الثلاثاء 19 آب 2025

سوريا/كوباني: أدلة إضافية حول مقتل 22 مدنياً نصفهم أطفال في كانون الثاني وآذار 2025

في هذا التقرير، تسرد “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تفاصيل غارتان تركيتان، يرجح أنهما نفذتا باستخدام طائرات مسيرة، في مدينة كوباني/عين العرب، بشمال سوريا، بتاريخ  28 كانون الثاني/يناير و 16آذار/مارس 2025، والتي أدت إلى مقتل 22 مدنياً، نصفهم أطفال. وتدير المدينة، “الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا” إدارياً، فيما تخضع عسكرياً لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

تشكل مدينة كوباني/عين العرب وريفها، إحدى الأهداف الدائمة للحملات الجوية المكثفة التي استهدف بها الجيش التركي مناطق شمال شرق سوريا مراراً منذ عام 2022، والتي كانت آخرها نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2024، وأسفرت عن مقتل 14 مدنياً وجرح 22 آخرين، والتي تزعم تركيا أنها موجهة ضد “قوات حماية الشعب” (YPG)، التابعة لـ”قسد”، والتي تعتبرها تركيا امتداداً لـ”حزب العمال الكردستاني” (PKK) في سوريا، والذي تصنفه على أنه تنظيم إرهابي.

غير أن المدينة شهدت تصاعداً بأعمال العنف، مع بداية عملية “فجر الحرية” التي أطلقها “الجيش الوطني”، بتغطية من تركيا بتاريخ 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، للسيطرة على مناطق “قسد”، والتي أدت إلى سيطرة الأخيرة على منبج، وتحول كل من “سد تشرين“، و”جسر قره قوزاق“، على نهر الفرات، إلى جبهتي قتال بين الطرفين. وقد أسفرت هجمات القوات التركية و”الجيش الوطني” في محيط وعلى “سد تشرين” إلى مقتل 24 مدنياً، وإصابة أكثر من 200 آخرين على الأقل، جميعهم اجتمعوا في منطقة السد للتظاهر ضد الهجمات.

فيما يشكل جسر “قرره قوزاق”، الواقع بريف كوباني/عين العرب، “قاعدة استراتيجية لبناء خطوط الدفاع” في مواجهة الهجمات على كوباني/عين العرب، وعين عيسى والرقة والطبقة ومناطق سيطرة “قسد” الأخرى.

وقعت الغارة الأولى التي يوثقها هذا التقرير، بتاريخ 28 كانون الثاني/يناير 2025، حيث استهدفت سوقاً شعبياً في بلدة صرين، في مدينة كوباني/عين العرب. أدت الغارة إلى مقتل 12 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، وجرح 13 آخرين. أما الغارة الثانية، فوقعت بتاريخ 16 آذار/مارس 2025، وقد استهدفت مزرعة بين قريتي قومجي وبرخبوتان/ برخ باطان، جنوب مدينة كوباني/عين العرب. وأدت الغارة إلى مقتل 10 مدنيين، بينهم 8 أطفال، وجرح طفلة أخرى، جميعهم من عائلة واحدة.

من الجدير بالذكر، أن الغارة الثانية، حدثت بعد سلسلة من الاتفاقات العسكرية، التي كان من شأنها أن تخفف من حدة التوترات بين الأطراف المتنازعة وأن تضمن حماية المدنيين؛ حيث أعلنت فصائل “الجيش الوطني” عن اندماجها الاسمي والفعلي في وزارة الدفاع السورية التابعة للحكومة السورية المؤقتة، بعد “مؤتمر النصر“، المنعقد بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير 2025، بينما وقعت الحكومة، بقيادة أحمد الشرع، اتفاقاً مع “قسد” بتاريخ 11 آذار/مارس 2025، يقضي بـ”وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية”.

أثارت الغارة قلقاً في الأوساط التركية، حيث وصفها حزب “الديمقراطية والمساواة للشعوب” (HDP)، بـ”المجزرة”، وعدّ في بيان، أن الهجوم كان “رسالة متعمدة تهدف إلى تدمير آمال السلام”. وندد تونجر باكيرهان، الرئيس المشارك للحزب، في مؤتمر صحفي، جمعه مع مسؤولين من “حزب العدالة والتنمية” (AKP) الحاكم، للبحث في خطوات العمل على تحقيق دعوة زعيم “حزب العمال الكردستاني”، عبد الله أوجلان، لحل الحزب، بالغارة قائلاً، “نود أن نؤكد أن هذه الهجمات وما شابهها ستُلحق ضرراً بالغاً بالعمليات الجارية، سواء هنا (حل الحزب) أم في سوريا (الاتفاق بين “قسد” والإدارة السورية على الاندماج في مؤسسات الدولة)”.

وبناءً على المعلومات الواردة في التقرير، توصي “سوريون” الحكومة الجديدة باتخاذ خطوات فعالة نحو تأمين الاستقرار والحماية لكافة المناطق المشمولة بالاتفاق مع “قسد”، مستكملةً ما بدأته بدخول قوات الجيش السوري والأمن العام إلى “سد تشرين”، بتاريخ 12 نيسان/أبريل 2025؛ وإجراء تحقيقات شفافة وفعالة في أعمال القتل الواردة في هذا التقرير، وغيرها من اعمال القتل العشوائية التي نفذتها القوات التركية إن وجدت، من قبل لجان تحقيق مستقلة ومحايدة، وإصدار تقارير اللجان المكلفة بالتحقيق إلى العلن، بما يضمن للضحايا وذويهم حقهم الكامل بمعرفة الحقيقة، والأهم، توصي “سوريون” الجهات الدولية المعنية، بفتح تحقيقات بالغارات التي يوثقها التقرير، والعمل على محاسبة المتورطين فيها، بما يضمن تحقيق العدالة للضحايا، ويوفر الحماية للمدنيين في المناطق المستهدفة، ويضمن احترام القانون الدولي الإنساني، وهو ما من شأنه أن يعزز الاستقرار في سوريا بأكملها. وتدعو كذلك لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا إلى إدارج هذه الوقائع ضمن تقريرها القادم وان تطالب الحكومة التركية باحترام الحق في الحياة للسكان المدنيين، واحترام مبدأ التمييز بين العسكريين والمدنيين وبين الأهداف العسكرية والأعيان المدنية، وكذلك مبدأ التناسب القاضي بتجنب إحداث أضرار كبيرة في صفوف المدنيين والاعيان المدنية مقارنة بالميزة العسكرية المحدودة المتوقعة من الأعمال العسكرية.

يستند التقرير إلى 9 إفادات مفصلة، حصلت عليها “سوريون” من ضحايا أو شهود على الغارات والقصف التركي في مدينة كوباني/عين العرب، وقد طالب بعضهم بإخفاء هوياتهم أو أية تفاصيل قد تدل عليها، لأسباب أمنية، وعليه استخدمت أسماء مستعارة للدلالة عليهم أدناه.

لقراءة التقرير كلاً وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.

أو على الرابط البديل التالي

kobane2025-  PDF

المصدر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة