صباح كنجي

الإرهاب, الحرب والسلام

تسمية سنجار.. او شنكال.. تطلق على منطقة جغرافية واسعة.. غرب الموصل.. تمتد نحو الحدود السورية لأكثر من 100 كلم.. تشمل سلسلة جبل شاهق.. يرتفع عن مستوى سطح البحر 1462 متراً يحوي في شعابه عدة قرى صغيرة.. وتحيط به مجموعة أكبر من المدن والقرى.. في السهل من الشمال والجنوب والغرب.. بالإضافة الى المدينة التاريخية القديمة.. التي شيدت في عصور ما قبل التاريخ.. وتكنى بـ (البلد) وهي مركز قضاء سنجار ـ شنكال.. الذي يتبعه عدة نواحي هي:

1ـ ناحية سنوني / الشمال

2ـ ناحية تل عزير / القحطانية.. تغير اسمها في عهد دكتاتورية البعث والحقت إداريا بقضاء البعاج

3ـ ناحية خانصور

4ـ ناحية الكَسْكْ

لا بد من التأكيد على اهمية الموقع الجغرافي.. لمدينة سنجار وتوابعها.. الذي منحها دوراً استراتيجياً على امتداد التاريخ.. الذي شهد احداثاً كبرى.. دونت بعض تفاصيله من ستة آلاف سنة.. تؤرخ للمدنية.. عبر دوائر اسوارها.. ومعالمها التاريخية المعاصرة.. للفترة الاشورية والبابلية.. من حضارة وادي الرافدين.. والصراع بين الاشوريين.. الذين اتخذوا من جبلها قاعدة لأعمالهم الحربية.. ضد الحثيين.. وغيرهم قبل سقوط وانقراض الدولة الاشورية.. سنة 612 ق. م على يد البابليين.. ثم ظهور الفرس على المسرح.. وتحكمهم بممتلكات الدولة الاشورية.. ووصولهم الى سنجار.. واقامتهم للتحصينات العسكرية فيها.. واتخاذهم من الجبل معقلاً ومعسكراً حصيناً.. يمدهم بالقوة والتفوق.. في حقبة الصراع مع الرومان.. وما خلفه الفرس والرومان.. في طيات آثارها.. من معالم تجسد مرورهم ومكوثهم فيها.. في فترة صراع الامبراطوريات.. وويلات الحروب بين الدولتين.

فقد هاجمها شابور الاول سنة 260 م. واعقبه هرمز الثاني من سنة 302- 309 م. ومن ثم شابور الثاني من 310- 379 م. الذي فتك بالناس والكهنة والرهبان.. بحكم وقوعها على طريق المواصلات التي سلكتها القوافل التجارية.. والجيوش المتنازعة.. في تلك الازمنة..

لهذا غدت منطقة سنجار.. مسرحاً للحروب.. وحدثت فيها معارك كبرى.. سطرها المؤرخون.. وذكروها بأسماء سنكارا وسنغارا.. وعند الفراعنة بسنكار وشنخار.. وفقاً لما ورد في كتاب ارسله ملك الاشيه الى فرعون مصر.. في القرن الخامس عشر قبل الميلاد..

وهكذا كان الحال مع الرومان.. اذ اسموها سنكارا.. وقد استبدل اسمها الامبراطور الروماني اوليوس بـ اورليا.. عندما جدد بناءها سنة 199م. كما ورد اسمها سنعار او شنعار.. في اسفار التوراة ويسميها السريان بـ شيغار.

وعموماً كان للمدينة وموقعها ومزاياها الجغرافية والزراعية والعسكرية.. واعتدال مناخها ووفرة مياهها.. وخصوبة أراضيها وسهولة التنقل بسهولها.. ولكونها تشكل بؤرة ومحوراً يربط عدة مدن مهمة في تلك العهود.. تمتد بين اوروك وبابل ونينوى/ الموصل وحلب ونصيبين وأمد والجزيرة وغيرها من المدن.. بالإضافة الى عوامل أخرى.. دوراً في تطورها وتحولها الى مركز دولة.. ومملكة مهمة مستقلة.. ذات شأن في التاريخ.. مع العهد الآرامي قبل الميلاد.. يديرها ويتربع على عرشها الملك (معنوْ).

