خالد وليد سرحان: تعقيباً على تشكيل رئاسة الجمهورية السورية التابعة للإدارة السياسية الجديدة لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري

أولاً: اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري معينة من رئاسة الجمهورية السورية أي ليست مستقلة ولا منتخبة والأعضاء لم يتم اختيارهم وفق معايير وأسس منطقية وموضوعية تراعي تمثيل كافة أطياف ومكونات الشعب السوري،

في الحقيقة لا تذكرني أسماء أعضاء اللجنة التحضيرية إلا بأعضاء المحكمة الدستورية العليا الذين كانوا بموجب المادة الحادية والأربعين بعد المائة بدستور سوريا لعام 2012 يتم تسميتهم من قبل رئيس الجمهورية لمدة سبع سنوات على الأقل، وتأتي المادة السادسة والأربعون بعد المئة في الدستور ذاته لتقول أن من مهام المحكمة الدستورية العليا محاكمة رئيس الجمهورية بتهمة الخيانة العظمى.

هنا نسأل كيف للشعب السوري أن يعلم أن المشرعون يتمتعون بالشفافية والنزاهة وقد يحاكمون رئيس الجمهورية بتهمة الخيانة العظمى إن أخطأ إن كان هو من يقوم بتسميتهم ؟؟

هل كان أعضاء المحكمة الدستورية العليا الذين قام بشار الأسد بتعيينهم قبل سقوط النظام السابق قادرون على محاكمته بتهمة الخيانة العظمى وتدمير سوريا وقتل وتهجير شعبها ونهب ثرواتها وجلب الاحتلالات الأجنبية إلى أراضيها ؟؟

ثانياً: الإدارة السياسية السورية الجديدة ومؤيديها يحاولون التسويق والترويج بشكل مباشر أو ضمني للرأي العام السوري بأن اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري المؤلفة من 5 رجال وامرأتين هي لجنة لتوجيه دعوات للمشاركين في المؤتمر فقط، ويسعون بهذه السردية للتبرير لماذا تم اختيار معظم الأعضاء من طيف ولون سياسي واحد، ولماذا لم تضم اللجنة كافة مكونات وأطياف النسيج الإجتماعي والقوى السياسية السورية المختلفة.

خاصة أن اللجنة يغيب عن تشكيلتها السباعية التنوع السياسي والفكري، وهذا أمر يثير عشرات إشارات الاستفهام حول جدية الإدارة السياسية السورية الجديدة في إنجاح حوار وطني سوري جامع وشامل والدفع نحو عقد اجتماعي جديد وبناء دولة سورية لكل السوريين،

في خطوة يراها البعض مشابهة لما جرى في مؤتمر صحارى في 10-11 تموز / يوليو 2011 إبان نظام الأسد المخلوع، الذي انتهى إلى العبث والعمى والجنون بنسف بشار الأسد كافة مخرجاته ورفضه الحل السياسي وتأكيده على قبضته الأمنية الاستبدادية وما نجم عنها من جرائم وحشية دموية وصراع طويل وحرب ممتدة لسنوات.

ثالثاً: أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري المتداولة أسمائهم هم:

1. يوسف سعيد عبود الهجر: الملقب بـ (أبو البراء الشامي) أو (أبو البراء شحيل) ينحدر من منطقة الشحيل بريف دير الزور الجنوبي الشرقي شرق سوريا، ويحمل الجنسية القطرية،

يرتبط مع مظهر الويس مؤسس جبهة النصرة سابقاً، بمصاهرة وشراكة في تأليف كتاب (العلامات الفارقة في كشف دين المارقة) والتنظير للفكر الأصولي الراديكالي المتطرف.

كان يوسف الهجر لسنوات طويلة عضواً في مجلس شورى تنظيم القاعدة الإرهابي، والمنسق بين القاعدة وداعش في العراق، وقام بمبايعة أبو بكر البغد.اد.ي زعيم تنظيم داعش الإرهابي باليد في دير الزور،

وعاصر الهجر كلاً من أبو محمد العدناني وأبو ذر وأبو صهيب العراقي، وهو المرافق الشخصي لأبو أسامة العراقي، ومقرب من أبو علي الأنباري،

وشارك الهجر بالتعاون مع أبو ماريا القحطاني في عمليات خطف لنشطاء حقوقيين ومدنيين ومئات التصفيات والإغتيالات والإعدامات الميدانية المتعددة، منها بحق عمه فرحان عبود الهجر بتهمة تعامله مع جماعة الإخوان المسلمين في قرية الحريجي بريف دير الزور شرق سوريا.

وانحاز الهجر إلى أحمد الشرع أو (أبو محمد الجولاني سابقاً) في الانقلاب على أبو ماريا القحطاني بانفجار أدى لمقتله وإصابة مرافقه أبو عمر الديري و 4 آخرين في فيلا قرب مسبح حبلوص في منطقة سرمدا بريف إدلب شمال سوريا في 4 نيسان / إبريل 2024، والذي كان بإعداد وتنفيذ وبصمات رئيس الاستخبارات في الإدارة السياسية السورية الجديدة أنس خطاب المعروف سابقاً باسم (أبو أحمد حدود)، والذي اتهمت عناصره حينها تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ الانفجار.

إضافة لذلك لعب يوسف الهجر دوراً استخباراتياً كبيراً لجبهة النصرة ثم هيئة تحرير الشام في علاقاتها مع المخابرات التركية والفرنسية والقطرية، فقد كان مع وزير الخارجية والمغتربين في الإدارة السياسية السورية الجديدة أسعد الشيباني أو ما كان يعرف سابقاً بـ (زيد العطار) أو (أبو عائشة الحسكاوي) أو (حسام الشافعي) أو (أبو عمار الشامي)، من عرابي اتفاق المدن الأربع في العاصمة القطرية الدوحة في 12 نيسان / إبريل عام 2017، بين هيئة تحرير الشام وأحرار الشام من جهة وإيران وميليشيات حزب الله ونظام الأسد المخلوع من جهة آخرى، بإجلاء 3000 مقاتل من المعارضة السورية من الزبداني ومضايا بريف دمشق نحو إدلب وإجلاء نحو 8000 شخص منهم مقاتلين موالين لنظام الأسد المخلوع وحزب الله من الفوعة وكفريا بريف إدلب إلى منطقة الراشدين في حلب.

علاوة على ذلك مقابلة يوسف الهجر مع قناة الجزيرة في 27 أيار / مايو 2018 أثارت لغطاً شديداً وجدل كبيراً في حينها لدرجة أن موقع الجزيرة نت اضطر لحذف المقابلة بعدما أوضح خلالها الهجر موقف هيئة تحرير الشام من العلاقة مع تركيا، التي اعتبرها تشكل عمقاً حقيقياً وتجلياً للروابط المشتركة للثورة السورية بعد احتضان أنقرة ملايين اللاجئين السوريين على أراضيها.

ليس هذا فحسب يوسف الهجر كان أحد الأذرع المالية والاقتصادية لهيئة تحرير الشام مع إخوته حمد وخضر الهجر، وافتتح كل منهم على حدة مشاريع تجارية ضخمة في تركيا وعملوا لسنوات على شراء ذمم بعض وجهاء العشائر واستمالتهم إلى صف الهيئة.

أما بعد سقوط نظام الأسد المخلوع في 8 كانون الأول / ديسمبر الماضي 2024 ظهر يوسف الهجر في كواليس ما سمي بـ (مؤتمر انتصار الثورة السورية) برفقة أسعد الشيباني في قصر الشعب بدمشق في 30 كانون الثاني / يناير الماضي 2025، وكان أحد الحاضرين في المؤتمر الذي قامت الفصائل العسكرية المسلحة خلاله بتنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية المؤقتة،

وتداولت أوساط مقربة من الإدارة السياسية الجديدة خبراً مفبركاً (وربما يصبح صحيحاً بحكم الأمر الواقع) اسم يوسف الهجر لتولي منصب نائب لرئيس الجمهورية السورية الجديدة في المرحلة المقبلة.

2. مصطفى موسى: ينحدر من بلدة الحمامة بمنطقة جسر الشغور بريف إدلب شمال سوريا، وهو صيدلاني ورئيس ما يسمى (مجلس الشورى العام) التابع لـ (حكومة الإنقاذ) شمال سوريا منذ 23 نيسان / إبريل 2020 خلفاً للدكتور بسام صهيوني، وأحد مؤسسي المجلس ولجنته الصحية في 10 شباط / فبراير عام 2019 خلال ما أطلقت عليه هيئة تحرير الشام في حينها (المؤتمر العام للثورة السورية) الذي عُقد في معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، والذي قاطعته عدة فعاليات وقوى ثورية مدنية في ريف إدلب، معتبرة إياه حينئذ خطوة ناقصة ومدفوعة من قوى عسكرية غير منتخبة.

ويعد مصطفى موسى أحد أبرز الشخصيات في هيئة تحرير الشام التي قامت بإلغاء التداول بالليرة السورية منذ مطلع شهر حزيران / يونيو 2020، واستبدالها بالليرة التركية في خطوات اتخذتها حكومة الإنقاذ في إدلب حينها للحَدّ من أزمة الخبز المتفاقمة في الشمال السوري لا سيّما في مناطق المخيمات.

3. حسن الدغيم: ينحدر من ريف إدلب، دبلوم فقه مقارن وهو باحث في شؤون الجماعات الإسلامية، وعضو في إدارة التوجيه السياسي في الجيش الوطني في ريف حلب شمال سوريا.

كان عريف الحفل خلال ما سمي بـ (مؤتمر انتصار الثورة السورية) في قصر الشعب بدمشق في 30 كانون الثاني / يناير الماضي 2025، أثناء تنصيب الفصائل العسكرية أحمد الشرع رئيساُ للمرحلة الانتقالية المؤقتة، ويتم الترويج له على أنه المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السورية.

على مدى سنوات من الثورة السورية كان الدغيم من أشد معارضي أحمد الشرع وهيئة تحرير الشام، ووصفها قائلاً بأنها (التنظيم المجرم الباغي الصائل الأمني المخابراتي المافيا، شركة بلاك ووتر أمنية بلحى مزيفة، (….)، ليس من زمن أبو محمد الجولاني، لأن الجولاني هو أحد سلالات وتشخصات تنظيم القاعدة الذي يمثل الثورة المضادة على الأمة وثورات الحرية، وعلاقة القاعدة مع إيران علاقة استراتيجية (….) والجولاني (أحمد الشرع حالياً) شخصاً مجهول النسب والهوية والتوجه والسياسة والانتماء، ولا أحد يقل لي إنه (أي أحمد الشرع) يصلي لأن عبد الرحمن بن ملجم كان يصلي، ولا أحد يقل لي أنه متدين فهو ليس متديناً أكثر من نافع بن الأزرق، ولا أحد يقل لي إنه خطيب فهو ليس أفصح من شبيب الطائي، ولا أحد يقل له إنه ذكي فهو ليس أذكى من تشرشل، هذا كله لا يفيدنا، هذا كله كلام تسويق واستهلاك للتغرير بالشباب) حسب تعبيره.

ثم بعد سقوط نظام الأسد المخلوع قالت مصادر مختلفة أن حسن الدغيم التقى بأحمد الشرع لمدة 6 ساعات وقال بعدها: (واضح لأي شخص يجلس مع القائد الشرع، يجد فيه صفات الكاريزما والصلابة الشخصية والبلاغة والفصاحة والبيان، حتى أنه بعض الأجوبة يجيب عليها شعراً، حتى أنه مرة سألني ما يريبك مني، إشارة منه إلى الخلاف السابق، قلت له كل الذين سبقوك قتلوا على هذا الطريق، وكل الذين يناظروك ذهبوا من هذا الطريق، من أنت؟ فأجابني بأبيات لعنترة (وبذابلي ومهندي نلت العلا لا بالقرابة والعديد الأجزل، إن أنكرت فرسان عبس نسبتي فسنان رمحي والحسام يقر لي) يعني جاوبني بقصيدة شعرية مباشرة، وهذا يدل على حضور الجواب والبديهة والكاريزما، وأيضاً له معرفة كبيرة بالاقتصاد والعلوم الاقتصادية، وله خبرة كبيرة بالاقتصاد وحركة المال والأسواق والتجارة) حسب تعبيره.

4. ماهر علوش: ينحدر من دمشق، وهو سجين سابق في سجن صيدنايا، وأحد منظرين التيار الإسلامي، سبق له التوسط لحل الخلافات بين حركة أحرار الشام والمتمردين عليها عام 2021،

له عدة ندوات عن العدالة الانتقالية، وكان قد التقى أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق ووصف تنصيبه من قبل الفصائل العسكرية المسلحة بـ (مؤتمر ثوري جامع) وإسدالاً للستار عن عقود من الاستبداد وبداية عهد جديد للحرية والعدالة والقانون.

علماً أن علوش ذاته يرى في إحدى تغريدات على منصة إكس أن من كانت السلطة غايته انتهى أمره في الوصول إليها، ثم تزول الغاية الكبرى من الطريق، وتتحول السلطة إلى سلاح بيد المتسلط، ثم تنتقل إلى نوع من القهر والاستبداد تحت شعار الدفاع عن الفكرة (….) والاتفاق على الشخص ــ على صعوبته ــ أسهل من الاتفاق على الفكرة؛ لأن النظرة إلى الإنسان تتجاوز ما يحمله من ٱراء وأفكار إلى ما يحمله من قيم وأخلاق حسب تعبيره.

5. هند قبوات: تنحدر من محافظة دمشق، وهي عضو في هيئة التفاوض السورية المعارضة سابقاً بين عامي (2015-2017) والنائب السابق لرئيس مكتب هيئة التفاوض في جنيف بين عامي (2017-2022) وعضو مجلس إدارة منظمة (تستقل) النسوية للتعليم وبناء السلام،

حاصلة على ماجستير في القانون والدبلوماسية من كلية فيتشر للقانون بالولايات المتحدة الأميركية، وسبق أن حصلت على جائزة صانعي السلام عملياً من مركز تانينباوم للتفاهم بين الأديان في نيويورك عام 2007، كذلك جائزة الدبلوماسية العامة من جامعة جورج ماسوت عام 2009، وهي أستاذة ومديرة قسم حوار الأديان وحل النزاعات في جامعة (جورج ماسون) منذ 2013، وأستاذة زائرة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد بين عامي (2017 – 2019).

