يصادف اليوم ذكرى مرور 39 عاماً على رحيل الشاعر الوطني هيمن موكرياني، الذي يعتبر أحد أعظم شعراء الأدب الكردي.
هو محمد أمين شيخ الإسلام موكرياني، وُلد في ربيع عام 1921 في قرية لاچين ضمن منطقة موكرياني التابعة لمدينة مهاباد، تعد عائلته واحدة من العائلات المعروفة في المنطقة، والده، سيد حسن موكرياني، ينتمي لعائلة ملا جامي جوري، ووالدته زينب ابنة برهان شياهي.
خلال طفولته، كان يستمع إلى قصص وأساطير وشعراء معروفين في منطقته، بعد ذلك، أرسله والده إلى مدينة مهاباد للدراسة،بعد نجاحه في المدرسة الابتدائية، ألحقه والده بالمدرسة الدينية برهان شيخو حيث درس العلوم الدينية والعلمية، وفي هذه الفترة، تلقى دروساً من الشاعر الكردي الكبير هجار.
تأثير المعلم فوزي في حياته
يشير هيمن أن أستاذه في الحياة هو المعلم فوزي قائلاً: “يمكنني بفخر أن أقول إنني تعلمت الكثير من المعلم فوزي خلال سنة ونصف، لقد شجعني، وأعادني إلى المسار الصحيح، وفتح لي أبواب العلم والمعرفة ووجهني في حياتي، من دون شك، لو لم أستفد من تعاليم المعلم فوزي بدونه ، لما كنت الشخص الذي أنا عليه اليوم، بفضله، تعلمت أنني كردي، وأن الشعب الكردي شعب محروم من حقوقه ، وأن أطفال الكرد يجب أن يضحوا من أجل التحرر، وأن يقدموا أرواحهم من أجل هذا، لقد علمني كيف أحقق شغفي الأدبي وأكون واضحاً في كتابتي، تعلمت منه كتابة الشعر وقراءة القصائد، كما أنه شجعني على حب بلدي، علمني أن الكردية لغة قادرة على إنتاج أعمال أدبية قوية وغنية، وتوصل رسالتها إلى العالم.”
بعد إنهاء دراسته، توجه هيمن إلى سيد عبدالله سيد مينة، يُقال إن المعلم الحقيقي لهيمن كان سيد عبدالله سيد مينة، حتى بلوغه السابعة عشر من عمره، درس في قرية كولجي بحضور هذا المعلم.
بعد مرور سبعة عشر عاماً، انتقل إلى قرية شيلانوا ويعود إلى بلده، كان يعمل خلال اليوم في الزراعة، ويواصل دراسته في المساء،بهذه الطريقة، يشعر أكثر بالمسؤولية كفلاح ومزارع.
أول كتبه “الظلام” و”النور
على مدى سنين، بدءا في كتابة قصائده الأولى، كان والده يحرق دفاتره التي كان يكتب فيها، لكن هيمن لم يتخلى عن الكتابة، بدءً من عامه الواحد والعشرين، بدأ بنشر قصائده، تم نشر أول كتبه “الظلام” و”النور خارج البلاد.
في عام 1942، مع رفيقه الشاعر هجار موكرياني، أصبح عضواً في جمعية حياة الكرد التي بدأت نشاطاتها في سبيل حرية كردستان، بعد انهيار جمهورية مهاباد، خرج من شرق كردستان وتوجه نحو جنوب كردستان، يعتبر هيمن أحد أهم الشعراء الثوريين في كردستان.
أكتب الشعر لأجعل كلماتي خالدة
في عام 1979، بعد سقوط الحكم الاستبدادي للشاه، انضم إلى أعضاء اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، لكنه سرعان ما خرج من هذه اللجنة بعد فترة، كان يسعى للاستفادة من الفرص المتاحة لخدمة اللغة والأدب الكردي.
في حوار له مع الكاتب محمد أوزون عام 1979، قال شاعر الشعب الكردي هيمن: “أنا أكتب شعري لأجعل كلماتي خالدة، مثلما استمر وجود الشعب الكردي من خلال قصة مام وزين، أكتب فقط لأجل الكرد والعاملين، أكتب الشعر لأجل الشعر.
مكانته في العديد من المجلات والصحف
في عام 1983، أنشئ في أورميه دار النشر صلاح الدين الأيوبي، في عام 1985، بدأ إصدار مجلة “سيروا” التي كانت تحتوي على مواد غنية، وصدرت كل شهر من دار نشره مجلة “سيروا” تمكنت من الحصول على جمهور واسع في حركة التنوير والأفكار الكردية وأخرجت أنشطة جديدة في شرق كردستان، لذلك، كانت المجلة مصدر للقراءة والكتابة الكردية .
يظهر تعاطفه وحبه لوطنه في قصائده
خلال السنوات الأخيرة من حياته، عاد هيمن موكرياني إلى الوطن ليعمل في مجالات متعددة، ومع ذلك، تظل مهمته الأسمى خدمة اللغة والثقافة الكردية، لذلك، كان يتنقل بين قريتي شيلانوا وأورميه باستمرار، كان يذكر وطنه في قصائده، ويتجلى حبه والتزامه تجاه كردستان.
بين الشاعر، الكاتب، والمترجم، كتب حميم موكراني العديد من الأعمال الأدبية الغنية خلال السنوات التي أمضاها بعيداً عن وطنه وعائلته، منها: “الظلام والنور” (1976)، “نالي جودايي” (1979)، “باشيروك” (1983)، “تحفة مزفري” (، “كرديكان الأسطورية”، “حول غصن الزهور وورد النرجس”، “الأمير والماسك”، و”تحليل لرواية قلاع دمدم” (للأديب عربا شمو)، بالإضافة إلى “هەواری خالی”، وعدد من المقالات والتحليلات حول اللغة والثقافة الكردية.
توفي في عمر 65 عاماً في أورميه، كانت حياته مليئة بالصعوبات، كل من عرفه عن قرب يتذكر أفكاره، وأخلاقه، وإيمانه بالثقافة الكردية، وحبه لبلاده وقصائده القوية، العميقة، والغنية.
وبعد إصدار 17 عددا من المجلة توفي يوم 18 نيسان 1986 في مستشفى “أورمية” بعد مسيرة حافلة بالنضال الوطني ،وتم إعادة جثمانه إلى محافظة “مهاباد” وبناء على وصيته دفن في مقبرة الشعراء والأدباء في المحافظة .
يذكر أن للشاعر “هيمن موكرياني 12 من المؤلفات والترجمة منها “ناله ى جودايي، تاريك و روون، باركه ى ياران، قه لاى دم دم، هه وارى خالى، باشه روك، شازاده و كه دا، جه بكى كول، جه بكى نيركز، ئه فسانه كورديه كان” وكتب ومؤلفات أخرى.
المصدر: روج نيوز
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=67294