردية الموالية من الحد من المقاومة الكوردية.
  4. من أجل لجم التمرد الكوردي لا بد من خطة متكاملة لكي لا تقوم دولة كوردستان الكبرى ولكي تبقى الحدود السياسية للإتفاقيات والمعاهدات الدولية على حالها.”

في اليوم التالي تابع الرئيس السوڤيتي جوزيف ستالين مناقشة النقاط التي تحدث عنها ونستون تشرتشل رئيس الحكومة البريطانية حول الكورد… وقال:

“إنه منذ زمن بعيد قد بدأ في خطة متكاملة للقضاء على التواجد الكوردي كشعب.

لقد قمت أولا بمسح جمهوريتهم “جمهورية كوردستان للحكم الذاتي” من الوجود في العام 1930 التي أسسها لهم لينين في العام 1921 ومن ثم قمت بتهجيرهم كمجموعات صغيرة في جميع أنحاء الإتحاد السوڤيتي… أما بقية المناطق التي يسكن فيها هؤلاء الكورد الذين تحدث عنهم السيد ونستون تشرتشل، فإني أملك الحل… والحل يتم بتنفيذ الخطة التالية:

  1. يجب إستمرار العراق وسورية وتركيا وإيران في إنكار وجود كوردستان وأن تعمل على إبادة الكورد وتهجيرهم من مناطقهم وإسكان غيرهم مكانهم.
  2. يجب أن نؤسس قوة كوردية تحارب مسألة إستقلال كوردستان ويتم هذا في إيجاد حزب كوردي إقليمي مهمته الرئيسية تصفية كل من يطالب بإستقلال كوردستان وعدم السماح بالفكر القومي الكوردي من الإنتشار بين الكورد وأن يكون النضال من أجل حقوق الكورد ليحتفلوا بأعيادهم وكل شئ يريدونه ولكن ضمن الحدود السياسية للعراق وسورية وتركيا وإيران وبمرور الزمن نكون قد قضينا على الروح القومية لديهم والتي تنادي بكوردستان الكبرى.
  3. يجب أن تكون من مهام الحزب الكوردي الإقليمي القضاء على أية شخصية أو حركة كوردية تسعى من أجل إستقلال كوردستان.
  4. عادة تقوم الثورة لأي شعب ومن ثم تقوم الثورة المضادة للقضاء على انجازات الثورة التحررية وما علينا في معالجة المسألة الكوردية إلا قلب هذه النظرية في أن تقوم الثورة المضادة قبل الثورة التحررية الكوردية وسوف نعمل على إيجاد الثورة المضادة بشكل حزب كوردي إقليمي كما ذكرته آنفا… حيث نجعله يناضل من أجل الشعب الكوردي إقليميا وبذلك يضع الكورد أنفسهم بأنفسهم حدا لمسألة إستقلال كوردستان.
  5. نجعل من الحزب الكوردي الإقليمي أن يقوم بمهمة الثورة المضادة من أجل أن يجول ويصول بين الكورد كحزب يتحدث بإسم الكورد وبذلك يتمكن من أن يضرب بتخطيط استباقي ذكي كل شئ له علاقة بمسألة الإستقلال لكي لا تقوم الثورة التحررية الحقيقية التي تهدف إلى إقامة الدولة الكوردية وبدون أن يشك به أحد. وبذلك نحافظ على أهداف الدول الكبرى الواردة في الإتفاقيات والمعاهدات الدولية في إنكار وجود كوردستان وبنفس الوقت يكون الكورد أنفسهم من ينفذ قرارات وأهداف الدول الكبرى.
  6. سنجعل أهداف الحزب الكوردي الإقليمي في البداية النضال من أجل إستقلال كوردستان حتى يتم خداع الكورد من أجل أن يصبح الحزب الكوردي الإقليمي حزبا جماهيريا كبيرا… ومن ثم العمل على تغيير المبادئ من الإستقلال إلى الحقوق الثقافية والإجتماعية والسياسية أو أي حق كوردي آخر ولكن المهم أن تكون حقوق الكورد في منهاج الحزب الكوردي الإقليمي لا تخرج عن نطاق الحدود السياسية للدول التي تضم جزء من كوردستان… وبالنضال الكوردي الإقليمي سوف لا يكون هناك شئ إسمه توحيد وتحرير كوردستان، وعلى الحزب الكوردي الإقليمي أن ينادي بإستقلال كوردستان بين الحين والآخر وبالكلام فقط لكي يجمع حوله ما تبقى من روح ثورية وإستقلالية في المجتمع الكوردي لكي يجعلها تذوب وتتحلل شيئا فشيئا.”

لتنفيذ هذه الخطة تابع الرئيس السوڤيتي جوزيف ستالين كلامه في شرح الخطوات العملية اللازمة:

“الخطوة الأولى: بما أن الكورد يسعون من أجل الدولة الكوردية فلنصنع لهم دولة كوردية لبضعة أشهر من أجل أن تضع القيادات الكوردية ثقتها بتوجيهاتنا ونصائحنا وعن طريق خداع قادة الكورد يمكننا أن نسوق جميع الكورد كالقطيع وإلى الأبد لأن الكورد يقدسون قادتهم ويطيعون أوامرهم إطاعة عمياء ويمكننا تنفيذ هذه الخطوة بسهولة لأن الجيوش السوڤيتية اليوم تسيطر على المناطق الكوردية في إيران.

الخطوة الثانية: تأسيس حزب كوردي ونلحق به كلمة الديمقراطية كإسم فقط ولكنه عمليا يكون في قمة الديكتاتورية الشبيهة بمنظمات الإتحاد السوڤيتي (إتحاد الشبيبة الديمقراطية وإتحاد الطلبة الديمقراطي وغيرها من المنظمات) وعندنا الخبرة الكبيرة في تشكيل المنظمات الديمقراطية من هذا النوع.

والحزب الديمقراطي الكوردي الذي أقترحه سيكون حزبا إقليميا وبأفكار ومبادئ تقدس دمج الكورد في المجتمعات العراقية والسورية والتركية والإيرانية وبدون ذكر كلمة الدمج التي ربما لن تجد من يدعمها حاليا والإستعاضة عنها بكلمات الديمقراطية والتعايش والتآخي من أجل زرع المحبة في عقول وقلوب الكورد لأعدائهم وبذلك لن يحققوا أي انتصار لأن من أهم شروط الانتصار في أي حرب هو كراهية العدو والسعي لتحطيمه أما إعتبار الدول التي فيها أجزاء من كوردستان إخوة للكورد يعني بداية الطريق من أجل صهر الكورد ضمن الحدود السياسية لتلك الدول ودمجهم في المجتمعات العراقية والسورية والتركية والإيرانية على نار هادئة.

الخطوة الثالثة: أن تسير عملية تطبيع ودمج الكورد في أوطان جيرانهم خلال عدة عقود أو أجيال وأن تسير معها عمليات تهجير الكورد وممارسة سياسة التعريب والتتريك والتفريس من قبل الدول التي يعيش فيها الكورد وإسكان غيرهم مكانهم.

الخطوة الرابعة: سأعمل على إرسال العناصر الكوردية في الأحزاب الشيوعية في إيران والعراق وتركيا وسورية للإنضمام إلى الحزب الديمقراطي الكوردي من أجل أن تكون مجمل العملية تحت سيطرتنا.

الخطوة الخامسة: زرع الفتنة وتشجيع الإنشقاق فيما بين الكورد في دعم وجود عدة قيادات كوردية في الإقليم الكوردي الواحد وسنعمل على مدها بالمال والسلاح عن طريق الدول التي يعيش فيها الكورد… وبإقتتال  القيادات الكوردية فيما بينها ننجح في تفتيت القوى الكوردية إلى مجموعات وأحزاب إقليمية متناحرة كما تم تفتيت بلادهم في المعاهدات الدولية السابقة.

الخطوة السادسة: بعد نشر الأحزاب الكوردية الإقليمية المتحاربة فيما بينها وتفتيت الأقاليم عن بعضها، نتوجه إلى العمل على تفتيت الكورد داخل الإقليم الواحد… من خلال الايعاز لكل حزب بتشكيل منظمات خاصة به كمنظمات الطلبة والشبيبة والعمال والفلاحين والمدرسين والمثقفين وغيرها من المنظمات الفئوية والطبقية وأن تكون تلك المنظمات أيضا متحاربة مع منظمات الأحزاب الأخرى.

الخطوة السابعة: هناك تفتيتا آخر أقترح إستعماله في إيجاد منظمات مستقلة عن الأحزاب الديمقراطية الكوردية (لإستيعاب الكورد الذين لم ينتسبوا للأحزاب الكوردية لسبب ما) وأن ترفع هذه المنظمات شعارات إنسانية وحضارية لا يستطيع أحد من رفضها مثل: الديمقراطية وحقوق الإنسان والرفق بالحيوان وحق تقرير المصير وحقوق الطفل والمرأة والمعوقين وكبار السن وخدمة الطبيعة وغيرها من المسميات الإنسانية الراقية… وكل هذا التفتيت لكي نزج بالشعب الكوردي في أية منظمة من المنظمات الآنفة الذكر ومن أجل هدر إمكانياته وتفتيت طاقاته بعيدا عن أي شئ له علاقة بإستقلال كوردستان أو وحدة الأقاليم وسينشغلوا في منازعات ومهاترات المبادئ والآيديولوجيات التي سنزرعها بينهم والتي ليس لها أية علاقة بإستقلال كوردستان أيضا.

الخطوة الثامنة: يضع الإتحاد السوڤيتي إمكانياته التنظيمية في خدمة الحزب الديمقراطي الكوردي وكتابة منهاجه ومبادئه الأساسية… كما سأعمل على وضع قادة الحزب الديمقراطي الكوردي في لائحة ضيوف الإتحاد السوڤيتي الدائميين في المؤتمرات والمهرجانات العالمية التي نعقدها في موسكو ومن أجل ترغيب قادة الحزب الديمقراطي الكوردي في الإستمرار في السياسة الإقليمية وتفتيت الشعب الكوردي وسوف أعطي الحزب الديمقراطي الكوردي عشرات المنح الدراسية سنويا لعناصرهم للدراسة في جامعات الإتحاد السوڤيتي.

الخطوة التاسعة: في حال قيام الكورد بأي تمرد في أي منطقة من مناطقهم فإن عناصرنا في قيادة الحزب الديمقراطي سوف تعمل على تسيير دفة تمردهم في أن ينحصر في جبال إقليم كوردي واحد فقط وعدم الاقتراب من المدن التركية وإلإيرانية والسورية والعراقية… وإن الكورد في الأساس يحبون بل بارعون في المقاومة الجبلية… فتمردهم في جبالهم سيعطي جيوش البلدان التي يعيشون فيها المبررات لهدم قرى ومدن الكورد وقتل قسم منهم وتهجير من تبقى بعد كل معركة. وعلى المدى الطويل تصبح كوردستان، شيئا فشيئا، خالية من الكورد وتكون فرصة لإسكان غيرهم فيها وبذلك تصبح كوردستان بلا صاحب لتقوم بتمرد جديد.

الخطوة العاشرة: هنا تأتي مهمة البلدان التي يعيش فيها الكورد في إرسال عناصر موالية لهم من الكورد من الذين يتمتعون بكفاءات ومهارات عالية بشكل احترافي ليكونوا أكثر كوردية من فلاسفة الكوردية للإنضمام إلى الأحزاب الكوردية والتعاون مع عناصرنا الشيوعية من أجل أن يجعلوا أحزابهم تدور حول نفسها بحيث تتآكل من الداخل وتفقد ثوريتها مع مرور الزمن.

المهم أن لا يقوم الكورد بأي عمليات في مدن البلدان التي يعيشون ضمن حدودها السياسية وبذلك سيعم الرخاء في مدن البلدان التي تحكمهم وسيعم الخراب والتخلف في المدن والقرى الكوردية وذلك ضمن سياسة النفس الطويل التي سنتبعها معهم. والاهم أن تستمر البلدان التي يعيش فيها الكورد بتهميش الكورد وبالتالي من خلال عناصرنا في الأحزاب الكوردية يجب العمل على تهميش أولئك الذين حقا يسعون من أجل إستقلال كوردستان، وأن يدفعوا بعناصرنا الشيوعية وعناصر البلدان التي تحكم كوردستان إلى أعلى المناصب.

الخطوة الحادية عشر: سيعمل الإتحاد السوڤيتي على إدارة العملية بالكامل والتي تهدف لتأمين مصالحنا جميعا إلا أن هكذا عملية بحاجة إلى ميزانية كبيرة، لذا أتطلع إلى دعمكم المادي.

وافق كل من الرئيس الأ‌مريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرتشل على جميع النقاط التي أشار إليها جوزيف ستالين بما فيهم الدعم المادي وقالا له:

“فقط إعمل على تأجيل قيام الدولة الكوردية حتى تنتهي الحرب مع هتلر خوفا من أن يستفيد الكورد من انشغالنا في الحرب وتستمر دولتهم ونفشل في السيطرة عليهم.

فقال ستالين بالطبع لن أقيم للكورد دولة في حالة الحرب مع هتلر وقرروا جميعا على تنفيذ خطة ستالين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية”.

وبالفعل تم تنفيذ الخطوات الآنفة الذكر التي قدمها الرئيس السوڤيتي ستالين ووافق عليها كل من الرئيس الأ‌مريكي روزفلت ورئيس الحكومة البريطانية تشرتشل.

ومن القرارات الهامة لمؤتمر طهران 1943 الخاصة في تقسيم العالم كمناطق نفوذ لهم كانت كما يلي:

“تقسيم العالم لمناطق نفوذ وسيطرة جديدة كالتالي:

  1. إعتبر المجتمعون في مؤتمر طهران أن الولايات المتحدة الأ‌مريكية على رأس قمة الهرم العالمي.
  2. إعتبر المجتمعون في مؤتمر طهران أن الدول الأوروپية مساعدا رئيسيا للولايات المتحدة الأ‌مريكية في قيادة العالم.
  3. إعتبر المجتمعون في مؤتمر طهران أن الإتحاد السوڤيتي بنفس مستوى الدول الأوروپية والأ‌مريكية شريكا في قيادة العالم مع حقه الكامل في نشر مبادئه الإشتراكية المتضادة مع مبادئ الولايات المتحدة الأ‌مريكية والدول الأوروپية الرأسمالية.
  4. إعتبر المجتمعون في مؤتمر طهران أن يكون التعامل مع بقية دول العالم كأتباع للنظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأ‌مريكية والدول الأوروپية أو أتباع للنظام الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوڤيتي.
  5. يسمح المجتمعون في مؤتمر طهران للإتحاد السوڤيتي بعد الانتهاء من حرب هتلر على تشكيل مجموعة من الدول الإشتراكية في شرق ووسط أوروپا وكذلك في شرق وجنوب شرق آسيا ويتنازل الإتحاد السوڤيتي عن بقية العالم للنفوذ الرأسمالي.
  6. يلتزم المجتمعون في مؤتمر طهران على سحب الحماية عن الدول التي تم استحداثها في الإتفاقيات والمعاهدات الدولية السابقة في حال ترددها في تنفيذ قرارات مؤتمر طهران.
  7. يلتزم المجتمعون في مؤتمر طهران التعاون مع الدول التي تم استحداثها بموجب الإتفاقيات والمعاهدات الدولية من أجل السيطرة على الشعوب التي لم تحصل على دولة قومية خاصة بها.
  8. يتعاون المجتمعون في مؤتمر طهران مساعدة الافارقة السود على الحصول على إستقلالها مستقبلا.
  9. يتعاون المجتمعون في مؤتمر طهران الإعتراف بحقوق وحماية الحيوانات والمحافظة عليها هوية ونوعا وحماية البيئة والاستقرار.
  10. يعتبر المجتمعون في مؤتمر طهران إستقلال الشعوب المتواجدة في الدول المستحدثة خطا أحمر يمنع الحديث عنه كما لا يحق لتلك الشعوب من حمل هوية تدل على قوميتها لتسهيل دمجها في مجتمعات تلك الدول… وأن لا تحمل سوى هوية الدول التي استحدثناها لتكون تحت سيطرة الدول المستحدثة والتي بدورها تحت سيطرة قادة العالم الرأسمالي والإشتراكي وبذلك تكتمل أضلاع الهرم العالمي والسيطرة عليه بالكامل.”

حينما علمت بمؤآمرة مؤتمر طهران الخبيثة ضد الشعب الكوردي علمت بمستوى حقد الشرق والغرب على الشعب الكوردي المسحوق والمسالم كما علمت أسباب إتفاق الشرق والغرب ضد الشعب الكوردي في عشرات الأحداث وفي مقدمتهم إتفاق الجزائر فيما بين شاه إيران وصدام حسين عام 1975 وكان من نتيجتها إنهيار ثورة الشعب الكوردي في جنوب كوردستان وإتفاق صدام حسين مع الخميني وكان من نتيجتها عمليات الإبادة الجماعية من الأنفال وضرب حلبجه بالسلاح الكيماوي التي اقترفها العراق ضد الشعب الكوردي بعد أن حصل على الضوء الاخضر من الشرق والغرب ليس بصمتهم فقط بل قاموا بتزويد صدام حسين بالإموال والسلاح اللازم لتنفيذ إبادة الشعب الكوردي.

والجدير بالذكر أن قرارات مؤتمر طهران 1943 التي وقع عليها كل من الرئيس السوڤيتي ستالين والرئيس الأ‌مريكي روزفيلت ورئيس الحكومة البريطانية تشرتشل كانوا في حالة من الضعف والتشتت أمام الضربات القوية للجيش الالماني الذي إحتل أوروپا وجزءا كبيرا من الإتحاد السوڤيتي وكانت بريطانيا تحت قصف الطائرات الالمانية والتي دمرت مناطق الباربيكان وغيرها بمدينة لندن إلا إنهم، ومع كل ضعفهم،كانوا ضد الشعب الكوردي ووجوده وحقوقه بشكل مقزز للنفس وإن دل ذلك على شئ فإنهم وبلا أدني شك أسيادا للخبث والنفاق وأكثر من النازية لتبجحهم كذبا بالديمقراطية وحق تقرير المصير للشعوب وبالحقيقة إنهم يمارسون أبشع أنواع الديكتاتورية في سحقهم لشعوب مسالمة كالشعب الكوردي الذي لم يغزو أو يحتل بلاد الآخرين كما هم والنازية يفعلون.

وعلى ما يبدو إنهم لم ينفذوا مؤآمرتهم على الشعب الكوردي فقط بل نفذوها على معظم الشعوب المسحوقة كالشعب الكوردي فقد صنعوا لهم دولا لأيام من أجل كسب ثقتهم ومن ثم التلاعب بهم وبمصيرهم ولا تزال المؤآمرة إلى اليوم قائمة… فعلى سبيل المثال:

  • تم خداع الشعب الكوردي بجمهورية كوردستان في مهاباد التي دامت 11 شهرا في العام 1946 والجدير بالذكر أنه حينما طرد الحلفاء رضى بهلوي شاه إيران ونصبوا ابنه محمد رضى مكانه في 16-9-1941 حررت العشائر الكوردية في شرق كوردستان مناطق سنه وبانا ومريوان بقيادة الزعيم الكوردي حمه رشيد خان وحرر عمر خان شريفي رئيس عشيرة الشكاك المناطق الكوردية الشمالية حتى الحدود السوڤيتية وأعلن عن إستقلاله… وكان الجيش السوڤيتي يمنع الجيش الإيراني من دخول المناطق الكوردية وبنفس الوقت عمل السوڤييت على محدودية الإستقلال الكوردي.

ومن أجل تمييع الإستقلال الكوردي طلب السوڤييت تشكيل وفدا كورديا من رؤساء العشائر الكوردية لزيارة باكو عاصمة آذربيجان السوڤيتية في 25-11-1941 ورحب رئيس جمهورية آذربيجان جعفر باقروف بالوفد الكوردي الذي قال للوفد في أن الحكومة السوڤيتية تنظر بإيجابية إلى مسألة إستقلال الاقليات القومية في إيران إلا أن الوضع الحالي غير مناسب لإستقلال كوردستان وهذا ما كان يخطط له ستالين ونفذه في مؤتمر طهران 1943 بالضبط.

  • وبنفس فترة قيام جمهورية كوردستان دعم السوڤييت قيام حكومة آذربيجانية وتشكيل الحزب الديمقراطي الآذربيجاني كالحزب الديمقراطي الكوردستاني ولم يزود السوڤييت جمهوريتا آذربيجان وكوردستان بأية أسلحة تمكنهم من مقاومة الجيش الإيراني وذلك لتنفيذ المؤآمرة فيما بعد ولم يكن دعم السوڤييت لجمهورية كوردستان وأذربيجان إلا من أجل كسب ثقة القادة الكورد والآذريين وفي 9-5-1946 إنسحب الجيش السوڤيتي من آذربيجان وكوردستان وعلى أثرها جرت مفاوضات إيرانية-كوردية-آذرية لكسب الوقت من أجل تحضير الحكومة الإيرانية نفسها لإحتلال آذربيجان وكوردستان وعلى أثرها طلب السوڤييت من القادة الكورد والآذريين عدم المقاومة واللجوء للإتحاد السوڤيتي من أجل المحافظة عليهم ليقوموا بالدعاية للسوڤييت بين جماهير الكورد والآذريين، ومعظم القادة الآذريين لجؤوا إلى الإتحاد السوڤيتي بينما القاضي محمد رئيس جمهورية كوردستان سلم نفسه للإيرانيين الذين أعدموه لأنه رفض أن يكون أداة بيد أحد وفضل الشهادة… وقدم الإتحاد السوڤيتي إحتجاجا شكليا حول تقدم الجيش الإيراني بإتجاه تبريز ومهاباد ولكن إحتجاجه لم يسفر عنه أية نتائج فعلية.
  • تم الإعلان عن إستقلال بلوشستان في 11-8-1947 ودامت دولة بلوشستان 217 يوما لخداع الشعب البلوشي بها أيضا وبعد بضعة أشهر من الإستقلال، إحتلت الباكستان دولة بلوشستان بإشارة من بريطانيا للباكستان في انسحابها من بلوشستان في عام 1948 كإشارة السوڤييت لإيران بإنسحاب السوڤييت من كوردستان وآذربيجان أيضا.
  • تم خداع شعب صباح وساراواك في ماليزيا بدولة لهم بالضبط كدول بلوشستان وكوردستان وأذربيجان والتي دامت 15 يوما فقط… وهذا الخداع هو بالضبط كما جاء في قرارات مؤتمر طهران لعام 1943 وتم تنفيذها بعد انتهاء الحرب مع هتلر.

وهذه المؤآمرة تم تنفيذها مع الكثير من شعوب العالم المسحوقة والتي بقيت بدون دولة قومية خاصة بها فالدول الغربية قد صنعت دولا عميلة لها لتحكم الشعوب المسحوقة ووافق الإتحاد السوڤييتي عليها مقابل عقود تجارية مغرية.

كانت هذه قرارات مؤتمر طهران 1943 بشأن الشعب  الكوردي والذي يبين مقدار الخوف من حرية الشعب الكوردي ومن إستقلاله كما إستطاع مؤتمر طهران من تمرير مؤآمراته بسهولة في سياسة النفس الطويل والتلقين النفسي غير المباشر وفي زرع الغباء أو استغباء الكورد وغيرهم من الشعوب التي تم مسحها من الخريطة بواسطة الكيانات المصطنعة التي تحتل بلادهم والأحزاب الديمقراطية العميلة.

وفي صدد زرع الغباء توصل العلماء في تجاربهم ودراساتهم إلى نتائج رهيبة وفيما يلي إحدى تلك التجارب:

وضع مجموعة من العلماء خمسة قرود في قفص واحد وفي وسط القفص يوجد سلم وفي أعلى السلم وضعوا بعض الموز، في كل مرة يصعد أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد، بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز، تقوم بقية القرود بمنعه، وضربه حتى لا يُرشــــون بالماء البارد، بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات، خوفا من الضرب، بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قردا جديدا، فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز، ولكن الأربعة قرود كانوا يضربونه ويجبرونه على النزول، بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب، قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد، وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب وهو لايدري لماذا يضرب، وهكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة، حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا، ومع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب.

لو فرضنا، وسألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟ أكيد سيكون الجواب: لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا هكذا.

عمليا هذا ما تم تطبيقه على الشعب الكوردي في أعماله وحياته اليومية، حيث أصبح يخاف من التغيير وأسيرا لغباء متراكم يزداد إضطرادا مع مرور الأيام ويفتخر أيضا بهذا “الغباء” الذي تم خداعه به والمطالبة بالحكم الذاتي والفيدرالية والديمقراطية وغيرها من المطالب السخيفة… ويخاف ليس من النضال من أجل إستقلال كوردستان بل حتى من نطق كلمة الإستقلال أيضا.

كان ستالين يخطط للمؤآمرة على الشعب الكوردي وغيره من الشعوب التي تم مسحها عن الخريطة منذ زمن توليه الحكم في الإتحاد السوڤيتي لكي تكون تلك الشعوب المسحوقة حاضنة رائعة للفكر الشيوعي وللإتحاد السوڤيتي، حيث إعتقد تلك الشعوب في أن الإتحاد السوڤيتي هو المدافع عنهم بينما في الحقيقة ان الإتحاد السوڤيتي كان يتاجر بهم.

كما أن المؤآمرة كانت دعاية للسوڤييت ببلاش لأن ستالين كان يقبض تكاليف المنح الدراسية من الدول الكبرى بملايين الدولارات وكذلك كان تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردي وغيره من الأحزاب ببلاش أيضا بواسطة الكوادر الكوردية المتواجدة في الأحزاب الشيوعية السورية والعراقية والإيرانية والتركية الذين تحولوا من إنتمائهم للأحزاب الشيوعية إلى انتمائهم للحزب الديمقراطي الكوردي بإشارة من ستالين ومن خلفه فيما بعد… والجدير بالذكر أن العناصر الآذرية في الحزب الشيوعي الإيراني (توده) لم يلتحقوا فرادا بالحزب الديمقراطي الآذربيجاني بل وجه ستالين أوامره إلى فرع آذربيجان للحزب الشيوعي الإيراني لكي ينفصل كليا عن الحزب الشيوعي ويلتحق قيادة وأعضاء بالحزب الديمقراطي الآذربيجاني.

وكان من هؤلاء الذين انتقلوا من الأحزاب الشيوعية إلى الأحزاب الكوردية كلا من: عبد الرحمن قاسملو وحمزة العبد الله وغني بلوريان وسامي عبد الرحمن ورشيد حمو ومحمد علي خوجه وعبد الله أوجلان وغيرهم كثيرون من الذين كانوا ينتمون للأحزاب الشيوعية في دول الشرق الأوسط… وبنفس الوقت كان الإتحاد السوڤيتي يعقد الصفقات التجارية بمليارات الدولارات مع البلدان التي تحتل بلاد تلك الشعوب المسحوقة، ويبيعهم أحدث الأسلحة والطائرات العسكرية لتضرب ثورات تلك الشعوب… وكان يبيع الإتحاد السوڤيتي تلك الشعوب المغلوبة على أمرها الكلام والكلام فقط والكراسات المغلفة بأغلفة حمراء التي تطالب بالحرية والمساواة والعدالة كذبا لخداع الشعوب وجرهم خلفه كقطعان الماشية.

فعلى سبيل المثال: في زمن الملكية العراقية كان حمزة العبد الله سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني، شيوعيا مندسا في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حسب تعليمات مؤتمر طهران 1943 وأوامر ستالين مباشرة وكان ينفذ الإقليمية والحزبية الكوردية بحذافيرها وكان يجتمع إجتماعات دورية سرية مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي من أجل تقليص نشاطات الحزب الديمقراطي الكوردي وإبعاده عن الفكر القومي الكوردي والاستهزاء بفكرة الأمن القومي الكوردي ومن أجل جعله حزبا عراقيا كالأحزاب العربية العراقية التي تسعى من أجل المشاركة في انتخابات الپرلمان والحكومة العراقية لتحقيق إندماج الكورد في المجتمع العراقي في النواحي التالية:

  1. قام حمزة العبد الله بتغيير إسم الحزب الديمقراطي الكوردي الذي لم يقبل في صفوفه غير الكورد إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث أصبح كل عربي وتركماني يقيم في كوردستان له الحق في الانتساب… وبوجود غير الكورد في الحزب تم منع الكورد من اتخاذ قرارات قومية كوردية وكل من يسعى لأي قرار قومي كوردي إتهموه بالتطرف.
  2. في زمن حمزة العبد الله لم يكن للحزب الديمقراطي الكوردستاني أية تنظيمات شعبية مثل نقابات وإتحادات الشبيبة والمرأة والطلبة والفلاحين والعمال والمحامين والاطباء وغيرهم والسبب لأن الحزب الشيوعي العراقي أمره بذلك… حيث أن الحزب الشيوعي العراقي عنده تلك النقابات والإتحادات ولا داعي لتكرارها في الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
  3. حينما عاد الجنرال مصطفى البارزاني من منفاه في الإتحاد السوڤيتي طرد معظم قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني: حمزة عبدالله وصالح الحيدري وخسرو توفيق ونژاد أحمد، وحميد عثمان، وصالح رشدي وغيرهم ولكن حمزة العبد الله وحسب المعلومات التي وصلته من الحزب الشيوعي السوڤيتي في أن البارزاني مع بقائه في الإتحاد السوڤيتي حوالي 12 عاما إلا أن البارزاني لم يتأثر بالشيوعية وبقي على حاله… ولهذا توقع حمزة العبد الله الاصطدام مع البارزاني وهو يعرف سلفا من هو البارزاني حيث لا هو ولا غيره يتحمل الاصطدام معه… ولهذا قام حمزة العبد الله بالتحضير لذلك اليوم فزوج ابنة أخته كلاويژ لإبراهيم أحمد لكي يضمه إلى صفه وشكل له مجموعة لتكون قيادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني حينما يقوم البارزاني بطرده المتوقع، ولخداع البارزاني كتب حمزة العبد الله رسالة إلى البارزاني يحذره من جماعة إبراهيم أحمد واتهمهم باليمينية وعدم الاخلاص للبارتي وللبارزاني واختتم رسالته بعبارة: “وإني لك ناصحا أمينا” مما جعل البارزاني يعتقد أن إبراهيم أحمد ضد إتجاه حمزة العبد الله بينما الحقيقة إنه أكثر إقليمية من حمزة… وبقوة البارزاني تم طرد حمزة العبد الله من الحزب وتنصيب إبراهيم أحمد سكرتيرا للحزب الديمقراطي الكوردستاني والتغيير الذي قام به إبراهيم أحمد هو تعديل منهاج الحزب الديمقراطي الكوردستاني بمسائل طفيفة جدا… فالفقرة التي تنص على عبارة “استرشاد الحزب بالأفكار الماركسية اللينينية” تغيرت إلى عبارة “الانتفاع من الأفكار الماركسية اللينينية”.
  4. تابعت جماعة إبراهيم أحمد وفي مقدمتهم جلال الطالباني جميع مهمات حمزة العبد الله فحينما أعلن الجنرال بارزاني الثورة الكوردية في ايلول 1961 كانت جماعة إبراهيم أحمد وجلال الطالباني معادية للثورة وإلتحقت بالثورة على مضض بعد انطلاقها بأربعة شهور.

وحينما أرسل الجنرال بارزاني جلال الطالباني إلى بغداد للتفاوض بعد انقلاب البعث في 1963 فإذا بجلال الطالباني يعمل العكس ويذهب إلى القاهرة واللقاء مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

وفي العام 1964 عقدت جماعة إبراهيم أحمد وجلال الطالباني مؤتمرا للحزب الديمقراطي الكوردستاني في قرية ماوت وقرروا طرد البارزاني من الحزب الديمقراطي الكوردستاني… فلاحقتهم قوات البارزاني فهربوا إلى إيران وحينما فشلت خطتهم في محاربة الثورة الكوردية من الاراضي الإيرانية فطلبوا العفو فعفا البارزاني عنهم ورجعوا إلى صفوف الثورة الكوردية من جديد من أجل التحضير لقيادة جديدة للحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد أن يغادروا الثورة الكوردية المتوقع والمخطط له وفعلوا بالضبط كما فعل حمزة العبد الله سابقا.

في العام 1966 تركت جماعة إبراهيم أحمد وجلال الطالباني الثورة الكوردية والحزب بعد أن سلموه لقيادة مثلهم وهكذا وإلى اليوم لم يخرج الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن مقررات مؤتمر طهران 1943 قيد شعرة.

بعد أن طرد الجنرال مصطفى البارزاني حمزة العبد الله من الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العام 1959 إلا أن جماعة إبراهيم أحمد – جلال الطالباني إستمرت علاقتهم مع جماعة حمزة العبد الله المطرودة من الحزب.