قبل ان تصبح سنة 115 ميلادية مستعمرة رومانية.. في عهد طريانوس/ تراجان.. في فترة الصراع بين الفرس والرومان.. الذين تسابقوا في ارسال جيوشهم اليها.. ويبدو ان الفرس استعادوا السيطرة عليها في القرن الثاني الميلادي.. ومن ثم عاد اليها الرومان في عصر الامبراطور اسكندر ساويروس 222-235 ميلادية.. قبل انْ يسترجعها الفرس مجدداً.. في عهد أردشير سنة 237 م لينتزعها من سيروس..

وتكرر الأخذ والرد.. حيث عادت للسيطرة الرومانية.. في عهد دورديان الثالث.. الذي نقش اسمه على نقودها.. ومن ثم عاد الفرس اليها سنة 250 م. عندما هاجمها شابور الأول.. ودمرها قبل ان ترجع للقبضة الرومانية.. سنة 283 م في عهد كاروس..

ويبدو ان قوة الساسانيين قد ضعفت في عهد شابور.. وهكذا كان الحال لغاية القرن الرابع الميلادي.. حيث بقيت سنجار تتأرجح وتنتقل بين السيادتين الفارسية والرومانية.. مما جعلها تشهد معارك طاحنة بيم الطرفين.. وان أشدها وأشهرها.. كانت تلك التي حدثت وقائعها بين الطرفين سنة 348.. وسميت باسم معركة سنجار.. حيث تمكن شابور الثاني.. من محاصرتها واقتحامها وتدميرها.. ونقل اهلها الى فارس.. فنكل بهم وقتل غالبيتهم.. وقد اورد ادوارد جيبون.. تفاصيل هذه المعركة الشرسة.. في كتابه المعنون.. اضمحلال الامبراطورية الرومانية وسقوطها.

ومن الضروري التوقف عند نتائج هذه المعركة.. معركة سنجار.. كما سماها المؤرخون.. وذكروا تفاصيلها.. وفقاً لمروياتهم.. عن تمركز القوات الرومانية.. في ضواحي المدينة.. بقيادة الامبراطور قسطنطين.. التي ارتدت على اعقابها.. حال اقتراب الفرق الفارسية بقيادة شابور الثاني منها.. وما اسفرت عنه من ملاحقة الفرس لهم.. ووقوع مذبحة مريعة مع أسرْ خمسة فيالق رومانية.. استسلمت بأعدادها الهائلة للفرس.. وأرسلت مخفورة الى بلاد فارس.. هذا ما حدث مع الرومان..

اما ما حلّ بأهالي سنجار وساكنيها.. فقد روت المصادر ذاتها.. انه بعد ان استولى الفرس على سنجار.. جردوها من حصونها وهدموها.. وسيطروا عليها.. الى أنْ انتزعها منهم جوليانوس سنة 360 ميلادية.. حيث عاد شابور واخذها منهم أثر معركة.. أسّر فيها عدداً من الفرق الرومانية.. ومنها الفرقة الفرثية الأولى.. وفرقة فلافيا الأولى.. وعدداً من الجنود المحليين.. وآخر من الفرسان الذين كانوا متواجدين صدفة فيها..

ويظهر انّ الرومان لم يسكتوا على الهزيمة.. فأعادوا جمع قواتهم وانقضوا على الفرس.. وتفيد المعلومات.. ان سنجار بقيت في ايديهم الى سنة 363 م. وعندها تنازل الامبراطور جوفيان/ يوبيانوس خليفة جوليان.. عن سنجار الى شابور الثاني.. وبموجب هذا التنازل حدثت هدنة وعقدت اتفاقية بينهما.. رافقها صدور عفو فارسي.. يسمح بموجبه للأسرى والهاربين.. من ابناء سنجار وغيرها بالعودة الى ديارهم..

هنا سنتوقف امام احتمالات هذا القرار.. ونتائجه.. لنتساءل هل عاد جميع الأسرى من بلاد الفرسْ؟ امْ بقيت مجموعة منهم هناك؟

ماذا حدث بعد عودتهم؟ وهل من دلائل تثبت هذه العودة وكيف؟

يستفسر حائراً الدكتور خليل جندي.. الذي درس اللغة الفارسية في جامعة بغداد.. في كتابه المعنون.. (حقيقة الديانة الايزيدية).. عن وجود العشرات من المرادفات اللغوية الفارسية في لغة بعض القبائل من الايزيديين في سنجار.. رغم البعد الجغرافي بين سنجار.. في اقصى حدود غرب العراق مع سوريا.. وإيران التي تحد العراق من الشرق..

لكننا لن نحتار ولن نصاب بالدهشة إذا أدركنا.. وهذا ما حدث.. مع الذين عادوا من بلاد فارس.. إذ كانوا قد اصطحبوا معهم.. ونقلوا عبر لغتهم الخاصة.. البعض من هذه المرادفات الفارسية.. التي اندمجت في لغتهم.. وما زالوا يستخدمونها لليوم..

كما اننا لا تستبعد عودة الجميع.. ونفترض بقاء مجموعات منهم في مدن فارسية.. لشتى الاسباب والدوافع.. وهذا ما يمكن الاستدلال عليه بشكل اوضح من خلال وجود عشيرة الشكاك.. التي تتحدث اللهجة الكرمانجية في إيران.. التي انحدر منها الزعيم الكردي الراحل قاسملو الشكاكي..

وأيضا.. وهذا ملفت للعيان.. فهي رغم دخولهم الإسلام.. ما زالوا لا يرتدون الأزرق.. ويستخدمون اليشماغ الأحمر.. فوق رؤوسهم.. كما يفعل الايزيديون لليوم.. بحكم تحريمهم للون الأزرق كما هو معروف.. وهذا هو الحال مع اتباع وأبناء العشيرة البارزانية في كردستان ـ العراق لليوم كما هو معروف..

لابد وان نذكر ايضا.. وجود أكثر من مليوني كردي.. يتحدثون اللغة الكرمانجية.. في اقليم خراسان.. الذي كانت تشمل الجغرافية التاريخية للإقليم.. اراضي تمتد بين شمال أفغانستان الحالية.. واجزاء من إيران وتركمانستان وتترستان وكازاخستان وطاجاكستان.. التي تستحق التوقف عندها.. وتقصي مراحل تواجدهم فيها.. وطبيعة معتقداتهم الدينية قبل الاسلام..

لان خراسان.. وفقاً للمعلومات التي استقيناها.. من مصادر تاريخية.. تعني باللغة الفارسية.. ارض الشمس المشرقة.. او بلاد الشمس المشرقة.. حيث كانت عبادة الشمس منتشرة فيها.. في العهد الساساني في عدة مدن منها..

ويعود أصل اسم إقليم خراسان إلى اللغة الفارسية، وتعتبر مدن نيسابور وحيراتْ وسوسيا.. التي احتلها الإسكندر الأكبر.. عام ثلاثمائة وثلاثين قبل الميلاد.. وأطلق عليها اسم توسا /توصا /مشهد اليوم.. وبلخ ومرو من مدن خراسان التاريخية.. السابقة للمرحلة الإسلامية.. التي امتدت وتوسعت جغرافيتها في العهد الإسلامي.. لتمتد من شرق لوكانيا جرجان وحتى نهر المركاب/ المرغاب.

انّ (چالديران) منطقة تسکنها عشائر کوردية ـ کرمانجية تقع بين (خوي وباکو) يتحدثون اللهجة (الكورمانجية) مثل لهجة مناطق شمال كوردستان.. وتابعة لأذربيجان الغربية وهم من اتباع المذهب الشيعي..

يقول المؤرخ الكوردي من كورد خراسان (کليم الله توحيدي)..

لقد شارك الکورد بقياده القائد الکوردي (رستم بگ چشمگزگ) الى جانب الشاه اسماعيل الصفوي ضد العثمانيين.. الکورد ليس فقط خسروا آلاف من الضحايا في هذه المعرکة الفاشلة.. بل نتائجها أدت الي تقليص اراضيهم وتقسيمها بين الامبراطوريتين.. وضمت منطقه ديار بکر ـ اميدي الى الحكم العثماني الجائر.

