تعرض شاب مسيحي من عائلة ناصيف للاعتقال والتعذيب في فرع الخطيب بدمشق، بعد توقيفه عند حاجز تابع للأمن العام. وبحسب روايته لـ”المدن”، أوقفه عناصر الحاجز الساعة الثالثة فجراً أثناء تجواله في شوارع القصاع وباب توما وبرج الروس، ووجدوا في سيارته زجاجتي مشروب كحولي، فانهالوا عليه بالضرب والإهانات قبل اقتياده إلى الفرع.
في فرع الخطيب، تعرض الشاب لتعذيب منهجي شمل الضرب والشتائم الطائفية، ثم نُقل إلى فرع آخر لم يتمكن من تحديد موقعه. وخلال احتجازه، طالب رجل ملتحٍ بأن ينطق الشهادتين ويحفظ ثلاث عشرة آية قرآنية يوميًا، مهددًا بإعدامه. يقول الشاب لـ”المدن”: “كنت في حالة هذيان من شدة الألم، ولم أعد أشعر بجسدي”.
بعد 15 يومًا من التعذيب، تمكنت عائلته من تحديد مكانه بدعم من الكنيسة، ودفعت 10 آلاف دولار لإخلاء سبيله. يروي شقيقه “م. ناصيف” لـ”المدن”: “عشنا أيامًا عصيبة قبل أن نعرف مكانه، ثم بدأت رحلة المساومة لإخراجه”. بعد إطلاق سراحه، نُقل الشاب إلى بيروت لتلقي العلاج النفسي، وتقدمت عائلته بطلب لجوء إلى إحدى الدول الأوروبية.
فرع الخطيب
في قاموس نظام الأسد، كان “فرع الخطيب” واحداً من أكثر مراكز الاعتقال رعباً، يُدار من الفرع 251 التابع لمديرية المخابرات العامة. هناك، مورِس التعذيب المنهجي والممنهج، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي، ما أسفر عن عدد كبير من الوفيات، وثّق بعضها بالصور المصور فريد المدهان. لاحقاً، بات الفرع يُعرف في أوساط السوريين باسم “فرع أسماء الأسد”، إذ كانت تودِع فيه كل التجار الذين يرفضون دفع الجزية لها.
واليوم، يعود الفرع بواجهة جديدة وأشخاص آخرين بعد استلام هيئة تحرير الشام السلطة، لكن فعل التعذيب لم يتغير.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=73872