وفيما يلي صورتهم تعود لعام 1964:

الصف الأمامي ومن اليمين نوري شاويس وفؤاد عارف وإبراهيم أحمد

الصف الثاني ومن اليمين حمه عزه وحمزة العبد الله وجلال الطالباني وعمر دبابه

 

ومع أن الإتحاد السوڤيتي قد انتهى من الوجود في العام 1991 إلا أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وغيره من الأحزاب الديمقراطية للشعوب الأخرى لا تزال ملتزمة في الاعتماد على الشيوعيين بفضل العناصر الشيوعية القديمة كما رسمها لهم ستالين بالضبط فمثلا بعد أن حصل جنوب كوردستان على الفيدرالية بالإضافة للعناصر الكوردية الشيوعية القديمة التي أرسلها ستالين وخروتشوف وغيرهم من قادة الإتحاد السوڤيتي السابق، قام الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالاستعانة بعناصر شيوعية جديدة في بناء مؤسسات الفيدرالية وسلم أهم المؤسسات في جنوب كوردستان إلى العناصر الشيوعية وبالاحرى كل من يعادي الفكر القومي الكوردي، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد سلمت القيادات الكوردية الحزبية شبكة آسياسيل للموبايل في مدينة السليمانية والقناة التلفزيونية كوردستان تي في ومؤسسة آراس للطباعة والنشر في هولير وغيرهم من المؤسسات الاعلامية والتكنولوجية إلى العناصر الشيوعية منذ تأسيسها ولا تزال إلى اليوم للثقة التامة بهم في أنهم لن يعملوا من أجل إستقلال كوردستان… لأن المبادئ الشيوعية الأممية التي يؤمنون بها لا تعترف بالإنتماء القومي ولا يهم عندهم فيما إذا كانت عاصمتهم هولير أو بغداد أو موسكو وهذا ما يريده الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأحزاب المنشقة عنه وغيرهم من الأحزاب الجديدة التي سارت على نفس المنهج الإقليمي.

إن العناصر الشيوعية كانت ولا تزال جزء لا يتجزأ من تشكيلات القيادات الكوردية الحزبية منذ مؤتمر طهران 1943 وإلى اليوم، بالرغم من أن الشيوعيون في حكومة إقليم جنوب كوردستان هم الافضل فيما إذا قارناهم مع الإنتهازيين والوصوليين وجحوش وعملاء النظام البعثي البائد الذين يحتلون أعلى المناصب في حكومة إقليم جنوب كوردستان أيضا.

تفتخر الدول الكبرى بمؤتمر طهران بشكل علني ووقح كما حدث في 11-8-2021 إذ نشرت السفارة الروسية في طهران عبر تويتر صورة تظهر فيها السفير الروسي ليفان جاغاريان ونظيره البريطاني سايمون شيركليف جالسان على كرسيين، قالت السفارة إنها التقطت “بنفس المكان على هذا الدرج التاريخي حيث جمعت قادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية كل من الزعيم السوڤيتي جوزيف ستالين والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل أثناء عقد مؤتمر طهران عام 1943”.

صورة “الدرج التاريخي” استفزت كبار المسؤولين الإيرانيين وغيرهم فكتب جواد ظريف وزير الخارجية الايراني على تويتر “رأيت صورة اليوم غير لائقة للغاية”، وأضاف “هل أحتاج أن أذكر الجميع بأن أغسطس 2021 ليس أغسطس 1941 (تاريخ الاطاحة بحكم محمد رضى بهلوي) ولا ديسمبر 1943 (تاريخ عقد مؤتمر طهران)

ودعا رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف وزارة خارجية بلاده داعيا إلى تقديم السفيرين اعتذارا رسميا وإلا سيكون من الضروري اتخاذ ردا دبلوماسيا حازما.

وإعتبر حسين أمير عبداللهيان، المرشح لخلافة ظريف في حكومة الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، أن ما قام به السفيران “أهانة الرأي العام في الجمهورية الإسلامية”.

وإن سبب الانزعاج الإيراني هذا جاء لأن الجيوش الروسية والبريطانية إحتلت إيران عام 1941 وأطاحوا بحكم رضى شاه بهلوي الموالي لألمانيا النازية ونصبوا إبنه محمد رضى بهلوي على عرش إيران. مع العلم إن الجمهورية الإسلامية هي ضد محمد رضى بهلوي وأبوه إلا أن الجمهورية الإسلامية دافعت عن القومية الفارسية ورفضهم لفترة إحتلال إيران من قبل الجيوش الروسية والبريطانية… ولكن الكورد الذين هم يجب أن يستنكروا هذه الصورة التي تشير إلى مؤتمر طهران لعام 1943 الذي لا يقل عداء للكورد وكوردستان عن إتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان ولكن الكورد لم يحركوا ساكنا وذلك لأن القيادات الكوردية الحزبية لا تزال إلى اليوم تناضل من أجل تنفذ قرارات مؤتمر طهران 1943 المكملة لإتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان الإستعمارية.

كما إن تكرار هذه الصورة يدل دلالة قاطعة للنصر الكبير الذي حققه مؤتمر طهران عام 1943 في لجم الشعوب التي تم مسحها عن الخريطة في إتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان الإستعمارية. فيقوم أحفاد الزعيم السوڤياتي جوزيف ستالين والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل في الجلوس في نفس المكان بالضبط وتركهم لكرسي الوسط فارغا الخاص بالولايات المتحدة الأ‌مريكية هو التأكيد على مؤتمر طهران بما أنهم ليسوا ثلاثة فلماذا وضعوا الكرسي الثالث فارغا بينهم؟؟ وهو أيضا التأكيد على افتخارهم بمؤتمر طهران وانتصارهم على شعوب الشرق الأوسط وتخديرها وجعلها تعادي إستقلال أوطانهم بأحزاب تقوم بمهمة حصان طروادة.

من اليسار: الرئيس السوڤيتي جوزيف ستالين والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت

ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل في مؤتمر طهران عام 1943

من اليسار: السفير الروسي ليفان جاغاريان ونظيره البريطاني سايمون شيركليف

وتركوا كرسي الوسط للأ‌مريكي فارغا تيمنا بصورة مؤتمر طهران 1943.

 

إن الدول الكبرى والكيانات التي تحتل كوردستان مع كل الإختلاف فيما بينها إلا أنها لا تزال مستمرة في تنفيذ إتفاقية سايكس بيكو ومعاهدة لوزان ومؤتمر طهران لعام 1943 من أجل تمزيق الشعب الكوردي ووطنه كوردستان.

والجدير بالذكر أن مؤتمر طهران إستمر من 28-11 ولغاية 1-12-1943 ولمجرد إنتهاء عقد المؤتمر أسرع المؤتمرون كل من الزعيم السوڤياتي جوزيف ستالين والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل إلى تبليغ الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان بلاد الشعب الكوردي وغيره من الشعوب بنتائج مؤتمر طهران لطمأنتهم في أن قرارات مؤتمر طهران كانت في صالحهم وبالضد من مصالح الشعوب وفي مقدمتهم الشعب الكوردي.

وإن أهم مؤتمراتهم في هذا الصدد كان مؤتمر القاهرة الثاني لتبليغ تركيا التي تحتل القسم الأكبر من كوردستان، في أن مؤتمر طهران قد قرر تصفية القضية الكوردية وصهر الكورد والقضاء على أي حركة كوردية تسعى لإقامة دولة كوردية، فعقد كل من الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل مؤتمر القاهرة الثاني مع الرئيس التركي عصمت إينونو فيما بين 4-12 ولغاية 6-12-1943 أي بعد انتهاء مؤتمر طهران بثلاثة أيام فقط لتبليغ تركيا بما قرره مؤتمر طهران بشأن الكورد وكوردستان.

من اليمين: رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل والرئيس التركي عصمت إينونو والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت

في مؤتمر القاهرة الثاني في 4-12-1943

 

وفي هذا الصدد اجتمع في موسكو رؤساء أجهزة المخابرات ووزراء الدفاع السوري والتركي والروسي في شهر كانون الأول ديسمبر 2022.

وعقد نواب وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران وسورية في 14-15 آذار 2023 إجتماعا تمهيديا لإجتماع وزراء خارجية ورؤساء بلدانهم لاحقا من أجل قمع توجهات الشعب الكوردي الإستقلالية والإستمرار في تطبيع الشعب الكوردي في مجتمعات الكيانات التي تحتل كوردستان… لأن إجتماعات تركيا وإيران وسورية ومعهم العراق كانت دائما على حساب الشعب الكوردي وكوردستان… وكانت إجتماعاتهم تحت رعاية روسية مرة أو تحت رعاية أ‌مريكية مرات ومرات ولكنها كانت لنفس السبب مهما تغير الراعي لها فهي دائما بالضد من مصلحة الكورد وكوردستان ومن أجل تأمين مصالح الكيانات التي تحتل كوردستان.

كما إن الامة العربية انتفضت في العام 2021 لأن دولة إتحاد الامارات العربية بدأت في عملية التطبيع مع إسرائيل… ولكن الشعب الكوردي بدأ بالتطبيع مع الكيانات التي تحتل كوردستان منذ أن تأسست الأحزاب الكوردية الإقليمية في العام 1946 أي الأحزاب الكوردية-العراقية والأحزاب الكوردية-التركية والأحزاب الكوردية-السورية والأحزاب الكوردية-الإيرانية… حيث جميعها تتبع مدرسة واحدة وهي مدرسة تطبيع وتعايش وإندماج وإنصهار وإنحلال الشعب الكوردي في مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان كما وردت في قرارات مؤتمر طهران لعام 1943 بالضبط.

لذلك لم تعترض القيادات الكوردية الحزبية على مؤتمر طهران لأنها بالحقيقة من أنصاره وتعمل حسب قرارات مؤتمر طهران وتقوم عمليا بدور حصان طروادة والثورة المضادة لقمع أية ثورة كوردية حقيقية من أجل إستقلال كوردستان وتأمين مصلحة أعداء الكورد وكوردستان برغم من أن اعلاميات القيادات الكوردية الحزبية تدعي القومية الكوردية بالكلام فقط من أجل خداع الجماهير الكوردية البسيطة.

إن القيادات الكوردية الحزبية تقوم بدور العراب الأول للتطبيع مع أعداء الكورد وكوردستان، بالضبط كالدول العربية التي تنادي بالممانعة والمقاومة حيث صرعوا شعوبهم في إنهم يحاربون الإستعمار والصهيونية والرجعية وإذا بهم انكشفوا على حقيقتهم في ثورات الربيع الشعبية في أنهم أصدقاء الإستعمار والصهيونية والرجعية بلا منازع ومنذ عشرات السنين يطالبون شعوبهم بدفع الضرائب للمجهود الحربي للتزود بالأسلحة لمحاربة الإستعمار والصهيونية والرجعية ولكنهم لم يحاربوا سوى شعوبهم.

إن قرارات مؤتمر طهران لعام 1943 قد فوضت القيادات الكوردية الحزبية في أن تكون “الثورة المضادة في كوردستان” من أجل القضاء على “الثورة الكوردية الحقيقية” التي تطالب بإستقلال كوردستان، ولعل إكتشافي هذا شبيه إلى حد بعيد بإكتشاف كارل ماركس لنظرية “فضل القيمة” المسروقة من الكادحين لصالح الرأسماليين.

وأستطيع أن أعلن عن النظرية التي إكتشفتها في إنها نظرية “فضل القيمة” المسروقة من الشعب الكوردي لصالح الكيانات التي تحتل كوردستان وأسيادهم الدول الكبرى الموقعة على قرارات مؤتمر طهران حيث قامت القيادات الكوردية الحزبية في تنفيذها وتطبيقها بالضبط.

 

قوة الحاسة السادسة للكورد وأصدقائهم كانت تشك بوجود المؤآمرة

لقد كتبت مئات المقالات والدراسات التي تدل بشكل قاطع على وجود قرارات مؤتمر طهران 1943 بالرغم من إني لم أكن بعد أعلم شيئا عن قرارات مؤتمر طهران لعام 1943 وفيما يلي إحداها حيث كتبت ما يلي:

“عقد هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية المؤتمر الأول لحركته بمدينة بازل في سويسرا عام 1898… وفي المؤتمر قال هرتزل ان بريطانيا قد منحت اليهود ارضا في اوغندا من أجل إقامة دولة يهودية وحينما تتقوى الدولة هناك ننقلها إلى فلسطين… فقامت امرأة عجوز من اعضاء المؤتمر وقالت لهرتزل: إذا قبلت بالمشروع البريطاني فأنت خائن… مما اجبر هرتزل على التراجع عن المشروع البريطاني بنفس المؤتمر.

والآن وبعد اكثر من قرن من الزمان فهل يوجد من بين أعضاء الأحزاب الكوردية من يقول لرئيس حزبه كلمة اخطأت يا سيادة الرئيس. مع ان الأحزاب الكوردية قاموا بأفعال ترقى بعضها لدرجة الخيانة العظمى مثل الإقتتال  الكوردي-الكوردي أو التنسيق الأمني مع أجهزة مخابرات الكيانات التي تحتل كوردستان من أجل تصفية ناشطا كورديا من الشعب لأنه لا ينتمي لحزبهم أو ممن يؤمنون بإستقلال كوردستان.

ولهذا صار لليهود دولتهم التي لا تتجاوز بضعة ملايين رغما عن انف مليارات المسلمين ومئات الملايين من العرب مع انهم جمعوا شتاتهم من كل انحاء العالم ونحن الكورد نعيش على ارضنا كوردستان ولكننا لا نقوى على إقامة دولتنا لأننا لم نقو على قول كلمة حق في أن نكافئ المصيب ونجازي المسئ بينما الذي تتبعه القيادات الكوردية الحزبية هو العكس تماما والمتمثل بمعاقبة الوطني في إهماله وتكريم الخائن في منحه أعلى المناصب.

وكنت أعتقد في إن تفسير اينشتاين للغباء وكأنه قد كتبه خصيصا للقيادات الكوردية الحزبية التي تكرر الأخطاء بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وفي كل مرة تتوقع نتائج مختلفة… ولكن بعد معرفة قرارات مؤتمر طهران تبين لي أن القيادات الكوردية الحزبية ليسوا أغبياء على الاطلاق.

وفي هذا الصدد هناك ملايين الأمثلة ولا يوجد من يستفيد منها في القيادات الكوردية الحزبية أو يحاول عدم تكرارها بل يحاولون تكرارها وبحاربون كل من يذكرهم بها لأنهم يقومون بها عن قصد وفيما يلي بعضها:

إن ثورة جنوب كوردستان اعتمدت على شاه إيران في محاربة العراق.

وثورة شرق كوردستان اعتمدت على العراق في حربها ضد الخميني.

وثورة شمال كوردستان اعتمدت على سورية في حربها ضد تركيا.

وثلاثتهم كانوا يعتمدون على محتل من محتلي كوردستان ضد محتل آخر وكانت نتيجتهم الإنهيار ولا يزالون إلى اليوم يمارسون نفس السياسة بل هناك الآن من يعتمد على جميع الكيانات التي تحتل كوردستان ولو كان اينشتاين حيا لقال لهم ان من يعتمد على محتل واحد فنهايته الإنهيار ومن يعتمد على جميع الكيانات التي تحتل كوردستان فإن إنهيارهم سيكون مكعبا حسب تعريف علم الرياضيات.

كما ان القيادات الكوردية الحزبية قامت بحماية وتدريب المعارضة العراقية في جبال كوردستان ومنهم على سبيل المثال حزب البعث العراقي حيث ساعدت الثورة الكوردية قيادته مرتين في القيام بإنقلابهم الأول عام 1963 والثاني عام 1968 وبعدها قام حزب البعث بضرب الشعب الكوردي بالسلاح الكيماوي ولا يزال البعض يعقد الإتفاقيات مع البعث ويقومون بحماية عناصره وفلوله جهارا نهارا.

وعلى ما يبدو ان الله خلق جينات الآريين على هذا الشكل… فالألمان شعب ذكي وعلمائه وفلاسفته ومفكريه دائما هم في المقام الأول عالميا ولكنهم في السياسة يصلون إلى درجة الصفر… فاليونان اليوم أضعف اعضاء الإتحاد الأوروپي ولكن بسياستها وديبلوماسيتها إستطاعت ان تتلاعب على الالمان وتسحب منهم مليارات الدولارات حتى جعل القادة الالمان يبدون عجزهم امام دولة اليونان ويهددون بالانسحاب من الإتحاد الأوروپي مع انهم أقوى اعضاء الإتحاد الأوروپي.