وقام الصفويون بتغيير ديموغرافي خطير للمنطقة الكوردية.. للسيطرة على الصراع الداخلي.. واخضاع تلك الامارات والقبائل الكوردية لنفوذهم.. خوفاً من قوة واهداف الكورد على المدى البعيد. وللوقوف ضد اطماع العثمانيين، مما ادت تلك السياسة الى صراعات دموية، انتهت بزوال تلك الامارات والقبائل وتدمير عدد كبير من القرى الكوردية وخسائر كبيرة بالأرواح، وتم تهجير أكثر من 50000 ألف عائلة كوردية قسراً الى مناطق خراسان.. خلال فترات زمنية متتالية.. لمدة تزيد عن المئة عام، الى جبال (البرز ودماوند) باتجاه خراسان لإخضاعهم لعملية التجنيد لصالح الصفويين.

وفي عهد الشاه عباس.. تمت المرحلة الاخيرة لاستقرار الكورد.. في أكثر مناطق خراسان، وأصبحوا مالكيها، وكان لهم نفوذ قوي في حكم هذه المقاطعة..

ويقدر عدد الكورد في خراسان حالياً.. بأكثر من 2 مليون كوردي.. وما زالوا يتكلمون لغتهم الكرمانجية القريبة.. من لهجة اهالي منطقة اورفا.. في شمال كوردستان.. ويفتخرون بأصولهم بعد خمسه قرون.. رغم الظروف القاسية.. التي فرضت عليهم.. وبعدهم عن وطنهم الأم كوردستان.. حافظوا على لغتهم وتراثهم الثقافي الغني.. وعاداتهم الاصيلة الخاصة بهم، وتعد مدن وقرى وقصبات (مشهد.. قوچان.. اسفراين.. بجنورد.. شيروان.. چناران) من اهم المدن التي يتواجدون فيها.

خصوصاً وان كورد خراسان.. يعتزون بأصولهم القومية، ويعتبرون موسيقاهم موسيقى كوردية خالصة. والعديد من الآلات الموسيقية.. التي يستخدمونها حتى الآن، هي آلات موسيقية كوردية اصيلة مثل:

الدهول ـ الطبل، المزمار ـ الزرنا، الكمان، الدف، الدوزلة (المطبق ـ المزوج)، الطنبورة. وحافظت الموسيقى الكوردية في خراسان على خصائصها، حيث دونت منظمة اليونسكو موسيقى شمال خراسان، كأحد روافد تراث فن الموسيقى في العالم. وتتميز هذه الموسيقى عن موسيقى باقي مناطق اقليم خراسان.. كونها موسيقى مقامية.. والكثير من نصوص الأغاني والملاحم المغناة عند كورد خراسان، هي نتاجات أدبية للحروب التي خاضوها اثناء مقاومتهم لهجمات أقوام آسيا الوسطى.

دخل الصراع حول سنجار مرحلة جديدة.. بعد انهيار الثورة الكردية عام 1975 أثر انسحاب البارزاني وبقية قادة الثورة الى إيران.. حال اعلان اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران.. وتعرض الحزب الديمقراطي الكردستاني الى انشقاق خطير.. انسحب فيه عدد من قياديه معلنين رفضهم لسياسة البارزاني ونهجه.. وشكلوا تنظيمهم المستقل.. الذي واصل عمله مع السلطة.. بعدة اسماء واحزاب كارتونية انتهازية.. نسقت مع السلطات المركزية.. وتلقت المساعدات المالية واللوجستية من بغداد.. كان من بينهم اثنان من اولاد البارزاني نفسه.. هما عبيد البارزاني.. الذي عين وزيراً للدولة.. وشقيقه لقمان..

