الجمعة, نوفمبر 22, 2024

حبيب: نتطلع لحل سوري – سوري للأزمة ولا نرغب بوجود أي قوة أجنبية على أرضنا

أكد نائب الرئاسة المشتركة للهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب أنهم يتطلعون لحل سوري – سوري لإنهاء الأزمة السورية، ولهذا الهدف عقدوا جولتين للحوار مع القوى السياسية في سوريا في منطقة عين عيسى تحت شعار “لقاء وبناء،ولقاء وتقدم” بالإضافة إلى جولتين من الحوار في دمشق، منوهاً بأنهم لا يرغبون بوجود أي قوى أجنبية في سوريا بعد إيجاد حل سياسي ووضع دستور يتوافق عليه جميع السوريين.

جاء حديث حكمت حبيب في لقاء مع موقع “تموز نت” والتي كشف فيها آخر المستجدات حول جولاتهم ولقاءاتهم داخل وخارج سوريا، ورؤيتهم لشكل الحل في سوريا، وموقفهم من التهديدات التركية للشمال السوري.

هدف تركيا من المنطقة الآمنة تكريس الاحتلال

بدأ حبيب حديثه بالإشارة إلى المخطط التركي وتهديداته لمناطق شمال وشرق سوريا، منوهاً أنه بمجرد أن طرح الرئيس الأمريكي فكرة “المنطقة الآمنة” حتى تشبثت بها تركيا وطالبت أن تكون تحت إشرافها، وقال:” لكننا ندرك أن تركيا لاتريد منطقة آمنة بل هدفها تكريس احتلالها ونفوذها في سوريا بما يخدم مصالحها، وإننا كمجلس سوريا الديمقراطية نرى أن ما تسعى إليها تركيا ليست منطقة آمنة بل احتلال بصيغة جديدة وبطرق أخرى تسلكها حكومة العدالة والتنمية”.

وأكد حبيب أن مناطقهم في شمال وشرق سوريا يسودها الأمن والسلام بعد تحريرها من تنظيم “داعش”، وبأنهم لم يشكلوا يوما تهديداً لتركيا ولم تطلق من جهتهم طلقة واحدة باتجاه الحدود التركية”، وأضاف حبيب:” إلا أن لدى تركيا حجج واهية تجاه مناطقنا والهدف كما قلنا تكريس الاحتلال وإتباع سياسة التغيير الديمغرافي على غرار ما فعلت في عفرين وجرابلس والباب وغيرها، وما تصريحات أردوغان حول نيته في إدخال قرابة 3 ملايين لاجئ سوري وتوطينهم في شمال وشرق سوريا إلا تأكيد على هدف تركيا بتغيير ديمغرافية مناطقنا وبث الفتن بين المكونات لخدمة مشاريعها التوسعية”.

أحلام تركيا تبخرت لذا عادت لتهدد منبج

واعتبر حبيب أن أحلام تركيا تلك باتت تتبخر وأن ذلك ظهر خلال الجولات المكوكية التي قام بها المسؤولون الأتراك إلى روسيا وأمريكا وعلى رأسهم أردوغان الذي التقى بالرئيس الروسي بوتين، وقال :” لكنه عاد خالي الوفاق ولم يتلقى أي دعم أو موافقة على مشروعه في إنشاء المنطقة الآمنة، وعكس ذلك طلبت روسيا من أردوغان العودة لدمشق عبر طرح إعادة تفعيل ماتسمى اتفاقية أضنة، التي لا يمكن تفعيلها في الوقت الراهن بعد تغير الظروف”.

وأضاف حبيب تأكيداً منه على فشل مساع تركيا في الحصول على الموافقة لخطة المنطقة الآمنة، “لجوئها بعد تلك الاجتماعات لطرح مشروع بديل وهو بإدخال مجموعات مسلحة عربية وكردية مرتبطة بالحكومة التركية على طول الحدود ولكن هذه أيضاً قوبلت بالرفض”.

ويقول حبيب أنه” وبعد ذلك الفشل الذريع نرى تركيا عادت لتفتح ملف منبج وتهددها والعودة إلى الاسطوانة المشروخة والادعاء بوجود وحدات الحماية الكردية فيها، وكل ذلك يدل على التخبط في السياسة التركية وسعي أردوغان لإظهار نفسه المدافع عن الأمن القومي التركي بتلك الحجج الواهية للتلاعب بمشاعر الشعب التركي لكسب أصواتهم في الانتخابات التي تقبل عليها تركيا قريباً. ومع ذلك نحن متيقظين ويجب أن نتخذ الحيطة من تركيا لأنها دولة مارقة ومتمردة على القانون”.

نتطلع إلى حل سوري – سوري كأولوية بدل “المناطق الآمنة”

وحول رؤيتهم لمستقبل الحل في سوريا قال حبيب:” إننا نتطلع إلى أن تكون هناك قبل إنشاء مثل هذه المناطق وطرح هكذا مفاهيم، أن يكون هناك تسوية سورية-سورية لإيجاد حل يناسب الجميع وينهي كافة أشكال الاحتلال والتدخلات الخارجية في الشأن السوري، وفي حال الإلحاح في إنشاء مثل هذه المناطق يجب أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة وتحت اشراف دولي للحفاظ على مكونات هذه المنطقة وحمايتهم، ولا يمكننا القبول بأن تكون تركيا بينها لأننا ندرك ما تبطنه تركيا تجاه هذه المنطقة وشعوبها وأهدافها في إحياء السلطنة العثمانية”.

