الجمعة, نوفمبر 22, 2024

د. محمد خالد الشاكر: ما يحدث في إدلب فشل لتحالف ثلاثي “أستانا” ومن معهم في المعارضة شركاء في الدم السوري

أعتبر الدكتور محمد خالد الشاكر، رئيس التيار العربي المستقل، أن ما تشهد محافظة إدلب من تصعيد عسكري لا يمكن الحديث عن أي حل سياسي، وأكد أن ما يحدث في إدلب هو فشل واضح لتحالف ثلاثي أستانا( تركيا إيران روسيا).

وأشار الدكتور شاكر في حديث مع تموز نت أن اجتماعات الضامنين ” جاءت على أساس إيجاد مخارج موضوعية لكسر حالة الجليد في  العملية السياسية، وهذا هو الأساس الذي ولد أساسه اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا أيضاً، الذي استبشر فيه البعض خيراً، مع ابتعاد الإيراني عن مسرح الرغبة في الحسم العسكري وبالتالي تعقيد الصراع”.

وأوضح “إلا أنّ ما يحدث الآن هو منعكس لاختلافات روسية – تركية، خصوصاً بعد تمديد اتفاق سوتشي بشأن إدلب عدة مرات، لإعطاء المجال لتركيا لتفكيك جبهة النصرة، وهو ما لم يحدث حتى تاريخه، وعلى هذا الأساس عادت كرة النار ليكتوي فيها السوريون المدنيون، كسيرورة ميزت الصراع السوري”.

أعاد فشل اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا، دوراً للإيراني

ورأى شاكر “أن ما يحدث ليس له علاقة لا بالعملية السياسية ولا بتغليب طرفي النظام والمعارضة في المعادلة، فالموضوع يتعلق بنوع من الترغيب الترهيب بين الضامنين الثلاثة، بحيث تصبح إدلب مجرد مكسراً لعصا التجاذبات بين القوى الثلاثة (تركيا إيران روسيا)، بل على العكس من ذلك فقد أعاد فشل اتفاق سوتشي بين روسيا وتركيا، دوراً للإيراني، الذي يأخذ قوته من تحالف أستانا من ورقة تواجده على الأرض عبر التصعيد العسكري”.

وفيما إذا كان المجتمع الدولي مستعد للتحرك بشكل جدي وعلى رأسه واشنطن بلعب دور في ملف إدلب، قال الدكتور شاكر “المجتمع الدولي أثبت عجزه من إنجاز أبسط  الملفات الإنسانية، فظهر غير ذي فاعلية مطلقة في العملية السياسية في سوريا، ولو أنّ هناك رغبة للمجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الأمريكي، لما سمح  باجتراح حلول تقوم على تحالف المتصارعين الثلاثة على الأرض السورية”.

وتابع “أما الولايات المتحدة فسياسة الانكفاء وانتظار النتائج، كانت واضحة منذ  الصراع السوري، في رغبة واضحة تقوم على استنزاف الروس في سوريا، وتصفية حسابات إقليمية أيضاً مع إيران وتركيا، ومقايضتها في مسائل خارج سوريا، باختصار العلاقات الدولية بين الدول تقوم على المصالح الذاتية، ولا علاقة لها بمصالح الشعب السوري، فالدول ليست جمعيات خيرية”.

الحديث عن اللجنة الدستورية أصبح أمراً مشيناً

وعن المصير المنتظر للمناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة والمجموعات الجهادية في ظل هذا التصعيد قال شاكر “حسب واقع الحال، وحسب ما يبدو في مشهدية ما يجري، تبدو العملية السياسية أبعد مما يتصور، وغير موجودة بالأصل، فما نراه هو انهيار فعلي للحل السياسي، ولأستانا ولاتفاق سوتشي. وبالتالي فقد أصبح الحديث عن اللجنة الدستورية أمراً مشيناً، وهو ما يجب أن يدركه المعارضون الذين يتصدرون المشهد في المعارضة السورية”.

المعارضة التي تسير وراء ضامني أستانا شركاء في الدم السوري ويستوجب منهم الاستقالة

وأشار أن “ما يجري في إدلب ضد المدنيين عار على المجتمع الدولي وعلى ما يعرف بـ ” ضامني أستانا” وبالتالي فإن فشلهم في تجنيب 4 مليون سوري كارثة إنسانية تلوح في الأفق، ويجعلهم ومن معهم في المعارضة التي تسير ورائهم شركاء في الدم السوري، وهذا يستوجب منهم الاستقالة والاعتذار من الشعب السوري، كأبسط حالة وطنية”.

وقال الدكتور شاكر محمد خالد الشاكر “أمام هذه المعادلة يصبح مصير المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ولنكن واقعيين هي مناطق تسيطر عليها جبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، وبالتالي فإن حسابات الربح والخسارة تصبح واحدة، فجبهة تحرير الشام هي جماعة مصنفة إرهابياً، حتى في القرار 2254، ومحاربتها قاعدة آمرة في القانون الدولي (أي ملزمة لجميع دول العالم)، وبالتالي يصبح ما يحدث في إدلب مجرد، ساحة لاستعراض قدرات وعضلات الضامنين الثلاثة في قدرتهم على رسم خطوط التماس، ومناطق النفوذ فيما بينهم. يقابله غياب تام للمعارضة، وعدم إحداث أي تغيير في العملية السياسية”.

الدم السوري مادة لصراع المصالح بين إيران وتركيا وروسيا

وأختتم حديثه بالقول “هكذا يكون الدم السوري مادة لصراع المصالح بين إيران وتركيا وروسيا. ومادة لاقتسام النفوذ في نأي واضح لأي حل فعلي، بقدر ما يؤمن تأكيد مشروع  إيران في القلمون وغرب الفرات ، ومشروع تركيا في الشمال، وتواجد الروسي في المتوسط. وبقاء الأمريكي في شرق الفرات. وهذه الحقيقة – للأسف- التي يجب أن يعيها السوريون، من أجل إعادة حساباتهم في وطنهم السوري، بعيداً عن الارتهان للخطابات والإيديولوجيات الشعبوية التي تروج لها هذه الدولة أو تلك”.

 

*الدكتور محمد خالد الشاكر، رئيس التيار العربي المستقل وأستاذ القانون الدولي

تموز نت

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *