دواعش يكشفون المستور: هذه تفاصيل العلاقة بين داعش وتركيا – 1
مطار أتاتورك وكبرى مستشفيات اسطنبول في خدمة مرتزقة داعش
كشف الداعشي ياسين بوخاتم عثمان التونسي الذي قاتل في صفوف مرتزقة داعش في سوريا عن رعاية المخابرات التركية لجرحى داعش في اسطنبول، مؤكداً أن الجرحى يصلون مستشفيات اسطنبول عبر مطار أتاتورك الدولي. وأشار إلى أن مرتزقة داعش يتحركون بسهولة في تركيا دون أية عوائق. ولفت إلى أن تركيا هي الشريان الرئيس الداعم لداعش لوجستياً.
ياسين بوخاتم عثمان من حي التضامن في العاصمة التونسية، تحدث لوكالة أنباء هاوار عن رحلته من تونس إلى سوريا وكيفية انضمامه إلى مرتزقة داعش والأعمال التي قام بها حتى لحظة تسليمه نفسه لقوات سوريا الديمقراطية في معركة الرقة.
خيم دعوية علنية لداعش في تونس
تعرف عثمان على التنظيم من خلال عناصر مرتزقة داعش المنتشرين في تونس والذين أقاموا خيم دعوية في العاصمة التونسية لدعوة الشبان والشابات التونسيات للانضمام إلى داعش في سوريا.
وقال عثمان “في عام 2013 انتشرت السلفية الجهادية في تونس، ونشطت بشكل كبير في عام 2014 عبر المساجد وخطب الجمعة، ثم تطورت إلى نصب خيم دعوية في الشوارع العامة، وكانوا يوزعون الحلويات وأصوات الأناشيد الدينية التي كانوا يبثونها عبر مكبرات الصوت في تلك الخيم كانت تجذب المارة”.
بدأ عثمان يفكر في الانضمام إلى داعش، وأكد أنه قرر فعلياً الانضمام بعد أن صرح الرئيس التونسي راشد الغنوشي بأن “السلفيين والجهاديين أخوتنا”، بعدها تواصل عثمان عبر “الفيسبوك” مع شخص في سوريا ضمن مرتزقة داعش يدعى أبو عبدالله التونسي، وطلب منه الانضمام إلى مرتزقة داعش.
وبعد أن عاتبه أبو عبدالله على تأخره في اتخاذ القرار بالانضمام إلى داعش دله على طريق السفر إلى سوريا، وقال عثمان بأن أبو عبدالله قال له “الطريق سهل جداً، وما عليك سوى عبور الحدود التونسية الليبية والتواصل عبر الهاتف مع شخص يدعى أبو جبل في ليبيا لينقلك إلى المضافة”.
من تونس إلى ليبيا
عبر ياسين بوخاتم عثمان الحدود الليبية التونسية وتواصل مع أبو جبل وصابر واستقبلاه على الحدود ونقلاه عبر سيارة جيب إلى “المضافة” في مدينة صبراتة الليبية وبقي هناك مدة أسبوع، وفيما بعد قال له المرتزقة أنه في سوريا “يوجد قصف من التحالف ولا يمكن إقامة معسكرات تدريب حالياً، لذا يجب عليكم التدرب في ليبيا ثم الانتقال إلى تركيا وسوريا”.
ثم ذهب عثمان إلى منطقة بني وليد في ليبيا وانتقل بعد 22 يوماً إلى معسكر تدريبي للمرتزقة في الصحراء، وبحسب ما أفاد به عثمان فإن المعسكرات التدريبية لمرتزقة داعش توجد في منطقة “صبراتة وزنتان وبني وليد” بليبيا، وهو تلقى التدريبات العسكرية في معسكر بمصراتة وهو عبارة عن ساحة كبيرة في الصحراء.
وتلقى عثمان “التدريب الشرعي” على يد “أبو إسلام الليبي، وأبو وليد الليبي، أما مسؤول المعسكر فكان يدعى أبو اسماعيل المصراتي”.
وقال عثمان بأنهم تلقوا دورة تدريبية شرعية مدة 25 يوماً ثم انتقلوا إلى التدريبات العسكرية تحت إشراف شخص كان يقول أنه فلسطيني لكن لهجته ليبية، وفي نهاية التدريب العسكري أصيب عثمان عن طريق الخطأ من قبل أحد أصدقائه بعد أن أطلق عليهم النار من سلاح “بي كي سي” بالخطأ، وأسعفوه إلى مستشفى الصفوة في مصراتة حيث بقي هناك قرابة 22 يوماً.
وبعد ذلك أخرجوا له جواز سفر ليبي وتذكرة ثم سافر إلى تركيا واستكمل علاجه مدة 3 أشهر في مستشفى ميديكانا انترناسيونال بمنطقة ميليك دوزو بمدينة اسطنبول أوروبا.
