الثلاثاء 12 آب 2025

زيارة هاكان فيدان إلى دمشق

د. محمود عباس

من مخرجات زار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى دمشق، برزت جملة من المشاركين في الاحتجاجات لتوقعية التي غنتها تركي منسق مرة أخرى ضبط مسار الأحداث في بما في ذلك مصالح حقيقية، ويحد من أي مسعى وطني جامع قد يغيّر أبعادين سوريا. لكن ربما تبدأ هذه البداية في ظهور الصراع الخفي للعلن، بين تركيا ومصالح أمريكا وفرنسا في سوريا والعربية بشكل عام.

1-    تصعيد ممنهج في صعود، تجاوز حدود الاستعدادات العسكرية التي تقوم بها وتضم المنضوية تحت مسمى “الجيش الوطني السوري”. فقد دام المنابر كروم لأنقرة إلى أدوات ضغط مركزة ضد حرب قسد، والشعب الكوردي، وجميع مكونات شمال وشرق سوريا، في رد مباشر على الرسائل الوطنية المهمة التي أهمها كونفرانس الحسكة وأزعجت الدوائر التركية وفوائها. هذا التصعيد لم يكن معزولًا، بل جاء كبداية مدروسة لتهيئة المنطقة السياسية والإعلامية لبقية التحرك.

2-     ويطالبون بإلغاء حوارات باريس، وهو يمتد طبيعي للخطوة الأولى، إذا أرادت تركيا أن الطريق أمام أي تفاهمات بين الحكومة السورية، والهيئة العامة عن مؤتمر قام بهشلو وهيئة تمثيل الإدارة الذاتية. وكان من المقرر أن تمثل هذه الحوارات خطوة بخطوة نحو حل سياسي لإشراكهم، فيما تبقى حوارات قسد كقوة عسكرية على مستويات أخرى مع حلفائهم الأساسيين. لكن عبر هذا، سعت ملغم إلى إعادة خلط الأوراق، وإفراغ المسار من محتواه، وبقاء زمام المبادرة بيدها.

3-     الحلايل على مطلب النظام اللامركزي السياسي في اليمن، وهو ما يمثل جزءًا من دوافع النقطة، فتركيا لا ترى في اللامركزية السياسية إلا خيارًا مباشرًا لمصالحها، الثانية التي تفضلها الجيوسياسي السياسي، لذلك لجأت إلى تخطيط بديل هو “النظام اللامركزي التنفيذي”، وهو نفسه الذي مارسه النظام البعثي للعقود عبر وزارة الإدارة المحلية، التي لم تكن في حقيقة الأمر بلا سلطة أمام الأجهزة الأمنية. واليوم، يُعاد إنتاج هذه الخدعة عبر إعلام حكومة الجولاني وأصوات غارقة في الحق والكراهية ضد الشعب الكوردي، لغرض احتواء صوت المكونات العامة وتفريغها من جوهرها اليمن.

4-     تفعيل أدوات الترهيب الإقليمي، وهي النتيجة النهائية لكل ما سبق، فحتى يضم توماس باراك، بما فيه من تنازلات صريحة لتركيا دعم غير محدود للجولاني، لم تُرضِ صحيح، فدفعت بهاكان فيدان ليطرح لأول مرة لإسكات صوت العاملين لأول مرة بالديمقراطية واللامركزية، إما عبر تحشيد خلايا داعش تحت غطاء تجمعات العشائرية، أو بتحريك من المنظمات التكفيرية التي من أكثر من حكومة طاعة ووحشية في تنفيذ مخططاتها داخل سوريا..

هكذا، تتضح الخيوط كتحرك كامل، حيث خدمة التصعيد الإعلامي غاية الضغط على اليمن، ويبرر المناورات السرية، ويمهد للترهيب الميداني، في إطار لاتخاذ تركية لا تحسن فقط تقويض الحراك الكوردي والإدارة الذاتية، بل وأفق وطني جامع يمكن أن يفتح الباب أمام نظام لا مركزي أو فيدرالي يحفظ وحدة سوريا ويصون تنوعها.

الولايات المتحدة الأمريكية

8/10/2025