وأردف قائلاً:” نحن كمجلس سوريا الديمقراطية كان لنا رؤية مغايرة منذ البداية وهو التأكيد على الحل السوري –السوري، ولهذا الهدف علمنا على فتح أفق الحوار مع كافة الأطراف السورية، وكانت عملية الحوار معلنة وتبنيناها بشكل رسمي وماعقد في منطقة عين عيسى من جولتين للحوار تحت شعار “لقاء وبناء ولقاء وتقدم” يأتي في إطار سياسة مجلس سوريا الديمقراطي المؤمن بالحل الوطني والحوار السوري السوري،كما لبى مجلسنا دعوى من الحكومة السورية وشاركنا في جولتين من اللقاءات في دمشق،ولكن لم تفضي هذه اللقاءات عن أي تقدم بسبب تعنت الحكومة السورية في النظام المركزي وقانون الإدارة المحلية، ونحن لدينا رؤية مختلة وندعو بأن تكون سوريا ديمقراطية لامركزية يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات”.

سلمنا لروسيا التي دعت الحكومة السورية لفتح الحوار وثيقة مؤلفة من 11 نقطة لكن حتى اللحظة لم تعلن الحكومة السورية عن فتح حوار بشكل رسمي وصريح

وعن جولاتهم للدول الخارجية وما تضمنته تلك اللقاءات في كل من روسيا وأمريكا قال حبيب :” خلال الزيارة الأخيرة لوفد  مجلس سوريا الديمقراطية لروسا قدمت وثيقة عمل مؤلفة من 11 نقطة إلى الحكومة الروسية التي بدورها سلمتها للحكومة السورية من أجل النقاش وبدء الحوار بيننا بموجب هذه الخارطة”.

وأضاف:”كان المقرر أن يكون هذه الحوارات برعاية روسية ولكن حتى اللحظة لم تعلن الحكومة السورية عن فتح حوار بشكل رسمي وصريح، رغم الدعوات المتكررة في الآونة الأخيرة على لسان الرئيس الروسي بوتين أثناء اللقاء بالرئيس التركي، والخارجية الروسية للحكومة السورية لبدء الحوار، ونحن أكدنا دائماً استعداداً لأي حوار يفضي إلى حل الأزمة السورية ومنع التدخلات الخارجية وانسحاب تركيا من الأراضي المحتلة، وعلى هذا الاساس نحن نقبل بالحوار الذي يكون بعيدا عن الضغوطات والتنازلات الأساسية التي هي من استحقاقات شعبنا التي تحقق بدماء الشهداء”.

كما دعا حبيب خلال حديثه الحكومة الروسية بأن تستخدم دورها الحقيقي والفعال للضغط على الحكومة السورية من أجل فتح حوار جدي، يوقف نزيف الدم السوري ويحقق متطلبات الشعب ويمنع العدوان التركي وقال :” إن كل ذلك ستكون عوامل مهمة بالنسبة لنا من أجل دفع عجلة الحوار للأمام”.

لا نعتمد على تصريحات التطمينات الأمريكية،بل نريد ضمانات حقيقة لردع التهديد التركي

وعن جولتهم إلى أمريكا قال حبيب :”ضمن جوالتنا في أمريكا كانت هناك زيارة منذ أسبوع لرئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية السيدة إلهام أحمد إلى واشنطن وأجرت لقاءات مهمة مع أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكي والعديد من الشخصيات في البيت الأبيض، بالإضافة إلى اللقاء المقتضب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب”.

وأردف حبيب:” وفي الحقيقة كان هناك تطمينات من قبل أمريكا لشمال وشرق سوريا، ولكن نحن ومن الناحية السياسية لايمكننا الاعتماد على التصريحات وكلمات المحبة والمجاملات، إنما نبحث عن ضمانات حقيقة التي من شأنها ردع التهديدات التركية وتحافظ على مكتسبات شعبنا، وزيارة السيدة إلهام أحمد في إطار البحث عن الضمانات وسبل الحل مستمرة وقد أنهت زيارتها لواشنطن وتوجهت إلى فرنسا حالياً”.

لانرغب بوجود أي قوى أجنبية في سوريا بعد الحل السياسي

واختتم نائب الرئاسة المشتركة للهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب حديثه قائلاً:” الشيء المهم الذي أود التأكيد عليه أننا في مجلس سوريا الديمقراطية لا نرغب ببقاء أي قوى أجنبية على الأرض السورية، ولكن بعد أن يتم الحل السياسي في الإطار الوطني السوري بعيدا عن التدخلات والأجندة، وعليه نرى أن بقاء أي دولة بعد نضج الحوار السياسي والوصول إلى كتابة دستور سوري يتفق عليه الجميع، لا ضرورة له، وحينها سنطالب كافة القوى بالخروج، ولكن في الوقت الحالي حقيقة لاتزال هناك خطر يهدد المنطقة والخطر الوحيد بعد القضاء على داعش هو تهديدات حكومة العدالة والتنمية”.

“تموز نت”

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *