الجمعة, نوفمبر 22, 2024

د.صلاح جميل: لعبة بوتين… اردوغان…

اتت تصريحات اردوغان بشأن عملية عسكرية على حدوده الجنوبية حسب تعبيره والتي اتت في ظل ازمة الحرب الروسية الاوكرانية…
ولكن عند قراءة المشهد بصورة تفصيلية ومتابعة الاحداث وربطها ماقبل التصريح يتبين مايلي….
ان كل ماجرى هو تفاهم تركي روسي طويل الامد…..

فتركيا التي هي من المفترض جزء من الناتو وتتماشى مع خطط واستراتيجيات الناتو رأيناها تقف بجانب روسيا بشكل غير مباشر في حربها ضد اوكرانيا حليفة الناتو والغرب. من خلال ارسال مسيرات بيرقدار بدون ذخائر كافية وهذا مااعلنه الرئيس الاوكراني بانتقاده لتركيا ان طائرات ببرقدار غير مذخرة وتركيا لا ترسل ذخائر الطائرة وان المسيرة تسخدم في الوقت الحالي للاستطلاع والمراقبة فقط الى ان وصل الامر برفض تركيا ارسال المزيد من الطائرات ..

كذلك الامر رفض الاتراك الاشتراك بالعقوبات الاقتصادية ضد روسيا بعدم شراء النفط والغاز الروسي واستقبال السياح الروس.. حتى مسالة ايقاف تحليق الطائرات الروسية فوق الاجواء التركية القادمة الى سوريا اتضحت انها اكذوبة وان الطائرات الروسية زادت من عدد رحلاتها في الاونة الاخيرة…من كل هذا يتضح ان تركيا كعضو بالناتو لا يمكنها ان تتمشاى بشكل كامل مع مخططات الغرب فيما يتعلق بروسيا بسب التداخل الجغرافي والمصالح الاقتصادية والامنية ومعرفة تركيا مدى مقدرة روسيا التاثير على الداخل التركي من خلال دعم الكورد سياسيا ودبلوماسيا وحتى عسكريا والتي ترى تركيا بزعامة حزب العدالة والتنيمة ورئيسها اردوغان الخطر الاكبر على السلطة اللا ديمقراطية في تركيا…

كما لمعرفة تركيا ان السياسة الامريكية فيما تخص المنطقة تتسم بعدم الوضوح والثبات على استراتيجية محددة وصارمة وخضوعها للابتزاز والتنازلات وهذا ماشهده العالم في المفاوضات بما يتعلق بالملف النووي الايراني رغم اعتراض دول الخليج واسرائيل ضمنا و مصر والاردن وهذا ماجعل ان بن سلمان رفض الطلب الامريكي برفع الانتاج النفط ضمن اوبك فيما يتعلق بتعويض النفط الروسي ردا على مواقف بايدن من التساهل مع ايران بملفها النووي ومهادنة الحوثي وقضية خاشقجي ….

كل هذا جعل اردوغان ان يبحث عن وسيلة للتهرب من الضغط الامريكي والغربي فيما يتعلق يزيادة العقوبات على روسيا ومحاولته ارضاء روسيا ببعض التصريحات بحثه الطرف الروسي والاوكراني للحوار واستعداده لرعاية المفاوضات ولعب دور الوسيط…ففي الوقت التي كانت القوات الروسية تنكفىء من الكثير من الاماكن في سوريا وسط تقارير اعلامية تحدثت عن انسحاب القوات الروسية من مناطق في الجنوب والوسط السوري ترافقت مع تصاريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن انتهاء دور القوات الروسية في الاعمال القتالية داخل سوريا… وفي نفس التوقيت جرى الحديث عن عودة القوات الامريكة لبعض من قواعدها التي انسحبت منها في كوباني ومناطق اخرى..والقرار الامريكي باستثناء مناطق شمال وشرق سوريا من العقوبات الامريكبة والسماح لشركات اجنبية بالاستثمار داخل تلك المناطق…

ظهر تصريح اردوغان عن نيته شن عمليات عسكرية على كامل الشريط الحدودي وعمليات بعمق ٣٠ كم ..كما ترافقت مع تصاريح برفض دخول السويد وفنلندا الى حلف شمال الاطلسي بحجج واهية وهي استقبال تلك الدولتين لسياسين من شمال وشرق سورية واتخذتها حجة ليتم تقديم تنازلات كبيرة ومحرجة لامريكا والناتو وتكون اقرب للطلبات التعجيزية من خلال تسليم سياسين وبرلمانين كورد واشخاص متوفين منذ سنوات لتركيا والسماح له باجتياح كامل الحدود ومحاربة الكورد واهالي شمال شرق سوريا بكل مكوناتهم وتشريدهم وهنا كان الطلب ليس فقط السماح له بالاجتياح انما المساهمة المباشرة ماليا وعسكريا في ذلك الاجتياح ولمعرفة اردوغان وحكومته ان السياسة الامريكية الحالية غير صارمة وان تركيا كومقع جيوسياسي لاغنى لامريكا والغرب والحلف الاطلسي عن مكانة تركيا ودورها في استراتيجيات وخطط تتعلق بروسيا وايران وكامل المنطقة ،،كانوا متاكدين ان الغرب سوف يتوافدون بالزيارات والاتصالات مع المسؤولين الاتراك ،وانه بايدن شخصيا سوف يطالب لقاء اردوغان الذي كان يرفض لقاءه سابقا وحتى الاستجابه له …

كل هذا كان التخطيط المستفيد الاول والاوحد هي روسيا من كل ماحدث فهي بذلك سوف تضمن عدم دخول السويد وفنلندا الى الحلف الى مابعد انتهاء الحرب الاوكرانية ..ثانيا ضمن الروس وحلفائهم العودة الى المشهد العسكري للمنطقة من خلال جلب عدد من الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر الى مطار قامشلو وتسييرها لدوريات شبه يومية على كامل الحدود مع تركيا وتحليق طائراتها الحربية بحريةكاملة وسط مراقبة وارتباك سياسي امريكي…..
كل هذا يدل ان اردوغان رجل بوتين في الناتو وان الامريكان لم يعودوا كما كانوا في المنطقة……

د.صلاح جميل

شارك هذه المقالة على المنصات التالية