الثلاثاء 15 تموز 2025

حركة نزوح للمدنيين من السويداء نحو الريف

شهدت مدينة السويداء جنوبي سوريا تطورات ميدانية متسارعة، تمثلت بانسحاب الآليات الثقيلة التابعة لسلطة الأمر الواقع من داخل المدينة، وتولي قوى الأمن العام مسؤولية الانتشار في الشوارع الرئيسية، وفق ما أفاد المرصد السوري.

ووفقاً للمصادر، فقد سُجّل انسحاب دبابات ومدرعات كانت قد انتشرت سابقاً داخل المدينة، وذلك في خطوة يبدو أنها تهدف لاحتواء الغضب الشعبي وتخفيف التوتر، بعد أن وُجهت انتقادات واسعة لاستخدام السلاح الثقيل في أحياء مأهولة بالسكان وتسجيل انتهاكات بحق السكان.

 

في المقابل، انتشرت قوى الأمن العام بكثافة في عدد من النقاط الحيوية، وجرى الحديث عن فرض حظر تجوال جزئي في فترات الليل، دون صدور إعلان رسمي بذلك.

في هذه الأثناء، وثّقت تسجيلات مصورة ومقاطع نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مشاهد نزوح جماعي لعدد كبير من العائلات من المدينة نحو القرى والبلدات الريفية المجاورة. وظهرت طوابير طويلة من السيارات المدنية المحملة بالأمتعة والأطفال، في مشهد يعكس حجم الخوف من تجدّد الاشتباكات أو الاعتقالات التعسفية في ظل التغيرات الأمنية المفاجئة.

في حين أشارت المصادر إلى إن بعض العائلات غادرت منازلها دون وجهة واضحة، متوجهة نحو ريف المحافظة الشرقي والغربي.

تأتي هذه التطورات عقب مقتل 116 شخصاً خلال 48 ساعة من القتال العنيف الذي اندلعت شرارته إثر حادثة اعتداء تعرض لها شاب من أبناء السويداء على يد مجموعة مسلحة من أبناء العشائر قرب حاجز المسمية، ما أدى إلى سلسلة من عمليات الاحتجاز المتبادل والاشتباكات المسلحة بين الطرفين.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار والتوصل إلى تفاهمات برعاية وجهاء من السويداء، فإن حالة الترقب لا تزال تخيم على المشهد العام، وسط تساؤلات عن مدى التزام الأطراف المتصارعة بالاتفاق، وما إذا كانت هذه الخطوات كافية لاحتواء الغضب الشعبي وضمان الأمن، خاصة في ظل النزوح الكبير وعدم توفر ضمانات حقيقية لعدم تجدّد المواجهات.

المصدر: المرصد السوري