وأكد عثمان أن الطريق من ليبيا إلى تركيا عبر الجو مفتوح لمرتزقة داعش، وهي بوابة لدخول الأفارقة من تونس والمغرب وبقية دول المغرب العربي وأفريقيا إلى سوريا والالتحاق بمرتزقة داعش.
طائرة خاصة لجرحى داعش من ليبيا إلى اسطنبول !
وقال ياسين بوخاتم عثمان بأنه خرج من مدينة مصراتة الليبية عبر طائرة خاصة بجرحى مرتزقة داعش من ليبيا إلى تركيا، وأضاف “صعدنا في طائرة جميع ركابها من مصابي داعش، بين مبتور ومعمي ومشلول ومعهم مرافقون من مرتزقة داعش، واندهشت من المنظر عندما صعدت الطائرة وفي الوقت نفسه ارتحت لأني كنت أخاف من كشف أمري باعتباري مصاباً، ولكن عندما رأيت أن جميع ركاب الطائرة مصابون وجرحى ارتحت”.
استقبال جرحى المرتزقة في مطار أتاتورك بإسطنبول
وأشار عثمان بأنه في مطار اسطنبول كانت سيارات الإسعاف التركية مستنفرة لنقل الجرحى وتوزيعهم على المستشفيات التركية، وأضاف “عندما نزلنا في مطار أتاتورك جاءت أعداد كبيرة من سيارات الإسعاف التركية وضعوا كل شخص أو شخصين في سيارة إسعاف، وتم فرزي في مستشفى ميديكانا انترناسيونال”.
وكشف عثمان بأن جميع تحركات داعش في تركيا تجري تحت مراقبة المخابرات التركية، وأكد أن الاستخبارات التركية كانت تحمي جرحى مرتزقة داعش في المستشفيات، وأضاف “مرة كنت بحاجة إلى طبيبة عصبية وكان يجب أن يتم نقلي إلى مشفى آخر للعلاج العصبي، وذهبت المخابرات التركية معي لحمايتي وكانوا مسلحين يحملون مسدسات”.
أنهى عثمان علاجه وبعد 4 أشهر تم نقله إلى فندق بجانب المستشفى وبعد يومين انتقل إلى منزل بحي شعبي في “اسطنبول أوروبا”، وبقي هناك 3 أيام، ثم قطعوا له تذكرة إلى أورفا برفقة شخص من داعش يدعى أبو مصعب العراقي، وكان شخص ينتظرهم في منطقة معروفة باسم “ابراهيم خليل”، ثم تم نقلهم إلى مضافة في أورفا تابعة لمرتزقة داعش تقيم فيها مجموعات من مرتزقة داعش المهاجرين مع نسائهم وأطفالهم”.
دخلنا إلى سوريا بمساعدة الجيش والاستخبارات التركية
وبعد أيام تم نقلهم على شكل مجموعات في سيارات (فان) إلى الحدود التركية السورية، ليدخلوا إلى سوريا تحت حماية الجيش التركي، ونوه عثمان بأن الجيش التركي كان قد أزال الأسلاك الشائكة على الحدود وأخلى المنطقة بشكل كامل لتسهيل عبور المرتزقة إلى سوريا. وأضاف عثمان “صعدنا سيارات الفان ومشينا حتى وصلنا إلى طريق ترابي، ثم دخلنا إلى سوريا وكان السياج (الأسلاك الشائكة) مقطوعاً لتسهيل عبورنا، وفي الجانب السوري كان مسلحون من داعش في انتظارنا، المجموعات الأخرى عندما عبروا الحدود أضاء الجيش التركي الطريق لهم بالمصابيح (بجكتورات أو بروجكتورات ذات إضاءة قوية جداً) لتسهيل عبور النساء والأطفال”.
تل أبيض وجرابلس معبر داعش اللوجستي
وأكد عثمان أن منطقتا جرابلس وتل أبيض كانتا معبراً رسمياً لعبور مرتزقة داعش إلى سوريا وتحت إشراف الجيش والمخابرات التركية، مؤكداً أن جميع مستلزمات مرتزقة داعش مثل السلاح والقبضات وطائرات التصوير واللباس والجعب العسكرية كانت تدخل من تركيا إلى سوريا عبر تل أبيض وجرابلس بشكل رسمي.
وأشار ياسين بوخاتم عثمان إلى أن مرتزقة داعش كانوا يصدرون النفط إلى تركيا عبر سيارات كبيرة (صهاريج) في المنطقة الواقعة بين جرابلس وتل أبيض وبشكل سري.
غداً: تركيا تستغل الإيغور التركستانيين وتقدم لهم التسهيلات في تركيا لترسلهم إلى سوريا
جهاد روج – آلان روج
ANHA
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=1144