والكورد أيضا في السياسة يتمارض عقلهم… فالمالكي بالمقارنة مع سنوات نضال الرئيس مسعود ومام جلال كان لا شئ لأنه حينما كان يأتي إلى كوردستان في زمن صدام حسين هو وغيره من قادة العراق اليوم لم يكن لديهم عسكري واحد ليحرسهم فكانت الپيشمرگه تقوم بحراستهم.

ان القيادات الكوردية الحزبية قد أوهمت نفسها في ان المخاطر محدقة بالكورد والحقيقة ان الكيانات التي تحتل كوردستان لا تستطيع النوم خوفا من الكورد… ان أي قائد لـ 50 مليون كوردي كان من المفروض حينما يمشي يجب ان يزلزل الارض تحت اقدام الأعداء.

فمهما حاولت القيادات الكوردية الحزبية تضليل الشعب الكوردي بشعارات طنانة مثل الديمقراطية وحق تقرير المصير وحقوق الإنسان والحقوق المدنية والاممية والعلمية والواقعية والمنطقية والمناطقية والإقليمية والحزبية وعلى رأسها الحكم الذاتي والفيدرالية وإلى آخره من طنين الشعارات العالمية والتي أقرها أكبر الفلاسفة إلا إنها لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون بديلا عن حرية الكورد وإستقلال كوردستان والدولة الكوردية.

بعد ان تم فصل كوردستان عن شعوبها البلوشية والأمازيغية… تم فصل كوردستان نفسها لتكون محتلة من قبل عدة كيانات مصطنعة… واخيرا تم فصل الشعب الكوردي عن بعضه بمسألة الأحزاب التي وصل عددها إلى المئة حزب وكل حزب يعتبر نفسه صاحب الطريق الصحيح والبقية خونة أي بهذه المئة حزب الذين يخونون بعضهم قسموا الشعب الكوردي إلى مئة شعب. ولذلك تسرح الكيانات التي تحتل كوردستان كيفما تريد ولا يوجد من يردعهم.

وإن النضال والتضحيات بالملايين من أبناء الشعب الكوردي لا يفيد بشئ ان لم يكن بمكانه وزمانه المناسب وهدفه الحقيقي بالإستقلال.

فإن 182 ألف كوردي ضحايا الأنفال لو تم التضحية بـ 10% منهم من أجل إستقلال كوردستان لإستطاع الشعب الكوردي من إعادة الإمبراطورية الميدية مرة أخرى.

وفي هذا الصدد كتبت عشرات الكتب وعقدت مئات الندوات والمؤتمرات وكتبت مئات المقالات من أجل معرفة الخلل في الحركة التحررية الكوردية التي قدمت التضحيات الكبيرة ولكن لم يحصل الشعب الكوردي على حريته وإستقلال وطنه كوردستان.

إني على يقين كامل في أن هناك خللا في الحركة التحررية الكوردية وسعيت طوال حياتي من أجل معرفة هذا الخلل فوصفت القيادات الكوردية الحزبية بالغباء ومرة بالخيانة ومرة بجهلهم لألفباء السياسة مرات ومرات.

وفيما يلي أهم نقاط أبحاثي ودراساتي التي استخلصتها من تجارب وآراء القادة الكورد وأصدقاء الشعب الكوردي الذين قرأت لهم وإلتقيتهم حيث أن كلماتهم محفورة في ذاكرتي، وكانت الدافع الكبير لي للبحث عن الحقيقة في ميادين أخرى لمعرفة الأسباب التي تقف حائلا أمام قيام دولة كوردستان وقد اخترت بعضها على سبيل المثال:

  1. في العام 1967 بعد أن أفرجت المخابرات السورية عني أخبرني والدي الشهيد إبراهيم ملا: “في أن أكون صبورا وأن لا أتعجل الامور لأن هناك مؤآمرة كبرى على الشعب الكوردي ترعاها الدول الكبرى الشرقية والغربية والمؤآمرة أكبر من طاقاتنا… لذا عليك بالصبر لأن هذا الامر لن يدوم… ومما قاله لي والدي أيضا: “في أن الامير جلادت بدرخان قد كلفني وكلف غيري من عناصر خويبون بالانخراط بالمنظمات التابعة للروس والأ‌مريكان من أجل التأثير عليهم وصرفنا عمرنا في خدمة الدول الكبرى إلا إنهم لم يلتفتوا إلى الكورد كقضية وشعب ووطن على الإطلاق… ولم تتعدى مساعداتهم أكثر من منح بعض الكورد زمالات دراسية في جامعاتهم”.

واليوم أستعيد كلام والدي هذا ، الذي كان صورة لقرارات مؤتمر طهران 1943 بالضبط تلك المؤآمرة الكبرى التي حدثني عنها والدي في العام 1967 والتي كان يشعر بها من خلال الحاسة السادسة.

  1. في العام 1972 حينما إلتقيت الجنرال مصطفى البارزاني في جبال قنديل ومن ضمن الحديث فيما بيننا سألته عن الأحزاب الكوردية في غرب كوردستان والتي تسمي نفسها باليسار واليمين فقال الرئيس بارزاني: “ان اليسار واليمين هم خونة بدون قيد ولا شرط”… فكلمة الرئيس بارزاني تعني في أنه يشك في جميع الأحزاب الديمقراطية ولم يستثني أحدا من يسارهم إلى يمينهم… فكلمات الرئيس بارزاني كانت قليلة إلا إن كل كلمة من كلماته كانت بحرا وجعلتني أبدأ في معرفة شكوكه بالأحزاب الديمقراطية التي شعر بها عن طريق الحاسة السادسة أيضا.
  2. لم تخلو إجتماعاتي اليومية مع العم أوصمان صبري في الاعوام 1961-1981 بدون أن يتحدث لي عن مسألة حرية الكورد وإستقلال كوردستان وإعلان الدولة الكوردية حيث كان قاطعا الامل من القيادات الكوردية الحزبية في أن تناضل من أجل إستقلال كوردستان وكان دائما يكرر لي القصة التالية: ان قادة الأحزاب والمنظمات الكوردية لا يريدون إقامة دولة كوردية، ولكن يوما ما ستأتي دولة كبرى وتضرب الكوردي على رأسه بالعصا وتقول له “تَرَسْ” إعلن دولتك وكان يقولها بكل حدة وحماسة. ومنذ عشرات السنين منذ ان قامت الجيوش الأ‌مريكية والبريطانية بمشاركة الپيشمرگه في تحرير العراق وكوردستان من صدام حسين في العام 2003 وأنا أدعو من الله أن أشاهد العم أوصمان صبري في منامي لأقول له يا عمي لقد صدقت في أن الكورد لا يريدون إقامة دولتهم ولا حتى بالعصاية، وكان ذلك تعبيرا واضحا عن شكوكه بالقيادات الكوردية الحزبية.
  3. من خلال معرفتي بالقائد والمفكر القومي الكوردي الكبير البروفيسور جمال نبز ونضالي معه منذ العام 1969 حتى وفاته في العام 2018، كان يؤكد دائما على أن الحرية لا تتجزأ فكل حرية غير كاملة هي عبودية… فكانت كلمات الدكتور جمال نبز تدفعني أيضا لكي أبحث في تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو الكوردي أو الأحزاب التي تطالب بأقل من الدولة الكوردية في أنها تطالب بالعبودية لأن الحرية لا تتجزأ… وقد انتقد البروفيسور جمال نبز القيادات الكوردية الحزبية بعشرات الكتب ومئات المقالات والدراسات لأكثر من نصف قرن من الزمان ولكن بدون أن تغير القيادات الكوردية الحزبية سياستها الفاشلة والغبية والتي أدت بالشعب الكوردي إلى المآسي والكوارث… وفي السنوات الاخيرة من حياته رحمه الله، وبعد العام 2014 منذ أن أطلعته بقرارات مؤتمر طهران حينما كنت أتحدث إليه عن السياسة الحزبية الفاشلة فكان يجيبني لقد غسلت يدي منهم ولا أحب أن أذكرهم لأني أشعر بالتقيؤ من أفعالهم. نعم، إن سياسة القيادات الكوردية الحزبية تدعو كل كوردي شريف إلى الشعور بالتقيؤ ولكن الحقيقة إنهم ينفذون برنامجهم بذكاء وحرفية كما رسمه لهم مؤتمر طهران 1943 بالضبط.
  4. لقد كان في نضالي وكتاباتي حول المنغصات والشكوك وبما يجري للشعب الكوردي من نكسات ومآسي وإحساسي بوجود مؤآمرة مؤتمر طهران وذكرتها مرارا في أن هناك حلقة مفقودة في النضال الكوردي فكتبت حولها عشرات المقالات والدراسات كان منها دراستي تحت عنوان: “إن الشعب الكوردي بحاجة بيريسترويكا كوردية” كالتي أعلنها الرئيس السوفيتي غورباتشوف وغيرها من الدراسات في هذا الصدد… لذا، فمنذ زمن بعيد توقفت عن تسمية الحركة التحررية الكوردية لأني على يقين في أن الحركة التحررية الكوردية لا وجود لها وإنما هناك القيادات الكوردية الحزبية التي انتحلت صفة الحركة التحررية الكوردية كذبا وافتراءا.
  5. كما أن هناك أعدادا هائلة من الوطنيين الاحرار الذين أحسوا بوجود مؤآمرة مؤتمر طهران بدون أن يعلموا شيئا عنه ولعل العزيز وريا قرداخي كان أحد هؤلاء الوطنيين الاحرار حيث كان يتصل بي ويبدي شكوكه بوجود خلل وعمالة في القيادات الكوردية الحزبية وبدون أن يعلم مصدر شكوكه فكان يتحدث عن همومنا المشتركة وفيها الكثير من النقاط الهامة والتي تسترعي الاهتمام: راجع تاريخ رسالته المؤرخة في 16-6-1986 في الجزء الثالث من سيرتي الذاتية حيث يقول:

“…فالعديد من قياديي شعبنا هم من المثقفين الطفيليين المنتفعين من الأوضاع السائدة في بلادنا كوردستان وهم بدورهم يؤدون واجبهم المرسوم لهم ويورطون شعبنا المسكين في ويلات…” إن جملة “وهم بدورهم يؤدون واجبهم المرسوم لهم” هذا الكلام جعلني أشعر وكأن العزيز “وريا” كان مطلعا على قرارات مؤتمر طهران لعام 1943 الذي قام برسم الخطة للإيقاع بالشعب الكوردي عن طريق قياداته الحزبية.

  1. في 29-8-1988 إستلمت من الدكتور نور الدين زازا إحدى رسائله لي باللغة الكوردية ومما قال فيها: “شعبنا الكوردي متفرق ولم يتمكن من إقامة إتحاد قوي وإستراتيجية صحيحة، ولهذا يذهب نضاله هباء، يتم قتله، وتمزيق وطنه ولا يوجد من يسمعه. هذا الحال يدوم ولا يتغير منذ أكثر من سبعين عاما. أنظر مثلا نضال الكورد في العراق وإيران: لقد اجتمعت وفود دول العراق وإيران مع الأمين العام للأمم المتحدة بمدينة جنيف، ومرة أخرى يريدون أن يتفقوا على حساب الكورد، ولكن كورد العراق وإيران لم يرسلوا أحدا للإجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة، هناك من يقول إنهم سيرسلون، ولكن متى؟” فالدكتور نور الدين زازا لم يكن قاطعا الامل من القيادات الكوردية الحزبية في أن تناضل من أجل إستقلال كوردستان بل إنه كان قاطعا الأمل في أن يصدر منهم أي خير للشعب الكوردي مع إنه لم يكن يعلم بقرارات مؤتمر طهران ولكن قوة الحاسة السادسة أيضا أخبرته بوجود مؤآمرة مؤتمر طهران.

وذلك لأن القيادات الكوردية الحزبية أقامت وحدتها وإستراتيجيتها مع الكيانات التي تحتل كوردستان حيث تعتبر وفود العراق وإيران هي الممثل الحقيقي لهم، تلك الإستراتيجية التي تهدف إلى أن يذهب نضال الشعب الكوردي هباء وقتله وتمزيق وطنه وأن لا يسمعه أحدا.

  1. في العام 1997 حينما إلتقيت الرئيس الليبي معمر القذافي أخبرني في أنه هناك مؤآمرة خبيثة على الشعوب المضطهدة تديرها الدول الكبرى. وأن المؤآمرة أكبر بكثير من جميع دول الشرق الأوسط وشعوبها وبعد أن اضطلعت في العام 2014 على قرارات مؤتمر طهران 1943 عندها علمت ما كان يقصده العقيد معمر بوجود مؤآمرة خبيثة على الشعب الكوردي وغيره من الشعوب المغدورة.
  2. في 10-9-2008 كتب البروفيسور التركي اسماعيل بشيكجي مقالة تحت عنوان “هل يوجد فكر أصيل خاص للكورد؟” حيث عبر الدكتور اسماعيل في مقالته هذه عن شكوكه بوجود الخلل والمؤآمرة أيضا.

وفيما يلي بعض النقاط التي أثارها الدكتور اسماعيل في مقالته:

“لا بدّ أن يكون هناك فكر أصيل خاص بالكورد. أن تكون في الشرق الأوسط وأن يكون عددك 50 مليون نسمة، ولكن ليس لديك مكانا في أي منظمة دولية، فقط عندما يبحثون مسألة “الإرهاب” يذكرون اسمك”.

وفي نقطة أخرى يقول صديق الامة الكوردية البروفيسور اسماعيل:

“كي نتمكن من فهم هذه التناقضات الأساسية، هناك حاجة ماسة إلى فكر أصيل خاص بالكورد. ليس لأننا “كنا في التاريخ مشهورين جدا، لم يكن هناك أحد أعظم منا”، بل لأنه “رغم عددنا الكبير هذا وأرضنا الواسعة، كيف أصبحنا لا شيء”. وأيضا، بسبب “لماذا لم نصبح حتى أصحاب اصغر نظام سياسي”. من أجل هذه الأسئلة والاستفسار عن هذه الأشياء، هناك حاجة إلى فكر أصيل خاص بالكورد”.

وفي مكان آخر من المقالة:

“هناك حاجة إلى فكر أصيل خاص بالكورد. بالرغم من هذه المشاعر والأفكار المتناقضة جدا، نجد ترديد مصطلح “الأخوّة” أيضا، “أخوّة الترك والكورد”. في ضوء هذه التناقضات العجيبة، لنتساءل: كيف تم خلق هذا المفهوم يا ترى؟ وما وظيفته؟”.

وفي مكان آخر يقول الدكتور اسماعيل ما يلي:

“إستمر اليسار الكوردي بالمناداة بنفس الشعارات التي كان ينادي بها اليسار التركي. كان هذا الموقف يسد الطريق أمام تطوّر فكر الكوردايتي /الفكر الوطني الكوردي/. فلا يمكن أن يتكون مفهوم سليم تجاه قضايا الكورد وكوردستان عن طريق الفكر التركي أو باستخدام شعارات اليسار التركي. في هذا الموضوع يجب أن يفكر الكورد بنفسهم، يجب أن يقوم الكورد أنفسهم وبأفكارهم الخاصة بشرح وضع الكورد وكوردستان. لذا ومن أجل كل تلك القضايا والمواضيع التي ذُكرَت، هناك حاجة ماسة إلى فكر أصيل خاص بالكورد وكوردستان”. إن إستمرار الدكتور اسماعيل في طرح استفساراته والتي إن دلت على شئ إنما تدل على شكوكه بوجود مؤآمرة خبيثة تستهدف الامة الكوردية وتمييع نضالها.