يتهم بعض النشطاء السياسيين هند قبوات بأنها ارتدت الحجاب (رغم كونها مسيحية) بمزاعم (التعايش) كما فعلت عضو المجلس الوطني السوري الراحلة بسمة قضماني عندما قامت بإلقاء محاضرة بمدينة مارع بريف حلب شمال سوريا في 5 نيسان / إبريل عام 2021، كنوع من المحاباة للجماعات الأصولية المتطرفة، بل وبررت جريمة أكل الكبد التي قام بها خالد الحمد الملقب بـ (أبو صكار) قائد سرية مهند العمر التابعة لكتائب الفاروق في الجيش السوري الحر عام 2013، بذريعة أنه ربما تعرض لما هو أقسى من فعلته حسب تعبيرها.

6. هدى الأتاسي: مهندسة معمارية تنحدر من محافظة حمص، ونشطت بمجال العمل التطوعي والخيري والإنساني، وعملت في قضايا تمكين المرأة ومساعدات الأطفال والنازحين داخل وخارج سوريا،

تناقلت بعض وكالات الأنباء ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي عن طريق الخطأ اسمها على أنها (هند) وليس (هدى)،

شغلت منصب المديرة الإقليمية لهيئة الإغاثة الدولية وعضو الرابطة السورية لكرامة المواطن؛ وتم توجيه اتهامات ضمنية وغير مباشرة لها بالإختلاس والفساد،

خاصة أن بعض الناشطين أكدوا عملها في مؤسسة الإغاثة والتنمية الإنسانية السورية (نجدة ناو)، عندما قام فادي زيدان أحد أشهر ناشطي تنسيقيات الثورة السورية في دمشق عام 2012 بفضح أحمد بقدونس الذي قام بسرقة أموال التبرعات والداعمين وقام بشراء منزل لحسابه بقيمة 6 ملايين ليرة سورية، إضافة إلى العثور على مبلغ 9 ملايين ليرة سورية بحوزته عند مواجهته والتحقيق معه بالأموال المسلوبة؛ بعد أن قامت خولة دنيا مسؤولة منظمة نجدة ناو بإنهاء صلته بالمنظمة.

7. محمد مستت: الملقب بـ (أبو النصر)؛ ينحدر من محافظة حلب، انتشرت 3 صور مختلفة له على وسائل التواصل الاجتماعي ولم يتم التأكد إلا من واحدة منها؛ وهي خلال كلمة له ضمن ندوة للحديث عن مرض الكوليرا في إدلب مع جريدة عنب بلدي في 3 تشرين الأول / أكتوبر عام 2022، يتحدث خلالها كمدير للرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة في حكومة الانقاذ بإدلب.

بعض المصادر المتقاطعة تتهمه بدهس طفل وعدم إسعافه، وأنه تم رفع دعوى جنائية عليه بهذا الخصوص منذ عدة أشهر دون إثبات أو نفي الواقعة.

سادساً: اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري تبدو وكأنها خطوة نحو إعادة تشكيل هوية سوريا وفق منظور إيديولوجي راديكالي أصولي أحادي، بدلاً من بناء دولة جامعة تحترم التنوع والاختلاف والتعددية السياسية،

إن كان الهدف من المؤتمر المزمع إجراؤه التوصل إلى حل وطني حقيقي، فلا يمكن تحقيقه بإقصاء القوى المدنية على اختلاف توجهاتها وتسمياتها في كافة أنحاء سوريا وخارجها؛ خاصة إذا ما كانت الإدارة السياسية السورية الجديدة جادة وصادقة بالدفع نحو عدالة انتقالية والإقرار والإعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية التي تم ارتكابها على مدى سنوات الثورة السورية، والعمل بحزم وقوة على عدم تكرار أخطاء الماضي، وتحقيق مبادئ وقيم الشفافية والمحاسبة والمساءلة والكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين والمغيبين قسراً.

لا شك أن التحديات السياسية جمة ومعقدة وكل ما يحصل منذ شهرين حتى اللحظة من تعيينات عشوائية ومحاولات لتعويم رموز وقيادات نظام الأسد المخلوع السياسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية والثقافية مسألة مقلقة ولا تدعو للتفاؤل،

أخشى ما أخشاه أن يكون رهان الإدارة السياسية الجديدة على إعادة تكرار أخطاء النظام السابق بالمماطلة والتسويف والإغراق بالتفاصيل واللعب على وتر الوقت وما أسفرت هذه السياسات الخاطئة على مدى عقود من نتائج كارثية وخيمة.