حين تستنجد الدولة بالقبيلة وتحارب تحت راياتها

د. سربست نبي
دخلت سورية في الآونة الأخيرة في أشد أشكال النزاع الداخلي تخلفاً وانحطاطاً حين استعانت سلطة الجولاني بالقبائل العربية في معركتها للبقاء في السلطة.
‏التاريخ يشهد أشكال ثلاثة رئيسية .
‏الشكل الأول من النزاع هو الحرب الأهلية، التي تتم عادة بين الجماعات القومية أو السياسية.
‏الشكل الثاني، هو الحرب الطائفية، التي تتم أو تحدث بين الطوائف الدينية والذهبية، تحت رايات عقائدية بغرض تسيس الدولة وفق مطالبها.
في‏ الشكل الثالث، وكما تشهده الآن، تخطت به سوريا الشكل الأخير من النزاع الطائفي إلى الوراء، نحو الشكل القبائلي والعشائري حين زجّ الجولاني بالقبائل في معركة البقاء على السلطة. وهذا الشكل هو خال تماماً من الدوافع والأهداف السياسية، التي تمت بصلة إلى فكرة الدولة. فهذه القبائل تريد فقط السطو والاستحواذ على السلطة كغنيمة مجردة من السياسة. كان نظام بشار الأسد وأبيه قد ارتد بالمجتمع المدني السوري إلى مرحلة المجتمع الأهلي، ونجح الجولاني الآن وأنجز المهمة في جعله مجتمعاً ماقبل أهلي، مجتمعاً للقبائل والغارات، وبذلك قضى تماماً على الشروط السوسيولوجية والتاريخية لمفهوم( الشعب) السوري، وهذا كان المطلوب..

https://t.me/sarbastnabi2024/14302

Scroll to Top