الثلاثاء, نوفمبر 5, 2024

صالح مسلم يعلق على النقاشات الدائرة حول القضية الكردية في تركيا وشمال كردستان

قال عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم إن القضية الكردية في هذه المرحلة تتطلب حلاً، وأضاف “ربما هناك ألاعيب، لكن علينا ألا نخطئ، إننا رواد الديمقراطية في الشرق الأوسط، لذا يقع على عاتقنا اليوم لعب دور تاريخي”.

وفي حوار مع وكالة هاوار الكردية تطرق مسلم، إلى النقاشات الدائرة حول القضية الكردية في تركيا وشمال كردستان، مشيراً إلى إمكانية أن تتغير السيادة، والحدود، والدول والحكومات وغيرها. مبيناً أن الأتراك لن يستطيعوا فعل أي شيء إن لم يحلوا القضية الكردية.

فيما يلي نص الحوار:

* تزايد الحديث عن القضية الكردية في تركيا وشمال كردستان مؤخراً، وأدلت السلطة التركية ببعض التصريحات، فمن جهة يتحدثون عن الحل والحوار، ومن جهة أخرى، يقولون: “ليست هناك قضية كردية، سنهاجم بشتى أنواع الأسلحة” وهم يهاجمون بالفعل، فكيف تقيّمون هذا؟

تتغير الأمور في الشرق الأوسط، يقول البعض “تشهد منطقة الشرق الأوسط حرباً عالمية ثالثة”، وهذا صحيح، لقد تغيّرت معالم العالم مع كل حرب عالمية، والحرب الحالية تؤدي إلى تغييرات في النظام، أسفرت الحرب العالمية الأولى عن نشوء الدول والقوميات، وفي الحرب العالمية الثانية انقسم العالم إلى قسمين (قطبين) وانهار هذا النظام بعد عام 1990، لذا كانت هناك حاجة إلى نظام جديد، ويُسمى هذا الآن بالحرب العالمية الثالثة، ويمكن أن تتغير أمور عديدة في هذه المرحلة الجديدة، يمكن أن تتغير السيادة، والحدود، والدول والحكومات وغيرها، إن هذه العملية مستمرة منذ عام 2010 وما يحدث في الشرق الأوسط اليوم، يقع ضمن هذا الإطار، حيث يجري القضاء على القوى التي تعرقل هذه العملية، ومن بين هذه القوى حماس وحزب الله.

ترى تركيا هذا جيداً، يقول أردوغان: “إن إسرائيل ستهاجمنا” وهذا غير ممكن على الصعيد الجغرافي، لكن أردوغان لا يريد القول “إن العالم يتغير” إن الظروف في الشرق الأوسط تتطلب ذلك، لم تقم تركيا بإيقاف حربها ضد الكرد منذ 10 سنوات، وكان قائد الشعب الكردي والمفكرون الكرد يقولون لهم: “إن قمتم بحل القضية الكردية سينتصر الكرد والأتراك معاً، يمكن أن تكونوا (تركيا) قوة عظمى في الشرق الأوسط” لكنهم تجاهلوا ذلك، وقد أدركوا الآن مدى الحاجة إلى التغيير وفهموا أنهم لن يستطيعوا فعل أي شيء إن لم يحلوا القضية الكردية، فقد أدت الحرب المستمرة منذ 10 سنوات إلى إفلاسهم على الصعيد الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي، وهي مضطرة لإيجاد سبيل للحل، وهذا السبيل هو حل القضية الكردية، لكنهم لم يقتنعوا حتى الآن.

لقد أدلوا بالعديد من التصريحات، لكن الخطوة الوحيدة المتخذة حتى الآن هي التحية، باستثناء ذلك ليست هناك أي خطوة ملموسة، كما أنهم يتراجعون عن تصريحاتهم دائماً، لقد رأينا هذا في عملية دولمة بهجة عام 2015، فحينها لم يعجبهم الأمر وقلبوا الطاولة رأساً على عقب، على الكرد أن يتعلموا من تجاربهم، لقد كانت هناك تصريحات شبيهة في عهد تورغوت أوزال أيضاً، لكنهم تراجعوا عنها، وفي عام 1993 أيضاً كانت هناك عملية مشابهة لكن الأتراك أفسدوها، كما كانت هناك محاولة أخرى في عهد أرباكان عام 1998، لكن الفاشية التركية أفسدت الأمر مجدداً، وحدث الأمر ذاته خلال عملية أوسلو، وفي عام 2015، علينا التعلم من هذه التجارب، صحيح أن المعطيات والظروف الخارجية والداخلية تجبرهم على التقدّم خطوة، لكن ألاعيب العثمانيين لا تنتهي، ولم يتخذوا أي خطوة ملموسة حتى الآن.

