الخميس, أبريل 18, 2024

حديث مكاشفة

آراء

أحدنا عندما يتعرض للإساءة من أشخاص مقربين سوف يعيش أسوأ لحظات حياته وأعتقد جميعنا بشكل ما عاش تلك اللحظات وهذا ما مررت به خلال تجارب عديدة منها هذه التجربة الأخيرة في علاقتي بمجموعة ممن كنت أعتبرهم من الأصدقاء المقربين والبعض الآخر أصدقاء ومعارف ورفاق درب واحد، إن كان في حقل السياسة أو الثقافة، لكن الزمن والتجربة وضحت كم كنت مخدوعاً بالأمر وللأسف حيث مع أول إمتحان حول مسائل سياسية تتعلق بوجهات نظر متباينة حول قضايا مختلفة كشروا عن نيابهم أغرزوها في اللحم وكتبوا بحقي عشرات البوستات الشتائمية وكانت سيئة لدرجة لم أقدر أن أتفهم مواقفهم حيث كنت وما زلت أعتبر وجهات النظر المختلفة هي آراء واجتهادات قد نتفق أو نختلف حولها ولكن هي لن تكون مبررًا للخلاف والزعل وصولاً للعداوة والشتيمة، بل ربما تخلق جواً تنافسيًا للجدال والحوار وصولًا لصيغة تفاهمية ترتقي بالتجربة السياسية، ثم كل رأي هو صح بالنسبة لصاحبه ولكنه يحتمل الخطأ وذلك على مبدأ؛ “رأي صح يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب”.

لكن وللأسف يبدو أن العقلية والذهنية الكردية ما زال قاصرًا عن فهم هذه الحقيقة والتي نطق بها أحدهم قبل (١٤) أربعة عشر قرنًا بحيث أي اختلاف بالرأي يجعلنا نأبلس الآخر ونشيطنه وهذا ما تعرضت له من عدد من الأشخاص الذين كنت أعتبرهم “أصدقاء” وذلك فقط لأنني وقفت مؤيداً لمشروع الإدارة الذاتية، فأعتبروها نوع من “الردة السياسية” وبالتالي يجب محاكمتي على مبدأ الرد الدينية؛ أي النحر وقتلي سياسيًا على الأقل ولذلك بدؤوا بفبركة الكثير من الحكايات الكاذبة وصولًا لاتهامي بالخيانة والعمالة وبلغة شتائمية سوقية طبعاً مع العلم كنت وضحت ولعشرات المرات؛ بأن شعبنا في سوريا محكوم بثلاث مشاريع سياسية، أفضلها هو مشروع الإدارة الذاتية وأن العقل والمنطق يقول؛ أن نؤيد ما هو الأفضل لنا مرحلياً إلى أن يتوفر البديل الأفضل وحينها بالتأكيد سنترك القديم لصالح الجديد الأفضل.

كتبت ما سبق لأقول شيئين؛ أولًا إنني بحق عشت لحظات سيئة جدًا مع تلك الإساءات الشخصية ومن أشخاص كنت أعتبرهم مقربين وأصدقاء والقضية الأهم، بأن أوصل فكرة أعتبرها ضرورية، ألا وهي سقوط أولئك الأشخاص وما كان يعتبرونه من قيم ومثل ومشاريع سياسية “ثورية” حيث تكشفت لهم مؤخراً، كم كانوا يخدعون أنفسهم وكم تم التلاعب بهم والضحك عليهم من قوى إقليمية-بالأخص تركيا والإخوان- وتم استخدامهم كقطيع وغوغاء لمشاريع راديكالية تخدم أولئك وضد كل مكسب سياسي لشعبنا وبالأخير سيتم رميهم وبيعهم إن بقي أحد يشتريهم بفلس واحد وأعتقد من يتابع حال الإئتلاف الوطني السوري اليوم يعرف كم بات هؤلاء من الرخص، طبعاً وضع المجلس الوطني الكردي هو الأسوأ، كونه الأضعف في سلسلة التابعين.

والسؤال الذي بت أطرحه على نفسي؛ ألا يستحق هؤلاء هذه النهاية، ثم أليس من الأجدى لك ولنا جميعًا أن نشمت بهؤلاء وهذه النهاية التي أوصلوا أنفسهم إليها وخاصةً مع حجم ما كانوا يكيلون لنا من شتائم ومسبات وخيانات.. ولكن وبنفس الوقت؛ أليس تدمير وموت كتلة سياسية وهذه النهايات الكارثية والفشل المزري بالأخير ينعكس علينا جميعًا وعلى القضايا الكردية عمومًا، ثم هل يجوز الضرب بالميت وأليس التمثيل بالجثث مرفوض قانونيًا وأخلاقيًا وأيضًا؛ أوليس لا يجوز على الميت غير الرحمة، لكن وبنفس الوقت؛ هل ترك هؤلاء شيئًا في النفس من رحمة ومودة لكي نترحم عليهم وخاصةً ما زال البعض يصر على تلك اللغة السوقية الشتائمية في مقارباته من أي موضوع وقضية اختلاف رأي.. للأسف هناك الكثير من “الأصدقاء” تسببوا بجروح وندوب لن تندمل وأرجوا أن أقدر على تناسيها بأقرب وقت مع محبتي لكل الأصدقاء الرائعين الذين لم يجعلوا الاختلاف بالرأي السياسي سببًا في التهجم والكلبنة ضد الآخر

بير رستم