مع حلول الذكرى السادسة لاحتلال عفرين الأبية، والذي قامت به دولة الاحتلال التركي، ومن خلفها مرتزقتها من الفصائل المتطرفة، الذين باعوا أنفسهم للمحتل وخانوا شعبهم ووطنهم.
وحقاً لا تقاس مقاومة عفرين وشجاعة أبنائها والمدافعين عنها، بعدد أيام صمودهم ودفاعهم عنها، وما قدموه من بطولات وتضحيات ومآثر فحسب، بل هي مقاومة شاركت فيها عفرين بتاريخها العريق وحاضرها المشرق.
فعفرين وأهلها فتحوا قلوبهم وبيوتهم لكل أبناء سوريا، الذين عانوا من ظروف الاستبداد والتطرف، خلال سنوات الثورة السورية، ولذلك كان الشهداء والمدافعين عنها من كافة مكونات شعبنا ومن مختلف مناطق سوريا الجغرافية، ومن هنا يبرز وجه عفرين الحضاري والإنساني، وغناها وتنوعها الثقافي الذي عرفت وتميزت به.
إن عفرين ومنذ أن قامت تركيا ومرتزقتها باحتلالها، وصمت العالم عما حصل ومازال يحصل من انتهاكات ومآسي بحق عفرين وأهلها، ولم يسلم من شرور المحتلين واجرامهم حتى طبيعتها الخلابة وأشجار زيتونها وصولاً لآثارها ومعالمها التاريخية والدينية، والتي تشهد حضارتها ودورها البارز عبر تاريخها الطويل.
ومن هنا فإن تحرير عفرين من المحتلين، وعودة ابنائها المهجرين قسراً إليها سيكون إحدى مرتكزات الحل الحقيقي للأزمة السورية، لأن احتلال عفرين قبل ست سنوات، شرعن لدولة الاحتلال التركي، ما تريد تحقيقه من أطماع عبر الغزوات والهجمات العدائية الواحدة تلو الأخرى، والتي تشنها على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.
وكذلك شرعن لتركيا تدخلها السافر في الشأن السوري، وسط صمت حكومة دمشق وتقاعسها عن أداء دورها المنوط بها، أمام مؤسسات المجتمع الدولي، وكذلك كانت الصفقات المشبوهة التي تعقدها تركيا مع روسيا وإيران فيما يسمى محور أستانا، عبر جولات لقاءاتهم العشرين الماضية، ولقد جاء تزامن الإعلان عن جولة جديدة مع ذكرى احتلال عفرين التي نعيش ذكراها الأليمة هذه الأيام. ليؤكد على ذلك.
إن حزب سوريا المستقبل يؤكد على ضرورة وأهمية تحرير عفرين وكافة الأراضي السورية المحتلة، وحزبنا يرى أن تحرير عفرين حتماً سيكون مرحلة هامة على طريق تحرير سوريا أرضاً وشعباً، من قوى الاحتلال والإرهاب، وبداية طريق الخلاص نحو سوريا المستقبل التي يتطلع إليها أبناء شعبنا كافة، من خلال تضامن وتكاتف القوى الوطنية الديمقراطية المخلصة، وفق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي 2254 للحل السياسي الشامل في سوريا.
الرقة
20 كانون الثاني 2024
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=34793