قال الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس، أن كلام المبعوث الأمريكي الى التحالف الدولي جيمس جيفري يشكل نوعاً من خريطة الطريق المتكاملة.
وأضاف أبو دياب في حديث مع تموز نت “لأول مرة ربما تحدد واشنطن إستراتيجيتها ولو كان الرئيس ترامب المتميز بمزاجيته قرر في لحظة ما الانسحاب لكن المؤسسات الأمريكية قررت وبمساعدة الأوربيين البقاء”.
وقال جيفري في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط إنه ليس لواشنطن “سياسة لتغيير النظام بالنسبة إلى السيد (بشار) الأسد”، وأشار إلى أن واشنطن ستواصل الضغط على دمشق وحلفائها عبر العقوبات الاقتصادية والوجود العسكري شمال شرقي سوريا ووقف التطبيع العربي والغربي إلى أن تتشكل حكومة جديدة بسياسة جديدة مع شعبها وجوارها.
ورأى الأكاديمي خطار أبو دياب “أن هذا يشكل الحد الأدنى للآراء الأمريكية حول الملف السوري والوجود الأمريكي الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا يشكل نوعاً من الرافعة لاستمرار النفوذ الأمريكي والتأثير في الورقة السورية وإلا سيكون كل شيء بيد روسيا والإيرانيين”.
وأوضح أبو دياب أن “هذه الخطة قوية جداً لأنها تعرقل فعلاً مسعى الانتداب الروسي وتعرقل فعلاً مسعى الاستحواذ الإيراني وتحاول الدفع باتجاه حل سياسي عادل وواقعي يضمن لكل المكونات مصالحها وإستمراريتها”.
وأشار أن الأمر “يبقى في التطبيق ومسألة العقوبات لوحدها لا تكفي” وتابع “المهم الانتقال لتوجيه ضربات من أجل تعديل ميزان القوى المختل على الساحة السورية”.
وفيما إذا كانت ستنجح الإجراءات الأمريكية التي تحدث عنها جيفري وبدأت بأخذ مفعولها، قال أبو دياب “بالفعل الوضع في سوريا سيتدهور أكثر فأكثر لأن إيران من الناحية الاقتصادية والمادية كانت الداعم الأكبر للنظام هي حاليا تعاني وإذا كانت تريد إيصال المحروقات أو الوقود الآن وضعها صعب وسفنها تحت مراقبة”.
ولفت أبو دياب أن “الجانب الروسي بدأ في لحظة ما منزعجاً من زيارة بشار الأسد إلى طهران فخفف أنواع الدعم يقال أن النظام سيؤمن المحروقات من هنا وهناك.. لكن في المعطى العام ليس هناك موارد كبيرة لسوريا اليوم ليس هناك من إمكانيات أصلاً تم تهجير حوالي نصف الشعب نحو الخارج أو الداخل وهناك انعدام في التوازنات”.
وأكد أبو دياب “من دون حل سياسي وإعادة الدورة الاقتصادية مع مسألة ضخ الأموال لإعادة الإعمار لن يكون هناك أي عودة للحالة الطبيعية لسوريا وهذه ورقة مهمة بيد الأمريكيين والغرب لان روسيا أو إيران وحتى لو كانت معهما الصين لا تملك وسائل إعادة الإعمار وإنهاض الوضع الاقتصادي”.
تموز نت
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=50280