الأحد 01 حزيران 2025

رامي مخلوف يتهم دمشق بتصفية حسابات سياسية ويكشف تفاصيل “تسوية فاشلة” وتحولات وشيكة في سوريا

نشر رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، رسالة مطوّلة عبر حسابه في “فيسبوك” يوم الأربعاء، تناول فيها أسباب “الهجمات والفبركات والاتهامات الباطلة” التي قال إنها تُشن ضده من قبل النظام السوري الجديد، كاشفاً عن تفاصيل ما وصفه بـ”تسوية قاسية ومجحفة” تم التفاوض حولها عبر وسيط تركي، إضافة إلى إشارات لتغيرات وشيكة في المشهد السوري.

وقال مخلوف في مستهل رسالته: “سأكشفُ اليومَ لكم، بكلِّ صراحةٍ وموضوعية، سببَ الهجماتِ والفبركاتِ والاتهاماتِ الباطلةِ الموجَّهةِ بحقِّنا من قِبَلِ دمشق (النظام الحالي)، وتعودُ إلى سببينِ محوريّينِ”.

وأوضح أن السبب الأول يتعلق برفضه إبرام تسوية على أعماله وشركاته في سوريا، رغم “شروطها القاسية والمليئة بالجشع”، حسب تعبيره، إذ طُلب منه التنازل عن 50% من أعماله، ودفع مئات المليارات من الليرات السورية، مشيراً إلى أن الأموال لن تذهب إلى خزينة الدولة، بل إلى ما أسماه “صندوق الثورة”، عبر “أثرياء الثورة”.

وتابع قائلاً: “وافقنا على التسوية بشرط أن تكونَ طوقَ نجاةٍ لأهلِنا في إقليمِ الساحل”، من خلال سحب المجموعات المسلحة، واستبدالها بأخرى محلية، وفتح فرص عمل جديدة، وإعادة تفعيل العمل الخيري والإنساني. غير أن التسوية –وفق مخلوف– اصطدمت بمخطط خالد الأحمد، “صديق الجولاني”، و”صبيّه” فادي صقر، الذي شغل منصب نائب مسؤول الدفاع الوطني في النظام السابق، واتهمهما بالتحضير للسيطرة على الساحل ونهب خيراته وبث الفتنة في صفوف الطائفة العلوية.

وأشار إلى أن النظام السوري الجديد كان مصراً على التسوية “لأنهم يعلمون أن كل هذه الأملاك تعود لمؤسسات خيرية وإنسانية”، مضيفاً: “عندما لم تنجحِ التسوية، لجأوا إلى تشويه سمعة هذه المؤسسات ودمجها بالعمل العسكري، رغم أنه كان منفصلاً عنها تماماً”.

واتهم مخلوف دمشق بمحاولة منع إعادة تفعيل العمل الخيري في الساحل السوري، وقال: “كفاكم افتراءً وتُهماً باطلةً تجاهَ عملِنا الإنسانيِّ الخيري، والتي كلُّها مبرِّراتٌ لعدمِ السماحِ لنا بإعادةِ تفعيلِ العملِ الخيريِّ في إقليمِ الساحلِ السوري”.

أما السبب الثاني، فقال إنه يعود إلى إبلاغه النظام بأن المجزرة الأخيرة التي وقعت في الساحل السوري “كانت بأوامر من دمشق، بالتعاون مع المشغّل التركي”، وأن من يقف خلفها هو أنس الخطاب، وزير الداخلية الحالي، الذي وصفه بـ”العقل المدبر للجولاني ومؤسس جبهة النصرة ومهندس مخططات داعش”.

وأشار إلى أنه حذّر دمشق من أنه سيجري إحصاءات بعدد الشهداء والجرحى في المجزرة، قائلاً إن عدد الضحايا الفعلي يناهز “15 ألف شهيد و20 ألف جريح”، متهمًا النظام بإنكار العدد والادعاء بأنه بالمئات فقط.

وتابع مخلوف: “قامت دمشق بفبركة الاعترافات بما يُسمى مهندس البراميل المتفجرة، والافتراء علينا بعلاقتنا به”، مؤكدًا أن لا علاقة له بالبراميل أو تصنيع المخدرات، مشيرًا إلى أن “النصرة وداعش كانوا يصنعون مفخخات تفوق قوتها عشرة أضعاف البرميل”.

وهاجم مخلوف وزارة الداخلية بالقول: “أليس من العارِ أن تتركوا مرتكبي المجازر، وتذهبون إلى فبركة الأكاذيب، وتدّعون أنكم حققتم إنجازاً؟!”

وفي ختام رسالته، تحدث مخلوف عن ما وصفه بـ”تحولات وشيكة” في سوريا، قائلاً: “إن شهرَ حزيران، بإذن الله، سيكونُ فيه بدايةُ التحولات، وستبدأُ فيه الخلافاتُ والمناوشاتُ بين الفصائل، إضافة إلى بعض المعارك”، مضيفاً أن “شهر تموز سيكون بداية عصر فتى الساحل، ليس على الساحل فقط، بل على جميع أقاليم سوريا”.

كما كشف عن ما وصفه بـ”المفاجأة الكبرى”، مشيراً إلى “عودة المنظومة السابقة تحت رعاية شخصية نظيفة، عادلة، محبة للوطن، خادمة للبلاد والعباد”، مؤكداً أن هذه الشخصية “لا تتحرّك إلا بأمرِ الله”.

وختم مخلوف رسالته بالدعوة إلى إعادة الهيكلية القديمة في الحكم، على غرار عهد حافظ الأسد، منتقدًا خلفه بشدة وواصفاً إياه بأنه “شخص خسيس، وضيع، مزيف، هارب، دمّر البلاد والعباد”، مضيفاً: “لن تعودَ سوريا، بكاملِ أقاليمِها، قويةً متوازنة، إلا وفقَ هذا البرنامجِ… والأيام القادمة بيننا”.

سلامُ اللهِ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته،
سأكشفُ اليومَ لكم، بكلِّ صراحةٍ وموضوعية، سببَ الهجماتِ والفبركاتِ والاتهاماتِ الباطلةِ الموجَّهةِ بحقِّنا من قِبَلِ دمشق (النظام الحالي)، وتعودُ إلى سببينِ محوريّينِ:
أوّلهما: عدمُ قبولِي بإبرامِ تسويةٍ لأعمالي وشركاتي في سوريا، والتي تم التفاوضُ عليها عن طريقِ الوسيطِ التركي، رغم أن شروطَ التسويةِ كانت قاسيةً ومجحفةً بحقِّنا، ومليئةً بالجشعِ والطمع، بسببِ طلبِهم خمسين بالمئة من أعمالِنا، إضافةً إلى مبالغَ بمئاتِ المليارات. وهذه الأموالُ لن تذهبَ إلى الخزينة، بل إلى “صندوق الثورة” عن طريقِ “أثرياءِ الثورة”، فما أشبهَ اليومَ بالبارحة.
فبعد مفاوضاتٍ طويلة، وافقنا على تسويةٍ بشرط أن تكونَ طوقَ النجاةِ لأهلِنا في إقليمِ الساحل، من خلالِ سحبِ المجموعاتِ المسلحةِ واستبدالِها بمجموعاتٍ محلية، وإعادةِ الموظفين إلى أعمالِهم، وإخراجِ الموقوفين من السجون، وفتحِ فرصِ عملٍ جديدة، ونهضةٍ اقتصاديةٍ ساحلية، وإعادةِ تفعيلِ العملِ الخيري والإنساني. ولكن التسويةَ اصطدمت ببرنامجِ صديقِ الجولاني، المدعو خالد الأحمد، وصبيِّه فادي صقر، الذي كان يشغلُ منصبَ نائبِ مسؤولِ الدفاعِ الوطني في النظامِ السابق، (والذي اشتهر هو وكوادرُه بحوادثِ الخطف، وطلبِ الفدية، والتعفيش، والسرقاتِ الممنهجة، وكلِّ وسخاتِ الحرب)، والذين يُحضِّرون لاستلامِ الساحل، لنهبِ خيراتهِ لصالحِ أسيادِهم، وبثِّ الفرقةِ والفتنةِ في صفوفِ الطائفة، وإبقائِها ضعيفةً، مشرذمةً، فقيرةً، ومحتاجةً دوماً لمعيل.
فبعدما رُفِضَ طلبُنا بشأنِ الساحل، أوقفنا المفاوضات، وبدأتِ التهديداتُ تردُ إلينا من كلِّ صَوب. ومن الملفتِ للنظرِ أن دمشقَ كانت مُصرّةٌ على التسويةِ معنا، لأنهم يعلمون أن كلَّ هذه الأملاكِ والأعمالِ تعودُ لمؤسساتٍ خيريةٍ وإنسانيةٍ تُساعدُ الفقراءَ والمحتاجين. فعندما لم تنجحِ التسوية، لجأوا إلى تشويهِ سمعةِ هذه المؤسساتِ الخيريةِ الإنسانية، وتجاهلوا مساعدتَنا لمئاتِ آلافِ العوائلِ السوريةِ بمختلفِ مناطقِها. ولتخريبِ صورةِ هذا العملِ المقدَّس، دمجوهُ بالعملِ العسكري، والذي كان منفصلاً تماماً عن العملِ الخيري؛ فنحن عندما دعمنا الجيشَ والقواتِ المسلحة، وضعنا كلَّ إمكانياتِنا تحتَ قيادتِهم الكاملة.
فكفاكم افتراءً وتُهَماً باطلةً تجاهَ عملِنا الإنسانيِّ الخيري، والتي كلُّها مبرِّراتٌ لعدمِ السماحِ لنا بإعادةِ تفعيلِ العملِ الخيريِّ في إقليمِ الساحلِ السوري، وخدمةِ أهلِنا، ومساعدةِ الفقراءِ والمحتاجين، وبالأخصِّ ذوي الشهداء.
أما السببُ الثاني، فأوَّلُه: إبلاغُنا دمشقَ بأننا على علمٍ بأن المجزرةَ الكبيرةَ التي حصلتْ في الساحلِ السوري، كانت بأوامرٍ جاءت من دمشق، بالتعاونِ مع المُشغِّلِ التركي، والتي كانت فكرةَ شخصٍ هو العقلُ المُدبِّرُ للجولاني، ومؤسسُ جبهةِ النصرة، ومهندسُ مخططاتِ داعش، وهو أنسُ الخطاب، وزيرُ الداخليةِ الحالي، مع الأجهزةِ الأمنية، الذين أوعزوا إلى اللجانِ الشعبية الأجنبية وغيرها بالتحرّك، وإظهارِ كلِّ ما لديهم من أعمالٍ عدائيةٍ إجراميةٍ، لإرهابِ أهلِنا في الساحل، ومنعِهم من تكرارِ فعلتِهم. وثانيه: تحذيري لدمشقَ بأنني سأقومُ بإجراءِ إحصاءاتٍ لعددِ الشهداءِ والجرحى الذين سقطوا في المجزرةِ الأخيرة، والتي ما زالت دمشقُ تُنكرُ أعدادَها الحقيقية، وتَدّعي أنها مئاتٌ، والتي فعلياً قارَبَ عددُها ١٥٬٠٠٠ شهيد و٢٠٬٠٠٠ جريح.
ولهذه الأسباب، قامت دمشقُ (النظامُ الحالي) باختراعِ وفبركةِ “الاعترافات” بما يُسمى “مهندس البراميل المتفجرة”، والافتراءِ علينا بعلاقتِنا به، مع العلمِ أن الجميعَ يعلمُ أن من كان يصنعُ المخدرات، هو نفسه من كان يصنعُ البراميلَ المتفجرة، ولا علاقةَ لنا بالأمر لا من قريبٍ ولا من بعيد. فكما تعلمون، فإن النصرةَ وداعشَ كانوا يصنعون المفخخاتِ التي تفوقُ قوتُها عشرةَ أضعافِ البرميل، وأما الشاحناتُ فكانت قوتُها مئةَ ضعفِ البرميل. والمشاهدُ الموثقةُ بالصورِ في مشفى الكندي في حلب والقزاز بدمشق والتي راح ضحيتهم ما يقارب الألف شخص أغلبهم من المدنيين، خيرُ مثالٍ لهذه الأقوال. وأن أغلبَ مَن هندسَ هذه الأعمال، هو ما يسمى “المجاهد” أنسُ الخطاب (فخرُ الصناعةِ السورية).
أليس من العارِ والخزي، يا وزارةَ الداخلية، أن تتركوا مرتكبي المجازر، الذين ذبحوا ونكّلوا وقتلوا الآلافَ على الهواءِ مباشرة، وموثقين بالصوتِ والصورة، وتذهبون إلى فبركةِ الأكاذيب، وتدّعون أنكم حققتم إنجازاً؟!
دعونا من الماضي، ولنتحدّث قليلاً عن المستقبل. لأقولَ لدمشق: انتهى وقتُ المزاحِ والاستعراض، فبعدما أُعطيتم كلَّ شيء، فقد حان الوقتُ ليُؤخَذَ منكم كلُّ شيء. فبعد رفضِكم إعطاءَ إقليمِ الساحلِ إلى فتى الساحل، أقولُ لكم، وليسمعْني الجميع: إن شهرَ حزيران، بإذن الله، سيكونُ فيه بدايةُ التحولات، وستبدأُ فيه الخلافاتُ والمناوشاتُ بين الفصائل، إضافة إلى بعض المعارك هنا وهناك، وصولاً إلى الشهرِ السابع أو بعدهُ بعدّةِ أسابيع ستبدأُ الأحداثُ الكبرى، التي ستكونُ بدايتُها اختفاءَ شخصيةٍ كبيرةِ المكان، صغيرةِ المكانة، والتي ستكونُ سببَ فتنةٍ وسببَ اشتدادِ المعارك (والله أعلم). ليكونَ شهرُ تموز أولَ الطريقِ لنهايةِ عصرِ السفياني، وبنفس الشهر، ستكون بداية عصرِ فتى الساحل، بإذنِ القوي الجبّار، ليس على الساحل فقط، بل على جميعِ أقاليمِ سوريا، بإذنِ الله.
والمفاجأةُ الكبرى: هي عودةُ المنظومةِ السابقةِ تحتَ رعايةِ شخصيةٍ نظيفةٍ، عادلةٍ، خيّرة، محبةٍ للوطن، خادمةٍ للبلادِ والعباد. وسيكونُ هذا الشخصُ عبدًا خالصًا لله، لا يتحرّك إلا بأمرِ الله، محبًّا للسلام، عابراً للطوائف، يعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، بإذن الله.
فلنستنتج من هذا الحديث، أن النظامَ اليومَ بتركيبتِه الحالية، والذي يحكمُ باسمِ الأكثرية، قد رأيناهُ كيف سيطرَ عليه التكفيريون، وعاثوا في الأرضِ فسادًا. وليسمعْني العالمُ بأسرِه، وخصوصًا دولُ الجوار، فلا بديلَ اليوم عن عودتِنا إلى الهيكليةِ السابقة، بعهدِ النظامِ القديم، والتي كان مهندسُها شخصيةً عظيمةً مثل حافظ الأسد، ولكن للأسف، جاءَ بعده شخصٌ خسيسٌ، وضيعٌ، مزيفٌ، هاربٌ، نجسَّ البلادَ، ودمّرَ العباد.
لتكونَ المنظومةُ على الشكلِ الآتي:
الجيشُ والقواتُ المسلحةُ بيدِ الأقليات، وعلى رأسِهم أكبرُ طائفةٍ وأكثرُها تضحية، وهم العلويون، مع مشاركةِ الآخرين. وتأتي الأكثريةُ المعتدلة (فلا مكانَ للمتطرفين التكفيريين هنا) ليأخذوا الاقتصادَ بالكامل، بالمشاركةِ مع الآخرين. ويكون هناك انتخاباتٌ حرةٌ نزيهةٌ عادلة، تعكسُ حقيقةَ الواقع، وتُعطي التمثيلَ الحقيقيَّ للمجتمع.
وفي الختام، أقولُ بكلِّ جرأةٍ وصراحة: لن تعودَ سوريا، بكاملِ أقاليمِها، واحدةً قويةً متوازنة، إلا وفقَ هذا البرنامجِ الذي ذكرناه. وإنِّي أتحدّى أكبرَ المراكزِ العالمية أن تجدَ أفضلَ من هذا السيناريو، الذي سيتفقُ كلُّ دولِ العالمِ على تطبيقِه بحذافيرِه، بقوةِ الله… والأيامُ القادمةُ بيننا، بإذن الله. وأقولُ أيضًا، لن تستقرَّ المنطقةُ بأكملِها في بلادِ الشام ودولِ الجوار، من نيلِها إلى فراتِها، ولن ينعمَ أهلُها بالسكينةِ والاطمئنانِ والسلام، إلا بتنفيذِ هذا البرنامج، وعلى يدِ من اختارَه اللهُ لهذه المهمة.