وقد استغل النظام الدكتاتوري الوضع الجديد الناشئ.. معلنا جملة اجراءات فاشية سريعة بشعة.. اسفرت عن متغيرات ديموغرافية.. تمثلت بتدمير المئات من القرى الكردية.. وترحيل سكانها الى مناطق مختلفة في العراق.. شملت الناصرية والفلوجة والحلة والعمارة.. وفي سنجار شملت الاجراءات الجديدة.. اهالي القضاء.. حيث جرى تهديم محلة البرج كاملة مع أربعة احياء اخرى.. وترحيل الايزيديين منها وابعادهم الى مناطق دهوك وباعذرة.. او وضعهم في قوام تجمعات قسرية.. منحت اسماء عربية هي:

 

التسلسل والاسم السابق

التسمية القسرية

الملاحظات والموقع الجغرافي

 

1ـ كرزرك ـ جنوب سنجار ـ مجمع العدنانية جنوب سنجار استقطع واضيف الى ناحية القحطانية في قضاء البعاج

2ـ تل عزير مجمع القحطانية جنوب سنجار استقطع واضيف الى ناحية القحطانية في قضاء البعاج

3ـ سيبا شيخ خدر مجمع الجزيرة جنوب سنجار استقطع واضيف الى ناحية القحطانية في قضاء البعاج

4ـ تل قصب مجمع البعث استقطع واضيف لناحية القيروان في ابْليْجْ

5ـ خانصور مجمع التأميم أكبر تجمع بعد ان اضيف لها سكان مجموعة قرى مهدمة في شمال سنجار

6ـ سنوني ناحية الشمال

شمال سنجار.. فقط تم تغيير الاسم واضيف لها سكان قرى مهدمة

7ـ دوكري مجمع حطين شمال سنجار وأقرب قرية الى الحدود السورية غرب العراق

8ـ دهوليْ مجمع القادسية

9 ـ بورك مجمع اليرموك

10 ـ كوهبل مجمع الاندلس

11ـ زورافا مجمع العروبة

12ـ تل بنات مجمع الوليد

13ـ مجمع حردان مركز ناحية بقي بنفس الاسم اضيف اليه سكان مجموعة قرى مهدمة منها بير آدم وهيروكو وتيركا

 

واستقطعت من سنجار ثلاث مجمعات مهمة هي..

(كرزك وتل عزير وسيبا شيخ خدر) واضيفت كتجمعات ملحقة لناحية البعاج العربية التي أصبحت قضاء جديداً.. بعد تهديم كافة القرى والمدن الصغيرة في القضاء ونواحي سنون والشمال والكَسْكْ عام 1975. وللتوثيق كنا سنرفق في نهاية الكتاب ضمن الملحقات قائمة بأسماء القرى والمدن المهدمة وفقاً للمعلومات المتاحة التي استقصيناها من المدركين لتفاصيل تلك المرحلة الصعبة.. التي شهدت فيها سنجار هذا الخراب..

لكننا لا نريد ان نبخس حق من سبقنا في هذا المجال.. وللمزيد من المعلومات بالإمكان العودة لكتاب الدكتور دلشاد نعمان فرحان (معاناة الكورد الإيزيدين في ظل الحكومات العراقية – 1921-2003).. الذي سجل أسماء القرى والمدن والاحياء المهدمة ووثقها في طيات كتابه وتتجاوز الـ 160 قرية ومدينة فقط في عام 1975..

وهي ليست الا جزءً من سلسلة هجمات تخريبية.. طالت مناطق سنجار سبقت هذا التاريخ.. منذ العهود العثمانية.. وتواصلت في العهد الملكي وما بعد ثورة تموز 1958 في العهد الجمهوري عام 1965.. حينما تم ترحيل سكان مجموعة قرى ايزيدية في عهد الاخوين عارف.. يمكن تصنيفها كجرائم تهجير عنصرية لا إنسانية.. لم تنتهي لليوم..

كما حدث في زمن دولة الخلافة الإسلامية ـ داعش.. من جرائم بشعة.. في هذه البقعة الجغرافية.. التي شهدت فصولاً مخزية من العبث والتخريب والدمار.. بغية قلعهم من جذورهم وتهجيرهم او ابادتهم.. ومازال السنجاريون يدفعون ثمن وجودهم التاريخي.. وانتسابهم لدين رافديني مسالم.. في مخيمات اللجوء المنتشرة منذ عشر سنوات مضت.. بعد دخول قوات الدولة الإسلامية الاجرامية ـ داعش الى سنجار في الثالث من آب 2014..

ــــــــــــــــ

30 تموز 2024

ـ مقتطف من كتاب جاهز للطبع بعنوان (سنجار حَكايا الموتْ في زمنِ داعِشْ)

شارك هذه المقالة على المنصات التالية