امتدت الحرائق من سهل الغاب إلى جبال الطهر، ومن عناب إلى طرطوس، مرورًا بمقامات بني هاشم وأحراج أبو قبيس، في مشهد كارثي التهم الأخضر واليابس، وغطّى الدخان سماء المنطقة، مخنوقًا السكان وسط مناشدات متكررة دون تدخل فوري وفعّال من فرق الإطفاء، وفق ما أفاد المرصد السوري.
النيران، التي اندلعت منذ أيام، أتت على مساحات واسعة من الغابات والمزارع، ما دفع عشرات العائلات للنزوح بعد أن اقتربت منازلهم من دائرة الخطر، بينما تحولت قرية عناب من وجهة سياحية إلى ساحة رماد. وأكد الأهالي غياب فرق الإطفاء في الساعات الأولى للحرائق، ما سمح لللهب بالانتشار بشكل كبير.
واتهم سكان المنطقة الحكومة بالتباطؤ المتعمد في عمليات الإخماد، بهدف ترك النيران تمتد إلى مناطق وعرة يُعتقد أن “فلول النظام السابق” يتخذونها مخابئ لهم، ما أثار جدلاً واسعًا حول الدوافع الحقيقية وراء هذا البطء في الاستجابة.
وأشار الأهالي إلى أن هذا السيناريو يتكرر دائمًا بنفس الطريقة: غياب أولي للاستجابة، ثم تدخل متأخر بعد أن تكون النيران قد أتت على الهكتارات، ليظهر بعض المسؤولين لاحقًا بمظهر “الأبطال”.
وصول النيران إلى منازل المدنيين في #قرية_مرداش بريف #حماة، وسط نزوح للأهالي ومناشدات للرئيس #الشرع للتدخل وإرسال مروحيات. pic.twitter.com/nOj9PuMXZU
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) August 14, 2025
مع استمرار اشتعال الحرائق، تتزايد المخاوف من خسائر أكبر في الغطاء الأخضر، إلى جانب الأضرار الاقتصادية والإنسانية، وسط مطالبات ملحة بوقف ما وصفه الأهالي بـ”التعامل الانتقائي” مع الكارثة قبل أن تتحول إلى مأساة أوسع.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=73939