  1. في العام 1972 حينما رجعت من جنوب كوردستان وبعد أن حضرت مؤتمر طلبة كوردستان في مدينة السليمانية ولقائي مع الجنرال مصطفى البارزاني في ديلمان في جبال قنديل، أخبرني العزيز عزت آغا ديركي في إنه وأكرم جميل باشا في دمشق وضياء الدين شرفخان البتليسي المقيم في بيروت يرغبون في زيارة الجنرال مصطفى بارزاني وكنت على علاقة جيدة معهم وأعرف نضالهم وثلاثتهم كانت المحاكم التركية قد حكمتهم بالاعدام. بالإضافة إلى أن عزت أغا من زعماء عشيرة الديركية وضياء الدين من سلالة شرفخان البتليسي المؤرخ الكوردي الشهير وأكرم بك من عائلة جميل باشا الدياربكري الشهيرة بوطنيتها… فقلت له لماذا لا تتصلون مع الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية فهو على علاقة جيدة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني في العراق لترتيب الزيارة، فإجابني بما يلي: إني وأكرم بك وزياخان لا نثق بالأحزاب وبل إن الأحزاب الديمقراطية الكوردية لا ترغب في أن تكون لنا علاقة مع الجنرال بارزاني… فقلت له فهمت إن معاناتكم كمعاناتي مع الأحزاب الديمقراطية التي تناضل بعكس ما يهدف إليه الشعب الكوردي في الحرية والإستقلال، وعليه إني على إستعداد لمساعدتكم وحينما تقررون الذهاب لزيارة الجنرال بارزاني فإني أرتب لكم ذلك… وحينما كنت في السليمانية أخبرني الرفيق “فريدون علي أمين” أحد العظماء السبعة الذين أسسوا حزب كاژيك بمدينة السليمانية عام 1959 في أنه على علاقة جيدة مع الجنرال بارزاني الذي كان يستقبله كممثل لمنظمة كاژيك… كما أخبرني أن تكون علاقته المتينة مع الجنرال بارزاني طي الكتمان لأن الأعداء وجواسيسهم كثيرون.

وفيما بعد اتصل بي عزت آغا وقال لي في إنهم جاهزون للسفر فأعطيته إسم الرفيق كامل ژير، مع إني أعرف الكثير من أعضاء منظمتنا في جنوب كوردستان إلا أن الرفيق كامل ژير كان المسؤول الأول تنظيميا، لذا أخبرت عزت آغا في أن يتصل بالرفيق كامل ژير، الذي يقوم بترتيب زيارتكم للجنرال بارزاني عن طريق الرفيق فريدون علي أمين.

ليس عزت آغا ديركي وأكرم جميل باشا وضياء الدين شرفخان فقط لا يثقون بالأحزاب الديمقراطية بل إن معظم الشخصيات الكوردية المناضلة لا يثقون بأي حزب من الأحزاب الكوردية الديمقراطية أيضا.

فيما يلي صورتهم مع الجنرال مصطفى البارزاني:

من اليسار: فريدون علي أمين والقائد مصطفى بارزاني ودارا عطار وأكرم جميل باشا وعزت آغا ديركي

في العام 1972 ولم يظهر زيا شرفخان في الصورة لأسباب شخصية

 

  1. إن الأحداث التي مرت بالفنان الكوردي اليساري الشهير يلماز گوناي حيث أدلى بها في تصريحات صحفية عديدة، في إنه منذ أن كان شابا كان يسعى للإتصال بالحزب الشيوعي في تركيا ليصبح عضوا فيه ولكن الحزب الشيوعي في تركيا كان سريا للغاية فلم يتمكن يلماز گوناي من العثور عليه، ومما قاله گوناي: وبعد مدة طويلة استطاع من العثور عليه إلا أن يلماز گوناي كان قد غير رأيه ولم ينتسب للحزب الشيوعي مع إنه بقي ماركسيا ويساريا حتى وفاته. وإني أعتقد أن يلماز گوناي قد أحس بموقف الاتحاد السوڤيتي المشكوك فيه أو لربما كان قد علم بقرارات مؤتمر طهران وتعاون ستالين مع الدول الغربية والرأسمالية من أجل القضاء على الحركة التحررية الكوردية.
  2. كما هناك الكثير من الأمثلة على إحساس الشعب الكوردي وأصدقائه بوجود مؤآمرة قرارات مؤتمر طهران الذي جعل من القيادات الكوردية الحزبية أداتها التنفيذية وبدون أن يكون عندهم الدليل.

وفيما يلي شكوك الطريقة النقشبندية الصوفية بالحزب الديمقراطي الكوردستاني:

  1. أسس الطريقة النقشبندية الصوفية مولانا الشيخ خالد النقشبندي من أجل اعتناق الكورد للطريقة النقشبندية التي تهدف إلى إيجاد مذهب كوردي خاص بالشعب الكوردي من أجل الحفاظ على الشخصية والهوية الكوردية كأمة لها خصوصيتها المختلفة عن العرب والترك والفرس كالمذهب الشيعي الفارسي الذي كان ولا يزال من أجل الحفاظ على الهوية الفارسية من انحلالها في المجتمعات الإسلامية السنية وقد نجحوا فيها لأنها حصلت قبل حوالي 1400 عام من الزمن حيث تمكنت من تثبيتها في المجتمع الفارسي إلا أن الطريقة النقشبندية الصوفية جاءت متأخرة جدا ولم تستطع من تحقيق الدولة الكوردية كما حققه المذهب الشيعي للامة الفارسية.

اعتنق الطريقة النقشبندية الصوفية كل من مشيخة النهري والشيخ سعيد پيران والمشيخة البارزانية وغيرهم.

  1. لقد شاركت المشيخة البارزانية في الحركة التحررية الكوردستانية وحاربت الإحتلال التركي لكوردستان وانتصرت على الأتراك في معارك بله الأولى وبله الثانية. وأعدم الأتراك الشيخ عبد السلام بارزاني في سجن الموصل عام 1914.
  2. بعد إستشهاد الشيخ عبد السلام البارزاني قاد الشيخ أحمد البارزاني وأخيه الملا مصطفى البارزاني العديد من الثورات الكوردية ضد الإحتلال العراقي في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. كما شاركا في جمهورية كوردستان في مهاباد. إلا أن مشيخة بارزان إنسحبت من الحركة التحررية الكوردستانية بعد تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني عراب التطبيع والتعايش والاندماج والانصهار والانحلال في مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان، التي ترفضها المشيخة البارزانية وضد أي شكل من أشكال التطبيع والتعايش والانحلال في مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان ولذلك كان الهدف الرئيسي للأنظمة العراقية هو تحطيم المشيخة البارزانية.
  3. إتخذ الشيخ أحمد البارزاني رئيس العشيرة البارزانية موقف الحياد فيما بين الثورة الكوردية والحكومة العراقية منذ قيامها في العام 1961 وبقيت منطقة بارزان على حيادها هذا لأنها كانت تعتقد أن الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكوردستاني يهدفان إلى تطبيع وتعايش واندماج وانصهار وانحلال الشعب الكوردي في مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان وإن كانا يختلفان في الاسلوب فالأول بالحديد والنار والثاني على نار هادئة.
  4. بعد وفاة سماحة الشيخ أحمد البارزاني خلفه إبنه في زعامة المشيخة الشيخ عثمان البارزاني الذي إستمر على حيادية والده ولكنه تعرض لضغوط من الحزب الديمقراطي الكوردستاني مما أجبره على الإلتجاء إلى بغداد وهناك قامت الحكومة العراقية بإغتياله.
  5. بعد إستشهاد الشيخ عثمان خلفه أخيه في زعامة المشيخة الشيخ محمد خالد البارزاني الذي إستمر على حيادية والده الشيخ أحمد البارزاني ورافضا سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني التي تدعو إلى التطبيع والانحلال في مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان. فمارس الحزب الديمقراطي الكوردستاني الضغوط عليه أيضا فإلتجأ الشيخ محمد خالد البارزاني إلى الله فأسس حزب الله إلى أن وافته المنية.
  6. في العام 1992 أصبح الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسيطرا على بارزان في زمن الحماية الدولية… فقرر الحزب الديمقراطي الكوردستاني أن لا يكون للمشيخة البارزانية شيخها وإلى اليوم لا يوجد للمشيخة البارزانية شيخها وراعيها لأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يعلم في أن المشيخة البارزانية سترفض سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني كما رفضها جميع شيوخها من قبل… مع العلم هناك العديد من هم أهلا للمشيخة مثل الشيخ أدهم حفيد الشيخ أحمد البارزاني أو الشيخ جهاد البارزاني حفيد الشهيد الشيخ عبد السلام البارزاني وغيرهم…
  7. وبالرغم من أن الجنرال مصطفى البارزاني رحمه الله كان رئيسا للحزب الديمقراطي الكوردستاني إلا إنه كان يشك بفكرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولم يقولها مباشرة في أنه يشك بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بل قالها مئات المرات بشكل غير مباشر وبوضوح وشفافية من خلال إتباعه سياسة تختلف عن سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وكان يستهزئ بالمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني جهارا نهارا وعلى الملأ وحينما كانوا يقولون له إن بيان الحزب الديمقراطي الكوردستاني وجريدته خبات تقول عكس ما تقول فكان الجنرال مصطفى البارزاني يجيبهم في أن كتابات جريدة خبات من فعل هؤلاء الأطفال وكان يشير بيده إلى أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث لا ينبثون بحرف واحد.
  8. لم ينسى الجنرال مصطفى البارزاني تخلف الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن الالتحاق بالثورة الكوردية في العام 1961 وحينما إلتحق كان مترددا وعلى مضض بعد قيام الثورة بأربعة شهور.
  9. في الاعوام 1982-1984 إلتقيت عشرات المرات مع ساكن الجنان ادريس البارزاني في بيته بمدينة كرج الإيرانية حيث كان رحمه الله يشك بفكرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني أيضا ولم يقولها لي مباشرة في أنه يشك بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بل قالها بشكل غير مباشر وبوضوح وشفافية أيضا حيث استخلصتها من ملاحظاته التالية:
  • أخبرته مرة في إني أنوي فتح مقرات لپيشمرگه حزب پاسۆک في منطقة بادينان فقال لي سوف أقوم بكافة التسهيلات لك ولكن بشرط أن لا تقوم بتنظيم أحد من منطقة بارزان لأني لا أسمح للحزب الديمقراطي الكوردستاني أن يقيم تنظيماته الحزبية في بارزان.
  • لذلك عمل سامي عبد الرحمن سكرتير القيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكوردستاني على إزاحة إدريس البارزاني عن رئاسة الحزب ودعم أخيه مسعود من أجل إدخال تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى منطقة بارزان حيث كان إدريس البارزاني ممانعا بشدة لأن إدريس البارزاني كان واعيا للمؤآمرة وقبِل في أن يسير وراء أخيه الاصغر مسعود لكي يُفشل سياسة سامي عبد الرحمن وإن كان مؤلما له وخاصة عشائريا في أن الاخ الأكبر يسير خلف أخيه الاصغر، وعرف مسعود البارزاني المؤآمرة القذرة التي فبركها الحزب الديمقراطي الكوردستاني وسامي عبد الرحمن ولذلك حينما تم تشكيل أول حكومة في جنوب كوردستان كان سامي عبد الرحمن يطمح في أن يكون رئيسها بعد الخدمات الكبيرة التي قدمها لمسعود وجعله رئيسا للحزب عوضا عن أخيه إدريس ولكن مسعود كان له بالمرصاد و أخبره بشكل غير مباشر في إنك لا تستطيع التفرقة بين أبناء الملا مصطفى فجعل من العجوز سامي عبد الرحمن يسير خلف الشاب نيجيرفان ابن إدريس البارزاني رئيس حكومة كوردستان كنائب له.
  1. بالحقيقة إن بارزان والمشيخة البارزانية كغيرها من المشيخات الكوردية النقشبندية مثل: مشيخة النهري في هكاري والمشيخة النقشبندية التي أسسها الشيخ سعيد پيران وإستمر فيها أبناؤهم وأحفادهم من بعدهم في النضال من أجل إستقلال كوردستان وبالضد من سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الرامية إلى التطبيع والتعايش والانحلال في مجتمعات الكيانات المصطنعة التي تحتل كوردستان. ولا أعلم إن كانت مشيخات كوردستان والجنرال مصطفى البارزاني وإخوته وأبنائه على علم بقرارات مؤتمر طهران 1943 أو كان شكهم بسياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني المريبة والغير جديرة بالثقة مجرد إحساس له علاقة بالحاسة السادسة.

وإني أجزم لو أن القاضي محمد والجنرال مصطفى البارزاني والعم أوصمان صبري والدكتور نور الدين زازا وسعيد آلجي لا يزالون أحياء وعلموا بتفاصيل مؤتمر طهران لبصقوا على الحزب الديمقراطي الكوردستاني العميل.

كما أن القاضي محمد والجنرال مصطفى البارزاني والعم أوصمان صبري والدكتور نور الدين زازا وسعيد آلجي حاولوا تصحيح مسار الحزب الديمقراطي الكوردستاني لذلك قام الحزب الديمقراطي الكوردستاني بطرد الجنرال مصطفى البارزاني من الحزب في مؤتمر ماوت عام 1964.

وطرد الدكتور نور الدين زازا في العام 1961 وطرد العم أوصمان صبري بعد أن قدم استقالته من الحزب عام 1969. ولم يتم طرد القاضي محمد من الحزب الديمقراطي الكوردستاني لكون رئاسته للحزب كانت قصيرة جدا.

لقد عرفت الحقيقة بعد أن إضطلعت على قرارت مؤتمر طهران المؤآمرة الكبرى على الشعب الكوردي تلك المؤآمرة التي كانت أكبر مني ومن جميع القادة الكورد ومن الشعب الكوردي كله ولكنه حولت شكوكي وشكوك الشعب الكوردي إلى يقين.

إن مؤآمرة مؤتمر طهران 1943 على الشعب الكوردي كانت كبيرة جدا وأكبر من جميع المؤآمرات السابقة وربما اللاحقة أيضا ولذلك مثل هكذا مؤآمرة كبيرة كانت بحاجة إلى خداع قادة كبار أيضا… فوظفت الدول الكبرى إمكانياتها لخداع القادة الكورد والبلوش والأمازيغ وغيرهم من الشعوب التي تم مسحها عن الخريطة السياسية لكي يتم تنفيذ المؤآمرة بصورة هادئة وبدون أن يدروا.

 

استقلال كوردستان

إن مسألة إستقلال كوردستان من أبسط الامور فيما إذا أردنا ان تتحرر كوردستان… لأن المسألة ليست في أن نملك كمية كبيرة من الأسلحة ومن الجيوش الجرارة واجهزة مخابراتية محترفة ولا كمية كبيرة من الإموال أو الذكاء الخارق… بل ان المسألة تتعلق بكيفية الاستخدام لقوتنا وإموالنا وعقلنا وان كانت أقل بكثير من قوة وإموال وعقل العدو.

فالقوة والإموال والعقل ان لم تستخدمهم استخداما مناسبا فوجودهم أو عدم وجودهم سيان.

فقوة عسكرية كبيرة قابعة في المعسكر والمستودعات متروسة بالأسلحة والإموال مصفتة في البنوك وعقل مقفل بقفل كبير تم إلقاء مفتاحه في بحر عميق ليس له قرار شأنهم شأن المظلة التي تحمينا من الامطار ولكنها عديمة الفائدة إن لم نستعملها ونفتحها بشكل مناسب.

 

لقد حصلت شعوب العالم على إستقلالها بطرق متعددة ومنها:

  1. أعلنت الولايات المتحدة الأ‌مريكية إستقلالها عن بريطانيا وأعلنت شعوب أ‌مريكا الجنوبية والوسطى إستقلالها عن اسبانيا والبرتغال، واليونان عن الإمبراطورية العثمانية وبنغلادش عن باكستان عن طريق الثورة والقوة.
  2. إنفصلت النرويج عن السويد وسنغافورة عن ماليزيا والجبل الاسود عن يوغوسلافيا سلميا.
  3. دول البلطيق: أستونيا ولاتفيا وليتوانيا أعلنت عن إستقلالها إثر تفكك روسيا القيصرية، ودول النمسا والمجر وتشيكوسلوفاكيا على أثر تفكك الإمبراطورية الجرمانية.

تفكك الإتحاد السوڤياتي إلى خمسة عشرة دولة وتفككت تشيكوسلوفاكيا إلى دول تشيكيا وسلوفاكيا سلميا.

  1. الفلبين التي نشأت بموجب قوانين أ‌مريكية… وجمهورية ايرلندا بموجب المعاهدة الإنگليزية الإيرلندية… واندونيسيا بالإتفاقات الهولندية الاندونيسية… ودول البحرين وقطر وإتحاد الإمارات العربية بموجب المعاهدات البريطانية معها والعديد من الدول الإفريقية وآسيا وأ‌مريكا اللاتينية التي كانت موضوعة تحت حمايتها أو وصايتها كمستعمرات حصلت على إستقلالها قانونيا وبموجب معاهدات داخلية أودولية.
  2. بقرار مؤتمر لندن القاضي بانشاء ألبانيا وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة القاضي بانشاء مملكة ليبيا.
  3. غانا ومدغشقر والكونغو واريتريا وتيمور الشرقية وجنوب السودان حصلوا على إستقلالهم بواسطة الإستفتاء.
  4. ولكن حين إجراء إستفتاء من أجل إستقلال كوردستان في العام 2017 وقفت الدول الكبرى والقانون الدولي ضد الإستفتاء من أجل إستقلال كوردستان كما وقفت معاهدة لوزان وغيرها من المعاهدات والإتفاقيات الدولية ضد إستقلال كوردستان من قبل… ولهذا فإني أكتب من أجل إيجاد مخرج لمآسي الشعب الكوردي وتحقيق إستقلال كوردستان.