* أدلى المسؤولون الأتراك بتصريحات مشابهة خلال مرحلة انطلاق ثورة روج آفا، لقد دعوكم إلى أنقرة، ثم وصفوكم أنتم وحزبكم بـ “الإرهابيين” فإذا قارنتم بين تلك المرحلة والآن، ماذا تقولون؟

خلال أعوام 2013، 2014، 2015 كنا، وما زلنا، نبرز كقوة حديثاً، ولم تكن القوى الدولة تعترف بنا، وكانت معركتنا ضد جبهة النصرة، والإخوان وغيرهم، لقد اقتادتهم تركيا لمواجهتنا، حينها كانت تركيا تتعرف إلينا حديثاً، وكانوا يقولون “مجموعة حديثة التأسيس” لذا كانوا يريدون قلب الموضوع، كانوا يقولون “سنستدعيهم ونتعامل معهم ونرضيهم في التغييرات التي ستحدث في الشرق الأوسط، سنخدعهم ونضمهم إلى الإخوان” هذه كانت محاولاتهم، حينها زرت أنقرة وإسطنبول مع الرفيقتين إلهام أحمد وآسيا عبد الله، لقد اجتمعنا معهم، فوجدوا أننا لن ننضوي تحت جناح الإخوان وأننا اخترنا الخط الثالث في سوريا، فصنفونا جميعاً كـ “إرهابيين”.

* هل يا ترى الوضع الحالي مشابه لتلك المرحلة؟

هناك ألعوبة، حينها أيضاً كانت هناك ألعوبة والآن أيضاً، ربما تكون الألاعيب مختلفة، أي في موضوع الكرد، إلى أي مدى سيتمكنون من إبعاد الكرد عن أهدافهم دون منحهم شيئاً وخداعهم، ليقولوا على وسائل الإعلام: “قمنا بذلك” لكن دون أن يقوموا بأي شيء على أرض الواقع، حينها كانت هذه الألعوبة على روج آفا فقط، لكنها الآن على جميع الكرد.

* التقى القائد عبد الله أوجلان مؤخراً بنجل شقيقه والنائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، عمر أوجلان ووجّه رسالة مهمة، فكيف تقيّمون هذا؟

إن اللقاء من حق القائد والشعب الكردي، وجاء هذا اللقاء بعد 4 سنوات من العزلة التامة، وهذا أمرٌ في غاية الأهمية بالنسبة لنا ولشعبنا، كنا قلقين حول الوضع الصحي لقائد الشعب الكردي، وقد أرسل تحياته إلى شعبه وهو يتابع الوضع، إنه يقول: “لدي القوة النظرية والعملية إن سنحت الفرصة” إنه يتمتع بالقوة الدولية، وأنظار العالم أجمع متجهة إليه، والباقي يتوقف على الطرف الآخر، وإلى أي مدى هم صادقون، هذا ما سيتضح.

* برأيكم، هل ستتخذ الدولة التركية هذه الخطوة أم لا؟

ليس هناك حل آخر، فالمعطيات الخارجية والداخلية تفرض عليهم ذلك، إن قائد الشعب الكردي هو المفتاح، هناك ألاعيب عثمانية، يريدون تحجيم القضية والتخلص منها، لكن خلاصهم مرتبط بقائد الشعب الكردي، لقد حان الوقت، ولم يعد بإمكانهم أن يقولوا: “نرفض” لذا يقولون الآن: “لنبذل جهدنا على منحهم القليل وإقناعهم بالقليل”.

* ما المطلوب للتوصل إلى حل أو خوض عملية صحيحة؟

يجب تهيئة الظروف لقائد الشعب الكردي، القائد عبد الله أوجلان، للتواصل مع شعبه وحركته والناس بحرية، دون وجود هذه الظروف، لا يمكن تحقيق شيء، وحينها لا يمكننا الحديث عن أي عملية، هذه ضرورة، ولخوض هذه العملية أو بدء هذه المرحلة يجب تهيئة الظروف، فإن كنتم تريدون السلام، فعليكم أولاً إعطاء فرصة لقائد الشعب الكردي.

أتذكر أنه خلال عملية دولمة بهجة، كان القائد يصرّ على نقل القضية إلى البرلمان التركي، لأن ذلك يكسبها الطابع الرسمي من جهة، ويجعل الشعب بأسره يناقشها من جهة أخرى، يجب مناقشة هذه القضية في البرلمان، فالشعب الكردي يريد المساواة ولا شيء آخر.

* إلى أين يتجه الوضع باعتقادكم؟

إن المرحلة الراهنة في العالم والشرق الأوسط يحتّم حل القضية الكردية، فإن كنتم ترغبون بالاستقرار في الشرق الأوسط، سوريا وتركيا وباقي الأماكن، عليكم حل مشكلاتكم، لقد أدركت القوى الدولية والقوى الإقليمية أيضاً هذا، وبقدر ما تحيك من ألاعيب بقدر ما يتأخر الحل، وليس من الجيد التأخير أو المماطلة، يجب التوصل إلى حل، وكيفية الحل تعتمد على الشعب الكردي والشعوب الأخرى، قد تكون هناك ألاعيب، لكن علينا ألا نخطئ، لقد تعرض الشعب الكردي للقمع والاضطهاد مرات عديدة على مر التاريخ، لكنه قاد الإنسانية أيضاً، والآن أيضاً، يبني الشعب الكردي مع الشعوب الأخرى الوحدة والاستقرار، إننا رواد الديمقراطية في الشرق الأوسط، لذا يقع على عاتقنا دور تاريخي، والقوى الدولية أدركت ذلك، وعلينا مواصلة نضالنا في ضوء هذه الحقيقة.

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية