بير رستم
قال العلويون كلمتهم وكسروا حاجز الخوف؛ ليس فقط من زبانية ومجرمي الفصائل الميليشياوية الجهادية التي انضمت لم يسمى بالجيش الوطني في النظام الحالي، بل خوفهم من البقاء في قوقعة النظام البائد والذي ألبس إياهم خلال أكثر من نصف عقد من حكم البعث وآل الأسد واليوم يمكن القول؛ بأنها ولادة جديدة للعلويين بعيداً عن ثقل إرث الماضي العفن وكذلك كسر قيد الذل الذي فرض عليهم خلال عام من نظام حكم أقل ما يقال فيه هو بروز الوجه الطائفي المذهبي، ناهيكم عن وحوش جاءت من الماضي السحيق وهي تحمل كل عنف القتل المذهبي منذ معركة صفين بين علي ومعاوية.
لكن الأهم من كل ما سبق هو إنضمام الساحل إلى كل من الجنوب والشمال الشرقي؛ أي العلويين والموحدين والكرد جميعاً اعلنوا عن مشروعهم السياسي لمستقبل الشراكة بين مكونات سوريا، ألا وهو الدولة الاتحادية الفيدرالية حيث دون ذلك يعني المزيد من الحروب والصراعات أو الطغيان والاستبداد وبات الشيخ غزال غزال، كما كل من الجنرال مظلوم عبدي والشيخ حكمت الهجري، رموز وطنية تمثل مكونات المنطقة ويمكن لهم أن يقودوا المرحلة مع الرئيس أحمد الشرع، لو استطاع هذا الأخير أن ينسق مع الدول العربية في وجه تركيا والميليشيات الخاضعة لهم والتي تحاول أن تفرض سياساتها على دمشق لتصبح منطقة نفوذها وتكون البديل عن إيران، كما في زمن النظام السابق.
باختصار سوريا أمام أحد مشروعين وخيارين؛ إما دولة اتحادية بين مكوناتها المتعددة أو تقسيم البلاد وعلى السلطة الانتقالية بدمشق أن تدرك كيف تختار! وبالمناسبة هذه واحدة من أهم انجازات سقوط النظام السابق حيث لولا ذاك السقوط والإسقاط لبقي ذاك المستنقع الراكد الآسن أو صمت القبور في سوريا إلى يومنا هذا، بينما مع سقوط النظام البوليسي الأمني القومي تحركت مياه المستنقع وباتت تظهر لدينا تيارات وروافد نقية يمكن أن تعيد الحياة للبيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية لسوريا بحيث لم يعد الكرد وحدهم من يطالبون بالدولة الفيدرالية وإنما باقي الأطراف والمكونات؛ الموحدين واليوم العلويين، فمن كان يأمل أن يخرج العلويين وهم يطالبون بالفيدرالية.. نعم إنتهى زمن الدول المركزية والأيديولوجية واليوم هو زمن التعايش الأخوي المشترك أو الدخول في حروب أخرى.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=81741