 

إذا عرفنا قضية كوردستان تماما سنجد الدواء والحل:

  1. إن الشعوب التي تعاني من الإضطهاد الطبقي يجب أن تتسلح بالفكر الطبقي لكي تستطيع تحقيق حريتها وإستقلالها.
  2. والشعوب التي تعاني من الإضطهاد الديني يجب أن تتسلح بالفكر الديني لكي تستطيع تحقيق حريتها وإستقلالها.
  3. وإن الشعوب التي تعاني من الإضطهاد القومي يجب أن تتسلح بالفكر القومي لكي تستطيع تحقيق حريتها وإستقلالها.

 

وبما إن الشعب  الكوردي يعاني من الإضطهاد القومي، بلا أدنى شك إن قضيتنا هي قضية قومية ووطنية بإمتياز، لذلك لا بد من فكر قومي ووطني كوردستاني وإرادة حرة لبناء الدولة الكوردية ومن أجل حمايتها يجب مراعاة النقاط التالية:

  1. أن يتسلح الشعب الكوردي بالفكر القومي الكوردي “الكورديتي” كعقيدة وآيديولوجية لكي يستطيع تحقيق حريته وإستقلاله، فالكورديتي تقول لا يوجد مستعمر أفضل من مستعمر آخر بل تقول أن هناك مستعمرا أسوأ من مستعمر آخر.
  2. أن يختار الشعب الكوردي قيادة أو النخبة الحاكمة وفي المراكز الهامة ممن يؤمنون بالفكر القومي الكوردي وقيام الدولة الكوردية وتسليحها بآيديولوجية الأمن القومي الكوردي والكورديتي التي تسعى من أجل توحيد وتحرير كوردستان والمحافظة على الشخصية والهوية الكوردية.
  3. التنظيم الحديدي في مؤسسات الدولة الكوردية وكذلك التنظيم الحديدي لإستيعاب الشعب الكوردي كله لأن الجماهير قوة صماء إذا لم يتم تنظيمها، فالتنظيم الحديدي يؤمن الحدود الفكرية والسياسية لدولة كوردستان المستقلة قوميا وسياسيا وإقتصاديا.
  4. تطبيق قانون الحساب والعقاب بشكل صارم بحق العدو والفاسد واللامبالي والخائن وكذلك تكريم المناضلين الذين يقومون بواجباتهم بما يتناسب وخدماتهم للشعب والوطن.
  5. تربية الإنسان الكوردي تربية قومية أي أن يكون انتمائه للشعب الكوردي وكوردستان أما الإنتماءات الإقليمية والعشائرية والحزبية والعائلية والشخصية وغيرها تكون في الدرجة الثانية وإذا تعارضت مع الفكر القومي فيتم الاخذ بالفكر القومي بدون تردد.
  6. إن تربية الإنسان الكوردي التربية القومية هو الطريق الوحيد لإستمرار دولتنا الكوردية ولأن التربية القومية أهم بكثير من التزود بالأسلحة والترسانات العسكرية التي يمكن أن تنهار أمام ترسانات عسكرية أكبر وأقوى. ولكن تربية الإنسان لا يمكن أن تنهار أبدا ولتأمينها علينا الاهتمام بأربعة عناصر لكي نضمن ديمومة الدولة الكوردية:
  • الأمهات.
  • المدرسون.
  • الوعاظ.
  • القضاة.

إن التوجيه القومي للعناصر الآنفة الذكر نكون قد منحنا التوجيه القومي لجميع فئات الشعب الحصانة اللازمة لبناء دولة كوردية سليمة وصحيحة لا مجال لدخول العدو أو الفساد أو اللامبالاة أو الخيانة في صفوف الشعب ولن يكون لهم مجالا للدخول ولا حتى من خرم إبرة.

  1. الدولة الكوردية التي نناضل من أجلها هدفها الأساسي تأمين لقمة عيش كريمة للجميع وتحقيق الحرية المساواة والعدالة للجميع.
  2. المحافظة على الإنسان الكوردي وتحريم قتله أو الاساءة اليه… لأن الفكر القومي الكوردي يسعى إلى حرية الشعب الكوردي وعلى كامل أرض كوردستان ومن ضمنهم من تم تعريبهم وتتريكهم وتفريسهم.
  3. كما ان الفكر القومي الكوردي يرفض الحكم الذاتي والفيدرالية وأي تسمية أخرى تجعل من الشعب الكوردي ووطنه كوردستان جزء من الكيانات التي تحتل كوردستان.
  4. وكذلك ان الفكر القومي الكوردي يرفض أي حق كوردي ومن ضمنهم الدولة الكوردية إذا كان مقترنا بإبادة الشعب الكوردي لأن الفكر القومي الكوردي لا يسعى من أجل تحرير الحجر والشجر والنهر والبحر بل يسعى لتحرير الإنسان الكوردي من العبودية ولن يتم هذا التحرير إلا بإقامة الدولة الكوردية التي تحمي الشعب الكوردي ودمائه وممتلكاته وكرامته.
  5. الفكر القومي الكوردي يؤمن في إن كل من يعتقد أن حماية دماء وممتلكات وكرامة الشعب الكوردي بدون قيام الدولة الكوردية هو خائن بكل ما في الكلمة من معنى.
  6. الدولة الكوردية التي نناضل من أجلها أن تكون فيدرالية لكي تحكم كل منطقة نفسها بنفسها ولكي تمارس لهجاتها ودياناتها وعقائدها بحرية وأمان، في المناطق التالية:
  • كورمانج
  • سوران (كاكايي)
  • بادينان (أيزيدي)
  • زازا (علوي)
  • هورامان
  • موكريان
  • لورستان
  • عيلام
  • كرمنشان (يارساني)

 

لو كان الشعب  الكوردي يعيش في بلاد السويد أو سويسرا بدلا من الشرق الأوسط ومع غيره من الشعوب الأوروپية فلا حاجة للكورد أن يطالبوا بأي حق لأنهم سيعيشوا بكرامتهم ولن يقتلهم أو يهجرهم أحدا لأنهم من الشعب الكوردي ولن يعتبره أحدا مواطنا من الدرجة الثانية بل سيكون سيدا كغيره من الأسياد ويتمتع بكل ما يريده ويطلبه من ضمنهم الإستقلال بكتابة كلمتين فقط.

ولكننا نعيش في الشرق الأوسط مع نوعية مختلفة جدا من البشر فحينما طالب الشهيد قاضي محمد بإستقلال كوردستان أعدموه وحينما طالب الدكتور عبد الرحمن قاسملو والدكتور سعيد شرفكندي ومصطفى سليمي بالحكم الذاتي أعدموهم أيضا.

ان الكيانات التي تحتل كوردستان لها هدف واحد إفراغ كوردستان من الكورد بقتلهم وتهجيرهم… وبالتالي ليتمكنوا من اسكان العرب والترك والفرس مكانهم وان تصبح كوردستان ملكهم إلى الابد… لأن الكورد بنظرهم يجب إبادتهم كما ورد في مئات الكتب والمجلدات التي كتبها فطاحل العرب والترك والفرس في إن الكورد من نسل الجن كشف الله عنهم الغطاء.

وهناك من القيادات الكوردية الحزبية تعمل على غسل أدمغة الشعب الكوردي من أجل اقناعه بالتعايش مع الكيانات التي تحتل كوردستان التي تسعى لإبادته، بل قامت بالفعل بعشرات عمليات الإبادة من عمليات الأنفال وحلبجه وسنه ودرسيم وأخيرا قتل وتشريد شعبنا الكوردي في كركوك وخانقين وشنگال وعفرين وكوباني وسريكانيه…

إن من يطالب بالحكم الذاتي والفيدرالية والتعايش مع من يسعى لإبادة الكورد لابد وأنه خائن أو لوثة في عقله أوتم غسل دماغه بعناية.

تقوم الكيانات التي تحتل كوردستان بالإعتداء على دماء وممتلكات وكرامة الشعب الكوردي وسجنه وتهجيره لذلك من حق الشعب الكوردي الإنفصال عن هذه الكيانات المصطنعة العنصرية التي تحتل كوردستان، ومختصر القول إن الوطن الذي لا يحافظ على دماء وممتلكات وكرامة الشعب الكوردي هو ليس وطننا.

يتحجج أصحاب الحلول المبتورة والمشوهة للقضية الكوردية من الفيدرالية والحكم الذاتي والديمقراطية وغيرها في إن الشعب  الكوردي إذا طالب بإستقلال كوردستان فسوف يواجه الإبادة الجماعية والقصف بالأسلحة الكيماوية والفسفورية وتدمير القرى والمدن الكوردية والتهجير القسري والتطهير العرقي والتمييز العنصري وغيرها من الممارسات العنصرية… ولكني أجيبهم على تفكيرهم المعاق وأقول لهم إن الشعب  الكوردي لا يعيش في جنات عدن بل يواجه الإبادة الجماعية والقصف بالأسلحة الكيماوية والفسفورية وتدمير القرى والمدن الكوردية والتهجير القسري والتطهير العرقي والتمييز العنصري وغيرها من الممارسات العنصرية… وجميعها من أجل المطالبة بتوافه الحقوق من الفيدرالية والحكم الذاتي والديمقراطية… فالحق هو أن يطالب الكورد بالإستقلال ومن أجل الإستقلال ليواجه ممارسات العدو لمرة واحدة… أما في ظل الفيدرالية والحكم الذاتي والديمقراطية وغيرها سيواجه ممارسات العدو العنصرية إلى يوم القيامة.

لقد عرفت طريق الحرية لشعبي الكوردي العظيم منذ زمن بعيد وعرفت علاقة العبودية فيما بينه وبين الكيانات العنصرية التي تحتل بلاده كوردستان.

وقد قدمت الدواء كخادم للكورد وكوردستان على صينية من ذهب في العديد من الخطط والبرامج.

إن الدواء الذي أقدمه هو ضد سياسة المراحل المتبعة منذ عشرات السنين.

لأني أؤمن بحرق المراحل من أجل الخلاص من الكيانات التي تحتل كوردستان في أقصى سرعة وبمرحلة واحدة.

لأن الزمن يسير ضد الشعب الكوردي وخاصة ان العدو يتطور أكثر من تطور الشعب الكوردي بعشرات المرات حيث ما هو ممكن اليوم هو من المستحيلات في الغد.

ولكن سيطرة العشائرية والحزبية والإقليمية على سياسة القيادات الكوردية الحزبية  أدى إلى عدم قبول سياسة حرق المراحل.

مع إني لا أؤمن بالمعجزات ولكني أرجو من الله ان ينفخ في عقول الحزبيين والإقليميين والعشائريين ويهديهم إلى طريق إستقلال كوردستان كما نفخ الله في بطن مريم العذراء وولدت عيسى المسيح وبدون ان تكون متزوجة.

إن معظم القيادات الكوردية الحزبية ومنظمات حقوق الإنسان الكوردية وكذلك إتحادات الادباء والكتاب الكورد وغيرهم من المنظمات والمراكز الكوردية السياسية والعسكرية والثقافية تتجاهل مسألة إستقلال كوردستان وفي كثير من الاحيان يتبرأون من إستقلال كوردستان ومن إقامة الدولة الكوردية وخاصة حينما يظهرون أمام شاشات التلفزة وكأن إستقلال كوردستان مرض خبيث يسعون للإبتعاد عنه!! وبعضهم لا يتجاسر على المناداة بإستقلال كوردستان حتى ولو كانوا لوحدهم بين أربعة جدران كاتمة للصوت.

وقليلون جدا من ينادون بإستقلال كوردستان بالكلام وإطلاق الشعارات وقليلون جدا جدا جدا من يناضل من أجل إستقلال كوردستان.

وهذا لا يعني ان الأكثرية على حق ومهما ملكت من الإموال والسلاح والنفوذ وهي تنادي بالحكم الذاتي والفيدرالية أو بالديمقراطية وحق المواطنة في الكيانات التي تحتل كوردستان… وكذلك هذا لا يعني أبدا ان الاقلية التي تنادي وتناضل من أجل إستقلال كوردستان على خطأ ومهما تكالبت عليهم قوى الشر والطغيان أعداء الكورد وكوردستان ومهما يحاولون بث الدعايات الكاذبة على الوطنيين الاحرار للتقليل من قيمتهم بحقارة وسفالة ليس قبلها ولا بعدها سفالة وحقارة.

إن إعلان إستقلال كوردستان والدولة الكوردية بحاجة إلى الإرادة الحرة والثقة بالنفس وبدون إنتظار موافقة أحد لأن النضال من أجل إستقلال كوردستان سيوقظ الشعب الكوردي من غفوته ويؤدي إلى خروج المارد الكوردي من قمقمه الذي لا يمكن لأحد من إيقاف مسيرته نحو إستقلال كوردستان.

 

بإختصار وتركيز إن مسألة إستقلال كوردستان تتطلب الايمان المطلق بالحق والعدالة والحرية لإنهاء الإحتلال وعدم تكرار مآسي الأنفال وحلبجه وكركوك وشنگال وعفرين وسريكانيه علينا القيام بالخطوات التالية:

  1. على الشعب الكوردي تحضير نفسه من أجل الإنتفاضة الكبرى والفرصة المناسبة.
  2. على الشعب الكوردي ان ينضم بقوة إلى كل من يناضل من أجل إستقلال كوردستان.
  3. على الشعب الكوردي ان لا يدع هذه المرة عملاء الكيانات التي تحتل كوردستان ان يغتصبوا الإنتفاضة كما حصل في انتفاضات 1991 في جنوب كوردستان و 2004 في غرب كوردستان.

الدولة الكوردية التي أناضل من أجلها ليست للتشدد والعنصرية كما يحلو للبعض اتهامي بها بل لأني متأكدا ان الدول التي تغتصب كوردستان ليست في صدد قبول أهداف الكورد أو رفضها لأنها قليلة أو كثيرة بل لأنها بالأساس ترفض وجودنا ناهيكم عن حقوقنا.

هناك من يقول ان الظروف والحسابات المحلية والإقليمية والدولية لا تساعد على قيام الدولة الكوردية ولكني أجيبهم ألم تكن الحسابات المحلية والإقليمية والدولية أصعب مما عليه اليوم حينما قام الجنرال مصطفى البارزاني بالثورة عام 1961… فقد كان العراق محسوبا على المعسكر الإشتراكي السوڤيتي ومدعوما من العرب ودول عدم الانحياز ويملك طائرات سوڤيتية متطورة بينما جنوب كوردستان محاصرا من قبل دول معادية والجنرال مصطفى البارزاني لم يكن لديه سوى عشرات بنادق البرنو ذات السبطانة الطويلة من مخلفات الحرب العالمية الأولى والتي تراكم عليها الصدأ.

فإذا كان الجنرال مصطفى البارزاني قد دخل في الحسابات المحلية والإقليمية والدولية فإنه بالتأكيد سيرى ان ثورته ستفشل خلال ايام… كما إن الشعب  الكوردي كان في حالة من اليأس من قيام الثورة حيث لم يتم إطلاق رصاصة واحدة في كوردستان بعد سقوط جمهورية كوردستان في مهاباد في العام 1946 ولكن الجنرال مصطفى البارزاني كان واثقا من نفسه وصاحب إرادة حرة، فقام بالثورة بدون حسابات… وكانت ثورته مع كل المآخذ عليها إلا انها ايقظت الشعب الكوردي ليس في جنوب كوردستان فحسب بل في جميع الأقاليم الكوردستانية الأخرى وكانت سببا في قيام الانتفاضات والثورات الكوردية فيما بعد في شمال وشرق وغرب كوردستان.

كما ان الكثير من الشعوب قاموا بثوراتهم بدون أي إعتبار للحسابات المحلية والإقليمية والدولية أيضا واعتمدوا على ارادتهم مثل الثورة الكوبية التي قامت بإرادة كاسترو وكيفارا مع ستة عشر ثائرا كوبيا فقط… كما ان قادة الثورة الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي كانوا جنودا في الجيش الفرنسي الذي كان يحارب في الفيتنام ولم يخطر ببالهم ان الجزائر ستقوم بثورة ضد جيوش الإمبراطورية الفرنسية ولكن الذي جعلهم يؤمنون بالثورة انهم رأووا بعيونهم هزيمة الجيش الفرنسي في الفيتنام في معركة “ديان بيان فو” الشهيرة عام 1945 فعادوا إلى الجزائر وقاموا بالثورة وبدون حسابات ايضا.

فالقيادات الكوردية الحزبية تدعو إلى المشاركة في پرلمانات دمشق وبغداد وانقرة وطهران.

وإني أدعو إلى حرية الكورد وإستقلال كوردستان كما دعا إليها الشهيد معشوق: “ان الحقوق تؤخذ بالقوة” ونفذها الحفيد وقاضي وپيران… ولا يتم ذلك إلا بوجود الثقة بالنفس والإرادة الحرة إلى جانب الفكر القومي الكوردي والتفكير بحرية ومن أجل الحرية والحق والعدالة…

ولماذا لا؟ وعندنا أبطال وقادة عظام وصل بعضهم إلى درجة الاسطورة

وفلاسفة وشعراء يزيدون على عدد شعر الرأس وبعضهم وصل إلى درجة العالمية والأهم أن الشعب الكوردي لم يقصر في تقديم التضحيات أبدا.

لقد حاربت الفيتنام الولايات المتحدة الأ‌مريكية أكبر قوة عسكرية في العالم كما حاربت الجزائر فرنسا واحدة من أكبر القوى العسكرية في العالم وحاربت افغانستان في القرن الماضي ثلاثة إمبراطوريات: البريطانية والسوڤيتية والأ‌مريكية وجميعهم انهزموا وهربوا  مع ان القوة الإقتصادية والعسكرية والسكانية الهائلة لفرنسا وبريطانيا والإتحاد السوڤيتي والولايات المتحدة لا يمكن بحال من الأحوال مقارنتها مع الإقتصاد والقوة العسكرية للفيتنام والجزائر وافغانستان وفي بعض الحالات لا تصل قوتها إلى 1% من قوى تلك الإمبراطوريات، ولكنهم انتصروا على تلك الإمبراطوريات بقوة الإرادة الحرة والثقة بالنفس لقادتها.

بينما القيادات الكوردية الحزبية يستهزئون بكل من يطالب بالدولة الكوردية وكأن الكورد ليس شعبا وكوردستان ليس وطنا بل يتصرفون وكأن كوردستان شركة تجارية أو نادي إجتماعي والشعب الكوردي عمال شركتهم التجارية.

إن طريق الإرادة الحرة والثقة بالنفس يضمن قيام الدولة الكوردية وحرية وكرامة الكورد وإستقلال وطننا المقدس كوردستان.

أما إضاعة الوقت وهدر إمكانيات ودماء الشعب الكوردي من أجل الحكم الذاتي والفيدرالية والديمقراطية هي مهزلة وسفالة وجحشنة واضحة وضوح الشمس في وسط النهار.

حينما يتسلح الشعب الكوردي بالفكر القومي يتم تحقق الوحدة الكوردية والقضاء على التشرذم.

فالكوردي الذي يتثقف قوميا يعتبر الإنسان الكوردي ووطنه كوردستان ثروته الأساسية التي لا مساومة ولا تنازل عنهم مهما كلف الامر.

إلا أن القيادات الكوردية الحزبية تدعو إلى الإقليمية والإقتتال  الداخلي والفساد… وبنظرهم أصبح الإنتماء للجار وللحي وللمدينة وللعائلة وللعشيرة وللإقليم وللحزب أقوى وأكبر بكثير من الإنتماء القومي والوطني، ومن هنا استفحل وانتشر التشرذم والتشتت والانقسامات لأن أي إنتماء للجار وللحي وللمدينة وللعائلة وللعشيرة وللإقليم وللحزب لا يحقق الأمن القومي الكوردي على الإطلاق بل يحقق مصالح للجار وللحي وللمدينة وللعائلة وللعشيرة وللإقليم وللحزب مغايرة ومتناقضة مع مصالح الجيران والأحياء والمدن والعوائل والعشائر والأقاليم والأحزاب الكوردية الأخرى التي تمهد للصراع والاقتتال الداخلي وبالتالي إلى الخسران والفناء لصالح الدول التي تحتل كوردستان، بينما الإنتماء القومي يحقق الأمن للجار وللحي وللمدينة وللعائلة وللعشيرة وللإقليم وللحزب تلقائيا لأنهم جزءا لا يتجزأ عن الأمة الكوردية.

ان الإنتماء القومي الكوردي يخلق مصلحة قومية كوردية واحدة عليا التي تتكفل في إزالة أسباب الإقتتال  من أجل المصالح العشائرية والحزبية والأقاليمية الضيقة… لأن الإنتماء القومي يسعى ليس من أجل تأمين المصالح العشائرية والإقليمية والحزبية فحسب بل إلى تأمين مصالح الامة الكوردية كلها ويضع كوردستان ومصلحة الشعب الكوردي فوق الجميع.

إن هدف الشعب الكوردي إستقلال كوردستان ولن يكون مساومة حزبية أبدا، ولكن في كوردستاننا اليوم سباق حزبي كوردي ليس من أجل إثبات الوطنية الكوردية وإستقلال كوردستان بل سباقا من أجل أن يتنازل الحزب الذكي والشاطر اكثر من غيره للكيانات التي تحتل كوردستان لكسب رضاها… والحزب الذي يحصل على رضى العدو يحصل على إمكانيات أكبر ولكنه لا يعلم حينما يتنازل لكسب رضى العدو فلن يحصل على رضاه لأن العدو سيطلب منه ان يتنازل أكثر وأكثر.

ومن خلال دوامة التنازلات للعدو تقف الأحزاب بالمرصاد لبعضها كجزء من كسب رضى العدو… عندها يقع شعبنا الكوردي فريسة سهلة في دوامة الضياع والسطحية في معالجة الامور… ومن علائم الضياع والسطحية ان أصبح عقل الشعب الكوردي في عيونه وليس في مخه… فهو مع كل من يملك فلوس وسلاح اكثر وليس مع من يريد تحرير كوردستان مما دفع الكثير من الوطنيين الاحرار ان يفضلوا الموت في الغربة وعدم رؤية الاغبياء الذين وقفوا ضد حرية شعبهم واكثرهم لا يعلمون.

واني أكرر كلامي وخاصة في هذا الزمان الردئ لإن الشعب  الكوردي في غيبوبة وهو يملك اعظم فرصة ليحصل على حريته وإستقلال وطنه المغتصب، كوردستان.

إن القيادات الكوردية الحزبية غير مقتنعة بأنها فرصة كبرى أو على الاقل تتجاهل وجود الفرصة… ولا يسعني إلا ان أرجو من الله أن يهديهم قبل ان يخسر شعبنا الكوردي الفرصة لأنه عندما تنتهي الفرصة فلا يمكن الحصول على الإستقلال وحتى لو كان قادة عظام في الميدان مثل القاضي محمد والشيخ محمود الحفيد والجنرال إحسان نوري والشيخ سعيد پيران وسيد رضا ومصطفى البارزاني والعم اوصمان صبري والشيخ معشوق الخزنوي… وبالرغم في ان أي واحد من هؤلاء القادة العظام لو كان موجودا في هذا الزمان لكانت دولتنا الكوردية قائمة بلا أدنى شك.

وإذا كانت القيادات الكوردية الحزبية لا تملك الايمان بالنضال من أجل إستقلال كوردستان فإني لا ألومهم بل ألوم الشعب الكوردي الذي يدعمهم وهو يضحي بروحه في سبيل إستقلال كوردستان بينما هو عمليا يضحي بروحه من أجل أن تحصل القيادات الكوردية الحزبية على كرسي في پرلمانات عواصم الكيانات التي تحتل كوردستان وجره إلى التعايش مع من يسعون لإبادته.

وأخيرا إني أوجه ندائي إلى الجميع في أن كوردستان ليست مزرعة دواجن ولا شركة تجارية ولا نادي رياضي حتى نساوم عليها بل ان كوردستان وطن الشعب الكوردي وكل وطن يجب ان تكون له دولته المستقلة وبدون زيادة أو نقصان.

وكذلك على كل حزب لا يؤمن بالدولة الكوردية فليغير اسمه ويمسح اسم كوردستان من برنامجه ويتركوا مسألة الدولة الكوردية للذين يريدون ان يقيموا الدولة الكوردية.

ومرة أخرى اني لا ألومهم بل ألوم الشعب الكوردي الذي ينحني حتى يركبه 100 حزب وضعوا على اسمهم الكوردي أو الكوردستاني زورا وبهتانا وربما يصبحوا اكثر إذا إستمر الكوردي في الانحناء… لذا يجب أن يتحرر الإنسان الكوردي ويتوقف عن الانحناء.

لإن الحرية والإستقلال يتم تحقيقهم بوجود الإنسان القومي والواعي.

كما ان جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية تهدف إلى سعادة الإنسان. ومن أجل سعادة الإنسان تم تجزئة العديد من البلدان حينما تعرضت حياة الإنسان وكرامته للتهديد. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

  1. حينما تعرضت الإمبراطورية الصينية للغزو من قبل القبائل الشمالية وتعرض الشعب الصيني لسنوات طويلة للقتل… ومن أجل حماية الإنسان الصيني فصلت الصين المناطق الشمالية عن جسم الإمبراطورية الصينية ببناء جدار الصين العظيم.
  2. وفي بريطانيا فقد فصل الإنگليز بلادهم عن الاسكتلنديين بجدار هيدريان الذي يمتد من البحر إلى البحر وذلك لإيقاف الإعتداءات الاسكتلندية.
  3. وفي القرن الماضي اجتاحت أوروپا حروب طاحنة بظهور الشيوعية والنازية، وكل واحد منهم كان يسعى لإبتلاع الآخرين فأصبح اجتياز الحدود صعبا جدا وبحاجة إلى جواز سفر وفيزا فأقاموا الجدران فيما بينهم كجدار برلين وذلك من أجل حماية الإنسان الأوروپي ولكن في نهاية القرن الماضي تواجدت القناعة لديهم من أجل تعزيز العيش المشترك وتم إعتراف كل دولة بحقوق جيرانها… فأزالوا الحدود نهائيا وهدموا جدار برلين وغيره وأصبحت عملتهم واحدة… ولكنهم لو فعلوا ذلك قبل نصف قرن لوجدنا ان نصف القارة الأوروپية قد قتلت بعضها والنصف الاخر عجزة وجرحى من جراء الحروب ولكنهم خلال نصف قرن انقذوا أرواح الملايين بالفصل فيما بينهم… والشرق الأوسط بحاجة إلى الفصل فيما بين الشعوب والأديان والمذاهب حتى يهديهم الله ويعترفوا بحقوق كافة الشعوب والأديان والمذاهب وينتهي زمن غسل الأدمغة وشعاراتها العنصرية.
  4. رفض العرب قرار الامم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947 ولكن العرب منذ قيام دولة اسرائيل والى اليوم يقبلون ايادي الكبير والصغير من أجل تطبيق قرار التقسيم… كما ان سورية دولة مصطنعة اقامها الإستعمار بموجب إتفاقية سايكس بيكو… فخلال الحكم العثماني لأكثر من 400 عام لم تكن ولاية حلب تابعة لولاية دمشق… ولا حتى قبل الحكم العثماني ايضا… لذا يجب ان تعود سورية إلى طبيعتها وإلا سنشاهد حاكما سنيا يقتل الاخرين بدل الحاكم العلوي الذي يقتل غيره… ان فكر الانا الديني والقومي والمذهبي مسيطرا على الجميع ولا بد من الفصل فيما بين الشعوب حتى يعقلوا ويعترف الواحد منهم بحقوق الآخرين… وفي هذه الحالة فإذا تم اجبارهم على العيش سوية فإن حال سورية لن يكون افضل من حال العراق الديمقراطي… فمنذ ان أصبح العراق ديمقراطيا فقد ازدادت نسبة قتل العراقيين عما كانت عليه في زمن الديكتاتورية… لأن تحقيق الديمقراطية بحاجة إلى عدة اجيال من التربية وليست حبة اسبرين تزيل وجع الرأس بعد تناولها بدقائق.

 

كيف يمكن إستعادة مجد الامة الكوردية وتحقيق إستقلال كوردستان،

إن 50 مليون كوردي في منطقة جغرافية جبلية واحدة وتحت قيادة ذات إرادة حرة لا تعرف التسامح ولا المغفرة وتنقل المعركة إلى أرض العدو… فلا القوى الإقليمية ولا الدولية تقوى على هزيمتهم أبدا.

من أجل أن تنتهي مأساة الشعب الكوردي عليه رسم إستراتيجية جديدة تطالب بإستقلال كوردستان ولا تتم وحدتنا بوجود السياسات الإقليمية (السورية والتركية والإيرانية والعراقية) التي أوجدت مصالح إقليمية وأوجدت المثقف الإنتهازي الإقليمي ويجب ان تتم وحدتنا على أساس قومي كوردستاني من أجل قيام الدولة الكوردية فالاشخاص يموتون حتى ولو كانوا بعظمة إبراهيم باشا الملي والجنرال بارزاني والشيخ سعيد وغيرهم… ولكن رسم إستراتيجية إستقلال كوردستان هي التي تبقى والى الابد.

فالخطة البديلة التي اقترحها ستنهي المؤآمرات وتفتح الطريق على مصراعيه لإقامة الدولة الكوردية ليس من أجل التباهي القومي بل من أجل حماية الشعب الكوردي من مؤآمرات الصعاليك والمرتزقة ومن أجل حماية دماء وممتلكات وكرامة الشعب الكوردي… ومخطئ بل خائن كل من يعتقد انه بالإمكان حماية دماء وممتلكات وكرامة الشعب الكوردي بدون الدولة الكوردية.

ومن أجل أن يعلم الظالمون أن دمهم ليس أغلى من دم المظلومين.

أن المرحلة القائمة تفرض على الشعب الكوردي وغيره من الشعوب التي تم مسحها عن الخارطة ولا تزال محرومة من دولة خاصة بها… عليهم اتخاذ قرارات فورية تتناسب مع المرحلة ومتطلباتها وأولهم تشكيل خلايا سياسية وعسكرية وإستخباراتية لنقل معركة التحرير إلى أرض العدو وضربه في العمق في عمليات نوعية خاطفة.

لا أريد أن أبحث عن وجود الكورد التاريخي على أرض بلاده كوردستان الذي يمتد لآلاف السنين… أو ان للشعب الكوردي حضارة ولغة وثقافة وفولكلورا جميلا… أو إن الشعب  الكوردي ناضل طويلا من أجل الديمقراطية والتعايش مع غيره ولكن بدون نتيجة.

بل أريد أن أبحث الحالة الراهنة وكيفية حل المسألة الكوردية ومستقبل الشعب الكوردي والشعوب المجاورة والتي كلفت الشعب الكوردي ملايين الأرواح ودفعت بملايين الكورد إلى السجون والتشرد والتهجير الاجباري بعيدا عن وطنهم كوردستان.

كما كلفت الكيانات التي تحتل كوردستان مليارات الدولارات صرفتها على التسلح لمحاربة الشعب الكوردي حيث كان من الافضل لهم صرفها على أمن واستقرار وازدهار شعوبهم.

إن تعزيز وجود قيادة كوردستانية تتمتع بقاعدة جماهيرية من التأييد الشعبي والإعتراف الإقليمي والدولي، يعتبر خطوة لا غنى عنها نحو تحقيق الهدف الوطني السامي المتمثل في إقامة دولة كوردستان.

في الاوضاع الحالية يجب إقامة دولة كوردستان في المنفى من أجل النضال بحرية وتنفيذ البنود التالية:

  1. إنهاء الإحتلال
  2. تعزيز الوحدة الوطنية
  3. تحقيق المساواة والعدالة الإجتماعية
  4. توفير الأمن والأمان في جميع ربوع الوطن
  5. بناء علاقات إقليمية ودولية إيجابية
  6. العمل على ايجاد وزارات حسبما تمليه الحاجة والضرورة.
  7. توحيد جميع الأحزاب الكوردية والإتفاق مع أ‌مريكا أو روسيا أو الصين من أجل تأسيس جمهورية كوردستان الكبرى ولا أعتقد ان تكون هناك صعوبات فيما إذا كان الـ 50 مليون كوردي على كلمة واحدة وهي الإستقلال.
  8. التوقف عن مقاتلة الكيانات التي تحتل كوردستان في المناطق الكوردية ونقل الحرب إلى مناطق العدو.
  9. ضرب المصالح الإقتصادية والتجارية والسياحية للدول التي تحتل كوردستان.
  10. معاملة العدو بالمثل وخاصة الذين أصدروا قرار ضرب حلبجة بالسلاح الكيماوي وسريكانية بالسلاح الفسفوري وغيرها.
  11. تشكيل تنظيمات كوردية فدائية في المدن الرئيسية للدول التي تحتل كوردستان من أجل القيام بما كان سيفعله شهداء كوردستان فيما لو كان لديهم بعض الوقت قبل الإستشهاد.
  12. تعميم التربية القومية في المدارس والجامعات في جنوب وغرب كوردستان من أجل أن تكون الاجيال الكوردية الناشئة ملتزمة في حب شعبها ووطنها وبعيدة عن مظاهر الفساد والميوعة واللامبالاة.
  13. هناك وسائل أخرى كثيرة من أجل إستقلال كوردستان… وحتى بدون وجود جنگيزخان كوردي… ولكن إذا جاء جنگيزخان كوردي فلا حاجة للمزيد من الحديث عن إستقلال كوردستان لأن وجوده فقط وبدون ان يقوم بأي عمل فسنجد كوردستان خالية تماما من جميع جيوش ومخابرات الكيانات التي تحتل كوردستان والى الابد.
  14. في كوردستان أكثر من 100 تلفزيون كوردي… بينما الشعب الكوردي ليس بحاجة إلى أكثر من تلفزيون واحد… وكل تلفزيون يكلف على الاقل مليون دولار وبذلك فإن تكلفة جميع التلفزيونات حوالي المليار دولار… فالمليار دولار مبلغ ضخم يكفي لتنفيذ جميع البنود أعلاه.

كما إن إستقلال كوردستان ليس بحاجة إلى إستفتاء وإنما بحاجة إلى خريطة طريق واضحة متمثلة بالنقاط التالية:

  • ان تغيير نظام حكم من الأنظمة التي تحتل كوردستان من ديكتاتورية إلى ديمقراطية أو من ملكية إلى جمهورية والتعايش معها ليس له اية علاقة بإستقلال كوردستان.
  • ان إستقلال كوردستان هي قضية الشعب الكوردي المستعبد ووطنه المجزأ والمغتصب… والحل الوحيد للقضية الكوردية هو حرية الشعب الكوردي وإستقلال كوردستان وليس تغيير للأنظمة على الإطلاق.
  • الحل الوحيد هو حرية الشعب الكوردي وإستقلال كوردستان وليس التعايش مع المجرمين والقتلة.
  • بالدولة الكوردية فقط نستطيع حماية وطننا ودماء شعبنا وكرامته.
  • كل تأخير في إعلان الدولة الكوردية يؤدي إلى هدر إمكانيات الشعب الكوردي ومضيعة للوقت.
  • متجحش كل من يعتقد انه يمكن حماية وطننا ودماء شعبنا وكرامته بدون الدولة الكوردية.
  • المتجحش هو من لا يؤمن بالدولة الكوردية أو يدعي بإيمانه بها ولكنه يماطل في إعلانها.
  • المتجحش هو العمود الفقري السري للكيانات التي تحتل كوردستان وبدون ان يدري.
  • بدون الدولة الكوردية سيبقى الشعب الكوردي جيلا بعد جيل تحت التهديد والى ما بعد يوم القيامة.

 

ان إحتلال كوردستان من قبل سوريا والعراق وتركيا وإيران والإتحاد السوڤيتي السابق وتحايلهم على المجتمع الدولي بأنه لا يوجد وطن يدعى كوردستان هي السياسة المتبعة للغاصبين، كما قاموا بغسل أدمغة 50 مليون كوردي وجعلوهم يعتقدون بأنهم سوريون وعراقيون وإيرانيون وأتراك ورسموا لهم برنامجا من أجل وحدة وسيادة سوريا والعراق وتركيا وإيران التي أقامت دولها وإستقلالها وسيادتها على حساب استقلال دولة كوردستان والحقيقة ان الـ 50 مليون كوردي هم قطعا كوردستانيون ولكن بعد عملية غسل الأدمغة ضاعوا فيما بين الإنتماء إلى كوردستانيتهم أو الإنتماء إلى سوريتهم وعراقيتهم وإيرانيتهم وتركيتهم المتناقضة كليا مع كوردستانيتهم.

هذا وبعد نضال طويل للقيادات الكوردية الحزبية ولكن لم يتم قبول الشعب الكوردي كسوريين وعراقيين وإيرانيين وأتراك ولا حتى في الصفوف الخلفية من قبل الأنظمة التي تحتل كوردستان ولا حتى من قبل قوى المعارضة ايضا وذهبت تضحيات الشعب الكوردي الكبيرة من أجل الحصول على مقاعد بائسة في برلمانات الكيانات التي تحتل كوردستان.

على القيادات الكوردية الحزبية تغيير سياستها التي أكل الدهر عليها وشرب والتي تتلخص في القيام بالثورات والانتفاضات الكبيرة والتي تضاهي أكبر الثورات والانتفاضات العالمية ولكنها في النهاية تطالب بالحوار والتفاوض مع الكيانات التي تحتل كوردستان من أجل كسب ودهم ورضاهم.

هذه السياسة أدت إلى حصول الكيانات التي تحتل كوردستان على ورقة حسن سلوك تظهرها للمنظمات العالمية والإنسانية وللدول الكبرى على موافقة الكورد على إغتصاب كوردستان وبالتالي ترويض الشعب الكوردي على الرضوخ والخنوع أمام الإعتداءات.

وفيما يلي بعض العمليات العسكرية التركية خارج حدود تركيا في كل من جنوب وغرب كوردستان كمثال لإعتداءات بقية الكيانات التي تغتصب كوردستان:

  1. عملية الفولاذ 1995
  2. عملية المطرقة 1997
  3. عملية الفجر 1997
  4. عملية الشمس 2008
  5. عملية شاه الفرات 2015
  6. عملية درع الفرات 2016-2017
  7. عملية غصن الزيتون 2018
  8. عملية مخلب النمر مستمرة لغاية اليوم
  9. عملية نسر الشتاء 2022
  10. عملية قفل المخلب 2022
  11. عملية المخلب-السيف 2022

أما العمليات العسكرية التركية والعراقية والإيرانية والسورية ضمن حدودهم السياسية وضد الشعب الكوردي فلا يمكن تعدادها كما إنها مستمرة وبدون توقف وإن استمرارها لأن القيادات الكوردية الحزبية لها تنسيق أمني وعسكري مع جميع الكيانات التي تحتل كوردستان ونادرا ما يصدر عنها إعتراض على العمليات العسكرية وفي أحسن الحالات تصدر بيانات تنديدية خجولة أو مظاهرة سريعة لكي لا يراها أحد وبكل سفالة ووقاحة ينادون بالتآخي والتعايش مع الكيانات التي تحتل كوردستان التي قررت إبادة الشعب الكوردي.

بالتأكيد ان كل من سكت أو شارك في إحتلال وتشريد شعبنا الكوردي في عفرين وكركوك وخانقين وسريكانيه وشنگال ليس بحاجة إلى خطة بديلة ولربما بحاجة لها في حال إن استيقظ ضميره المخدر بالمناصب والرواتب.

وبالتأكيد إذا لم يتخذ الشعب الكوردي القرار وينفذ الخطة البديلة حالا سوف يشاهد ما هو أسوأ من الأسلحة الكيماوية والفسفورية التي تم ضرب حلبجه وسريكانيه بها.

وبالتأكيد ان لم يعلن الشعب الكوردي الإنتفاضة الكبرى المباركة من أجل إستقلال كوردستان سيبقى بدون كرامة وإلى الابد.

وفي حال تنفيذ الخطة البديلة فإن الشعب  الكوردي يكون في موقع قوي جدا وبإمكانه أن يوجه النداء التالي للدول التي تحتل كوردستان:

ندائنا الأخير للدول التي تحتل كوردستان أن تسحب جيوشها ومخابراتها وإداراتها من كوردستان بسلام وبدون إراقة دماؤكم وكرامتكم وإلا فأنتم تجنون على أنفسكم وفي النهاية ستنسحبون من كوردستان بشكل لا يناسب أي إنسان سوي وفي يوم لا ينفع الندم.

كما نوجه ندائنا الأخير للقيادات الكوردية الحزبية من أجل تغيير مناهجها البالية في الفيدرالية والحكم الذاتي وجميع الحقوق الكوردية ضمن الحدود السياسية للدول التي تحتل كوردستان والتي لم يجني منها الشعب الكوردي سوى الإبادة الجماعية وتدمير هويته وإلغاء وجوده كما حدث مؤخرا في كوباني وعفرين وشنگال وكركوك وسريكانيه…

لقد عاصر الشعب الكوردي إمبراطوريات إسلامية أموية وعباسية وعثمانية وصفوية كما عاصر قيام الكيانات القومية الفارسية والتركية والعربية… من الملكية إلى الجمهورية ومن الديكتاتورية إلى الديمقراطية ومنهم من ادعى بالإشتراكية والاممية أو التأخي الديني أو التأخي العرقي للآريين أو محاربة الديكتاتوريات والإرهاب أو غيرها من المسميات والتي جميعها لا تخرج عن كونها أسماء لخداع وتضليل الشعب الكوردي وفي النهاية جميعهم مارسوا الإبادة الجماعية ضد الشعب الكوردي واغتصبوا كوردستان وتقاسموا خيراتها فيما بينهم.

كما نوجه نداءنا الأخير للشعب الكوردي في النضال ضمن استرتيجية قومية من أجل إستقلال كوردستان لكي لا تتكرر المآسي.

وقبل البدء بعملية استقلال كوردستان من الاحتلال يجب تنظيف البيت الكوردي الداخلي كما فعل جنگيزخان والسلطان صلاح الدين الأيوبي بالضبط:

بكل بساطة إن سياسة جنگيزخان وصلاح الدين الأيوبي قد قطعوا رؤوس الخونة وحينما نظفوا بيتهم الداخلي استطاع جنگيز خان من احتلال العالم ومن ضمنهم الصين والهند وروسيا والشرق الأوسط ونصف أوروبا مع أن شعبه المنغولي كان لا يتجاوز  300 ألف نسمة، كما إن السلطان صلاح الدين الأيوبي هزم جيوش أوروبا في حملاتهم الصليبية.

ولكن الشعب الكوردي لا يسعى من أجل احتلال العالم ولا إلى هزيمة الجيوش الأوروبية بل يسعى من أجل بناء دولته على أرض وطنه كوردستان فقط.

ومن دروس التاريخ رأيت أن المنتصرون هم من نظفوا بيوتهم من الخونة قبل كل شئ.

إن صلاح الدين الايوبي حارب العرب والمسلمين عشرة أعوام وبعد أن نظف الشرق الاوسط من العملاء والخونة ولم يعد يخاف ممن يسعى ليطعنه من الخلف، توجه إلى الصليبيين وفي معركة واحدة قضى عليهم، في معركة حطين.

لذا نحن بحاجة إلى سياسة هؤلاء العظماء ولا أكترث لمن ينتقدني في أن جنگيزخان أزهق أرواحا كثيرة وأراق دماء أكثر، فإني أجيبهم على إنتقادهم ألم تزهق أرواح ملايين الكورد وأريقت دماء نساء وأطفال الكورد في كوباني وكركوك وعفرين والأيزيديين في شنگال… فإن من لا يقبل بظهور جنگيزخان كوردي فإنه يسعى لإستمرار قتل الكورد بكل وقاحة وحقارة.

والمشكة الكبرى هي القيادات الكوردية الحزبية التي تنفذ قرارات مؤتمر طهران حرفيا ولها تنسيق أمني مع الكيانات التي تحتل كوردستان من أجل إطالة أمد إحتلال كوردستان ومنع قيام أية حركة ثورية تسعى من أجل استقلال كوردستان أو ظهور جنگيزخان كوردي لتنفيذ الخطة البديلة من أجل قيام الدولة الكوردية والتي لا تقوم إلا بنقل المعركة من كوردستان إلى عواصم الكيانات التي تحتل كوردستان ومدنهم الكبرى ومراكز تمويل جيوشهم كخريطة طريق من أجل تحرير كوردستان ووضع نهاية للكابوس الرهيب الذي يعيشه شعبنا الكوردي منذ زمن بعيد وأؤكد في أن المشكلة الرئيسية التي تقف عائقا أمام حرية الكورد إستقلال كوردستان هي القيادات الكوردية الحزبية.

أما الدول التي تحتل كوردستان ومن ورائهم الدول الكبرى ومؤآمراتهم لا يمكنهم الوقوف بوجه الشعب الكوردي على الإطلاق. ولكن القيادات الكوردية الحزبية بسياستها على وحدة الشعب الكوردي وأوجدت مئة حزب كوردي معادون لبعضهم وكل قيادة منهم تعتبر نفسها أعلى شأنا وقدسية من الآلهة وبذلك أوجدوا مئة شعب كوردي ومئة قيادة.

ولكي أضع النقاط على الحروف في علاقة القيادات الكوردية الحزبية مع الكيانات التي تحتل كوردستان لا بد من سرد القصة الشعبية التالية:

ترملت أم جلال وهي صبية ولم تقبل ان تتزوج بعد وفاة أبو جلال وعاشت مع ابنها جلال واهتمت بتربيته، ولكنها كانت كثيرا ما تتشاجر مع جارها أبو عروبة وكثيرا ما كان صوت شجارهما يرتفع وتسمعه الجيران وغالبا لأسباب تافهة، وأينما جلس أبو عروبة يذم بأم جلال وهي من جهتها كانت تذم أبو عروبة وتصفه بأبشع الاوصاف، إلى ان جاء يوم وكان أبو عروبة جالسا مع جاره أبو تركان وبدأ بإسطوانة الذم المعتادة لأم جلال فقاطعه أبو تركان وقال: أبو عروبة لفها الله يرحم والديك… حارتنا ضيقة ومنعرف بعضنا… أنا شايفك بعيني وأنت فايت طالع من عند الارملة أم جلال بقى فرطها واحكي هل حكي لغيري… بس بدك تقلي ما دمتو حبايب ليش دائما بتتقاتلوا وبتحكوا على بعض… ابتسم أبو عروبة وقال: يا أبو تركان والله الحقيقة منحب بعض بس قلنا خلي الناس يقولوا عنا أعداء احسن ما يقولوا عنا عرصات… وخلاصة الكلام أن القيادات الكوردية الحزبية سبق وان مارست مع الكيانات التي تحتل كوردستان نفس حالة العشق الحرام مثل عشق أم جلال و أبو عروبة… وعلى مبدأ يقولوا عنا أعداء ولا يقولوا عنا عرصات وخونة… ولكن يبدو بعد إحتلال كركوك وخانقين ومندلي وشنگال وكوباني وعفرين وسريكانيه وگري سپي  وغيرها… بدأت أعراض الحمل تظهر على البعض. وكل من يتستر عليهم هو شريك لعين لهم.

 

ومهما طال الزمن لا بد من قيام الدولة الكوردية.

جواد إبراهيم ملا: مختصر نضالي من أجل إسقاط النظام السوري

جواد إبراهيم ملا: عظماء الأمة الكوردية – الجنرال مصطفى البارزاني (4/4)

جواد إبراهيم ملا: عظماء الأمة الكوردية – د. جمال نبز (4/3)

جواد إبراهيم ملا: عظماء الأمة الكوردية – العم أوصمان صبري (4/2)

جواد إبراهيم ملا: عظماء الأمة الكوردية: والدي ابراهيم الملا والعم أوصمان صبري والبروفيسور جمال نبز أحد العظماء السبعة الذين أسسوا كاژيك والجنرال مصطفى البارزاني (4/1)

جواد إبراهيم ملا: الضباط الجواسيس (3)

جواد إبراهيم ملا: مهمات القيادات الكوردية الحزبية (2)

جواد إبراهيم ملا: نقاط هامة في سيرتي الذاتية وكفاحي (1)

هذه المقالات مقتطفات من مجموعة كتب للكاتب جواد ملا على الرابط التالي

مجموعة كتب لـ جواد إبراهيم ملا “سيرتي الذاتية وكفاحي من أجل استقلال كردستان”

شارك هذه المقالة على المنصات التالية